كيف تكون أكثر حزماً في العمل؟

تعتقد أنَّك تقدم معروفاً للآخرين من خلال تجنب الجدال، لكن في الواقع، أنت تجعل حياتك وحياة الآخرين أصعب، فقد يؤدي تفادي المواجهة في العمل إلى قيامك بمزيد من العمل بجودة أقل وشعورك بالإنهاك نتيجة ذلك.

إذاً، كيف يمكنك أن تكون أكثر حزماً في مكان العمل، سواء كان ذلك طلب ما تحتاجه مثل المزيد من الدعم وزيادة الراتب والتطوير الوظيفي، أم رفض الأشياء التي لا تملك القدرة على القيام بها؟

تعتقد “جوانا بلازينسكا” (Joanna Blazinska)، الكوتش وخبيرة التخطيط الاستراتيجي المهني أنَّ الناس يجدون صعوبة في فرض أنفسهم في العمل؛ لأنَّ الحزم قد يُفهَم خطأً بأنَّه وقاحة، وتقول: “غالباً ما يرتبط الحزم بالمواجهة والجدال لأي سبب كان”؛ إذ يَعُدُّ بعض الناس الرفض وقاحة، على الرغم من وجود طرائق بنَّاءة للرفض، كما يتجنب الأشخاص أيضاً أشياء مثل طلب ترقية؛ لأنَّهم لا يريدون أن يُنظَر إليهم على أنَّهم عنيدون”.

ربما تعتقد أنَّك تقدم معروفاً للآخرين من خلال تجنب الجدال، لكن في الواقع، أنت تجعل حياتك وحياة الآخرين أصعب، فقد يؤدي تفادي المواجهة في العمل إلى قيامك بمزيد من العمل بجودة أقل وشعورك بالإنهاك نتيجة ذلك.

لماذا إرضاء الناس أسهل من الحزم؟

إذا كان الحزم هاماً جداً، فلماذا يلجأ الناس إلى إرضاء الآخرين بدلاً من ذلك؟ تعتقد “بلازينسكا” أنَّ الناس يظنون أنَّ للحزم نتائج سلبية، تقول: “إنَّهم يتوقعون ضرراً لعلاقاتهم وعلامتهم التجارية الشخصية، وأنَّ الناس لن يحترموهم”.

هناك بُعد إضافي أيضاً؛ حيث غالباً ما نربط قيمتنا الذاتية بعملنا، فنحاول إرضاء الآخرين من خلال ترك انطباع لدى الناس بأنَّنا موثوقون ومتعاونون وأكفاء للغاية على أمل أن يحظى عملنا بتقدير كبير ومكافأة في المستقبل”.

تقول “بلازينسكا” إنَّ السلوكات التالية هي عادات تقليدية لإرضاء الناس:

  • تأخذ على عاتقك إنجاز مهمة ذات موعد نهائي قريب على الرغم من كثرة مهامك التي لن تكتمل دون تضحيات كبيرة.
  • تتولى الكثير من المشاريع والمهام مع علمك أنَّها ستؤثر في التوازن بين العمل والحياة، أو جودة العمل الذي تحتاج إلى إنجازه.
  • لا تُعبِّر عن شعورك عندما تشعر بضغط العمل.
  • لا تعترض على طرائق العمل الحالية حتى لو تسبَّبَت في الكثير من العمل الإضافي وكان بالإمكان تحسينها.

إذاً، كيف يمكنك أن تكون أكثر حزماً في عملك؟ تقول “بلازينسكا”: “عدم الحزم لا يعني أنَّك غير مرن؛ إذ ما يزال بإمكانك المساعدة، ولكن قد يكون لديك ببساطة حدود وحتى بعض الأشياء غير القابلة للتفاوض، أو ببساطة قد تكون مشغولاً بمهمة ما”، وفيما يلي خمس خطوات لمساعدتك لتصبح أكثر حزماً:

1. إعادة تعريف الحزم:

تبدأ الخطوة الأولى بإعادة صياغة فهمك للحزم، تقول “بلازينسكا”: “لا يعني هذا الصراع مع الآخرين؛ بل مجرد مفاوضات تعود بالنفع على الجميع؛ إذ يمكنك أن تكون حازماً ومهذباً ومتواضعاً في الوقت نفسه، فعليك التركيز على القيمة التي تريد تحقيقها للشركة، وإذا لم تكن حازماً، فقد تنخفض جودة عملك وتشعر بالإرهاق والتعب والحزن، كما أنَّ الناس لن يشعروا بالسعادة في التعامل معك”.

2. تحسين التواصل:

تواصل بطريقة إيجابية وبنَّاءة وانتبه إلى طريقة إيصال وجهة نظرك، فلا يعني الرفض أن تبدو وقحاً في أي نقاش، فهناك فارق دقيق بين وضع الحدود وعدم مساعدتك وتعاطفك عندما يحتاج فريقك إلى المساعدة”.

3. تحديد الأولويات:

تكمن مهمة مديرك في مساعدتك على موازنة عبء العمل بحيث يساعد عملك الشركة أو المنظمة على تحقيق أهدافها؛ لذا تحدَّث معهم أكثر عن أولوياتك؛ مما يُظهِر أنَّه يمكنك رؤية الفريق والمؤسسة رؤية شاملة، وافهم ما يجب القيام به لإحداث أكبر تأثير ممكن، ثم ركز على المهمة التي ستؤدي إلى تحقيق ذلك بالضبط في الوقت الذي تكون فيه حازماً بشأن عدم تولِّي المزيد من المهام”.

4. العثور على قدوة:

اختر شخصاً حازماً تحترمه واسأله عن رأيه في الحزم وما يفعله ليكون حازماً، ثم تدرَّب على الحزم حتى تجد الطريقة التي تناسبك وتتماهى مع شخصيتك.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات بسيطة تساعدك لتختار قدوتك في الحياة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/INNDNbLifGg?rel=0&hd=0″]

5. إيجاد التوازن الصحيح:

الهدف هو أن تكون داعماً ومفيداً، مع الحفاظ على الإنتاجية، فكن متعاوناً مع أعضاء الفريق، ولكن كن واقعياً أيضاً بشأن حجم العمل الذي تخصصه لنفسك، وتتبَّع إنتاجيتك وحسِّن أداءك ولاحِظ العواقب عندما تتولى المزيد من العمل، وافهم كيف يمكنك تحقيق أقصى قيمة لفريقك ومنظمتك التي تعمل بها.

أخيراً، إذا كنتَ شخصاً يُرضي الناس، فإنَّ الأمر يستحق محاولة فهم السبب الجذري لسلوكك؛ إذ يمكن لإرضاء الناس أن يؤثر بسهولة في مجالات مختلفة من حياتك، فافهم أولوياتك وأعطِ الأولوية لعافيتك وسلامتك؛ الأمر الذي يؤدي إلى تحسين علاقاتك مع الآخرين.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!