مبادئ التحسن المستمر واللامتناهي

تتعدى مبادئ النجاح مجرد كونها مجموعة من الأفكار الفعالة، إنَّما هي مبادئ تبنَّاها الناجحون على مرِّ التاريخ، وبعد دراسة هذه المبادئ وتطبيقها يومياً ستحصد النجاح الذي ترجوه؛ لذا إليك الطريقة المثلى التي تساعدك على ذلك وهي: الالتزام بالتحسُّن المستمر والمستدام.

تُستخدَم كلمة “كايزن” (kaizen) في اليابان للدلالة على التحسين المستمر والمستدام وهي ليست فلسفةً تتبناها الشركات الحديثة في عملها وحسب، إنَّما تُعَدُّ أيضاً فلسفةً تبنَّاها المحاربون القدماء وأصبحَت شعاراً شخصياً لملايين الأشخاص الناجحين لاحقاً.

يلتزم أولئك الذين ينجزون في حياتهم، سواء في مجال الأعمال التجارية أم الرياضية أم حتى مجال الفنون، بمواصلة التحسُّن، وإذا أردتَ أن تكون ناجحاً، فعليك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • كيف يمكن أن أجعل هذا الأمر أفضل؟
  • كيف يمكن أن أنجز الأمر بكفاءة أكثر؟
  • كيف أستطيع أن أجني مردوداً أكبر من هذا الأمر؟
  • كيف أبذل أقصى طاقتي لأنجز هذا الأمر بشغف؟

وتيرة التغيير المذهلة:

في عالم اليوم، لا بُدَّ من وجود قدر معيَّن من التحسين لمواكبة وتيرة التغيير السريعة حيث يُعلَن عن تقنيات وتكنولوجيا جديدة شهرياً تقريباً، كما تُكتشَف تقنيات تصنيع جديدة في كثير من الأحيان، وثمَّة كلماتٌ جديدةٌ تُستخدَم كلما ظهرَت صرعةٌ أو ظهر توجهٌ جديد، لذلك يجب أن نستمر بلا توقُّف في تعلُّم المزيد عن أنفسنا وصحتنا وقدراتنا العقلية.

إنَّ التحسين ضروري للنجاح، لذلك إذا أردنا أن نكون مثل الناجحين، فيجب علينا اتباع نهجٍ خاص لإحراز خطواتٍ صغيرة على طريق التحسُّن، وكلما شرعتَ بتحسين مهاراتك وتغيير سلوكك أو تحسين حياتك العائلية أو أعمالك بخطوات بسيطة يمكن التحكم بها، حصلتَ على فرصةٍ للنجاح على الأمد الطويل، لكنَّ إجراء عمليات التحسين بسرعةٍ كبيرة يؤدي إلى الارتباك، بالإضافة إلى عرقلة الجهود التي قد تفضي إلى الفشل، ومن ثمَّ تعزيز فكرة أنَّ النجاح صعب هذا إن لم يكن مستحيلاً، ولكن عندما تبدأ بخطوات صغيرة قابلة للتحقيق وسهلة الإنجاز، فهذا يعزز أفكارك حول سهولة التحسين.

تحديد ما الذي ينبغي تحسينه:

قد يكون هدفك في العمل أن تحسِّن شركتك جودة منتجك أو الخدمة التي تقدِّمها أو ربما برنامج خدمة العملاء أو الإعلانات، وقد ترغب في تحسين مهاراتك الحاسوبية وسرعة كتابتك فضلاً عن مهارات البيع أو مهارات التفاوض بشكل احترافي.

أو قد ترغب في تحسين مهارات التربية أو التواصل مع شريكك أو الطهي في المنزل، أو قد تريد التركيز على تحسين صحتك ولياقتك البدنية أو زيادة معلوماتك عن الاستثمار أو إدارة المال أو حتى عزف البيانو، أو ربما قد يكون طموحك زيادة بقعة السلام الداخلية من خلال التأمل وممارسة اليوغا والصلاة.

