هل لديك شخصية شكاكة في حياتك؟ إليك أهم النصائح للتعامل معها

نحن نتعامل كل يوم مع أنماط متنوعة من الشخصيات، وتُعَدُّ الشخصية الشكاكة من أصعبها. قد تظهر لنا هذه الشخصية في علاقة ارتباط، أو صداقة، أو في العمل؛ الأمر الذي يجعلنا في حيرة من أمرنا حول كيفية التعامل معها، ومن هنا، ارتأينا أن نقدم لكم في السطور القادمة نصائح حول كيفية التعامل مع هذه الشخصية.

ما هي الشخصية الشكاكة؟

يُنظَر إلى الشخصية الشكاكة على أنَّها اضطراب من اضطرابات الشخصية، يفكر صاحبها بطريقة ارتيابية متطرفة غير منطقية طوال الوقت، ويشكك فيها في نوايا وغايات المحيطين به، ولا يُحسِن الظن بهم على الإطلاق، وقد يصل الأمر إلى مرحلة خطيرة من الشك المَرَضي؛ حيث يشك فيها الشخص في أقرب الناس إليه، وهنا يندرج الشك كنوع من أنواع الوسواس القهري.

صفات الشخصية الشكاكة:

هناك مجموعة صفات وسمات تُميز صاحب الشخصية الشكاكة عن غيره، وهي:

  • الشك المتواصل؛ حيث يعاني صاحب الشخصية الشكاكة من الشك الدائم في نوايا كل من حوله، على الرغم من عدم امتلاكه أدلة على هذا الشك، ناهيك عن الاعتقاد بأنَّهم يخدعونه أو يستغلونه أو يريدون إيذاءه، وتدبير المكائد له.
  • قد تتطور حالة الشك لدى الشخص الشكاك، وتصل إلى دائرة الأهل والأقارب، فيشكك في ولائهم وموثوقيتهم.
  • يفسِّر صاحب الشخصية الشكاكة تصرفات وأقوال الآخرين، بما يتناسب مع افتراضاته وشكوكه.
  • تُبادِل الشخصية الشكاكة الآخرين مشاعر الحقد والكراهية؛ وذلك بناءً على شكوكه وأفكاره السلبية تجاههم.
  • يعاني صاحب الشخصية الشكاكة من حساسية مفرطة تجاه أيَّة ملاحظة أو انتقاد يُوجَّه إليه، حتى لو كان نقداً بنَّاءً، وينظر إليه على أنَّه إهانة شخصية له.
  • من سمات صاحب الشخصية الشكاكة حب الذات الذي قد يصل إلى درجة النرجسية، فهو يرى نفسه دائماً على حق، وغيره هو المخطئ.
  • توجيه الاتهامات واللوم إلى الآخرين دائماً؛ ممَّا يجعل الشخصية الشكاكة تواجه المشكلات والمصاعب في علاقاتها مع الآخرين؛ وذلك نتيجة ما تسببه لهم من ضغوط نفسية.
  • تتسم الشخصية الشكاكة بالعناد والتمسك برأيه، ولا يقتنع بآراء غيره، ويُشكِّك فيها، ويحاول معرفة الأسباب الكامنة وراء هذه الآراء.
  • تتوقع الشخصية الشكاكة الأذى من المحيطين بها دائماً؛ لذا تحاول بناء الحواجز بينها وبينهم، ولا تسمح لهم بالتعامل بأريحية معها.
  • يشعر الشخص الشكاك دائماً بالظلم واستعداد الآخرين للغدر به وخيانته.
  • يسعى الشخص الشكاك للسيطرة على من يحب، وتملُّكه، وإبعاده عن الآخرين.
  • يأخذ صاحب الشخصية الشكاكة دور المحقق مع الآخرين؛ إذ ينهال عليهم بسيل من الأسئلة والتهم، وينتظر منهم تقديم التبريرات.
  • تتسم الشخصية الشكاكة بالعدائية والاستعداد الدائم للهجوم وافتعال المشكلات من لا شيء.
  • لا يشعر صاحب الشخصية الشكاكة أنَّ سلوكه غير طبيعي، فهو يرى شكوكه معقولة وقابلة للتحقق في الواقع.
  • تتصيد الشخصية الشكاكة أخطاء الآخرين وتهولها، ولا تتجاوزها، وترجع إليها دائماً كدليل على شكوكها.
  • تتصف الشخصية الشكاكة بالغموض، وعدم مشاركة حياتها مع أحد، بسبب عدم ثقتها بالآخرين.
  • تشكُّ الشخصية الشكاكة دائماً في ولاء الآخرين لها؛ لذا نجدها دائماً تختبر هؤلاء الأشخاص وتضعهم في مواقف تجريبية.

أسباب الشخصية الشكاكة:

هناك مجموعة من الأسباب رجحها علماء النفس تُكوِّن الشخصية الشكاكة، وهي:

1. عوامل وراثية:

يعتقد علماء النفس أنَّ لتاريخ العائلة المَرَضي – فيما يتعلق بالاضطرابات النفسية وخاصةً اضطراب الانفصام – دوراً كبيراً في انتقال الجينات وظهور اضطراب الشخصية الشكاكة.

