لماذا يعد أسلوب التوازن بين العمل والحياة أسلوباً خاطئاً؟

هل يبدو أنَّه لا يوجد ساعات كافية في اليوم؟ أم أنَّ حياتك متوازنة؟ ربما يقول معظم الناس إنَّهم يشعرون بالإرهاق والارتباك، مما يوحي بأنَّهم يشعرون بعدم التوازن. سنتحدث بالتفصيل في هذا المقال عن مفهوم التوازن بين العمل والحياة، ونشرح مشكلة أسلوب التوازن، ونُقدِّم العملية التي يوصى بها لتحقيق نهج صحي للتوازن بين العمل والحياة.

Share your love

ومع ذلك، إنَّ مفهوم “التوازن” بين العمل والحياة الذي يُشار إليه كثيراً ليس بنَّاءً بشكل خاص؛ فأسلوب التوازن ليس مفيداً جداً أو واقعياً.

سنتحدث بالتفصيل في هذا المقال عن مفهوم التوازن بين العمل والحياة، ونشرح مشكلة أسلوب التوازن، ونُقدِّم العملية التي يوصى بها لتحقيق نهج صحي للتوازن بين العمل والحياة.

ماذا يعني “التوازن” بين العمل والحياة؟

لنقم ببعض العمليات الحسابية السريعة؛ بافتراض أنَّنا ننام 7.5 ساعة في اليوم (وهي عدد ساعات النوم التقريبية التي أوصى بها العلماء لإدارة الإجهاد والصحة بفاعلية)، ولكي تكون المقاييس “متوازنة” حقاً، نحتاج إلى تقسيم الوقت المتبقي كالتالي: 8.25 ساعة للعمل و8.25 ساعة من أجل الحياة الشخصية في كل يوم عمل.

ومع ذلك، فقد وجدَت الأبحاث أنَّه في عصر الهواتف الذكية، يقضي معظم المديرين التنفيذيين والمهنيين بشكل روتيني أكثر من 8.25 ساعة في العمل كل يوم عمل. لذلك، إذا كنا مرتبطين بالعمل لـ 13.5 ساعة أو أكثر في اليوم خلال 5 أيام في الأسبوع، وقضينا حوالي 5 ساعات في عطلة نهاية الأسبوع في قراءة رسائل البريد الإلكتروني؛ فهذا يعني أنَّنا نقضي حوالي 72 ساعة في الأسبوع في العمل.

إذا كان شخص ما مرتبطاً بالعمل لـ 13.5 ساعة في اليوم، وينام حوالي 7.5 ساعات كل ليلة، فيبقى 3 ساعات فقط من يومه من الاثنين إلى الجمعة مخصصة لحياته الشخصية عندما يكون مستيقظاً. وهذا أقل بمقدار 5.25 ساعة في يوم العمل مما هو مطلوب لتحقيق التوازن الحقيقي بين العمل والحياة، بعجز إجمالي قدره 26.25 ساعة كل أسبوع عمل.

الآن، لنحسب عطلات نهاية الأسبوع، إذا كان هناك 168 ساعة في الأسبوع، وكان الشخص يقضي 52.5 ساعة في النوم، فيتبقى 115.5 ساعة في الأسبوع لأشياء أخرى، وإذا قضينا 72 ساعة من تلك الساعات مرتبطين بالعمل، يتبقى لدينا 43.5 ساعة فقط في الأسبوع نقضيها لفعل ما نشاء.

يمتلك الأشخاص أساليب مختلفة للتعامل مع التوازن بين العمل والحياة:

يمتلك الأشخاص أنماطاً مختلفة في كيفية إدارة الحدود بين الأنشطة المتعلقة بالعمل وغير المتعلقة بها، حيث تقترح الأبحاث أنَّ الحدود بين العمل والحياة أكثر أهميةً من التوازن بينهما؛ إذ لا يشعر الكثير منا بالتوازن، وفكرة محاولة تحقيق “التوازن” ليست مفيدة؛ حيث نضغط على أنفسنا ونكدح من أجل تحقيق كل شيء وبصورة مناسبة، ولكن إذا فكرنا أكثر في الحدود بين العمل والحياة بدلاً من ذلك، فسنجد المزيد من الخيارات لكل من الأفراد والمؤسسات. صمَّمَت إحدى المؤسسات نموذجاً لفهم التفضيلات السلوكية في كيفية تعامل الأشخاص مع التوازن بين العمل والحياة، ومع الحدود بينهما.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/lERhHwkCj3o?rel=0&hd=0″]

