كيف تعزز ثقتك بنفسك وتتغلب على الشك الذاتي؟

الشك جزء من مشاعر الإنسان، لكنَّه يضعف الناس ويمنعهم من بناء ثقتهم بأنفسهم، كما أنَّه يعوقهم عن تحديد وتحقيق الأهداف التي تهمهم، وهذا يشمل النشاطات الإنتاجية والعلاقات بجميع أنواعها، ويمنعهم الشك من ممارسة العمل الإيجابي ويؤدي إلى حزن ومعاناة وتهرُّب غير ضروريَّين. فكيف تعزز ثقتك بنفسك وتتغلب على الشك الذاتي؟ هذا محور مقالتنا فتابعوا معنا.

تنطبق مقولة: “مع التدريب يأتي الإتقان” على عملية بناء الثقة تماماً، فمن الطرائق الجيدة لبدء بناء الثقة في مجال مُعيَّن هي الاستثمار فيه والعمل بجد عليه.

يستسلم الكثير من الناس عندما يعتقدون أنَّهم ليسوا جيدين بما يكفي لأداء وظيفة أو مهمة معينة، ولكنَّ التدريب المدروس هو طريقة سليمة طبيعية لبناء الثقة، فإذا لم تكن متأكداً من قدرتك على فعل شيء ما، ابدأ باختبار قدرتك على فعله في بيئة آمنة، على سبيل المثال، تحدَّث أمام جمهور كبير قبل الفعالية التي يجب أن تتحدث فيها، واتَّصِل بعميل هام قبل إجراء المكالمة التي تشعر بالقلق بشأنها.

يمكن أن يكون اختبار نفسك مفيداً جداً، وهو أمرٌ يُنصَح به بشدة؛ وذلك لأنَّه يبني الثقة ويُحسِّن مستوى الأداء أيضاً عندما تحتاج أخيراً إلى أداء المهمة.

الثقة بالنفس هامة في مجالات حياتنا جميعها، ومع ذلك يعاني الكثير من الناس لاكتسابها، لكن لسوء الحظ، قد يكون ذلك صعباً، فاحتمال تحقيق الأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس النجاحَ أقل مما لو ركزوا انتباههم على بناء الثقة ضمن مجال عملهم.

على سبيل المثال، لن تحب حضور عرض يقدمه شخص يبدو متوتراً ويعتذر كل بضع دقائق، من ناحية أخرى، فإنَّ الشخص الذي يتحدَّث بطلاقة ويرفع رأسه ويجيب عن الأسئلة بثقة، يكون أكثر جاذبية، فأنت تشعر بالراحة حين تكون موجوداً مع شخص واثق من نفسه، بينما تشعر أنَّك غير مرتاح عندما تشاهد شخصاً متوتراً؛ إذ إنَّ الطاقة تنتقل من شخص إلى آخر.

الأشخاص الواثقون من أنفسهم يُلهِمون الآخرين على التصرف بثقة؛ حيث إنَّك إذا ركزت على بناء الثقة، فإنَّ هذه الطاقة تنعكس على كل الناس الذين تتعامل معهم، وكسب ثقة الآخرين هو مفتاح رئيس للنجاح كما أنَّ بناء الثقة له أهمية قصوى، إذا كنت تريد أن تكون الأفضل في كل ما تفعله، وهكذا يفكر الأشخاص الناجحون.

غالباً ما يشعر الناس بالتوتر عند مواجهة المواقف الجديدة أو التي يحتمل أن تكون صعبة، ولعلَّ أهم عامل في بناء الثقة هو التخطيط والاستعداد إلى المجهول.

على سبيل المثال، إذا كنت تتقدَّم إلى وظيفة جديدة، فسيكون التحضير للمقابلة فكرة جيدة، خطِّط لما تودُّ قوله، وفكر في بعض الأسئلة التي قد يطرحونها عليك، ويمكنك التدرُّب على إجاباتك مع الأصدقاء أو الزملاء والحصول على ملاحظاتهم إذا أردت، أو يمكنك مراجعة السيناريو المُحتمل في رأسك، افعل ذلك كي تشعر بالراحة ولا تشعر بالتوتر بشأن المقابلة.