مهما كان هدفك، عليك فقط أن تحدد المكان الذي ستبدأ منه والخطوات التي ستتخذها لتحقيق التحسن؛ أي هل ستحتاج إلى تعلُّم مهارة جديدة أو العثور على كليَّة محلية تلتحق بأحد فصولها لتعلُّم ما تريده، أما إذا كنتَ ترغب في تحسين خدمتك للمجتمع، فيمكنك أن تجد طريقةً لتقضي ساعةً إضافية أسبوعية في العمل التطوعي.

ولتضمن أن تبقى مركِّزاً في مسألة التحسين المستمر والمستدام، عليك أن تطرح على نفسك يومياً الأسئلة الآتية:

  • كيف أستطيع أن أتحسن اليوم؟
  • كيف أستطيع أن أفعل هذا الأمر بطريقة أفضل من سابقتها؟
  • أين يمكنني أن أتعلم مهارةً جديدة؟

إذا فعلتَ ذلك، فسوف يتجلى النجاح واضحاً في رحلة تحسين حياتك.

شاهد بالفيديو: 12 نصيحة كي تحسن حياتك للأفضل

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/PMt-S6O5wOQ?rel=0&hd=0″]

لا يمكن تجاهل أيَّة خطوة:

إنَّ إحدى أهم الحقائق عن الحياة هي أنَّ التحسينات الكبرى تستغرق وقتاً طويلاً ولا تحدث بين عشية وضحاها، ولكن لأنَّ العديد من منتجات وخدمات اليوم تَعِد بالوصول إلى الكمال بين ليلة وضحاها، تكون التوقعات أن نصل إلى الإشباع الفوري، ومن ثمَّ تفتر همتنا عندما لا يحدث ذلك، وعلى الرغم من ذلك إذا التزمتَ بتعلُّم شيء جديد يومياً ومع حصول تحسينات بسيطة يومية، فسوف تكون النتيجة في نهاية المطاف الوصول إلى أهدافك.

يستغرق إتقان العمل وقتاً وتدريباً مكثفَين، وأن تصقل مهاراتك وتستخدمها باستمرار وهذا بدوره يستغرق سنوات حتى تتوفر الخبرة الكافية والعميقة والواسعة التي يكون نتاجها الخبرة اللازمة وانفتاح البصيرة وزيادة الحكمة.

إنَّ كل كتاب تقرأه أو كل درس تحضره أو كل تجربة جديدة هي لِبنة أخرى لبناء حياتك المهنية والشخصية، وكن مستعداً حينما تسنح الفرصة، وتأكَّد من قيامك بواجبك وتطوير مهارتك، فالممثلون يقومون بالكثير من التحضيرات من دروس التمثيل والمسرح وقد يضطرون إلى أخذ أدوار صغيرة في الأفلام والتلفزيون أو حضور مزيد من حصص التمثيل أو الدروس الصوتية والتدريبات على اللهجة أو حتى دروس الرقص وصفوف التدريب على فنون الدفاع عن النفس أو تعلُّم ركوب الخيل قبل أن يأتي اليوم الذي يؤدون فيه الدور الذي يحلمون به، ومن ثمَّ يكونون في قمة استعدادهم لتحقيق هذا الحلم.

يتعلم لاعبو كرة السلة الناجحون أن يسددوا الكرة بيدهم التي لا يلعبون بها عادةً؛ مما يحسِّن من تسديداتهم في الرميات الحرة والرميات ثلاثية النقاط، بينما يجرب الفنانون وسائل الإعلام المختلفة، ويتدرب الطيارون على حالات الطوارئ كافةً في أثناء تدريبات المحاكاة، كما يعود الأطباء إلى الكليَّة لتعلُّم المزيد عن العمليات للحصول على شهادات متقدمة، وهذه كلها طرائق لعملية التحسين المستمر والمستدام.

عاهد نفسك أن تتحسن يومياً وبشتى الطرائق، واستمتع بمشاعر احترام الذات والثقة بالنفس التي ترافق تحسين الذات، فضلاً عن النجاح النهائي الذي يلي ذلك بلا شك.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!