5 أنماط للتعامل مع التوازن بين العمل والحياة:

وفي بحث آخر، حدَّد الباحثون 5 أنماط للتعامل مع التوازن بين العمل والحياة، حيث تندرج عادةً تفضيلات الناس الطبيعية من حيث كيفية التعامل مع التوازن بين العمل والحياة في إحدى الفئات الخمس التالية:

1. المؤيدون للفصل بين العمل والحياة:

يُفضِّل هؤلاء الفصل بين مهام والتزامات العمل والحياة، ويضعون حدوداً واضحة بينهما؛ إذ يميلون إلى العمل خلال “ساعات العمل” ومن موقع عمل مخصص؛ حيث ينجزون جميع الأمور المتعلقة بالعمل خلال ساعات العمل، ويؤجلون التعامل مع أمورهم الشخصية إلى حين انتهائهم والعودة إلى المنزل، ومثال على هذا الأسلوب: هو الشخص الذي يعمل نادراً في عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات؛ فلن يجدول هذا الشخص أيضاً نشاطاً عائلياً خلال أوقات العمل، حيث يواجه هذا النمط التقليدي في العمل تحدياً بسبب انتقال العالم مؤخَّراً إلى العمل عن بُعد، وبيئة الأعمال العالمية المتزايدة، والتقدُّم التكنولوجي.

2. المؤيدون لتحقيق التكامل بين العمل والحياة:

يدمج هؤلاء العمل مع المهام والالتزامات الشخصية على مدار اليوم؛ حيث تتداخل حياتهم العملية مع حياتهم المنزلية، والعكس صحيح، وينتقل هذا النوع من الأشخاص من مكالمات العمل إلى الاهتمام بالاحتياجات الشخصية، ومن الرد على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل إلى رعاية شخص آخر؛ كما يديرون المهام دائماً عند ظهورها في أي وقت ومن أي مكان، مثال على هذا الأسلوب: هو شخص يأخذ استراحة غداء طويلة لممارسة الرياضة، ولكن بعد ذلك يعوض ذلك الوقت من خلال متابعة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل في تلك الليلة.

3. المؤيدون للتبديل بين أسلوب التكامل والفصل بين الحياة والعمل:

يستخدم هؤلاء نموذج التكامل بين الأسرة والعمل تارةً، ونموذج الفصل بينهما تارةً أخرى، ومثال على هذا النمط: هو الشخص الذي يسافر كثيراً، أو لديه عمل موسمي، أو عمل مرتبط بمشروع معيَّن. وقد يتنقل الآخرون بين نشاطات مختلفة مثل: جداول المدرسة، أو رعاية الأطفال، أو المسؤوليات العائلية، أو الظروف الشخصية الأخرى.

4. المؤيدون للعمل على حساب الحياة الشخصية:

يضع هؤلاء برنامج عملهم في المقام الأول، ويهتمون بوقت العمل، حيث يسمحون لأنشطة العمل بمقاطعة وقت الأسرة، ولكن لا يسمحون لشؤون الأسرة بمقاطعة عملهم، ومثال على هذا الأسلوب: هو الوالد الذي يجيب على رسائل البريد الإلكتروني، ويجري مكالمات خاصة بالعمل في أثناء الأحداث الرياضية والعشاء العائلي والإجازات، ولكنَّه نادراً ما يجري مكالمات شخصية في العمل.

5. المؤيدون للحياة الشخصية على حساب العمل:

يضع هؤلاء برنامجهم العائلي في المقام الأول، ويهتمون بالوقت الذي يقضونه مع العائلة، حيث يسمحون لاحتياجات الأسرة بمقاطعة العمل، ولكن لا يسمحون لأنشطة العمل بمقاطعة الوقت المخصص للعائلة، ومثال على هذا الأسلوب: هو الوالد الذي يعيد جدولة أوقات العمل لرعاية طفل مريض أو قريب مسن، ولكنَّه نادراً ما يتخلى عن وقت الأسرة من أجل العمل.

