لماذا تكون أوقات فراغك مملة؟

كيف تُمضِي ساعات استراحتك؟ هل تشاهد التلفاز؟ أم تتصفح الويب؟ أم تقرأ المقالات هنا على موقع النجاح نت؟ هناك العديد من الطرائق التي يمكنك من خلالها قضاء وقت فراغك؛ لكن هل من الممكن حقاً أن تستفيد أكثر من أوقات فراغك وتجعلها أكثر إنتاجية ومتعة؟هذا المقال مأخوذ عن المدون سكوت يونغ (Scott H Young)، والذي يتحدث فيه عن تجربته في استغلال أوقات الفراغ؟

Share your love

هناك العديد من الطرائق التي يمكنك من خلالها قضاء وقت فراغك؛ لكن هل من الممكن حقاً أن تستفيد أكثر من أوقات فراغك وتجعلها أكثر إنتاجية ومتعة؟

تخلَّ عن تقسيم حياتك بين العمل والترفيه:

أعتقد أنَّ الإجابة عمَّا سبق تتعارض مع ما تعلمه الكثيرون منَّا عن كيفية قضاء وقت فراغنا، فقد تعلمنا منذ نعومة أظفارنا أن نقسم كلَّ ما نفعله بين مجموعتين هما: العمل والترفيه؛ حيث يتضمن العمل كل الأشياء التي يجب علينا فعلها، بينما يتضمن الترفيه كل شيء آخر.

إنَّ تقسيم العالم على هذا النحو ليس بالأمر الخاطئ بالضرورة، ولكنَّ الرسالة الخفية التي يتضمنها هذا التقسيم هي أنَّ العمل والترفيه لا ينبغي أن يتشابها؛ إذ يجب أن يكون عملك منتجاً وفعالاً وشاقاً، وأن يكون وقت فراغك مريحاً وخالياً من الإنجازات والضغوطات على حد سواء.

لمَ يقتل افتراض أنَّ “العمل لا بد أن يكون عكس الترفيه” وقت فراغك؟

المشكلة هي أنَّ هذا الافتراض يفسد وقت فراغك، وأنَّ الاعتقاد بأنَّ أكثر لحظات الحياة متعة تكون بالاسترخاء والاستمتاع بثمار عملنا لا يتناسب مع الواقع؛ فقد أظهرت الدراسات أنَّ أكثر اللحظات متعة في الحياة هي التي نكون فيها في قمة انشغالنا وانخراطنا فيما نفعل، حيث سجل الباحث في علم النفس (Mihaly Csikszentmihalyi) هذه الظاهرة بواسطة جهاز يتتبع نقاطاً عشوائية في وقت محدد، وقد ملأ الناس الاستمارة بناء على مشاعرهم وأفكارهم والنشاطات التي يمارسونها في الوقت الحالي.

وجد الباحث أنَّ الناس أمضوا تجارب ممتعة في أوقات عملهم وليس في أوقات فراغهم، وذكر هذه المفارقة في كتابه “التدفق” (Flow):

“وهكذا، فإنَّ لدينا الحالة المتناقضة التالية: يشعر الناس في عملهم أنَّهم بارعون وقادرون على مواجهة الصعاب، وينتابهم بالتالي شعور بالسعادة والقوة والإبداع والرضا؛ بينما يشعرون في وقت فراغهم بأنَّهم لا يملكون الكثير ليفعلونه، ولا يستخدمون مهاراتهم نتيجة لذلك، فتنتابهم مشاعر الحزن والضعف والملل وعدم الرضا؛ ورغم ذلك، فهم يرغبون في العمل بقدر أقل ليحصلوا على مزيد من أوقات الفراغ”.

أعتقد أنَّ عدم الرضا عن العمل ينبع من حاجتنا الخارجية إليه، وبما أنَّنا لا نمتلك الخيار في الحضور كلَّ صباح إلى العمل، فمن السهل أن نأسف على الوقت الذي نمضيه هناك، حتى لو أدَّى ذلك إلى خوض تجارب إيجابية في حياتنا.

الحل ليس بأن نصبح مهووسين بالعمل:

لا أعتقد أنَّ حل هذه المشكلة يكون بالعمل طوال الوقت، فلن يؤدي هذا إلَّا إلى تفاقم الحالة التي يشعر فيها الناس بأنَّهم مقيدون في جداول أعمال مفروضة عليهم؛ فحتى إن كان العمل يمنحك الكثير من الخبرات والتحديات، فإنَّه لمن الخطر أن تضع جهدك كله في مكان واحد.

املأ وقت فراغك بالترفيه الذي يعتمد على الأنشطة:

يمكن أن تكون هذه أنشطة تختارها بحرية، بحيث يكون فيها نوع من التحدي والشعور بالإنجاز؛ ولأنَّك تختار هذه المهمات برغبة منك لا بقيود خارجية مفروضة عليك، فلن تشعر أنَّك محاصر بها.

