لماذا يحتاج دماغ الطِّفل إلى زيت السَّمك؟

كثيراً ما نسمع بين الفينة والأخرى، عن صرعةٍ غذائيَّةٍ جديدة. لنفاجأ بأنَّ طفلنا يحتاج إلى كذا وكذا ليكون بصحَّة مثالية. وفي حين أنَّ ظهور مثل تلك الصَّرعات الغذائيَّة أمرٌ لا مفرَّ منه، إلا أنَّه لمن الأهميَّة أيضاً أن نميِّزَ بينها وبين التَّوصيات التي ترتكز على أدلَّة علميَّةٍ مُثبتة، ومن بين هذه التوصيات المستندة إلى أدلّة علمية هو زيت السمك الغني بالأوميغا-3.

لماذا يحتاج دماغ طفلكِ إلى زيت السَّمك؟

ينمو دماغ الطِّفل بسرعة في السَّنوات الخمس الأولى من عمره، مع نموٍّ ملحوظٍ في أوَّل سنتين منهم. كما يتكوّن دماغ الإنسان من ما يقرب من 60٪ من الدُّهون. ولهذا السَّبب يمكن لكمية ونوعية الدِّهون التي نستهلكها أن تؤثر على نموِّ الدِّماغ. وهو ما تؤكد عليه المزيد من الأبحاث التي تشدِّدُ على الحاجة الملحة للأحماض الدهنية الأساسية التي نجدها في الأسماك، من أجل تحقيق النمو الأمثل لأدمغة الأطفال.

ما هو زيت السَّمك؟

يتواجد زيت السَّمك في الأسماك الدهنية، وهو عبارةٌ عن أحماض أوميغا 3 الدُّهنية، والتي تتكوَّن بشكلٍ رئيسي من حِمضَي الإيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوزاهيكسينويك (DHA). وفي حين يمكن لاستهلاك كميةٍ مناسبة من الأسماك أن يوفر لكِ ما يكفي من أحماض الأوميغا (3)، إلا أنَّ المشكلة تكمن في أنَّ الكثير من النَّاس لا يستهلكون كميات كبيرةٍ من الأسماك. لهذا يزداد الإقبال على مكملات الأوميغا (3).

لم يُعتبر زيت السَّمك مفيد لنموِّ الدِّماغ؟

يتأثر نمو الجَّنين والنُّمو السَّريع للدِّماغ بجودة النِّظام الغذائي للطِّفل خلال السَّنوات الأولى من عمره. وفي حين أنَّ معظمنا لن يعاني من أجل الحصول على كميِّةٍ كافية من السُّعرات الحرارية، إلا أنَّ الكثير منا يعاني حقيقةً من نقصٍ في كميَّةِ الأحماض الدهنية الأساسية.

كما تلعب الأحماض الدهنية الأساسية -خاصة (DHA)- دوراً كبيراً في نموِّ المخ، حيث أنَّ أدمغتنا تحتوي -كما أسلفنا- على ما نسبته 60٪ من الدهون.

وبينما يكون لحمض الدوكوزاهيكسينويك (DHA) دورٌ هامٌّ في النَّمو وتطوُّر الرؤية والمخ، وحتى وظائف جهازنا المناعي؛ تنمو أدمغتنا بالكامل تقريباً بعمر 5-6 سنوات، مما يعني أنَّ عامل التَّغذية خلال هذه المرحلة الهامَّة يمكن أن يؤثر علينا مدى الحياة.

هل من الآمن استهلاك زيت السَّمك أثناء الحمل؟

من الناحية المثالية، تحتوي جميع المأكولات البحرية على الزِّئبق؛ لذا يتمُّ التَّحذير بشدَّة من مخاطر تناول المأكولات البحرية التي تحتوي مستوياتٍ عاليةٍ منه؛ وهو ما يفسر امتناع النِّساء الحوامل عن تناول المأكولات البحرية طوال فترة حملهنّْ. وفي حين أنَّ لا أحد منا يريد أن يستهلك أيَّ نوعٍ من السُّموم، إلا أنَّه في حال أحجم معظمنا عن تناول المأكولات البحرية، فلن يحصلوا على نسبةٍ كافيةٍ من حمض (DHA)، لسوء الحظ.

