ما هو نموذج تدريب المدربين، وكيف يمكن لمؤسستك الاستفادة منه؟

أصبح الحفاظ على التنافسية والارتباط بسوق العمل أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى؛ ولكن كي تكون في موقع ملائم، يجب إضافة التدريب والتطوير إلى قائمة المكوِّنات التي تساهم في نجاحك؛ حيث إنَّ القوة العاملة المدرَّبة تدريباً جيداً والمتحفِّزة إحدى ضروريات الأعمال التجارية المزدهرة، وهنا تظهر فائدة نموذج تدريب المدرِّبين.

حيث إنَّ القوة العاملة المدرَّبة تدريباً جيداً والمتحفِّزة إحدى ضروريات الأعمال التجارية المزدهرة، وهنا تظهر فائدة نموذج تدريب المدرِّبين.

يُعدُّ وجود برنامج تدريب داخلي طريقة فعَّالة لضمان تعلُّم الموظفين لاكتساب المعرفة والمهارات اللازمة في وقت قصير، مما يمكِّنهم من أداء وظائفهم على أتم وجه؛ لذا ثق أنَّك تمتلك القدرة على تدريب الموظفين بفاعلية وعلى نطاق واسع من خلال تمكين الموظفين الخبراء المتخصصين من تعليم زملائهم عبر نموذج تدريب المدرِّبين.

ما هو نموذج تدريب المدرِّبين؟

نموذج تدريب المدرِّبين هو إطار عمل لتدريب المدرِّبين المحتمَلين أو الخبراء المتخصصين لتمكينهم من تدريب أشخاص آخرين في مؤسساتهم؛ بمعنى آخر: تتلقى مجموعة من الموظفين برنامج تدريب حافل يركِّز على محتوى تدريب محدد وعلى كيفية تعليم محتوى التدريب هذا للآخرين.

فمثلاً: يدرِّب الخبير المتخصِّص في الموضوع مجموعة مختارة من الموظفين على مهارات التيسير، وفي الوقت نفسه يعلِّمهم كيفية تدريب الزملاء الآخرين على كيفية إدارة الاجتماعات بفاعلية.

يهدف التدريب إلى أن يتعلَّم الحاضرون المعلومات أو المهارة الجديدة، ويتولُّون مهمَّة إرشاد مجموعات أخرى من الموظفين في المؤسسة، وطُبِّق هذا النهج لأول مرة في المؤسسات غير الحكومية أو غير الربحية، ومنذ ذلك الحين تبنَّته الشركات وطبَّقته على برامج التعلُّم والتطوير الخاصة بهم.

فوائد نموذج تدريب المدرِّبين:

تتمثَّل الميزة الأساسية لنموذج “تدريب المدرِّبين” في فاعليته في تدريس مهارات ومعارف جديدة لمجموعة واسعة من الأشخاص داخل المؤسسة من خلال استثمار الموارد الداخلية لتوسيع نطاق تقديم التدريب، كما تتيح لك مهمَّة تدريب المدرِّبين أن تصبح مدرِّباً لمصلحة المؤسسة وتكتسب مهارات جديدة، مما يمنحك فرصة رائعة للتطوير المهني؛ لذا إليك فيما يلي بعض الفوائد الأخرى التي تجعل نموذج تدريب المدرِّبين نهجاً مستخدَماً باستمرار في مجال التعلُّم والتطوير:

1. الفاعلية من حيث التكلفة:

يُعدُّ إرسال مدرِّب خبير واحد لتدريب الخبراء الداخليين في مسألة ما أقل كلفة بكثير من الاستعانة بمجموعة كبيرة من المدرِّبين من خارج الشركة لتقديم جلسات تدريب داخلها.

2. الاتساق في تقديم منهاج التدريب:

تتم برامج تدريب المدرِّبين في العادة بتلقي المدرِّبين المواد نفسها التي دُرِّبوا عليها، ومن ثم ينشرون المعلومات ذاتها عبر المؤسسة، ويمثِّل هذا نموذجاً مثالياً للمؤسسات الكبيرة حيث يكون استمرار التدريب أمراً هاماً لها، وإضافة إلى ذلك، يسمح التنسيق الموحد بقياس أداء كل مجموعة تدريب ومقارنة كلٍّ منها.

