لماذا يمكن للصيام المتقطع أن يعزِّز صحة الدماغ؟

قد يكون "ما لا تأكله" هو سبيلك للوصول إلى دماغٍ أكثر صحة، وليس ما تأكله؛ ويحدث هذا من خلال الصيام المتقطع، حيث تُظهِر أعدادٌ متزايدةٌ من الأبحاث أنَّه يمكن للصيام المتقطع -بالإضافة إلى تحسين عملية الهضم- أن يساعد الدماغ على أداء وظائفه. يمكن ممارسة الصيام المتقطع بأشكالٍ مختلفة.

Share your love

لا يعني الصيام المتقطع أن تجوِّع نفسك، ولكنَّه يحثُّك على تناول الأطعمة الصحية بكمياتٍ معقولة؛ ممَّا يساعد جسمك على القيام بعددٍ من الوظائف:

  • يسمح للجسم بالانتقال إلى وضعية حرق الدهون.
  • يعزِّز إنتاج هرمون النموّ البشري؛ ممَّا يساعد في إبطاء عملية الشيخوخة.
  • يقلِّل من مستويات الدهون الثلاثية، وهو نوعٌ من الدهون الموجودة في الدم.
  • يعدِّل حساسيتك للأنسولين واللبتين، اللذان يلعبان دوراً في التسبُّب بداء السكري وأمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى.
  • يضع هرمون الجريلين في مستوياتٍ طبيعية.
  • يقلِّل الالتهاب ودرجة تلف الخلايا المرتبطة بالجذور الحرة.

الصيام المتقطِّع والدماغ:

-بعض الأطعمة التي تفيد الدماغ، والغنية بأوميغا 3 والدهون غير المشبعة-

تحسين صحة الدماغ وحمايته من الخرف إحدى الفوائد الصحية الكثيرة المقترنة بالصيام المتقطِّع، وبحسب مارك ماتسون (Mark Mattson)، كبير الباحثين في المعهد الوطني للشيخوخة، فقد أظهر بحثٌ أنَّه يمكننا تأخير بداية مرض الزهايمر والشلل الرعاشيِّ إذا بدأنا اتباعَ حمية صيامٍ متقطعٍ في الفترة التي تعادل منتصف العمر عند الناس. على سبيل المثال: بحثت دراسةٌ في كانون الأول من عامِ 2015 ونُشِرت في مجلة علم الأحياء الحيوية (Biogerontology) في تأثيرات 12 أسبوعاً من الصيام المتقطع على فئرانٍ في منتصف العمر، ولاحظ المؤلِّفون تحسُّناً في التنسيق الحركي للفئران، وفي استجابة التعلُّم، إلى جانب انخفاض الضرر التأكسديِّ للبروتينات؛ كما لاحظوا انخفاضاً في تنظيم العامل الذي يؤدِّي إلى الالتهاب. يعتقد الباحثون أنَّ النتائج التي توصَّلوا إليها قدَّمت فكرةً عن كيف أنَّ الصيام المتقطع المحدود خلال فترة منتصف العمر يمكن أن يبطِّئ أو يمنعَ اضطراب عمل الدماغ.

وفقاً لما ذكره ماتسون، فإنَّ السبب الذي يجعل الصيام المتقطع مفيداً للدماغ هو أنَّه مرتبطٌ ببروتينٍ يسمَّى عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ (BDNF). تُشير أبحاث ماتسون إلى أنَّه عندما تصوم كلَّ يومين وتستهلك حوالي 600 سعرةٍ حرارية فقط في أيام الصيام، فإنَّ إنتاج BDNF يزيد بشكلٍ ملحوظ. يحفِّز هذا البروتين الخلايا الجذعية في الدماغ على التحوُّل إلى خلايا دماغيةٍ جديدة، وينشِّط مواد كيميائيةٍ أخرى مرتبطةٍ بالصحة العصبية.

وإذا جمعت بين الصيام المتقطع وممارسة التمرينات الرياضية، فيمكنك أن تجني مزيداً من الفوائد لدماغك؛ إذ ينشِّط هذا المزيج عوامل تنظيم العضلات، وهي نوعٌ من عوامل النمو التي تسبِّب تحوُّل الخلايا الجذعية في الدماغ والخلايا الفرعية في العضلات إلى خلايا دماغيةٍ وخلايا عضليةٍ جديدةٍ على التوالي.

هناك طريقةٌ أخرى -من خلال الأمعاء- تمكِّن الصيام المتقطع من تحسين صحة الدماغ؛ فقد تبيَّن أنَّ الميكروبات (الكائنات الحية الدقيقة) في الأمعاء تؤثر في وظائف الدماغ، بما في ذلك: وظائف الإدراك والمزاج والألم. يساعد الصيام المتقطع على تدعيم البكتيريا المفيدة التي تعيش في الأمعاء وتعزيزها، ولا يدعم هذا الجهاز الهضمي والمناعي فحسب، بل ويدعِّم وظائف الدماغ، بما في ذلك: الانتباه والتركيز والوضوح والذاكرة.

يجب عليك، إذا كنت ترغب بتبنِّي أسلوب حياة الصيام المتقطع، أن تستشير أولاً الجهة التي تقدِّم الرعاية الصحية إليك إذا كنت تعاني من أيِّ حالاتٍ صحيةٍ مزمنةٍ مثل: السكري، واضطرابات الجهاز الهضمي، ومشاكل الغدة الدرقية؛ أو إذا كنت تتناول أيَّ أدوية.

ضع خطةً تلبِّي احتياجاتك، ثمَّ ابدأ تدريجياً. يمكن للصيام المتقطع أن يكون طريقةً فعَّالةً لتدعيم صحة الدماغ ووظيفته، وكذلك لتعزيز الصحة العامة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!