وللحصولِ على نسبةٍ كافيةٍ من حمض (DHA)، من الممكن لنا استهلاك الأسماك ومنتجات الأعشاب البحرية التي تحتوي على كميات قليلةٍ من الزِّئبق. مثل أسماك السَّردين والسَّلمون والسِّلور والبوري والرِّنجة، وغيرها.

كما يمكن أيضاً تناول مكملات (DHA) المستخرجة من المأكولات البحرية منخفضة الزئبق. إذ تحتوي العديد من الفيتامينات التي تُعْطَى للحوامل أثناء فترة الحمل على حمض (DHA)، بهدف مساعدتهنَّ في الحصول على كمية كافية منه. وذلك بغضِّ النَّظر عن مقدار أو كمية الأطعمة البحرية التي يستهلكنها.

هل يجب أن أتناول وأطفاليَ مكمِّلات زيت السَّمك؟

تشير الأدلة إلى أنَّ الأحماض الدُّهنية الأساسية ضروريَّةٌ لنموِّ الدماغ. وتحديد فيما لو كان عليكِ أن تتناولي مكمِّلاً غذائياً، يعتمد في الغالب على نظامكِ الغذائي وصحتك العامة، ونصيحة الطَّبيب.

يختلف النِّظام الغذائي اختلافاً كبيراً من شخصٍ لآخر. إذ يستهلك البعض منَّا الكثيرَ من المأكولات البحرية؛ وبالتَّالي الكثير من حمض (DHA). ومع ذلك، وجدت إحدى الدِّراسات بأنَّه حتى الأمهات اللائي يعتمدنَ على حمية البحر الأبيض المتوسط، والتي تميل إلى أن تضم نسبةً عالية من المأكولات البحرية؛ لازلنَ يعانينَ من نقصٍ في حمض (DHA).

وخلصت الدِّراسة إلى أنَّ مكملات (DHA) يمكن أن تساعد المرضعات وأطفالهن على ضمان حصولهم على ما يكفي من الأحماض الدُّهنية. أمَّا بالنسبة للأطفال، فيبدو أنَّ تناول كمياتٍ مناسبة من حمض (DHA)، يمكن أن يلعب دوراً حيوياً في نموِّ الدِّماغ.

كما خلصت دراسةٌ أخرى إلى أنَّ الأطفال الذين قد استهلكت أمهاتهم أثناء فترة الحمل أكثر مما أوصت به وزارة الزِّراعة الأمريكية فيما يتعلق بتناول الأطعمة البحرية، قد سجلو درجاتٍ أعلى خلال الاختبارات النَّفسية العصبية، ومعرضونَ بدرجةٍ أقل لخطر الإصابة بالتَّوحد.

إذا كانت الأحماض الدُّهنية الأساسية هي حجر الأساس في صحَّةِ ونمو الدِّماغ، فمن المنطقي أنَّ الأطفال بحاجة إلى نسبةٍ كافية منها في نظامهم الغذائي. يمكن للأطفال الحصول على حمض (DHA) أثناء وجودهم في الرَّحم، ومن خلال حليب أمهاتهم، وعبر المكملات الغذائية والنَّظام الغذائي بمجرد ما إن يكبروا.

فإذا كنتِ تفكرين في إعطاء مكملات غذائيةٍ لأطفالك، فمن الأفضل دوماً استشارة الطَّبيب أو أحد أخصائيي تغذية الأطفال.

هل بإمكانكِ الحصول على ما يكفي من الأحماض الدُّهنية الأساسية بدون مكمِّلات؟

يوجد طرقٌ عدَّة لاستهلاك الأحماض الدُّهنية الأساسية. إذ يمكن العثورُ على الدُّهون الصِّحية في المكسرات والبذور والأعشاب البحريَّة والأسماك والأفوكادو وجوز الهند، إلخ.

وإذا كنتِ واعيةً تماماً لنوعيَّة نظامكِ الغذائي، فقد يكون من الممكن لكِ الحصول على تغذيةٍ كافية دونَ إضافة أيَّةِ مكملاتٍ غذائية. لكن بالنِّسبة للكثير من النَّاس، من الصَّعب الحصول على جميع العناصر الغذائية من دون مكملات.

وإن كنتِ قلقة بشأن الدُّهون الصِّحية لكِ ولطفلك، فمن الجيّد أن تستشيري أخصائي تغذية لمراجعة نظامكِ الغذائي ولمعرفة إن كنتِ بحاجة لتناول مكملات الغذائية.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!