كيف تتحدث بطلاقة أمام الجمهور؟

مخاطبة الجمهور فن ومهارة يمكن تعلّمها بالتدريب المستمر، من خلال هذه المقالة سوف نذكر نصائح مفصَّلة لمساعدتك على التغلب على مخاوفك من التحدث أمام الجمهور فتابعوا معنا.

Share your love

ما يحدث هو أنَّ آلية دفاع جسمك تستجيب عن طريق تحفيز جزء من دماغك ليفرز الأدرينالين في الدم وهي المادة الكيميائية نفسها التي تُفزَر عندما يطاردك أسد مثلاً؛ لذا إليك نصائح مفصَّلة لمساعدتك على التغلب على مخاوفك من التحدث أمام الجمهور:

1. جهِّز نفسك ذهنياً ونفسياً:

نحن مجبولون على إظهار القلق ونتعرف إليه عند ظهوره لدى الآخرين، فإذا كان جسدك وعقلك قلقين، فسوف يلاحظ جمهورك ذلك؛ لذلك فمن الهام أن تستعد قبل العرض حتى تصل إلى المنصة واثقاً من نفسك، وهادئاً، وجاهزاً.

يقول “بوب بروكتور” (Bob Proctor)، الفيلسوف الكندي ومؤلف كتاب “وُلدتَ غنيَّاً” (You were born rich): “عالمك الخارجي ما هو إلا انعكاس لعالمك الداخلي، وما يحدث بداخلك يبرز إلى العلن”.

تساعد ممارسة الرياضة الخفيفة قبل العرض التقديمي على تنشيط الدورة الدموية وإيصال الأوكسجين إلى الدماغ، ومن ناحية أخرى، تساعد التمرينات العقلية على تهدئة العقل والأعصاب، وفيما يلي بعض الأمور التي تستطيع القيام بها للاستعداد نفسيَّاً وبدنيَّاً قبل إلقاء الخطاب:

1. 1. الإحماء:

يُعَدُّ الإحماء من الطرائق المفيدة لتهدئتك عندما تشعر بالتوتر، فإذا كنت متوتراً، فمن المحتمل أن يتوتر جسمك أيضاً، وتتشنج عضلاتك، أو تتصبب عرقاً، والجمهور سيلاحظ أنَّك متوتر. فإذا لاحظت أنَّ هذا هو بالضبط ما يحدث لك قبل دقائق من إلقاء الخطاب، فقم ببعض تمرينات الاستطالة ليسترخي جسمك.

من المفيد أن تقوم بالإحماء قبل كل خطاب، فهذا يرفع من القدرات الوظيفية للجسم ويزيد كفاءة العضلات، ويحسِّن استجابتك وحركاتك، إليك بعض تمرينات الاسترخاء لتقوم بها قبل العرض:

  1. تدوير الرقبة والكتفين، فالتوتر والقلق يمكن أن يسبباتقلصاتٍ في هذه المنطقة مما يجعلك تشعر بالانزعاج خاصةً في وضعية الوقوف؛ حيث يخفف هذا التمرين التوتر والضغط في الجزء العلوي من الجسم، كما يركز على تدوير الرأس والكتفين مما يؤدي إلى إرخاء العضلات.
  2. تمديد الذراعين، فغالباً ما نستخدم هذا الجزء من عضلاتنا عند إلقاء خطاب أو تقديم عرض من خلال إيماءات وحركات اليد، وتمديد هذه العضلات يمكن أن يقلل من إجهاد الذراع، ويُشعرك بالاسترخاء، ويحسِّن لغة الجسد.
  3. تدوير الخصر، ضع يديك حول خصرك وحرِّكه حركةً دائرية؛ حيث يركز هذا التمرين على إرخاء منطقة البطن وأسفل الظهر وهو أمر ضروري كون تشنج هذه المنطقة يمكن أن يسبب عدم الراحة والألم ويفاقم الإحساس بالقلق.

1. 2. الحفاظ على رطوبة جسمك:

هل شعرت يوماً بالعطش قبل ثوانٍ من الكلام، ثم بدا صوتك أجشاً وخشناً بعد أن صعدت إلى المنصة؟ السبب في هذا أنَّ الأدرينالين المُفرز بسبب رهاب الوقوف على المنصة يؤدي إلى جفاف الفم.

ولتتجنب ذلك، من الضروري أن تحافظ على رطوبة جسمك قبل إلقاء الخطاب، فرشفة من الماء ستفي بالغرض. كما يجب أن تشرب باعتدال حتى لا تشعر بحاجة مُلحة لدخول الحمام، وحاول تجنُّب المشروبات السكرية والكافيين؛ وذلك لأنَّها مدرَّة للبول مما يعني أنَّك ستشعر بالعطش؛ وهذا بدوره سيزيد من قلقك.