3. قبول المدرِّبين الداخليين:

في معظم المؤسسات، يميل الأشخاص إلى طلب المشورة من زملائهم الذين هم على اطِّلاع أكبر من المتخصصين في الخارج.

مناسب جداً للمواقف التي تتطلَّب نشر المعلومات بسرعة: بعد الانتهاء من دورة التدريب الأولية، يمكن للمدرِّبين الداخليين الجدد تقديم دوراتهم في وقت واحد لزملائهم، وتظهر فائدته خاصة عند طرح مبادرات التغيير للمؤسسة بأكملها.

4. التعلُّم المخصَّص:

يتمتع المدرِّبون الداخليون بميزة معرفة بيئة المؤسسة وثقافتها بالإضافة إلى المنتجات والخدمات المقدَّمة واحتياجات العملاء، مما يسمح لهم بإنشاء محتوى تدريب يتناسب مع حاجات المشاركين.

5. إتقان المدرِّبين المتزايد للموضوع:

إنَّ أفضل طريقة للتعلُّم هي تعليم شخص آخر، فمع استمرار المدرِّبين في تقديم دورات التدريب لزملائهم، سيتعاملون مع مواقف جديدة ويجيبون عن الأسئلة ويسمعون وجهات النظر الجديدة، وعندما يجدون طريقهم للتعامل مع هذه التحديات، ستصل خبرتهم في الموضوع حتماً إلى آفاق جديدة.

6. تطوير فريق تدريب داخلي مؤهَّل:

بمجرد أن يحضر الأشخاص برنامج تدريب المدرِّبين ويبدؤون بتعليم زملائهم، ستستمر كفاءاتهم كمدرِّبين في النمو؛ لذا عندما تحتاج مؤسستك إلى مدرِّبين داخليين في مسألة أخرى، سيكون لديك فعلاً مجموعة من الموظفين ممَّن لديهم المهارة في التدريب.

7. متابعة أفضل للتدريب:

نظراً لأنَّ المدرِّبين خبراء داخليون، فإنَّهم حاضرون دائماً، ويمكنهم متابعة الحالات بسهولة حتى تصبح المهارات والمعلومات الجديدة جزءاً من روتين زملائهم.

يمتلك برنامج تدريب المدرِّبين أثراً قوياً يجعل المؤسسة جهة عمل جذَّابة ومكان عمل متقدِّم لاستقطاب المواهب: تجذب الشركة التي توفِّر فرص نمو لموظفيها والتدريب من خلال تقنيات مبتكرة الموظفين المحتمَلين.

من جهة أخرى، تواجه جميع الطرائق بعض العقبات، ومفهوم تدريب المدرِّبين ليس استثناء، ويُعدُّ الافتقار إلى المرونة اللازمة لتخصيص منهاج التدريب المطبَّق وتعديله أحد أكبر العوائق التي تواجه المؤسسات، وقد تختلف الحاجات باختلاف وحدات المؤسسة، وغالباً لا يكون هناك من وقت ومورد مخصَّصَين لتعديل برنامج التدريب المكتوب وفقاً للحاجات المحدَّدة للمجموعات المختلفة.

كما تصمَّم برامج التدريب في الأغلب بحيث تركِّز تركيزاً كبيراً على المحاضرات، إضافة إلى التركيز على التواصل أحادي الاتجاه وتوزيع المحتوى؛ في حين تفتقر إلى أنشطة التعلُّم التجريبية الفعَّالة والتطبيق العملي، ويمكن تحسين ذلك من خلال تصميم دورة تدريب مدروسة تحترم مبادئ تعلُّم الراشدين ومتابعة التدريب.

