كيف تطلق العنان لإبداعك في لحظات الشك؟

يتعين على كل رائد أعمال لديه منتج أو خدمة جديدة أن يتخطى حالة عدم اليقين؛ فالأمر أكثر واقعية الآن من أي وقت مضى؛ وعلى الرغم من أنَّ للتوقيت أهمية كبيرة، ولكن لا أحد يستطيع معرفة الوقت المناسب تماماً. فكيف تطلق العنان لإبداعك في لحظات الشك؟ هذا ماسوف نتعرف عليه من خلال السطور القادمة.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المؤلِّف ستيفن كي (Stephen Key)، والذي يحدِّثنا فيه عن تجربته في توظيف إبداعه.

يعاني كل رائد أعمال يطرح خدمة أو منتجاً جديداً من حالة شك؛ حيث يترافق معها الكثير من الأسئلة، مثل:

  • هل سيشتري الناس منتجي أو خدماتي الجديدة؟
  • هل هذا هو الوقت المناسب لإطلاق الخدمة أو المنتج؟
  • هل أمتلك ما يكفي من الخبرة لطرح منتجي في الأسواق؟
  • هل لدي ما يكفي من رأس المال لإطلاق هذا المشروع؟
  • هل سوق العمل جاهز لتلقي خدمة أو منتج كهذا؟

يتعين على كل رائد أعمال لديه منتج أو خدمة جديدة أن يتخطى حالة عدم اليقين؛ فالأمر أكثر واقعية الآن من أي وقت مضى؛ وعلى الرغم من أنَّ للتوقيت أهمية كبيرة، ولكن لا أحد يستطيع معرفة الوقت المناسب تماماً.

يرافق كل خدمة أو منتج جديد العديد من إشارات الاستفهام؛ أي بعبارة أخرى، الطريق دوماً محفوف بالمخاطر.

وبصفتي رائد أعمال منذ زمن طويل، وأمتلك منتجات مرخَّصة، ولدي شركات تعمل في مختلف المجالات، أستطيع القول إنَّني أعرف هذا الشعور تماماً، ولكنِّي أتذكَّر حادثة محددة؛ فمنذ سنوات عدة زارني صديق في مكتبي ليسأل إن كان في إمكاني تصميم ريشات غيتار جديدة.

وعندها كنت أتساءل في نفسي إن كان جاداً؛ وذلك لأنَّني لا أمتلك أي معرفة في هذا المجال، فصحيح أنَّني أحب هذه المنتجات، ولكن لِمَ قد يختار شخص خوض هذا المجال بالتحديد؟ فريشات الغيتار ليست أكثر من قطع بلاستيك رخيصة، وليست لدي أي دراية بعالم الموسيقا.

إلا أنَّ توقيت طلبه كان جيداً؛ حيث إنَّ العائدات الناتجة عن أحد اختراعاتي كانت قد توقفت مؤخراً، وزوجتي لم تكن تعمل، وكنا قد انتقلنا لتونا إلى منزل جديد، في الواقع كانت خياراتي معدومة، ولدي الكثير من وقت الفراغ، كما أنَّني لم أكن أعرف كيف سأسدد أقساط القرض السكني.

يتوجب عليك في أوقات مماثلة أن تثق بنفسك، فأفضل أعمالك الإبداعية قد تنتج في لحظات انعدام اليقين؛ ونتيجة لظروفي في ذاك الوقت، وافقت على طلبه، وهو الموقف الصحيح عندما يحين الوقت لتبدع.

ولذلك بدأت العمل فوراً وباشرت في تصميم المجموعة الأولى من ريشات الغيتار؛ ولكن تبيَّن أنَّ حدسي الأول كان مخطئاً كلياً، مما أدى إلى فشل هذا الخط في المبيعات؛ فلم يشترِها أحد عندما وضعت بعض النماذج في متاجر الموسيقا المحلية.

إلا أنَّ كل رائد أعمال له تجربة مع الفشل، وقد تعرضت إلى الرفض مرات عدة في مسيرتي المهنية، وبالتأكيد كانت هذه الحادثة إحداها.

شاهد بالفديو: 6 نصائح تساعد على تنمية التفكير الإبداعي

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/3F62mxwMoeg?rel=0&hd=0″]

أدركت حينها أنََّني لم أدرس السوق دراسةً جيدةً، كنت في ذلك الحين في الخمسين من عمري، ومعرفتي ضئيلة بثقافة الشباب، ومن ثم توجَّب عليَّ دراسة التوجهات الاجتماعية (Trends) للشباب، فذهبت إلى مركز تسوُّق محلي في بلدتي في ولاية كاليفورنيا (California)، ودخلت إلى متجر هوت توبيك (Hot Topic)، واندهشت عندما رأيت أشكال الجماجم في كل مكان، ولكنَّها كانت لحظة الإلهام؛ حيث قررتُ أن أصمِّم ريشة غيتار على شكل جمجمة، واخترت الاسم المناسب لها: ريشة القبور (The Grave Picker).

