كيف تتخلص من المعتقدات السلبية التي تمنع وصولك إلى أقصى إمكاناتك؟

المعتقدات سلسلة من المبادئ، أو القواعد، أو الأفكار الراسخة في لاوعينا، والتي اكتسبناها خلال سنوات نشأتنا؛ فهي نتاج ما زرعه، إما أصحاب النفوذ أو تجاربنا الخاصة التي عايشناها في عقولنا. من خلال السطور القادمة سنتعرف على كيفية التخلص من المعتقدات السلبية التي تؤثر علىينا بشكل أو بأخر.

وفقًا للكاتب جوزيف أوكونور (Joseph O’Connor)، والكوتش التنفيذية والمؤلفة أندريا لاجز (Andrea Lages) في كتابهما “الكوتشينغ باستخدام البرمجة اللغوية العصبية” (Coaching with NLP)، فإنَّ المعتقدات هي مبادئ العمل؛ أي إذا كنتَ تريد أن تعرف ما يعتقده شخص ما، فانظر إلى تصرفاته وليس معتقداته، حيث يبني كل واحد منا معتقداته الخاصة بناءً على تجاربنا، ولكن بعد ذلك نتصرف كما لو كان ما عايشناه حقائق مطلقة؛ أي بعبارة أخرى، نحن نتاج ما نفعل،

وإذا راقبتَ شخصاً ناجحاً، فسترى بالتأكيد أنَّه يؤمن بمجموعة من المعتقدات القوية، فقد قادته تجاربه إلى الاعتقاد بأنَّه لا يوجد شيء أو لا أحد يمكِنه الوقوف بينه وبين هدفه، بوعي أو بغير وعي.

ولكن من ناحية أخرى، هناك أيضاً أشخاص لديهم معتقدات محدودة؛ حيث يستيقظون كل يوم ويقولون لأنفسهم: إنَّ النجاح صعب، أو يعتقدون أنَّ الآخرين أفضل منهم، أو إنَّ النجاح يتطلب الحظ، أو إنَّ الدخل الثابت أكثر أماناً، وما إلى ذلك. فهذه الأنواع من المعتقدات هي السبب الذي يمنعنا من تحقيق أهدافنا، والسبب الذي يكمن وراء ذلك هو الخوف الذي يمنعنا من التطور، ولا يسمح لنا برؤية فرص التطور الواقعية، إذاً للتخلص من المعتقدات التي تحد من قدراتك على النمو، عليك تطوير عملية تفكير واعٍ من خلال اتباع 10 خطوات تتضمن الأسئلة التي ستقودك إلى التساؤل عن تأثير المعتقدات المحدودة، واستبدالها بمعتقدات قوية.

1. تحديد المعتقدات التي تحد من قدراتك:

يتم ذلك من خلال طرح أسئلة على نفسك؛ فلماذا تحدث معك هذه الأمور كثيراً؟ ومَن قال لك إنَّ الأمور يجب أن تكون كما هي عليه الآن؟ وما الذي يجعلك تفكر في هذا الأمر؟ وتتضمن بعض الأمثلة على المعتقدات المحدودة الاعتقاد أنَّ جميع الناس يتمتعون بالقدرات ذاتها، أو اعتقادك بأنَّك لن تتمكن أبداً من تحقيق ما تريد، أو أنَّك لستَ جيداً في التحدث أمام الجمهور، وما إلى ذلك.

2. الاستفسار عن مصدر تلك المعتقدات:

علينا أن نعرف مصدر معتقداتنا، فهل هي نابعة من تجاربنا، أم زرعها أصحاب النفوذ في عقولنا، أم اكتسبناها من البيئة، وذلك لنتوصل إلى سبب تفكيرنا بهذه الطريقة.

3. تحديد الفوائد التي تعود بها المعتقدات علينا، سواء الإيجابية منها أم السلبية:

المعتقدات كلها لها بعض النقاط الإيجابية، لكن تتغير صحة المعتقدات بمرور الزمن، وعلى سبيل المثال: يتعلم الأطفال ألا يتحدثوا مع الغرباء، وهو أمر صحيح في مرحلة الطفولة، لكنَّه يفقد صحته فيما بعد عندما يكبرون؛ لأنَّه يتعين على الأشخاص أن يتعاملوا مع الناس خارج دائرتهم الاجتماعية، والانسجام في المحيط الاجتماعي، ومن الهام تحديد الأسباب الإيجابية الأساسية الكامنة وراء معتقداتنا، ولماذا فقدَت قيمتها في حياتنا الآن، أو أصبحَت سلبيةً تقف عائقاً في وجه نموِّنا وتطوُّرنا.