كيف تختار المشاركين المناسبين؟

الاستثمار ركن أساسي لأيِّ برنامج تدريب من ناحية الوقت والمال، ويُعدُّ إشراك الأشخاص المناسبين في الدورة أمراً جوهرياً لإنجاح برنامج تدريب المدرِّبين، ويمكن أن تكون عملية الاختيار أسهل من خلال مراعاة المعايير الآتية:

  • يجب أن يحظى المدرِّبون الذين سيتم اختيارهم قريباً باحترام كبير، والمدرِّب المثالي هو الذي يكون قدوةً وشخصاً يتطلَّع إليه الموظفون ويطلبون مساعدته؛ لذا اختر موظفاً يترجم كلماته إلى أفعال، ويتَّبع عمليات الشركة ومبادئها.
  • يجب أن يمتلك المدرِّب مهارات تواصل جيدة، وأن يكون قادراً على قيادة المناقشة والإصغاء إلى زملائه، ويُعدُّ كونك متحدِّثاً ومقدِّماً جيداً ميزة كبيرة أيضاً.
  • من الهام أن تتقبَّل التغذية الراجعة.
  • يقود السلوك الإيجابي والاستعداد لمساعدة الزملاء على تقديم تعليمات التدريب إلى التطبيق الواقعي لها خلال دورات التدريب وبعدها.
  • لا بدَّ من امتلاك درجة معينة من الخبرة والمهارة في مجال أو موضوع معيَّن؛ وذلك لأنَّ نموذج تدريب المدرِّبين يُبنى بفاعلية على مهارة المدرِّبين ومعلوماتهم؛ فضلاً عن أنَّه كي تكون مدرِّباً ذا مصداقية، يجب أن تكون مؤهلاً في المجال الذي تدرِّسه، وخاصة في الموضوعات المتعلِّقة بالمعرفة التقنية.
  • يجب أيضاً مراعاة المرونة في الوقت والحضور لتقديم التدريب، ويتطلَّب كونك مدرِّباً تخصيص وقت إضافي إلى الوظيفة العادية في أثناء عملية التدريب في المؤسسة، ومن العملي أن تطلب من مديري المتقدِّمين الدعم والتأكيد على أنَّ وظيفتهم تسمح لهم بالمشاركة في البرنامج.

كيف تصمِّم برنامج تدريب المدرِّبين؟

إذا قررت تصميم برنامج تدريب المدرِّبين في مؤسستك، فهناك مجموعة من الأمور التي تتطلَّب الانتباه إليها لتصميم نموذج فعَّال:

1. توضيح الهدف من البرنامج:

ما هي الأهداف الرئيسة التي تريد تحقيقها؟ أهي نقلُ المهارات التقنية من ذوي الخبرة إلى الأعضاء الأصغر سناً، أم وضعُ مجموعة داخلية من المدرِّبين الذين يمكن الاعتماد عليهم في مجموعة واسعة من تدريب تنمية المهارات؟ هل لديك أشخاص فاعلون لإحداث تغيير داخلي في المؤسسة؟ ستحدد إجاباتك عن هذه الأسئلة المجال الذي يتطلَّب منك التركيز عليه في منهاجك التدريبي.

2. عملية قياس التصميم وتقييمه:

سيكون عليك تحديد أهداف قابلة للقياس ومعرفة كيفيَّة قياس نتائج الدورة، ويشير تتبُّع التقدُّم لكل من المدرِّبين والمتدرِّبين إلى فاعلية البرنامج، ومن الضروري أن تكون قادراً على تقييم برنامج تدريب المدرِّبين وتطويره بمرور الوقت.

3. تصميم منهاج التدريب:

نظراً لاعتماد نموذج تدريب المدرِّبين على كلٍّ من معرفة موضوع التدريس ومهارات تقديم التدريب؛ سيتطلَّب منهاجك التفكير في كليهما. في البداية، عليك تحديد الدورات واحدة تلو الأخرى، والمحتوى الهام الذي تريد أن يدرِّبه المدرِّبون وينشرونه في المؤسسة، ثم عليك تخصيص وقت لتدريس التيسير الجماعي وتقديم التدريب، وإضافة إلى ذلك، إذا كان لدى المتدرِّبين أية مرونة في تصميم دوراتهم التدريبية الخاصة، فمن الضروري معرفة مبادئ تصميم تعليم الراشدين وتدريبهم.

4. تصميم المواد التدريبية:

إن أردت مواصلة تمهيد وتسليم متسق لمنهاج التدريب الخاص بك، فعليك تصميم وتوفير جميع المواد التي سيحتاجها المتدرِّبون عند تقديم محتوى التدريب لزملائهم، وقد يتراوح هذا من خطط تيسير التدريب التفصيلية إلى عرض الشرائح ونشرات المشاركين.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!