لقد وجد العديد من الناس سبلاً لدمج الترفيه الذي يحتوي على الأنشطة في حياتهم، وذلك بممارسة الهوايات والرياضة وتعلم مهارات جديدة حتى عندما يكون وقتهم ضيقاً؛ لكن مع ازدياد عدد ساعات العمل النمطية الأسبوعية عن الأربعين ساعة، وسهولة قضاء الوقت في الترفيه الذي لا يعتمد على الأنشطة الحركية، فقد أصبحت ممارسة الترفيه النشط أمراً صعباً.

أن تحظى بالترفيه، يعني أن تعمل بجد:

ليس من السهل جعل أوقات فراغك أكثر متعة، وقد يبدو أنَّ هناك تناقض في ذلك، حيث يعتقد العديد من الناس أنَّ الغرض من الترفيه ممارسة أعمال سهلة؛ لكن قد لا تظهر نتائج استغلال وقت فراغك بالأنشطة على الفور.

يتطلب منك النشاط أن تستثمر انتباهك؛ فالجسم البشري مصمم كي يكون نشطاً وفعالاً، لا ليحظى بالمتعة فحسب؛ لذا فقد يقاوم أي محاولة لاستثمار طاقته في شيء غير ضروري.

كيف تبدأ عادة ممارسة الترفيه الذي يعتمد على الأنشطة؟

هناك طرائق عديدة يمكنك من خلالها ملء وقت فراغك بأنشطة مفيدة، ولكنَّ الأمر يتطلب مجهوداً؛ فخلافاً لمشاهدة التلفاز أو الاسترخاء، فلا بد أن يكون العمل على استغلال أوقات فراغك بشيء مفيد منظماً مسبقاً.

قد يتطلب الأمر التخطيط في بعض الأحيان، ولكنَّه دائماً ما يتطلب دفعة أولية من الحماس والزخم كي تبدأ؛ لذا أقترح القيام بهذه التجربة: حاول استبدال بعض المهمات التي لا تحتاج إلى مجهود بأخرى تتطلب مجهوداً أكبر، واستمر في ذلك لمدة شهر؛ فإن لم تشعر بعد مضي هذا الشهر أنَّ المَهمَّة الجديدة مُرضِية أكثر من طريقتك القديمة في استغلال الوقت، فانسحب.

يتعلق الأمر بالاستمتاع لا بالإنتاجية؛ لذا ليس عليك أن تشعر بالذنب إن قررت التراجع في وقت لاحق.

شاهد بالفيديو: 9 استراتيجيات فعّالة لتحفيز ذاتك عندما تفتقد إلى الحماس

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/IXXI06LmcCQ?rel=0&hd=0″]

بعض الاقتراحات كي تحظى بترفيه نشط:

إليك بعض الأفكار لتبدأ:

  1. انضم إلى مؤسسة ما: انضم إلى مؤسسة تُعنَى بمساعدة الناس؛ حيث توجد الكثير من أمثال هذه المؤسسات التي تتميز بمقدرتها على تقديم المساعدة لمن يحتاجون إليها، وقد عرفت الكثير من الناس الذين يقولون لي أنَّ العمل مع هذه المؤسسات هو أهم ما يفعلونه في وقت فراغهم.
  2. ابدأ ممارسة حرفة: حاول تعلم هواية جديدة أو مارس هواية قديمة. تعدُّ أعمال الطلاء أو الأعمال الخشبية أو النحت أو البرمجة أو التدوين بدايات رائعة؛ لذا اشترِ كتاباً تعليمياً لتبدأ وتتعلم منه.
  3. مارس الرياضة: ابحث عن نشاط بدني يمكِّنك من التحرك ويوفر لك بيئة من التحدي؛ ولن يحافظ هذا على صحتك فحسب، بل سينشط عقلك بطريقة أفضل من الجلوس على السرير.
  4. تعلَّم لغة جديدة: تحدَّ نفسك لتعلم لغة جديدة، فقد كان هذا هدفي دائماً، وقد سمعت من مصادر عدة أنَّ إجادة لغة غير لغتك الأم قد يكون أمراً شاقاً وممتعاً في آن معاً.
  5. العب لعبة: يمكن أن تكون ألعاب الكمبيوتر والترفيه التفاعلي وسيلة رائعة لتنشيط عقلك؛ ورغم أنَّك قد تدمن هذه البيئة الممتعة، إلَّا أنَّ تخصيص وقت صغير للعب الألعاب قد يحفز عقلك كي تستمتع بوقتك.
  6. ابدأ مشروعاً: واحد من الأشياء التي أفضِّلها شخصياً هو بدء مشروع جديد؛ فقد يكون بدء مشروع لإكمال شيء ما على مدى شهرين مثيراً ومجزياً بشكل لا يصدق، فعلى سبيل المثال: ابدأ كتابة الرواية التي لطالما كنت تفكر فيها.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!