3 أسباب تجعل التعامل مع الجسد أمراً هاماً

يجب علينا جميعاً أن نحب أجسادنا دون أية شروط، تماماً كما هي؛ ومع ذلك، ماذا يحدث عندما لا نحبها؟ ماذا نفعل وما تأثير ذلك فينا؟ لنستكشف الأسباب الثلاثة لأهمية إيجابية الجسد.

Share your love

لسوء الحظ، نحن نعيش في مجتمع يشجعنا على السعي إلى تحقيق المثالية، وقد نتج عن ذلك توقعات غير واقعية حول الطريقة التي يجب أن ننظر ونشعر بها تجاه أنفسنا. لنكن صريحين؛ يتلقى الأشخاص تعاملاً مختلفاً بناءً شكل الجسم الذي يمتلكونه؛ فأي شخص لا يمتلك الوزن المثالي كما هو محدد في المجتمع، يعاني من الخجل وتدمير الذات وتدني تقديرها، إذ إنَّ حوالي 91٪ من النساء غير راضيات عن أجسادهن ويلجأن إلى اتباع حمية غذائية للحصول على الجسم المثالي؛ إذ تُبيِّن هذه الإحصائيات أنَّ معركة إيجابية الجسد طريقها مازال طويلاً.

ما هي إيجابية الجسد؟

تعني إيجابية الجسد أن يشعر الناس بالسعادة بأجسادهم وأن يفخروا بها، أياً كان شكلها أو حجمها؛ ففي عام 1996 صِيغَ مصطلح “الجسد الإيجابي” لأول مرة عندما أنشأ معالجٌ نفسي ومريضٌ كان يخضع لعلاج من اضطرابات الأكل موقعاً على الإنترنت يُعرف باسم “الجسد الإيجابي” (thebodypositive.org).

في السنوات القليلة الماضية، شهدنا تحولات ضخمة تحدث في الحوارات المتعلقة بإيجابية الجسد؛ إذ انضمت العلامات التجارية والشركات الكبرى واتخذت موقفاً ضد معايير الجسم التي يستحيل الوصول إليها؛ ومع ذلك، لا يزال هناك طريق طويلة يجب علينا قطعها.

إنَّ إيجابية الجسم حالة عقلية وجسدية تُبعد التركيز عن المظهر الجسدي للناس وتركز على نقاط قوتهم الشخصية.

ما هي حركة إيجابية الجسد؟

أُنشِئَت حركة إيجابية الجسد لأول مرة في الستينيات لتُمَكِّن النساء من تقبل أجسادهنَّ والتخلص من الخجل المرتبط بالقوالب النمطية للبدانة؛ وبوصفها حركةً اجتماعيةً، تسعى جاهدةً إلى مساعدة الناس على فهم طريقة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ومضمونها في الطريقة التي نرى بها أجسادنا من خلال فهم أفضل لتأثير هذه التأثيرات.

وكما قالت كارولين كالدويل (Caroline Caldwell): “في مجتمع يستفيد من عدم ثقتك بنفسك، فإنَّ الإعجاب بنفسك هو عمل مُتمرِّد”؛ ومع ذلك، فقد انتُقِدَت حركة إيجابية الجسد من قبل البعض لعدم شموليتها، أي أنَّه لا يزال هناك ميل إلى هيمنة البِيض والنساء الجميلات والرجال الوسيمين الذين لا يبتعدون عن المعيار المقبول؛ لذلك، لا يزال أمام هذه الحركة طريق طويلة قبل تحقيق أهدافها.

3 أسباب لأهمية إيجابية الجسد:

لنكن صريحين؛ لقد نظرنا جميعاً في المرآة في مرحلة ما من حياتنا وحكمنا على منطقة معينة من أجسادنا على أنَّها ليست جيدة بما فيه الكفاية؛ ومع ذلك، عندما تبدأ في التذمر من عيوبك الظاهرة، فإنَّك تخطئ في تشويه صورة جسمك؛ إذ يمكن للرغبة في أن تكون أطول أو أقصر أو أنحف أن تُضِرَّ بصحتك العقلية؛ فرغبتك بأن تكون شخصاً آخر هي أسرع طريقة لخلق حياة مليئة بالألم والمعاناة؛ وهذا هو السبب في أنَّه لا يوجد شيء أكثر أهمية من حب الجسد الذي تملكه.

لنستكشف الأسباب الثلاثة لأهمية إيجابية الجسد:

1. تعزيز مفهوم حب الذات:

نحن نعيش في ثقافة مهووسة بالجسم تعتاش على مفاهيم مثالية تتعلق بالطريقة التي يجب أن يبدو عليها الجسم مثالياً، وليس من المدهش أن يشعر الكثير من الناس أنَّ أجسادهم شيء يجب أن يخجلوا منه؛ وبدلاً من تعلم محبة أنفسهم وتقبلها كما هي، يبدأون بمهمة تدوم مدى الحياة لإصلاح أنفسهم.

يُعدُّ تقبل الجسد كما هو عملاً من أعمال حب الذات، فهو يتجاوز المظهر الخارجي، ولا ينبغي أن تشعر أبداً أنَّه عليك تغيير شيء ما في نفسك ليتناسب مع وضعك؛ بل إنَّ تقبل نفسك وجسدك تماماً كما هما، يعني احترام وتقبل جميع جوانب شخصيتك؛ إنَّها ممارسة يومية؛ ولكن ما إن تبدأ في تنمية نفسك وتَقَبُّل المظهر الذي أنت فيه، فإنَّ معايير الآخرين المتعلقة بالجمال لن تؤثر فيك.

