كيف تساهم الألغاز في توسيع إمكاناتك؟

يحتاج الدماغ أيضاً إلى التدريب لكي ينمو ويتحسَّن، فدماغنا لديه القدرة على إنشاء روابط جديدة والنمو، ولكن فقط إذا عززناه بنشاطات جديدة ومُعقدة، كما يصبح الذهن من خلال التدريب، أكثر صفاء وموثوقية مع تقدمنا في السن. في هذه المقالة سوف نتعرف على كيف تساهم الألغاز في توسيع إمكاناتك العقلية.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدوِّنة ساريلايا كادا (Sarilaya Cada)، التي تُحدِّثنا فيه عن أهمية ألعاب الألغاز في توسيع إمكاناتنا.

لكن ماذا عن الدماغ؟ ففي نهاية الأمر، العضو المعقد الموجود في جماجمنا هو المُحرِّك الرئيس “والمُبدع” لأفكارنا، ومعتقداتنا، ودوافعنا؛ لذا، كيف لا نولي تدريب أدمغتنا القدر من الاهتمام نفسه الذي نضعه في الحصول على تلك العضلات الست عند ممارسة التمرينات البدنية؟

وفقاً للباحثين والمتخصصين في مجال الصحة الذين تدرَّبوا في جامعة هارفارد (Harvard)، يحتاج الدماغ أيضاً إلى التدريب لكي ينمو ويتحسَّن، فدماغنا لديه القدرة على إنشاء روابط جديدة والنمو، ولكن فقط إذا عززناه بنشاطات جديدة ومُعقدة، كما يصبح الذهن من خلال التدريب، أكثر صفاء وموثوقية مع تقدمنا في السن، وتقل مخاطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية مثل مرض ألزهايمر أو الخرف.

لا يتعلق تدريب الدماغ دائماً بحل المشكلات أو تعلُّم نشاطات جديدة ومُعقدة؛ حيث تُعَدُّ النشاطات الإبداعية مثل الرسم، أو الكتابة، أو تعلُّم أي لغة بالكفاءة نفسها، بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت ترغب في تحسين قدرتك على التركيز والتفكير المنطقي والاستمتاع في الوقت نفسه، فعليك تجربة ألعاب الألغاز، سواء كان ذلك من خلال الألعاب المتاحة على الإنترنت أم خارجها، تتنوع الألعاب تنوعاً مُذهلاً، ويمكنك اختيار تصميمات للعائلة بأكملها أو ألغاز للاستمتاع بها وحدك “ألغاز الكلمات المتقاطعة، أو سودوكو”.

كيف تعمل ألعاب الألغاز على تحسين التركيز والإمكانات؟

الألغاز ليست ممتعة ومليئة بالتحديات فحسب؛ بل أيضاً مُفيدة للغاية في العديد من النشاطات المتعلقة بالدماغ:

1. تعزيز مناطق الارتباط من نصفي الكرة المُخية كليهما:

يخبرنا العلم أنَّ نصفي الكرة المُخية لهما وظائف مختلفة؛ حيث يضم الجزء الأيسر المناطق المُستخدمة في التفكير المنطقي والتحليلي، بينما يدور الجزء الأيمن بالكامل حول الإبداع والتواصل، ولعبة الألغاز التي تحتوي على مكوِّن بصري لديها القدرة على إشراك نصفي الكرة المخية كليهما، مما يجعل عقلك يعمل وقتاً طويلاً.

فمن ناحية، ستحاول العثور على الفكرة الكامنة وراء اللغز، ومن ناحية أخرى، ستحاول أن تجمع الصورة المرئية وتعثر على الأنماط بناء على اللون والترتيب، لنأخذ عمليات البحث عن الكلمات القابلة للطباعة كمثال، هذه هي الألغاز التي تخفي الكلمات عن مرأى البصر، وتطلب من اللاعب العثور على الكلمات جميعها بناء على أنماط محددة، ومن خلال اللعب، يكون لديك الفرصة لتحسين حدة البصر ومهارات التعرُّف إلى الأنماط.

شاهد بالفديو: 8 عادات يومية لزيادة فعالية الدماغ

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/qySvQEHsNis?rel=0&hd=0″]

2. تعزيز التركيز والذاكرة:

في عصر الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، يُحفَّز الدماغ أينما تنظر – من خلال الإعلانات، والمحتوى، والرسائل الترويجية، وغيرها – ونتيجة لذلك؛ يقل مقدار انتباهنا مع ظهور كل جيل، ومن الشائع أن تجد نفسك مشتتاً في أثناء العمل أو تأدية مهام أُخرى.

من خلال ألعاب الألغاز، تعمل على تجديد الارتباطات العصبية المتجاوبة مع الذاكرة قصيرة الأمد، وتدريب قدرتك على التركيز على مهمة واحدة في كل مرة، إنَّ تعدُّد المهام ليس أمراً حقيقياً؛ بل مُجرَّد طريقة حديثة لإبقائك مُشتتاً.

3. الخروج بحلول أفضل للمشكلات:

تُعلِّمنا الألغاز أيضاً اتِّباع مناهج مُختلفة، وتغيير وجهة نظرنا، وإيجاد أنماط جديدة، وكيفية العمل عن طريق التجربة وارتكاب الأخطاء، تُعَدُّ ألعاب الألغاز مثل سودوكو (Sudoku) أو الشطرنج، أو حتى مكعب روبيك مُذهلة في تحسين التفكير النقدي ووضع النظريات واختبارها.

4. تعزيز درجة الذكاء:

تساعد الألغاز وألعاب الدماغ على تحسين الذاكرة، والتركيز، وحدة البصر، وتعزيز التفكير والانتباه، وتساعدك على الاستمرار في التركيز على المهمة التي تقوم بها، تؤثِّر هذه العوامل كلها في نتائج مُعدَّل الذكاء؛ لذا، يمكنك أن تصبح أكثر ذكاءً – على الأقل من حيث مُعدَّل الذكاء – من خلال ألعاب الألغاز، باختصار، تُعَدُّ الألغاز تمرينات ممتعة وفعَّالة للدماغ ما دمت تستمتع بها، وتماماً مثل الجسم، يحتاج الدماغ إلى تدريب مستمر ليبقى ذكياً.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!