مهارات القدرة على التكيف وطرق تحسينها

يوجد سر واحد للنجاح لا يتحدث عنه أحد، وهو القدرة على التكيف، فعندما تجد طريقةً لتحسين قدراتك على التكيف، فهنا تكمن عظمتك. وتعد القدرة على التكيف هي انعكاس لثقتك وحضورك واستعدادك للنمو والصمود. لذا عزيزي القارئ نضع بين يديك هذه المقالة التي تتمحور حول مهارات القدرة على التكيف وطرق تحسينها.

Share your love

القدرة على التكيف هي انعكاس لثقتك وحضورك واستعدادك للنمو والصمود، ذكرَت “ناتالي فراتو” (Natalie Fratto)، صاحبة مشاريع تمويل المبادرات في حديثها عبر منصة “تيد” (TED): “أنا أبحث عن إشارات لصفة معيَّنة، وتلك الصفة ليست معدل الذكاء، ولا معدل الذكاء العاطفي، وإنَّما القدرة على التكيف”.

إنَّ القدرة على التكيف لها مجموعة متنوعة من المعاني، ويُعرِّفها “غوغل” (Google) بأنَّها: “ميزة القدرة على التأقلم مع الظروف الجديدة”، وتقول “ناتالي” عن ذلك: “هي طريقة تفاعل الشخص تفاعلاً جيداً مع حتمية حدوث الكثير من التغييرات”، وبعد ذلك، يمكن أن تتضمن القدرة على التكيف مع كلٍّ من المرونة وتعدُّد الاستخدامات.

ماذا لو أنَّ التغيير يمكن أن يساعدك على النجاح في الحياة؟ ماذا لو أدَّى الأمر الثابت الوحيد إلى المهارة الوحيدة التي قد تُميِّزك عن الآخرين؟

تذكَّر أنَّ القدرة على التكيف ليست أمراً يجب أن تحبه أو تستمتع به، وإنَّما هي القدرة على الأداء والإنتاج من منظور متعدد الجوانب؛ ممَّا يمنحك موقفاً دائم التوسع في المواقف التي تحضرها دائماً.

ما هي مهارات التكيف؟

يكمن التحدي في نطاق المهارات المعتادة، فكلما زادت المهارات التي نتعلمها عن ظهر قلب، قلَّ التفكير في الموضوع، ومع ذلك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى التراخي وانخفاض الأداء العالي، فحسِّن قدرتك على التكيف وشاهد فرصك في الحياة.

تشمل مهارات التكيف بحسب موقع “إنديد” (Indeed)، على سبيل المثال لا الحصر:

  • مهارات التواصل.
  • مهارات التعامل مع الآخرين.
  • مهارات حل المشكلات.
  • مهارات التفكير الإبداعي والاستراتيجي.
  • مهارات العمل الجماعي.
  • المهارات التنظيمية.

تساعدك هذه المهارات على تعديل استجابتك وأفعالك مع كل ما هو ضروري للتأثير في الحياة والعمل الذي تحبه:

التقدير:

كل هذه المهارات هي مهارات حياتية أساسية تساعدك على النجاح، ولحسن الحظ أنَّه يمكنك الحصول عليها في حياتك اليومية، فإنَّ التكيف مع التغيير وإدراج الأفكار بفاعلية ضمن مسؤولياتك يمنحك فرصة قبول تحديات جديدة.

على الرغم من أنَّ التغيير دائم، إلا أنَّه من غير السهل تطبيقه، وبالنسبة إلى معظمنا، نحن نقاوم التغيير، لكن عند إجراء التغييرات، يهرب معظم الناس؛ حيث يُعَدُّ من السهل أن تفعل الأمور التي تعرفها بدلاً من أن تتعلم أموراً لا تعرفها.

لماذا نعمل بجد بينما الحياة يمكن أن تكون أسهل بكثير؟ لأنَّ القدرة على التكيف تُظهِر بساطة ما يجعل التغيير عقبةً، وإذا أفسحتَ المجال للمرونة وتعدُّد القدرات، فكل ذلك يؤدي إلى القدرة على التكيف.