وعندما سألت عن كيفية تغليف ريشات الغيتار، اكتشفت أنَّها تُباع بمجموعات وتُخزَّن خلف طاولة الحساب في صندوق، وحينها قرَّرت أنَّه يمكنني التميز أكثر من خلال تغليف ريشاتي تغليفاً مختلفاً؛ فإذا تمكَّنتُ من تصميم ريشات غيتار مميزة الشكل وتجذب مختلف الزبائن، سأتمكن من توسيع دائرة العملاء لتتخطى عازفي الغيتار؛ حيث سأتمكن من بيعها لمحبي الموسيقا أيضاً.

أصاب هذا الحدس هدفه، وفي غضون أقل من أربع سنوات أصبحت شركتنا هوت بيكس (Hot Picks) إحدى أكبر الشركات المُصنِّعة لريشات الغيتار في العالم، وتهافتت علينا متاجر التجزئة من كل مكان، مثل وول مارت (Walmart)، وسيفن إليفن (7-Eleven)، ومتاجر الموسيقا، لبيع منتجاتنا.

ولكن كان علينا التغلُّب على شكوكنا بهدف التعاقد مع متاجر لا تبيع عادة هكذا منتج، وأذكر يوم دخلت إلى متجر سيفن إلفين، وسألت إذا كان في إمكاني بيع ريشاتي هناك من خلال عرضهم على منضدة الحساب في عطلة الأسبوع فقط، فأخبرني المدير أنَّه لا يتوقع أن يبيع أي منها، إلا أنَّه وافق وسمح لي بالمحاولة؛ ومع حلول يوم الأحد، كان قد باع جميع الكمية الموجودة.

كما سوَّقنا لمنتجنا بطرائق جديدة؛ ففي تلك الأثناء كانت منصة التواصل الاجتماعي ماي سبيس (Myspace) رائجة، وقد استفدنا منها استفادةً كبيرةً من خلال الحصول على رعاية فِرَق الكراج (garage bands) عبر الإعلان عنها مجاناً؛ وعندها أصبح معجبوهم معجبين بمنتجاتنا أيضاً.

ما أريد قوله: إنَّ إعطاء نفسك فرصة يعود عليك بالخير، بالأخص إذا لم تمتلك العديد من الخيارات، وهذا ما تعلَّمته من خلال تسخير الإبداع في لحظات الشك:

  1. دقة الملاحظة: إنَّ التعلُّم مما تلاحظه حولك عامل أساسي، وقد تعتقد أنَّ فكرتك جيدة، ولكن لا يجب أن تعتمد فقط على الافتراضات؛ بل اطرح السؤال التالي على نفسك: “ما الذي يفضِّله المستهلكون؟”.
  2. اختبار منتجاتك أولاً على نطاق ضيق لتقليل المخاطر: تمكنَّا من إنتاج كمية صغيرة من التصميم الأول، وعندما فشلنا في بيعها، لم نخسر الكثير من المال، مما جعل العودة إلى نقطة الصفر لابتكار تصاميم جديدة أمراً سهلاً.
  3. التفكير تفكيراً مختلفاً: سمح لنا التغيير البسيط في تصميم ريشات الغيتار أن نبيعها إلى شريحة أوسع بكثير من العملاء والمتاجر التي لا تبيع هذا النوع من المنتجات؛ حيث باعت أنواعاً عدة من ريشاتنا.
  4. اختيار الشريك الأنسب: في حين لم أكن أعرف أي شيء عن عالم الموسيقا عندما زارني صديقي ذلك اليوم، إلا أنَّه عازف موسيقا وكان يمتلك متجرَي موسيقا في ذلك الوقت، وكانت لديه معارف من موزعين ومعارض تجارية، وهو الذي ساعدنا مساعدةً كبيرةً. (والأهم أنَّه كان يعرف كيف يجمع أموالنا من المتاجر التي تأخَّرت بالدفع). اختر شريكك بعناية، فإذا لم تكن لديك معرفة بالمجال الذي تدخله، ابحث عن شريك تثق به وله معرفة كافية بالمجال.
  5. عدم الخوف من الخروج عن المألوف: عليك أن تثق بإبداعك؛ حيث تحوَّل عدم امتلاكي خبرة مباشرة بعالم الموسيقا إلى أمر هام في هذه الحالة، فقد تمكَّنتُ من التفكير خارج الصندوق بخصوص ريشة الغيتار؛ وذلك لأنَّني لا أعزف، فسمحت لنفسي أن أكون مبدعاً مع إضافة بعض المرح إلى التصاميم.

لم أنس يوماً تلك الفترة التي لم يكن أمامي فيها أي خيارات؛ فكان عليَّ دفع الإيجار، وتوجب عليَّ تجربة شيء جديد. يطلق كل رائد أعمال منتجاً في لحظات انعدام اليقين، وهذا ما يصنع روَّاد الأعمال.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!