(تجدر الإشارة هنا إلى أنَّ هذا البحث أُجرِي قبل اندلاع جائحة فيروس كورونا العالمي والأحداث التي تلَت ذلك، ومن الواضح أنَّ هذا قد غيَّر الطريقة التي يتعامل بها الناس مع إدارة العمل والحياة، وبالنسبة إلى الكثيرين، طمس الحدود الفاصلة بينهما؛ وذلك بدافع الضرورة أكثر من التفضيل).

التحكم في الحدود:

هو عامل آخر يمكِننا قياسه لفهم الأساليب المختلفة للأشخاص لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، فلقد وجد البحث أنَّ بعض الأشخاص لديهم مستويات أعلى أو أدنى من التحكم في الحدود، وهذا يتعلق بالظروف أو نوع العمل الذي يمارسونه:

1. تحكُّم عالي المستوى بالحدود:

يستطيع الأشخاص الذين يتمتعون بمستوىً عالٍ من التحكم بالحدود بين العمل والحياة معرفةَ متى يجب التركيز على العمل، ومتى يجب التركيز على الأسرة، ومتى يجب التركيز على كليهما، وعلى سبيل المثال: قد يقررون العمل متأخراً لإنهاء مشروع كبير، أو قد يقررون حضور حدث في المدرسة في صباح أحد أيام الأسبوع والعمل لمدة نصف يوم فقط، ويشعر الأفراد الذين لديهم سيطرة كبيرة على الحدود أنَّ لديهم الثقة والقدرة على اتخاذ هذه القرارات والتعامل مع نتائجها.

2. تحكُّم متوسط المستوى بالحدود:

يقرر الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات متوسطة من التحكم في الحدود أحياناً متى يركزون على العمل أو الأسرة، أو متى يركزون على كليهما؛ ولكن هناك أوقات يشعرون فيها أنَّه ليس لديهم أي خيار، فعلى سبيل المثال: يمكِنهم في بعض الأحيان تركيز انتباههم ووقتهم على شؤون الأسرة خلال ساعات العمل، ولكن هناك أوقات يرغبون في ذلك، لكنَّهم لا يستطيعون، وقد يرغبون في الفصل بين الحياة والعمل، أو تحقيق التكامل بينهما أكثر مما يستطيعون ذلك.

3. تحكُّم منخفض المستوى بالحدود:

لا يستطيع الأشخاص الذين يتمتعون بمستوىً منخفض من التحكم في الحدود أن يقرروا متى يركزون على العمل، أو متى يركزون على الأسرة، أو متى يدمجون بين الاثنين؛ ففي معظم الحالات، تنشأ هذه القيود بسبب نوع الوظيفة التي يمارسونها، أو ظروفهم الشخصية، أو كليهما.

كلما زادت سيطرة الشخص على مكان وكيفية ووقت عمله وكيفية إدارته لمسؤوليات أخرى، كان من الأسهل عليه إدارة أجزاء الحياة المختلفة معاً، حيث يؤدي التحكم الأكبر إلى الشعور بمزيد من الاستقلالية والأمان أيضاً.

تتطابق ظروف الحياة والعمل من الناحية المثالية مع الطريقة المفضلة للشخص لوضع الحدود؛ ولكن في بعض الأحيان لا تكون الظروف مثاليةً؛ فقد يتطلب التوفيق بين العمل والحياة أنواعاً مختلفة من الدعم، ومع ذلك قد يبقى برنامجك مكتظاً، ولكنَّ السيطرة بشكل أكبر على حدودك ستجعل العمل والحياة أكثر إرضاءً وإنتاجية.

ماذا يعني هذا بالنسبة إلى كيفية التعامل مع مسألة التوازن بين العمل والحياة في مؤسستك؟ يمكِن لمفهوم “حدود العمل والحياة” إعادة صياغة المحادثات التي يجريها الموظفون مع بعضهم بعضاً، ومع مديريهم، ومع عائلاتهم بخصوص هذا الموضوع.

