هل تريد أن تصبح مليونيراً؟ إذن نوِّع مصادر دخلك

في آخر وظيفةٍ عملت فيها مسؤولاً للتوظيف كنت في أغلب الأحيان أجري أسبوعياً مقابلاتٍ مع أُناسٍ فقدوا وظائفهم، وفي ذلك الوقت أدركت أنَّه يجب عليّ التأكُّد من أن يكون لأموالي التي أكسبها مصادر مختلفة، لذا مارست العمل الحر (الفريلانس) إلى جانب وظيفتي وأسَّستُ مدونةً على أمل جني بعض الأموال منها في يومٍ من الأيام.

ورغم أنَّني لم أكن أعلم ذلك حينها، فقد اكتشفت لاحقاً شيئاً يعرفه تماماً أصحاب الملايين: يجب أن يكون لديك دائماً مصادر دخلٍ متنوعة. وتبيَّن لي أنَّ الحصول على المال من مصادر متنوعة لا يُعَدُّ فقط تقنيةً للبقاء على قيد الحياة بل طريقةً لبناء الثروة كذلك.

كم مصدراً للدخل لدى أصحاب الملايين؟

أجرى “توم كورلي” (Tom Corley) وهو صاحب كتاب “عادات الأغنياء” (Rich Habits) دراسةً امتدت لسنتين لعادات الأغنياء والفقراء وكان ما توصَّل إليه مرتبطاً بمعظم أصحاب الملاين الذين أصبحوا كذلك بجهدٍ ذاتي وبمصادر دخلهم:

  • لدى 65% من أصحاب الملاين الذين أصبحوا كذلك بجهدٍ ذاتي ثلاثة مصادر دخل.
  • لدى 45% من أصحاب الملاين الذين أصبحوا كذلك بجهدٍ ذاتي أربعة مصادر دخل.
  • لدى 29% من أصحاب الملاين الذين أصبحوا كذلك بجهدٍ ذاتي خمسة مصادر دخل أو أكثر.

إنَّ فكرة وجود مصادر دخل متنوعة تشبه فكرة تنويع المحافظ الاستثمارية، إذ حينما يصيب التعثر أحد هذه المصادر تعوِّض المصادر الأخرى ذلك التعثُّر. وإذا لم يتعثَّر أيُّ مصدرٍ منهم؟ ستجني الكثير من الأموال.

إليك بعض الطرائق التي تستطيع من خلالها تنويع مصادر دخلك:

1- إذا كنت لا تزال تمتلك وظيفةً منتظمة فابدأ بعملٍ تجاري:

هل تريد التعرُّف على عاداتٍ أخرى من عادات أصحاب الملايين؟ يمتلك معظم أصحاب الملايين شركات، ووفقاً لدراسةٍ أجرتها صحيفة (الإكونومست) (Economist) فإنَّ نصف أصحاب الملايين في العالم يمتلكون شركاتٍ خاصةً بهم.

فإذا كنت تمتلك شركةً بالفعل فإنَّك تسير في الطريق نحو كسب الملايين. أما إذا لم تكن كذلك ففكر في إطلاق واحدة. قد يبدو الأمر للوهلة الأولى أشبه بالحصول على دخلٍ إضافي مثلما هو الحال مع العديد من الموظَّفين الذين أصبحوا أصحاب شركات. ولكنَّك قد تكون قادراً شيئاً فشيئاً على اغتنام فرصة العمل لصالحك الشخصي بشكلٍ كامل.


اقرأ أيضاً:
7 أمور يجب أن تعرفها قبل تأسيس مشروعك

2- ابحث عن مصادر دخل متنوعة لضمِّها إلى شركتك الحالية:

كلما ذَكرْتُ مصادر الدخل المتنوعة في محاضرةٍ من محاضراتي تختلط الأمور على الجمهور في بعض الأحيان ويسألون: “هل تعني امتلاك شركتَيْن مختلفتَيْن تماماً؟”. قد تستطيع القيام بذلك في وقتٍ من الأوقات، ولكن كن مُستعداً للعمل في وظيفتَيْن بدوامٍ كامل.