إنَّ جسدك وخياراتك ليست من شأن أحد؛ لذا لا تدع أي شخص يخبرك من أنت، اهتم بشؤونك الخاصة واستمر في كونك شخصاً مذهلاً، فهذا يكفي.

شاهد بالفيديو: 12 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/RBuzNRitdWw?rel=0&hd=0″]

2. تحسين الصحة العقلية:

إنَّ الطريقة التي تشعر بها تجاه جسدك تؤثر في تقديرك لذاتك، ما يؤثر بدوره في صحتك العقلية.

يكمُن التحدي في التفكير السلبي في أنَّه ما إن تبدأ بالتذمر من مجال واحد في حياتك، حتى يصبح من الأسهل عليك أيضاً التذمر من مجالات أخرى؛ فقد وجدت دراسةٌ أنَّ الأشخاص الذين يعانون من فكرة الانشغال بالوزن أو اضطراب التشوه الجسدي يُظهِرون مستويات أعلى من أعراض الاكتئاب والقلق ويكونون أكثر عرضة للانتحار؛ لذا في المرة القادمة التي تراودك فيها أفكار غير لطيفة عن جسدك، تحقق من حالتك العقلية والعاطفية، واسأل نفسك: هل أشعر بالإرهاق أم بالقلق؟ إذا كان الأمر كذلك، فأي مجال من مجالات حياتك تجعلك تشعر بهذه الطريقة ولماذا؟.

تُعدُّ الممارسات القائمة على اليقظة الذهنية طريقةً رائعةً لتتواصل مع جسدك بذكاء، وتضبط ما تحتاجه لتشعر بمزيد من الارتياح. تحدَّث إلى جسدك بطريقة لطيفة وامنحه البركة والحب والرحمة، وكما تقول ناييرة وحيد (Nayyirah Waheed): “قلت لجسدي بهدوء، أريد أن أكون صديقتك؛ أَخَذَ نفساً عميقاً وأجابني: لقد كنت أنتظر هذا طوال حياتي”.
حَسِّن إيجابية جسدك كل يوم وحافظ على صحته؛ ففي عالم يحاول تغييرك باستمرار، اجعل مهمة حياتك أن تبقى صادقاً مع نفسك.

3. تحدي معايير الجمال على وسائل التواصل الاجتماعي:

عندما تقوم بتصفح الإنستغرام (Instagram) أو الفيسبوك (Facebook) أو تويتر (Twitter)، ترى عدداً كبيراً من أجساد الذكور والإناث المثالية؛ فقد أصبحت هذه الصور غير الواقعية المعيارَ الذي نقيس به الجسم المثالي.

انتبه للصور التي تراها على الإنترنت، فما تراه على وسائل التواصل الاجتماعي ليس حقيقياً دائماً؛ ففي واقع الأمر، تُضبَطُ الكثير من الصور وتُعدَّلُ لجعل الناس يبدون أصغر سناً وأكثر نحافةً؛ ونتيجة لذلك، ينتهي الأمر بالكثير من الرجال والنساء إلى دفع تكاليف العمليات الجراحية لتغيير أجسادهم على أمل أن يحظوا بالقبول.

لحسن الحظ، قام مؤيدو الحركة الإيجابية للجسد بخطوات واسعة للانتقام من ثقافة الخجل من الجسد؛ إذ يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي منصةً لإحداث التغيير.

إنَّ أحد الميول العامة المتزايدة على وسائل التواصل الاجتماعي هو نشر محتوى إيجابي للجسد يهدف إلى تحدي معايير الجمال المحدودة؛ وبدلاً من ذلك، فهم يعززون فكرة تقبل جميع الأجسام وتقديرها؛ وإذا لم تفعل ذلك بعد، فنحن نشجعك على تحدي القوالب النمطية لصور أجساد الذكور والإناث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فمنصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك (Facebook) وإنستغرام (Instagram) وتويتر (Twitter) لديها القدرة على التأثير في الناس بطريقة تجعل جميع الناس يشعرون بالانتماء؛ ولا يزال أمامنا طريق طويلة ولكن كل شيء ممكن.

لنمهد الطريق ونشجع جيل الشباب من الفتيان والفتيات على السعي إلى الحصول على المزيد من الطاقة والحيوية بدلاً من الهوس بالحميات الغذائية وفقدان الوزن والجسد المثالي.

أفكار أخيرة:

لا ينبغي لأحد أن يعتذر عن شكل جسمه، ولا ينبغي أن يشعر أنَّه يتوجب عليه تغيير شيء ما في نفسه ليتقبله الآخرون أو ليلائم المجتمع من حوله؛ أنت مثالي كما أنت، اعترف بهذه الحقيقة ولا تسمح لأحد أن يجعلك تشك في قيمتك.

لقد سلِّطَ الضوءَ على حقيقة أنَّ الإنسان أكثر من مجرد جسد؛ فأنت شخص كامل، ولديك أفكار ومشاعر وأفعال وكلها جزء من شخصيتك، فعندما تُظهِر حبك وتقبُّلك لجسدك، فإنَّك تمنح نفسك مساحةً للتركيز على جميع الأجزاء المدهشة الأخرى منك، والعلاقة الأكثر أهمية التي ستتمتع بها طوال العمر هي العلاقة التي تربطك بنفسك؛ لذا احتفِ بجسدك الجميل، فهو المكان الوحيد الذي يجب أن تعيش فيه؛ لذا احترمه واعتنِ به.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!