4. تصحيح المعتقدات:

علينا التفكير في مدى صحة المعتقدات عندما تصبح عقبةً في وجه تطوُّرنا؛ إذ يجب أن نمنح أنفسنا الفرصة لتغييرها واستبدالها بأخرى جديدة، والتي ستكون انطلاقة عملية تفكيرنا الواعي.

5. استبدال المعتقدات القديمة بأخرى جديدة:

بمجرد أن نتخذ قراراً بتغيير معتقداتنا، يجب أن نستبدلها بأخرى إيجابية، على سبيل المثال: يمكِنك استبدال اعتقاد أنَّك لا تتقن التحدث أمام الجمهور، بأنَّك لا تتمتع بالمهارات اللازمة للتحدث علناً حتى الآن؛ إذ تشير الفكرة الثانية إلى أنَّك لا تمتلك تلك المهارات حالياً، ولكن يمكِنك اكتسابها.

6. تحسين حياتك عبر تطبيق المعتقدات الجديدة:

عليك تحليل السيناريوهات المختلفة وتحسين حياتك من خلال تطبيق المعتقدات الإيجابية الجديدة؛ فوفقاً للمثال السابق، نستنتج أنَّه من خلال اكتساب المهارات الجديدة، لن تتمكن من التحدث أمام الجمهور فحسب؛ بل ستصبح شخصيتك أقوى، ويزيد احترامك لذاتك أمام الآخرين أيضاً.

7. التفكير بالآثار السلبية للمعتقدات الجديدة:

يجب أن نحلل نتائج السيناريوهات السلبية في حالة تطبيق المعتقدات الجديدة، والهدف هنا هو التفكير في مدى ضآلة تأثُّر حياتنا سلباً حين نحاول غرس معتقدات إيجابية جديدة.

شاهد بالفديو: 10 مهارات ناعمة تساعدك على تحسين حياتك المهنية

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/Fvxe-K7f8sA?rel=0&hd=0″]

8. التفكير بأفضل ما قد يَحدث في حياتك في حال استمرارك في تطبيق المعتقدات القديمة:

بعد طرح الأسئلة السابقة، سيكون من الضروري تحليل أفضل سيناريو يمكِن أن يَحدث إذا واصلنا التفكير بالمعتقدات القديمة؛ فمن خلال التفكير في هذا السؤال، سنفهم أنَّنا نواجه العقبات نفسها التي تنطوي عليها المعتقدات القديمة.

9. التفكير بالأثر الإيجابي للمعتقدات الجديدة:

عليك أن تُحدِّد أفضل سيناريو قد يحدث في حياتك إذا طبَّقتَ المعتقدات الإيجابية الجديدة، على سبيل المثال: يمكِن أن يُحسِّن امتلاك مهارات التحدث أمام الجمهور اجتماعات العمل، أو يجعلك بارعاً في إلقاء محاضرات، أو غير ذلك، حيث اعتاد عالِم الفيزياء “أينشتاين” (Einstein) أن يقول: “من الجنون أن تفعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً متوقعاً الحصول على نتائج مختلفة؛ فإذا كنتَ تبحث عن نتائج مختلفة، فافعل أموراً مختلفة”.

10. إنشاء خطة عمل لترسيخ المعتقدات الجديدة:

يجب التأكد من أنَّ المعتقدات الإيجابية الجديدة راسخة في لا وعينا، وأنَّ أفعالنا تتوافق مع طريقة التفكير الجديدة هذه؛ لذلك يجب علينا تطوير خطة عمل صغيرة مع المهام والالتزامات التي تشمل تبنِّي سلوكات جديدة، وتغيير سلوكات قديمة، واتِّباع طرائق جديدة في الحديث والنقاش ترتبط بالمعتقدات الإيجابية الجديدة التي نرغب في تطبيقها في حياتنا؛ إذ يصعب تغيير بعض المعتقدات المقيدة، لأنَّها متأصلة بعمق في عقولنا، ويتطلب القيام بذلك بمفردك مرات عدَّة الكثير من الشجاعة، وفي هذه الحالات، يلزم وجود كوتش معتمَد متخصص في مجال البرمجة اللغوية العصبية.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!