المرونة:

المرونة هي القدرة على التأقلم بسهولة والاستعداد للتغيير وتقديم التنازلات، ومن هنا يمكنك التكيف بسرعة وتغيير تركيزك في موقف أو مشروع ما، وإذا كنتَ تستطيع أن تكون مرناً في كل أمورك، وفي جدول أعمالك، وفي أيامك، فسوف تتجاوز مهاراتك توقعات الآخرين لمجرد قدرتك على التكيف، وقدرتك على الاستجابة بدقة لأي موقف أو مشروع.

تعدُّد القدرات:

تعدُّد القدرات هو القدرة على التكيف مع العديد من الوظائف أو النشاطات المختلفة، وأفضل وصف لذلك هو أداء الكثير من الأدوار، فقد تكون متمرساً في المطبخ وتحضِّر بعض الأطعمة الجيدة، ليس لأنَّك طاهٍ رائع، ولكن لأنَّه يمكنك اتباع التعليمات بحذافيرها، فاستفِد من هذه الصفة واستخدِمها لتنفيذ خطة تسويقية لنشاط تجاري.

إنَّ المرونة وتعدُّد القدرات هما الثنائي الهام للقدرة على التكيف.

في هذه الحالة، يُحقَّق النجاح بالعمل الجاد المتمثل في اعتماد التغيير كتعبير إيجابي للقدرة على التكيف.

نقدِّم لك فيما يلي 7 طرائق لتطوير مهاراتك في التكيف وتحسينها؛ حيث يجب أن تحرص على توسيع معلوماتك وتجاربك ضمن نقاط قوَّتك وضعفك:

1. التواصل:

كن متجاوباً مع الأشخاص من حولك، وإذا كنتَ لا تعرف أحداً، فعرِّف عن نفسك، واستخدِم الأسئلة للتعرُّف إلى الطرف الآخر، فعندما تتعرَّف إلى الاحتياجات والرغبات والاهتمامات، ستتمكن من بناء علاقات تتيح لك اتخاذ إجراءات حقيقية.

2. الابتعاد عن منطقة راحتك:

إذا كنتَ مرتاحاً، فأنت تعيش في منطقة راحتك، لذلك يجب أن تتجاوز مشاعر أنَّك تمتلك المعلومات اللازمة وتختبر حرية النمو من خلال توسيع نطاق منطقة راحتك، فأنت لا تحصل على كل ما تراه، ولكي تكون مميَّزاً، يجب عليك أن تكون على استعداد للتفوق على الآخرين، لذلك ابتعِد عن منطقة الراحة الخاصة بك، وكن مصدر إلهام لخدمة الآخرين.

شاهد بالفديو: 20 طريقة بسيطة للخروج من منطقة راحتك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/hCdYSoXBTek?rel=0&hd=0″]

3. التفكير بإيجابية:

عندما تنظر إلى كأس من الماء، كيف تراه؟ هل تراه نصف ممتلئ أم نصف فارغ؟ يميل معظم الناس إلى الأمور السلبية؛ أي إلى رؤية نصف الكأس الفارغ، ولكن عندما تختار أن ترى النصف الممتلئ، فمن هنا يبدأ التغيير؛ حيث يُعَدُّ الأمر مزيجاً من الخير والشر مع النظر بدقة إلى الأمور الإيجابية، لذلك لا تعتمد على الأمور التي تعرفها فحسب، وإنَّما وسِّع وجهات نظرك في رؤية كل ما هو ممكن.

4. التفكير خارج الصندوق:

يبدأ الابتكار في العقل، لهذا السبب، ابتعِد عن طرائقك الخاصة وفكِّر تفكيراً أكبر وأوسع؛ حيث يمكنك زيادة تركيزك وتوسيع آفاقك من خلال تجربة أمر جديد ومختلف، فتجاوَز الأمور الشائعة وتقبَّل الأمور غير المألوفة، وفي هذه الحالة، ستكتشف عقليةً لا حدود لها لتطوير قدراتك على التكيف.

