كيف تحمي نفسك من أكثر أمور يندم عليها الناس في نهاية حياتهم؟

تقول الدكتورة والاختصاصية "كارلا ماري مانلي "عندما نكون يافعين، يبدو العالم بالنسبة إلينا شاسعاً ومليئاً بإمكانات ليس لها نهاية، ومع تقدُّمنا في العمر،غالباً ما يغرق الأشخاص الأقل تأملاً في أنفسهم في دوامة من السلبية التي يمكِن أن تؤدي إلى الشعور بالندم".

Share your love

  • “أتمنى لو امتلكتُ الشجاعة لأكون صادقاً مع نفسي، وأعيش الحياة كما أريد”.
  • “أتمنى لو أنَّني لم أعمل بجِد كبير”.
  • “أتمنى لو امتلكتُ الجرأة لأعبِّر عن مشاعري”.
  • ” أتمنى لوأنَّني بقيتُ على تواصل مستمر مع أصدقائي”.
  • “أتمنى لو جعلتُ نفسيأً أكثر سعادةً”.

 ما هو القاسم المشترك بين هذه الأمنيات جميعها؟ إنَّه المشكلات الوجودية التي تتطلب تغييراتٍ هائلة في نمط الحياة في سبيل حلِّها مع مرور الزّمن. مع ذلك، ومع تقدُّمنا في العمر، يتضاءل مقدار الوقت الذي نمتلكه حتى نقوم بهذه التغييرات. فإذاً، ما الذي يمكِنك أن تفعله الآن للعمل من أجل عيش حياة تحميك من الشعور بالندم في نهاية الحياة بغضِّ النظر عن عمرك ووضعك الصحي؟

تقول الدكتورة والاختصاصية “كارلا ماري مانلي” (Carla Marie Manly) ومؤلِّفة كتاب “تحدِّي الخوف بالبهجة” (Joy From Fear): “عندما نكون يافعين، يبدو العالم بالنسبة إلينا شاسعاً ومليئاً بإمكانات ليس لها نهاية، فالوقت والفرص تبدو غير محدودة. مع ذلك، ومع تقدُّمنا في العمر، تصبح التساؤلات وطبيعة الحياة المحدودة تلوح في الأفق بشكل أكبر، حيث يميل أولئك الأشخاص الذين يملكون وعياً ذاتياً إلى الخوض في احتمالات الحياة، وغالباً ما يغرق الأشخاص الأقل تأملاً في أنفسهم في دوامة من السلبية التي يمكِن أن تؤدي إلى الشعور بالندم”.

فكِّر في الأمر بطريقةٍ أخرى: إذا كنتَ تشعر بالندم لأمرٍ معيَّن (أو لأكثر من أمر) يستمر بالتردد في ذهنك، فابدأ بأسلوبٍ بسيطٍ وأدرِج عادةً أو طريقة تفكيرٍ معيَّنة في حياتك اليومية. تقدِّم الدكتورة “مانلي” (Manly) أدناه نصائح حول كيفية تحقيق ذلك بالضبط.

1. “أتمنى لو امتلكتُ الشجاعة لأكون صادقاً مع نفسي، وأعيش الحياة كما أريد”:

إذا كنتَ تتعامل مع هذا النوع من الندم في الوقت الحاضر، فاعمل على التخلص من أيَّة معتقدات تقيِّدك وتخفيها في داخلك عن كيف يجب عليك أن تكون، ولماذا، وبالرغم من وجود عدد لا يُحصَى من الأسباب التي تجعل شخصاً ما يلتزم بمسار معيَّن، فهناك فرصة دائماً للسعي نحو أن تصبح الشخص الذي يمثل جوهرك.

إذا كنتَ مضطرباً لأنَّك لم تكن صادقاً مع نفسك في الماضي، فاعمل على التخلص من المسبِّب الرئيس لهذا الأسف. تقول الدكتورة “مانلي” (Manly): “أُدرِك ندمك عندما يبدأ في التكون في ذهنك، فغالباً ما يظهر هذا الأمر عادةً على شكل حديث ذاتي، فتقول أموراً مثل: “أتمنى لو كان الأمر غير ذلك” أو “كنتُ سأكون أكثر سعادةً لو أنَّ”، ومن ثمَّ التزِم بإجراء تغييراتٍ (حتى لو كانت صغيرةً) تجاه هذه الطريقة في الحياة.