2. التنشئة الأسرية:

تؤدي التنشئة الأسرية الدور الأكبر في تكوين شخصية الإنسان؛ حيث إنَّ تربية الطفل على الشك في الآخر، والتشكيك في نواياه، وسوء الظن الدائم، تجعل منه عندما يكبر شخصية شكاكة باللاشعور.

3. تجربة حياتية سيئة:

قد يتعرض الإنسان لتجربة حياتية سيئة، وثق فيها بشخص ما، ثم في ليلة وضحاها، أهداه هذا الشخص صفعة قوية من الغدر والخيانة؛ ممَّا جعله يفقد الثقة بالآخرين، ويصبح دائم الشك في صدقهم ونواياهم.

4. قلة الثقة بالنفس:

قد تؤدي قلة ثقة الإنسان بنفسه إلى جعله شخصية شكاكة، فلا ينظر إلى نفسه على أنَّه شخص مكتمل يستحق الحب والصداقة والاحترام؛ لذا يُشكك في كل من يتعامل معه، ويفترض أنَّه يجامله، وسيتركه ويذهب إلى غيره.

شاهد بالفيديو: 5 أمور تُشير إلى أنك تعاني من قلّة الثقة بالنفس

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/iORBZsIyjes?rel=0&hd=0″]

كيف تتعامل مع الشخصية الشكاكة؟

التعامل مع الشخصية الشكاكة ليس أمراً سهلاً على الإطلاق؛ بل يحتاج إلى معاملة من نوع خاص، ومراعاة القواعد الآتية:

1. بناء الثقة:

أهم خطوة يجب العمل عليها مع الشخصية الشكاكة، هي بناء الثقة معه؛ أي أن تكسب ثقته وتجعله يتخلى عن شكوكه بك تدريجياً، من خلال فعل كل ما يطمئنه وتجنب ما يثير شكوكه، وتذكَّر دائماً أنَّ بناء الثقة يحتاج إلى مدة من الوقت؛ لذا كن صبوراً وحكيماً معه.

2. الصراحة:

تُعَدُّ الصراحة الدواء الشافي للشخص الشكاك، فهو يعاني من أزمة ثقة بالآخر؛ لذا عندما تصارحه وتقول له الحقيقة دائماً، سيثق بك ويُبعدك عن دائرة الشك شيئاً فشيئاً.

3. الاحتواء:

كما قلنا، فإنَّ سلوك الشخص الشكاك خارج عن إرادته؛ لذا يجب أن تنتبه لهذه الفكرة، وتحاول احتواءه واستيعابه، وتهدئته، وتجنب استفزازه.

4. الاحترام:

من القواعد الهامة للتعامل مع الشخصية الشكاكة، احترامها وعدم التقليل من شأنها؛ لأنَّها شخصية شديدة الحساسية ولا تتقبل أيَّ انتقاد.

5. تجنُّب الجدال:

يُفضَّل تجنب الجدال الطويل مع الشخص الشكاك؛ ذلك لأنَّه في لحظة انفعاله لا يستمع إلا لظنونه، ومن ثمَّ فإنَّ كل محاولاتك بالتبرير والدفاع عن نفسك ستبوء بالفشل؛ بل ويُمكن أن يرى في جدالك ودفاعك عن نفسك دليل إدانتك.

6. تجنُّب الكذب:

يجب تجنب الكذب مع الشخصية الشكاكة تحت أيِّ ظرف؛ إذ إنَّه عند اكتشافه لأيِّ كذب مهما كان بسيطاً، ستنفجر حينها براكين الشك في داخله، ويزداد يقيناً أنَّ شكوكه صحيحة.

7. الإجابة عن الأسئلة:

من المعروف أنَّ الشخص الشكاك يتعامل مع الآخر بطريقة المحقق، ولا يتوقف عن طرح الأسئلة عن كل شيء؛ لذا احرص على طمأنته، ونفي شكوكه، بالإجابة عن أسئلته بكل مرونة ورحابة صدر دون تهرب أو تأفف.

8. الحب والدعم النفسي:

يحتاج الشخص الشكاك إلى إشعاره دائماً بالحب والأمان والدعم، وأنَّك إلى جانبه وداعم له؛ لذا ألقِ على مسامعه دائماً كلمات الحب التي تُشعره بمكانته لديك، وبأنَّه مفضل لديك، ولست مستعداً لخسارته أو خذلانه.

9. تقديم الأدلة:

حاول دائماً أن يكون كلامك مقروناً بأدلة وإثباتات؛ وبذلك تنفي له أيَّ شكوك وهواجس.

10. سرد التفاصيل:

اتَّبع مع الشخص الشكاك أسلوب سرد التفاصيل، مثل ذكر أين ذهبت، ومن قابلت، وماذا فعلت؛ إذ إنَّ هذا الأسلوب من شأنه طمأنته وتخليصه من شكوكه.

11. المديح والابتعاد عن النقد:

احرص على مدح الشخص الشكاك أمام الآخرين، ولو كان قد تصرف بشكل أحرجك فيه، وتجنَّب مواجهته وانتقاده أمام أحد؛ لأنَّك بذلك تثير غضبه وتُشعره بالإهانة.