قد يساعد التحدث عن التفضيلات مقابل الواقع في تحديد الجوانب الأكثر إحباطاً للموظفين والمديرين، ويكشف عن الحلول المحتملة التي تخفف المعاناة، كما قد يساعد الإبداع في التحكم بالحدود في تنظيم أمورك حتى في الوظائف الأكثر تنظيماً أو الأكثر تطلباً، لمنح الموظفين المزيد من السهولة لتلبية احتياجات العمل والأسرة.

قد يضر التعارض بين العمل والحياة بالمؤسسات أكثر مما تدركه، ولكن في كثير من الأحيان، يمكِن للتغييرات الصغيرة التي تُحقِّق الهدف المطلوب أن تُحدِث فارقاً كبيراً في حياة موظفيك، وتعزز قدرتهم في أن يكونوا منتجين وملتزمين ومؤثرين في الوظيفة.

لماذا لا ينجح أسلوب “التوازن” بين العمل والحياة؟

اختفَت الحدود التي تفصل بين العمل وجوانب الحياة الأخرى في أيامنا هذه بفضل الهواتف الذكية إلى حد ما؛ إذ أصبح من السهل الوصول إلى الجميع دائماً. لذلك، يمثل “التوازن بين العمل والحياة” منهجاً خاطئاً وغير مفيد.

إنَّ استخدام كلمة “توازن” بين العمل والحياة يدفعنا نحو اختيار أحدهما دون الآخر، بدلاً من تحقيق التكامل بينهما، فإنَّه يخلق إحساساً بوجود مشكلة يجب حلها، بدلاً من الاعتراف بقطبية يجب إدارتها. لذلك، نحن بحاجة إلى التفكير في التوازن بين العمل والحياة بشكل مختلف.

لا يتعلق الأمر بتحقيق المعادلة “الصحيحة” لتوزيع الوقت والجهد بالتساوي بين التزاماتك، فالأمر هو مسألة اختيارات وتنازلات أكثر من كونه مسألة وقت؛ لذا فكِّر بمواءمة سلوكك مع قيمك، على سبيل المثال: لا يجب أن تتنافى الأمومة مع القيادة.

لذا قدِّم أولوية التكامل بين العمل والحياة على التوازن بينهما، على سبيل المثال: قد تعمل أحياناً في عطلات نهاية الأسبوع، وقد تؤدي في بعض الأحيان مهام شخصية خلال “يوم العمل”. فالخيار المثالي هو الانتقال بسهولة بين الأنشطة التي تجلب لك الشعور بالسعادة والإنجاز بغضِّ النظر عن وقت حدوثها أو مكانها أو ما إذا كنتَ تتقاضى أجراً عليها.

تُظهِر الأبحاث أنَّ الناس لديهم المزيد من الطاقة ليقدِّموها عندما يفعلون أشياء يعتقدون أنَّها تؤثر تأثيراً حقيقياً في شيء هام بالنسبة إليهم (سواء كان ذلك العمل التطوعي أم العمل أم الأنشطة الأخرى) حتى عندما يعملون لساعات طويلة.

لذا، فكِّر في الأشياء التي يمكِنك القيام بها في العمل والمنزل والتي تُعدُّ هامةً بالنسبة إليك، والتي تتيح لك أن تعيش حياة سعيدة؛ فالقدرة على القيام بالأشياء التي تريد القيام بها لا تتعلق بالوقت فقط؛ بل بما إذا كان لديك الطاقة للقيام بها.

يتمحور التكامل بين العمل والحياة حول الشعور بالنشاط من خلال ما تفعله في جميع جوانب حياتك؛ مما يسمح لك بتوجيه طاقتك إلى الاهتمام بكل ما هو هام بالنسبة إليك، سواء في العمل أم خارجه.

كيف تُحقِّق تكاملاً أفضل بين العمل والحياة؟

إليك فيما يلي عملية سريعة تتكون من 3 خطوات لتنحية أسلوب التوازن جانباً وخلق تكامل بين العمل والحياة.

1. التفكير:

أولاً، حاوِل أن تهدف دوماً إلى زيادة مستويات طاقتك ومشاعر الأصالة والفاعلية في كل من العمل والمنزل على حد سواء بقدر ما تستطيع.