2. “أتمنى لو أنَّني لم أعمل بجِد كبير”:

قد يكون إدراك هذا النوع من الندم أمراً صعباً استناداً إلى مجال عملك والمتطلبات العامة لدورك، حيث يمكِن أن يبدو هذا الأمر بالنسبة إلى معظم الناس على أنَّه وضعٌ لحدودٍ معيَّنة، ومن الممكن أن يعني ذلك أخذ إجازة مدفوعة الأجر إذا كانت هذه الميزة متاحةً لك، أو ربما تتعهد لنفسك بعدم التحقق من بريدك الإلكتروني خلال عطلات نهاية الأسبوع وإرسال هذه الحدود في رسالة إلى مديرك، أو ربما يعني أن تغيِّر اختيارك لوظيفتك الحالية، وأياً كان ما يبدو منطقياً بالنسبة إليك، فإنَّه سيعتمد خصيصاً على اهتماماتك وأهدافك واحتياجاتك.

وبالرغم من ذلك، يمكِن لكل شخص أن يعمل على الالتزام بالمسار الذي يسلكه دون أن يأسف لهذا الخيار، على سبيل المثال: لنفترض أنَّك تركتَ الدراسة في كليَّة معيَّنة، وأحياناً تشعر بالندم تجاه تلك الليالي التي قضيتَها تدرس وتتعب، والتي لم تعني لك شيئاً في الماضي، ولكن عندما تجد نفسك غارقاً في دوامة الأسف هذه، فإنَّك تذكِّر نفسك بأنَّ تلك الليالي كلها في النهاية قد ساهمَت في إرشادك إلى موقعك الحالي في العمل الذي تحبه، ومن الأفضل أن تركِّز على الوقت التي تقضيه حالياً في موقعك الحالي عوضاً عن التركيز في ذلك الوقت الذي أضعتَه سابقاً.

تقول الدكتورة “مانلي” (Manly): “ركِّز على النِّعم التي حصلتَ عليها نتيجة اختيارك لهذا المسار الذي تسلكه؛ فمثلاً، إذا نَدِمَ أحد المدرِّسين المتقاعدين على عدم الذهاب إلى كليَّة الطب في سن الرابعة والعشرين، فمن الهام التركيز على الأمور العظيمة التي حقَّقَها تلاميذك بفضل دعمك وتوجيهك لهم من خلال التدريس”.

3. “أتمنى لو امتلكتُ الجرأة لأعبِّر عن مشاعري”:

تقول الدكتورة “مانلي” (Manly): “اتَّخِذ إجراءً لمعالجة الأفكار التي تتعلق بالندم الدائم لعدم فعل شيء معيَّن، ففي العديد من الحالات يمكِنك أن تفعل شيئاً ما لمعالجة بعض النقاط مهما كانت الرغبة أو الرغبات، على سبيل المثال: إذا أخبرني أحد العملاء بأنَّه يتمنى لو كان أباً أفضل، فأنا أدعمه عن طريق حثِّه على التواصل الشفاف مع أطفاله في الوقت الحاضر”.

4. “أتمنى لو أنَّني بقيتُ على تواصل مستمر مع أصدقائي”:

إذا كنتَ قد قطعتَ تواصلك مع شخصٍ ما في السابق وتريد أن تعيد التواصل معه، فلديك فرصة لإصلاح هذه العلاقة، ولكن إذا لم يفِ هذا الأسلوب بالغرض، فاشغل تفكيرك بشيءٍ آخر.

تقول الدكتورة “مانلي” (Manly): “اغفر لنفسك عن أي خطأ في تصرفاتك، ثمَّ وجِّه طاقتك في إنشاء علاقاتٍ إيجابية مع أحبائك، ووسِّع دائرة أصدقائك”.

5. “أتمنى لو جعلتُ نفسي أكثر سعادةً”:

إنَّ السعادة ليست عبارة عن وجهة بقدر ما هي حالة من الوجود، وعلى الرغم من أنَّ الكثير من العوامل الخارجية قد تؤثر في مستوى سعادتك، فمن المفيد دائماً تبنِّي طريقة تفكير إيجابية، سواء كنتَ تحقِّق ذلك من خلال سرد الأشياء التي كنتَ ممتناً لها، أم القيام ببعض الأعمال الخيِّرة، أو الاستمتاع بلحظاتٍ صغيرة من المتعة، فهناك بالتأكيد استراتيجيات متاحة لتغيير منظورك الشخصي. تقول الدكتورة “مانلي” (Manly): “بغضِّ النظر عن عمرك، لم يَفُت الأوان أبداً على توسيع قدرتك على الحب والتواصل، وأن تكون صادقاً مع نفسك”.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!