12. عدم المبالغة في الاعتذار:

تستفز المبالغة في الاعتذار الشخصية الشكاكة، وتَعُدُّها دليل إدانة وإحساس بالخطأ من قِبلك؛ لذا تجنب المبالغة في الاعتذار، واكتفِ بالاعتذار مرة واحدة وبشكل عقلاني ومنطقي، بعيداً عن الترجي والتذلل.

13. الاستعانة باختصاصي نفسي:

عندما تزيد حالة الشك عن الحد الطبيعي، ولا يُبدي صاحبها أيَّ تحسن، فلا بُدَّ من الاستعانة باختصاصي نفسي، يُشخص الحالة، ويُعالج الأسباب، ويُدرب المريض على كيفية التخلص من هذا الاضطراب، ويساعده على إعادة بناء ثقته بالآخرين، واستبعاد ظنونه وشكوكه الخاطئة.

وقد يلجأ الطبيب في الحالات المتقدمة من اضطراب الشخصية الشكاكة، إلى استخدام العلاج الدوائي، كمضادات القلق والذهان.

الشخصية الشكاكة والحب:

تظهر صعوبة الشخصية الشكاكة بشكل واضح وجلي في الحب والعلاقات الزوجية؛ إذ إنَّ الشريك الشكاك سواءً كان امرأة أم رجلاً، يُرهق شريكه ويُشكِّل له الضغوط والأعباء النفسية، التي قد تصل به إلى اتخاذ قرار الانفصال، فتصبح علاقتهما عبارة عن علاقة مُحقِّق ومُتَّهم، ويرى الطرف الثاني نفسه دائماً في موضع اتهام وتخوين، ومُطالَباً بتقديم التبريرات والأدلة على براءته، ناهيك عن شعوره بالاختناق في غيرة مبالغ فيها؛ حيث لا يكفُّ الشريك الشكاك عن التفتيش في أشيائه الخاصة؛ في هاتفه، وفي ثيابه، والتدخل في علاقاته مع أصدقائه وزملائه.

التعامل مع الشريك الشكاك:

1. يحتاج التعامل مع الشريك الشكاك إلى الكثير من الصبر والحكمة لاستيعاب كل مخاوفه وشكوكه، وأهم فكرة يجب أن تعمل عليها في علاقتك مع شريك شكاك، هي أن تحاول جعله يثق بك ويستبعدك من حالة الشك وسوء الظن.

ففي علاقتك معه تذكَّر دائماً أنَّه يتصرف بشكل خارج عن إرادته، وأنَّه يحتاج إلى مساعدتك؛ لذا حاول استيعابه، وتقبَّل ما يصدر عنه من أسئلة وملاحظات، وحاول طمأنته ومشاركته في كل تفاصيلك، وعرِّفه إلى كل أصدقائك، وعزز ثقته بنفسه عبر مدحه وتأكيد حبك له، ومصارحته بكل شيء حتى بالأشياء التي يمكن أن تغضبه؛ وذلك حتى تكسب ثقته.

2. في حال لاحظتَ عليه تصرفات مزعجة، مثل مراقبتك أو التفتيش في هاتفك، تقبَّل الأمر مبدئياً إلى حين اكتساب ثقته، فهو سيفعل ذلك مدة من الزمن، ثم سيتوقف عند شعوره بالاطمئنان، أمَّا في حال رفضتَ مراقبته هاتفك مثلاً، فأنت تزيد شكوكه بأنَّ هناك شيئاً ما تحاول إخفاءه، وستزيد شكوكه وتسوء العلاقة بينكما.

3. حاول تجنب الأشياء التي تُثير شكه، فمثلاً إن كانت تزعجه وتقلقه مكالمات أحد الأصدقاء الكثيرة معك، فحاول تخفيفها، وفي حال كان الخروج وحدك مع الأصدقاء هو ما يزعجه، فعالج الأمر وبدِّد شكوكه باصطحابه معك في هذه الجلسات.

4. تجنَّب العناد والمواجهة مع الشريك الشكاك، والرد بطريقة استفزازية بجمل من قبيل: “لا شأن لك في أموري الخاصة”، “أنت شخص مريض بالشك”، “لستُ مذنباً لأبرر لك”، وغيرها من الردود التي تثير غضب الشخص الشكاك وتُفقده أعصابه.

في الختام:

يقول المثل الشعبي: “إن دخل الشك من الباب، هربت السعادة من الشباك”، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، فالشك يدمر العلاقات ويُفقدها استقرارها، سواءً علاقات الحب أم الصداقة أم العمل؛ لذا نصيحتنا الأخيرة لك، ساعد هذه الشخصية الشكاكة في حياتك إن كان يهمك أمرها، وابنِ معها جسوراً من الثقة والأمان، وكن الطرف الأقوى والأكثر وعياً، وخذ بيدها، ولا تيأس؛ بل جرب كل الوسائل والحلول الممكنة، وستكون النتيجة شخصاً سوياً استعاد ثقته وحسن ظنه بالآخرين.

المصادر: 1، 2، 3

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!