1. 3. التأمُّل:

يُعرف التأمل بأنَّه أداة قوية لتهدئة العقل. يرى “دان هاريس” (Dan Harris) مُقدِّم البرامج الحوارية في شبكة إيه بي سي (ABC) التلفزيونية ومؤلف كتاب أسعد بمقدار 10% (10% Happier) أنَّ التأمل يمكن أن يساعد الأفراد على الشعور بالهدوء بشكل ملحوظ.

فالتأمل بمنزلة تمرين لعقلك يمنحك القوة والتركيز لتصفية ذهنك من السلبية والتشتت وكل ذلك عبر كلمات التشجيع، والثقة؛ لذا تأمل اليقظة الذهنية، طريقة شائعة لتهدئة نفسك قبل الصعود إلى المنصة.

ويتضمن التأمل الجلوس بوضعية مريحة، والتركيز على التنفس ومن ثم حصر اهتمامك بالحاضر دون القلق بشأن الماضي والمستقبل، وهي مخاوف من شأنها أن تجعلك ترتبك على المنصة.

2. ركز على هدفك:

أحد الأمور الشائعة لدى الأشخاص الذين يخافون التحدث أمام الجمهور، هو التركيز المفرط على أنفسهم وعلى احتمالية الفشل؛ لذا لا تسأل نفسك “هل أبدو لطيفاً؟” و”ماذا لو لم أتذكر ماذا أقول؟”؛ بل ركِّز على هدفك الوحيد والحقيقي وهو تقديم شيء ذي قيمة للجمهور.

حدد التقدم الذي تريد لجمهورك أن يحققوه بعد عرضك، ولاحظ حركاتهم وتعابيرهم إزاء كلامك لتتأكد أنَّهم ينصتون، وفي حال لم يكن تركيزك فعالاً في أثناء الخطاب فاجعله كذلك، ويعدُّ هذا أيضاً مفتاحاً لبناء الثقة في أثناء العرض؛ حيث يمكن للجمهور أن يرى بوضوح أنَّك تهتم بمصلحتهم.

3. فكر بإيجابية وابتعد عن السلبية:

يتصارع جانبان لدى كل منا، أحدهما مفعم بالشجاعة والقوة، والآخر مليء بالشك وانعدام الأمن. ولك الخيار في تقوية أحدهما على حساب الآخر.

إذا سألت نفسك مثلاً: “ماذا إن أخطأت في هذا الخطاب؟ ماذا لو لم أكن مقبولاً بما فيه الكفاية؟ ماذا لو نسيت ما أريد قوله؟”، لا تستغرب من شعورك بالتوتر عند تقديم عرض. فأنت تحبط نفسك قبل أن تحصل على فرصة لإثبات الذات.

يُعرف هذا باسم النبوءة ذاتية التحقق، وهو اعتقاد يتحقق لأنَّنا نتصرف كما لو كان الأمر واقعاً؛ فإذا كنت تعتقد أنَّك غير كفء، فسيصبح هذا صحيحاً في النهاية.

يقول كوتشز التحفيز إنَّ العبارات الإيجابية والتشجيعية تُعزز ثقتك بنفسك في اللحظات الأكثر أهمية؛ لذا قل لنفسك: “سأؤدي هذا الخطاب ويمكنني أن أنجح”، واستفد من تدفُّق الأدرينالين لديك لتقوِّي جانبك الإيجابي بدلاً من التفكير السلبي الذي يؤدي إلى القلق.

شاهد بالفديو: 8 طرق هامة لتعلّم فن مخاطبة الجمهور

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/g2xpN3Q6mI8?rel=0&hd=0″]

4. افهم مضمون الخطاب:

تساعدك معرفة محتوى الخطاب معرفةً جيدةً على تخفيف التوتر؛ وذلك لأنَّه لم يتبق شيء لتقلق حياله، والطريقة لتحقيق ذلك هي التدرب على الخطاب مرات عدَّة قبل الخطاب الفعلي.

لكن لا يُنصح بحفظ النص حرفياً، فقد تُصاب بالذعر إذا نسيت شيئاً منه، بالإضافة إلى أنَّ ذلك يعرِّضك لخطر الظهور بمظهر الشخص المتكلف الذي يصعب التواصل معه.

يقول “بوب بروكتور” (Bob Proctor): “لن يجعلك أي قدر من القراءة أو الحفظ ناجحاً في الحياة؛ إنَّ فهم الفكر الحكيم وتطبيقه هو المهم”؛ لذا يرتكب العديد من الأشخاص خطأ عندما يقرؤون من ورقة الخطاب أو يحفظون النص حرفياً، من دون فهم محتواه، ومن المؤكد أنَّ هذا يوتِّرهم.

إنَّ فهم سياق الخطاب ومحتواه يسهل عليك التعبير عن أفكارك ومفاهيمك بمفرداتك الخاصَّة ومن ثم شرحها للآخرين كأنَّك تُجري حديثاً، ويعدُّ تصميم ورقة الخطاب بحيث تتضمن علامات تذكيرية أسلوباً سهلاً لضمان تذكُّر السياق في حال نسيانه.