5. محاكاة الأمور الممكنة، وليس الأمور المحتملة:

تُعَدُّ الإيجابية أمراً هاماً عند التفكير في إجراء تغيير، فحيثما يوجد أمل، يصبح تقبُّل التغيير أسهل، فكن إيجابياً وحاكِ كل ما هو ممكن، وحتى لو لم يكن الأمر منطقياً بعد التفكير فيه، فإنَّ النظر إلى المواقف أو الظروف نظرة إيجابية يسمح لك بالتكيف باستمرار مع الأمور الممكنة وعدم الاعتماد على الأمور غير الممكنة.

6. اعتماد عقلية النمو:

يمكن الاستفادة يومياً من عقلية النمو، ولكن يتطلب هذا الأمر ألَّا ترى الأمور من وجهة نظرك فقط؛ أي من العقلية الثابتة، فابتعِد عن الأمور التي تعوقك وفكِّر في الأمور التي توسِّع وجهات نظرك؛ حيث يدفعك امتلاك عقلية النمو إلى دراسة الموقف أو المشروع من جميع زواياه، فليس الأمر ما تعرفه فحسب، وإنَّما ما يمكنك تخيُّله بحيث يتجاوز ما تراه.

7. النسيان لإعادة التعلُّم مجدداً:

أحد أكثر الجوانب صعوبةً في النمو هو النسيان لإعادة التعلم من جديد، وهذا هو الحل لتطوير مهارات التكيف؛ حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد لتكون على استعداد لتعديل الإجراءات السابقة حتى تتمكن من إظهار قدراتك، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ ذلك يطلق العنان لإمكان تحقيق نمو أكبر على الصعيدين الشخصي والمهني.

تذكَّر، يوجد دائماً طريقتان مختلفتان للتعامل مع أي موقف، وهذا يعني أنَّه يوجد أكثر من طريقة للقيام بأمر ما، فعندما تكون متمسكاً بأفعالك ومسؤولياتك، فإنَّ ذلك سيقلِّل من إنتاجيتك، لذلك اصنع أمراً جديداً في كل ما تفعله، ولا تدور الحياة حول العادات، وإنَّما بتقبُّل التغيير من أجل القدرة على التكيف وجعل كل يوم تواجهه رائعاً.

التطبيق:

“خطوة واحدة في كل مرة تؤدي إلى أميال من العظمة” – “كريستين وارجو” (Kristianne Wargo).

هذه الأميال من العظمة تأتي مع النية.

يمكنك أن تتغير وتتقبَّل فكرة القدرة على التكيف، كما يمكن تقبُّل الأمور الجيدة والسيئة وتعلُّم كيف تكون مرناً ومتعدد المهارات لتحسِّن من نفسك، واترك كل ما هو قديم خلفك واحتفل بكل ما هو جديد، فالتغيير أمر جيد، لذلك يجب أن تتقبله من خلال توسيع مهارات التكيف الخاصة بك.

لكي تكون ناجحاً يجب أن تهتم بالأمور التي تهمك يومياً، ومحاولة التفكير في الأمور التي تصبُّ في مصلحتك تلغي الأمور غير الهامة.

كن حاضراً عندما تواجه أموراً جيدة وسيئة في الحياة، فقد تكون رحلتك صعبةً، ولكن عندما تحسِّن مهاراتك في التكيف، لن تكون العقبات التي تواجهك في الحياة أمراً مفاجئاً، وإنَّما ستكون توقُّعاً مرحَّباً به؛ حيث يصبح التغيير أمراً بسيطاً؛ وذلك لأنَّك أصبحتَ قادراً على التكيف.

افعل كل ما يهمك من خلال الحضور والقدرة على التكيف؛ حيث تعزز القدرة على التكيف الحرية في أفكارك وعقلك؛ ممَّا يفسح لك المجال لزيادة إجراءاتك في الحياة والعمل على الأمور التي تحبها.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!