في رأيي إنَّ إيجاد مصادر دخل متنوعة ضمن مجال العمل نفسه يُعَدّ أسهل بكثير، فأنا، على سبيل المثال، أمتهن التدوين والكتابة وأتقاضى المال في مقابل إنشاء المحتوى، بيد أنَّه يمكنني كذلك بيع الدورات الرقمية التي أدرِّس الناس فيها كيف يصبحون كُتَّاباً ويتقاضون أجوراً جيدة مقابل ذلك. أو في إمكاني كذلك بجهودي الذاتية نشر كتب حول هذا الموضوع وبيعها عبر موقع “أمازون”، ويمكنني جني المال كذلك من خلال ما يُعرَف بـ “عمليات البيع بالمشاركة” (affiliate sales) عبر تزكية المنتجات التي أستخدمها لإدارة عملي.

ولكن انتظر، ثمَّة المزيد! فأنا أستطيع جني المال كذلك من خلال تقديم الاستشارات، أو عبر العائدات التي أجنيها من الإعلانات ومن خلال رُعاة المدونات. أو في إمكاني إنشاء عضويات في الموقع يستطيع الطلاب من خلالها الوصول إلى جميع دوراتي الرقمية مقابل رسومٍ شهرية.

إنَّ السبب الذي يدفعني إلى أن أقول أنَّ هذا أسهل هو أنَّي جرَّبت نظام المشروعَيْن المختلفَيْن، فقد حاولت افتتاحٍ متجرٍ في العام 2015 وجني أموالٍ إضافيةٍ من خلاله. ولكنَّ ذلك احتاج مني إلى بذل الكثير من العمل، وأدركْتُ سريعاً بأنَّي لم أصل بعد في عملي الأول إلى مرحلة تخوِّلني تخصيص بعض الوقت للبدء بعملٍ ثانٍ.

وعليه، استطعت الحصول على مصادر دخل مختلفة ضمن عملي الأول إلى أن استطاع هذا العمل النهوض بنفسه من دون الحاجة إلى الكثير من الاهتمام، وهو ما يحملنا حقيقةً إلى النقطة الآتية:

3- الحصول على مصادر دخل سلبي:

يشير الدخل السلبي إلى المال الذي تجنيه دون أن يتوجب عليك استثمار الوقت في مقابل الحصول على المال، فهو الحرية المالية في شكلها النهائي وهو ليس مجرد حلم.

فقد جنيت المال على مدار سنواتٍ عن طريق “الدخل السلبي” من خلال بيع الكتب عبر موقع أمازون، بيد أنَّني قررت في العام 2016 زيادة هذا الدخل قليلاً من خلال البدء بعرض دوراتي الرقمية وجني المزيد من المال من خلال “البيع بالمشاركة” عبر مدونتي الخاصة.

رغم أنَّ هذه المداخيل لم تغطي جميع النفقات ولكنَّ مداخيلنا زادَتْ زيادة كبيرة في العام الماضي بفضل هذا الشكل السلبي منها. إذ انتقلْتُ من جني بضع دولارات في الشهر إلى جني بضع آلاف منها في الشهر في الوقت الحالي عبر مدونتي من خلال المداخيل السلبية التي استخدمتها في الاستثمار في وقتٍ لاحق.


اقرأ أيضاً:
7 نصائح ذهبية تساعد على تحقيق الاستقرار المادي


آخر الأفكار:

رغم أنَّني لست مليونيراً بعد إلَّا أنَّني سأكون كذلك في يومٍ من الأيام وسيكون الفضل الأكبر في ذلك لمصادر الدخل المتنوعة التي حصلت عليها مع مرور الوقت. ويتحول ما كان في البداية تقنية للاستمرار إلى استراتيجية لتكوين ثروة لعقودٍ قادمة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!