خصِّص وقتاً للتفكير وتوضيح الأمور الأكثر أهميةً بالنسبة إليك، لضمان توافق سلوكاتك مع قيمك، ثمَّ فكِّر فيما إذا كنتَ تقضي الوقت بطريقة تتوافق مع قيمك.

سجِّل ما تفعله في أيَّة فترة زمنية مدتها ساعة واحدة أو أكثر، لمدة أسبوع، واكتب سبب قيامك بما فعلتَ، وانظر ما إذا كانت أفعالك تعكس قيمك وأهدافك أم تتعارض معها.

أو استعرِض الأمور التي تحب القيام بها بصورة أفضل، بما في ذلك مهاراتك وشغفك وظروف العمل التي تستمتع بها أكثر وما يجعلك سعيداً، ثمَّ فكِّر فيما يمكِنك فعله لزيادة مشاركتك في أنشطة مماثلة.

قد تحتاج أيضاً إلى التفكير فيما تفعله الآن كخيار تقوم به، بدلاً من الموقف الذي تكون ضحيةً له. فذكِّر نفسك لماذا اخترتَ ما اخترتَه أو لماذا الوضع الحالي هو ما هو عليه. وفي الوقت الحالي، قد تركز على الصمود في وجه محنة أو انتكاسة مؤقتة، ولكن إذا كانت المطالب الحالية لا تصمد في المستقبل، أو إذا لم تَعُد هذه الأسباب أساسية بالنسبة إليك، ففكِّر في الخيارات الجديدة التي يمكِنك اتخاذها الآن أو على الأقل في غضون بضعة أشهر من الآن، بحيث تشعر أنَّ الحياة والعمل أقل انفصالاً عن بعضهما بعضاً.

تذكَّر أنَّ احتياجاتك وتوقعاتك ستستمر في التغير على مر السنين؛ لذا واظِب على التأمل وضَع أهدافاً قابلة للتحقيق تتماشى مع قيمك وأولوياتك الحالية.

2. إجراء محادثات:

تحدَّث مع الأصدقاء والعائلة حول ما قد تفعله بشكل مختلف في المستقبل، وبعد قضاء بعض الوقت في التفكير، حاوِل إيجاد سبل لزيادة مستويات التحكم في حدود الحياة والعمل، وقد تحتاج أيضاً إلى إجراء محادثة مع مديرك في العمل حول الطريقة التي يمكِنك من خلالها إضافة المزيد من القيمة، والاستفادة من مهاراتك بصورة أفضل في العمل، فعلى سبيل المثال: اطلب تنفيذ مشروع مليء بالتحديات، أو زيادة المرونة في ساعات عملك، حتى تتمكن من البدء لاحقاً عندما تحتاج إلى ذلك، أو مغادرة العمل مبكراً عند الضرورة، أو تعويض الوقت في يوم آخر، وذكِّر مديرك في العمل أنَّ المرونة تزيد من إنتاجية الموظف.

3. وضع خطة:

إذا شعرتَ أنَّ الطريقة التي تقضي بها وقتك لا تتماشى مع قيمك، فحدِّد الطريقة التي تفضِّل قضاء وقتك بها، وخصِّص 5 دقائق لنفسك، وتخيَّل أنَّك على فراش الموت، واسأل نفسك: ما الذي لم تستطع إنجازه وكان هاماً؟ ومَن هو الشخص الذي لم تستطع أن تكون مثله؟

ماذا ستفعل حيال ذلك؟ ضع خطةً لتحقيق ما عجزتَ عن تحقيقه، وحوِّل أهدافك إلى واقع، حيث سيؤدي القيام بذلك إلى زيادة فاعليتك وطاقتك؛ وبالتالي زيادة إحساسك بالأصالة والتوازن بين العمل والحياة، أو بالأحرى التكامل بين العمل والحياة.

في الختام:

تحدَّثنا في هذا المقال عن مفهوم التوازن بين العمل والحياة الشخصية، وعن اختلاف الأشخاص في تعاملهم مع الحياة والعمل وإدارة الحدود بينهما، وعن أسباب عدم نجاح هذا الأسلوب، وبينا أهمية وكيفية خلق تكامل بين العمل والحياة الشخصية.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!