كيف يغير الامتنان حياتنا؟

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المؤلف “إيفان مينسر” (Ivan Misner) والذي يُحدِّثنا فيه عن التأثير القوي للامتنان في حياتك وحياة من حولك.

ولإثبات أهميتها، إليك بعض المصادر التي تثبت التأثير الإيجابي للامتنان:

• أظهرَت دراسات متعددة، بما في ذلك دراسة من “كلية الطب في هارفارد” (Harvard Medical School)، أنَّ الأشخاص الذين يعبِّرون عن الامتنان “أكثر تفاؤلاً وأسعد في حياتهم”.
• أجرت “مؤسسة تمبلتون” (The Templeton Foundation) دراسات أظهرَت أنَّ “موقف الامتنان” قد يكون له تأثير إيجابي ودائم على الدماغ.
• توصَّلَت ورقة بحثية نشرها “مركز ييل للذكاء العاطفي” (Yale Center for Emotional Intelligence) إلى أنَّ “التعبير عن الامتنان يكمِّل شعور التواصل” بالآخرين، الأمر الهام جداً لتكوين العلاقات.
• يجادل علماء الأعصاب بأنَّ الامتنان فعال؛ حيث يقول “بول زاك” (Paul Zak) الأستاذ في “جامعة كليرمونت للدراسات العليا” (Claremont Graduate University): “يُظهِر علم الأعصاب أنَّ العرفان له أكبر تأثير في الثقة”، خاصةً حين يكون ملموساً وغير متوقع وشخصياً ومعلناً.
• حين قارن الباحثون في “جامعة كاليفورنيا، بيركلي” (UC Berkley) صور أشعة الرنين المغناطيسي للأفراد الذين كتبوا رسائل امتنان مع صور أشعة الرنين المغناطيسي للأشخاص الذين لم يكتبوا؛ وجدوا أنَّ النشاط في قشرة الفص الجبهي الأوسط كان أكبر لدى الذين كتبوا رسائل، ويُعتقَد أنَّ قشرة الفص الجبهي الأوسط هي منطقة الدماغ المسؤولة عن الاستجابة للنيكوتين والمخدرات والكحول؛ أي ثبت أنَّ التعبير عن الامتنان هو طريقة صحية للشعور بنشوة طبيعية.
• يُحسِّن الامتنان من السلوك ومشاعر الاتصال والنتائج، ولهذا هو علم أكثر بكثير من كونه مجرد صيحة جديدة.

شاهد بالفديو: 7 فوائد للامتنان تذكرك أن تشكر الله كل يوم

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/V3bVCy5nAbU?rel=0&hd=0″]

يكمن “تأثير الامتنان” في شعور الشخص بالامتنان وتقدير الناس أيضاً؛ مما يعني أنَّ من الهام أن تتروى وتلاحظ كل الأشياء الجيدة التي قد تَعُدُّها من المُسلَّمات، ومثل العديد من مبادئ النجاح الأخرى، الامتنان بسيط ولكن غير سهل؛ أي إنَّه مفهوم بسيط، ولكنَّ تطبيقه بانتظام في حياتك ليس بالأمر السهل؛ وذلك لأنَّ السهل هو ملاحظة الأشياء التي لا تسير على ما يرام، والأشياء التي لا تعجبك أو تزعجك، أو المشكلات التي تواجهها.

تعلمتَ على مر السنين أنَّك إذا ركزتَ على المشكلات، فتصبح خبيراً فيها، ويصبح من الصعب عليك الشعور بالامتنان لأنَّك مهووس بالمشكلات التي حولك، لكن إذا ركزتَ على الحلول، فيمكنك أن تصبح خبيراً في حل تلك المشكلات، فتبدأ هذه العملية بملاحظة كل الأشياء الجيدة من حولنا، ومن هذه النقطة يمكننا أن نبدأ بالشعور بالامتنان لوجود تلك الأشياء وتقدير مَن حولنا والجهود التي يبذلونها؛ حيث يتطلب تأثير الامتنان رحلةً تدوم طوال الحياة لتطوير قدرتنا على الامتنان.

يُكمِّل التعبير عن الامتنان شعور الاتصال بالآخرين، وكي تبدأ بممارسته اليوم، تذكَّر كل الأشخاص الذين ساعدوك خلال حياتك وأصبحوا جزءاً من قصة حياتك، وقدِّر وجودهم فيها واشكرهم، وأدرك الفرق الذي أحدثوه.

سمعتُ مؤخراً قصةً من امرأة توقَّف ابنها البالغ من العمر ستة عشر عاماً عن ارتياد المدرسة، فراحت درجاته تنخفض وبدأ يشرب الكحول، والأسوأ من ذلك كله، أُلقي القبض عليه يسرق سيارة، أخبرَتني هذه المرأة كم شعرَت بالاستياء بسبب خيارات ابنها السيئة في الحياة، فقررَت إرساله إلى مؤتمر قيادة علَّ ذلك يساعده على تغيير مجرى حياته، ففي البداية، رفض ابنها الذهاب، لكنَّه أخبرها بعد فترة أنَّه موافق على الذهاب إذا كان الأمر يعني لها الكثير.

حين عاد الابن إلى المنزل عبَّر عن إعجابه بالمؤتمر؛ حيث تعلَّم منه أنَّ الأشخاص حوله هامون وأنَّ قراراته هامة أيضاً، وكان لأحد المتحدثين في المؤتمر بالتحديد تأثير كبير في الشاب، فتواصلَت المرأة مع ذلك المتحدث وشرحَت له رد فعل ابنها وعبَّرَت عن امتنانها لتأثير حديثه في حياة ابنها، وقالت: “رددتَ لي ابني”، تأثَّر المتحدث بكلامها جداً، فأرسل رسالة فيديو إلى الشاب أخبره فيها كم هو ممتن لتمكُّنه من مساعدة شاب يواجه الصعوبات ولو قليلاً، والمثير للاهتمام أكثر هو رد الشاب الذي أخبره قليلاً عن الحياة التي كان يبنيها لنفسه الآن.

كما ترى، لا يتطلب تأثير الامتنان جهداً كبيراً ولا يكلف شيئاً، لكنَّه يحدث فارقاً فيك وفي الأشخاص من حولك، فحين تعترف بفضل الناس بهذه الطريقة، هم ينجذبون إليك كأنَّك مغناطيس؛ وذلك لأنَّ الامتنان يسرِّع عملية تكوين العلاقات، وكما تُظهِر هذه القصة تأثير الامتنان الذي تعبِّر عنه يعود إليك ويتفرع إلى اتجاهات جديدة، وذلك مُثبت علمياً.

المصدر