تتمثل إحدى طرائق الفهم في حفظ المفاهيم أو الأفكار الشاملة التي يتضمنها العرض، هذه الطريقة ستجعلك تبدو طبيعياً أكثر في حديثك وستجعلك تتألق، كما لو أنَّك تصطحب جمهورك في رحلة تتضمن بعض المعالم الرئيسة.

5. تدرَّب قبل الصعود إلى المنصة:

الكثير منا ليسوا على استعداد للتحدث بشكل طبيعي أمام جمهور، وهذا حال معظم الناس، ونادراً ما يقف الأشخاص أمام جمهور كبير ويقدمون عرضاً لا تشوبه شائبة دون أي تحضير، بينما يجعل بعض كبار المتحدثين الأمر يبدو سهلاً، والسبب أنَّهم أمضوا ساعات لا تُحصى من التدريب الجدِّي خلف الكواليس.

حتى كبار المتحدثين، مثل الرئيس الأمريكي الراحل “جون ف. كينيدي” (John F. Kennedy)، كانوا يقضون شهوراً في تحضير خطاباتهم؛ وذلك لأنَّ التحدث أمام الجمهور – مثل أي مهارة أخرى – يتطلب الممارسة، سواء كان ذلك بالتدرب مرات عدة أمام المرآة، أم بتسجيل الملاحظات، وكما يقول المثل: “التدريب يحقق الإتقان”.

6. لا تتصنَّع:

الشعور بالتوتر قبل الصعود للتحدث أمام الجمهور ليس عيباً؛ حيث يتوتر الكثير من الناس من التحدث أمام الجمهور؛ وذلك لأنَّهم يخشون أن يُحكم عليهم بسبب ظهور نقاط ضعفهم وحقيقة شخصيتهم.

لذا توقَّف عن محاولة تقليد أحدهم في تصرفاته وحديثه وستكتشف أنَّ الأمر يستحق المجازفة وستغدو حقيقياً ومرناً وتلقائياً أكثر، مما يسهل عليك التعامل مع المواقف المُفاجئة سواء كانت سؤال غير متوقع من الجمهور أم مشكلة تقنيَّة طارئة.

ويعدُّ اكتشاف أسلوبك الحقيقي في الحديث أمراً سهلاً؛ ما عليك سوى انتقاء موضوع أو قضية تثير شغفك ومناقشتها كما لو كنت تفعل ذلك مع العائلة أو صديق مقرب؛ حيث يشبه الأمر إجراء محادثة في إطار شخصي بينك وبين شخص آخر.

والطريقة الرائعة للقيام بذلك على المنصة هي اختيار فرد لا على التعيين من الجمهور والتحدث كما لو كنت توجِّه الحديث إليه. سترى أنَّ هذه الطريقة أسهل من محاولة التواصل مع الجمهور بأكمله.

وقد يستغرق الشعور بالارتياح لتكون على طبيعتك أمام الآخرين بعض الوقت وبعض الخبرة، ويعتمد هذا على مقدار ارتياحك في التصرف على سجيتك أمامهم، لكن عندما تتبع هذه الطريقة بانتظام، فإنَّ رهاب الوقوف على المنصة لن يكون مخيفاً كما كنت تعتقد في البداية.

7. قيِّم خطابك بعد تأديته:

إذا أديت خطاباً وصُدمت بسبب نتائجه السيئة، فحاول النظر إليها كدرس تعلمته لتحسِّن من نفسك كمتحدث، والتزم بالملحوظتَين التاليتَين:

7. 1. لا توبخ نفسك بعد الخطاب:

عندما تنتهي من تقديم عرضك أو خطابك، امنح نفسك بعض التقدير والدعم؛ لقد أنهيت ما يجب عليك القيام به ولم تستسلم، ولم تسمح لمخاوفك أن تسيطر عليك؛ لذا اعتز بعملك وثق بنفسك.

7. 2. حسِّن خطابك التالي:

يحقق التدريب الإتقان كما ذكرنا آنفاً؛ فإذا كنت ترغب في تحسين مهارة التحدث أمام الجمهور، فاطلب من شخص ما تصويرك في أثناء إلقاء خطاب ثمَّ شاهد ولاحظ ما يمكنك فعله لتحسين نفسك في المرة القادمة، إليك بعض الأسئلة لتطرحها على نفسك بعد كل خطاب:

  • كيف أبليت؟
  • هل يجب عليَّ تحسين بعض النقاط؟
  • هل بدوت متوتراً؟
  • هل تلعثمت؟ ولماذا؟
  • هل كنت أتوقف أكثر من اللازم؟
  • كيف كان سياق الخطاب؟

اكتب كل ما لاحظته واستمر في التدريب والتحسين، ومع الوقت ستتمكن من علاج مخاوفك من التحدث أمام الجمهور بشكل أفضل وستظهر بمظهر أكثر ثقة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!