كان الرياضيون البارزون مثل “تايجر وودز” (Tiger Woods) و”مايكل جوردان” (Michael Jordan) يتخيلون المباريات التي سيخوضونها ويتخيلون أنفسهم يُقدِّمون أداءً جيداً، كانوا يُدرِّبون أذهانهم على الاقتناع بأنَّهم بارعون فيما يفعلونه؛ حيث يعيدون التفكير مراراً وتكراراً في كل ما يجدون صعوبة في القيام به، ويتخيلونه في أذهانهم، حتى يشعروا بالراحة عند القيام به فعلياً، وبهذه الطريقة يستخدمون التصوُّر كأداة لبناء الثقة.

طوِِّر نفسك، فالأشخاص الذين قضوا وقتاً في بناء الثقة بالنفس ماهرون أكثر في كل ما يفعلونه، وهم أكثر قدرة على التغلُّب على العوائق؛ لذا لا يخافون من مواجهة عقبات جديدة في المستقبل، كما أنَّهم يتعافون بسرعة من النكسات؛ وذلك لأنَّهم ينظرون إلى الفشل على أنَّه وسيلة للنمو والنهوض مجدداً أقوى.

يؤثر الإيمان بقدراتك في دوافعك وخياراتك وعزيمتك وتصميمك؛ لذلك، تؤثِّر مستويات الثقة العالية بشكل إيجابي في جودة أدائك ورضاك عن الخيارات التي تتخذها؛ لهذا السبب من الضروري أن تفهم مستوى ثقتك الحالي، لا سيما في سياق إيمانك بقدرتك على تقديم مستوى الأداء اللازم في مجموعة متنوعة من المواقف، وعند القيام بذلك، ستكون قادراً على تحديد المجالات التي يمكنك تحسينها، ووضع خطة للقيام بذلك.

كيف تبني ثقتك بنفسك من خلال إدارة عواطفك؟

يتمتَّع البشر بقدرة فريدة ومذهلة على الإحساس بمجموعة واسعة من المشاعر، ولكن إذا سمحتَ لعواطفك بالتأثير في حياتك دون اكتشاف سبب شعورك بطريقة معينة، فإنَّك تترك عواطفك تتحكم بك، ومع مرور الوقت، سيؤثر ذلك في مزاجك وتصرفاتك يومياً، فإذا كانت مشاعرك إيجابية، فسوف تشعُّ سعادة وهدوءاً، أمَّا إذا كنت تشعر بالسلبية، فسيشعر مَن حولك بتعاستك وخوفك أيضاً.

كي تتجنَّب حصول ذلك؛ يجب أن تدرك أنَّك مسؤول تماماً عما تشعر به، سواء كنت تشعر بالأمان أم لا، وبمجرد أن تفهم أنَّ مشاعرك تحت سيطرتك، ستبدأ بفهم كيفية بناء الثقة بالنفس، الثقة ليست شيئاً تتمتع به فطرياً، إنَّها شيء يجب أن تكتسبه، وينبع عنها الشعور باليقين بأنَّك تستطيع تحقيق ما تريد القيام به، الثقة مثل أي عاطفة أخرى، إنَّها شيء تشعر به ويمكنك التدريب على الشعور به متى أردت.

يجب أن تعرف أيضاً سبب أهمية اكتساب الثقة بالنفس بالنسبة إليك، على سبيل المثال، هل تؤدي دوراً في مؤتمرات؛ حيث تتفاعل مع عدد كبير من الأشخاص؟ هل تديرُ شركة أو فريقاً وتحتاج إلى تقديم نفسك كقائد واثق من نفسه؟ ربما بدأت بالمواعدة وترغب في ترك انطباع جيد عندما تقابل شخصاً جديداً، الخطوة الأولى في بناء الثقة هي معرفة سبب رغبتك في القيام بذلك.

بمجرد أن تعرف هدفك، يصبح بناء الثقة مسألة إعادة تدريب ذهنك، ولتحقيق هدفك، يجب أن تُقدِّم نفسك كشخصٍ واثق من نفسه، لا توجد وسيلة أخرى للقيام بذلك.

تجاهَل عدم اليقين الذي يعوقك؛ حيث يفتح التشكيك بنفسك الباب للتردد والشك والخوف، لكن عندما تتخلى عن الأفكار السلبية التي تعوقك، سيفهم جسمك أنَّك تشعر بالثقة وسينعكس ذلك على وضعية وقوفك وتصرُّفاتك ومظهرك، مما سيغذي مشاعرك الإيجابية فتشعر بالمزيد من الثقة، وهكذا يَقوى الترابط بين طريقة تصرفك وطريقة شعورك حتى تبني ثقتك بنفسك أكثر وأكثر.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!