3 شكوك يجب عليك التخلص منها

عليك أن تتقبل أنَّك لن تجد الحل الأمثل دائماً، إلا أنَّ اتخاذك لأي إجراء سيكون أفضل من تقاعسك عن أداء عملك. هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "توماس إدواردز جي آر" (Thomas Edwards, Jr) والذي يحدثنا فيه عن تجربته في التخلص من الإحساس بالشك.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب “توماس إدواردز جي آر” (Thomas Edwards, Jr) والذي يحدثنا فيه عن تجربته في التخلص من الإحساس بالشك.

الشك شعور مؤذٍ للغاية، في إمكانه استنزاف حياتك وتدمير نجاحك، وحتى في أكثر لحظاتك نجاحاً، ستعيش لحظاتٍ من التشكيك بالذات؛ حيث إنَّ متلازمة المحتال شائعة لدى الكثير من روَّاد الأعمال.

لكن بصفتي كوتش حياة، فأنا أتمتع بخبرة تزيد عن العَقد في هذا المجال، ولاحظتُ ثلاث طرائق رئيسة يتيح من خلالها روَّاد الأعمال لشكوكهم بالسيطرة عليهم ومنعهم من اتخاذ الإجراءات اللازمة في حياتهم المهنية والشخصية، فإليك ثلاث مشاعر يستطيع الشك من خلالها أن يجد طريقه إليك، وبعض الحلول المقترَحة التي في إمكانها مساعدتك على تجاوزه والمضي قدماً:

1. كلما زادت معارفك قلَّ علمك:

في بعض الأحيان تشعر أنَّك جاهل، لا سيَّما عندما لا تكون ضليعاً بطبيعة الاستراتيجيات والخطوات التي تحتاج إلى تطبيقها للتغلب على التحدي الذي يعترض طريقك، وتجهل حتى المصدر الذي في إمكانك أن تحصل منه على إجاباتٍ لتساؤلاتك؛ مما يجعلك تشعر بالعجز تماماً.

منذ حوالي عام، كنتُ غارقاً في حالة من الفوضى العارمة، واعتراني الإحساس بالإحباط ولم أكن واثقاً بقدرتي على التغلب عليه، وكنتُ أعرف أنَّني أعاني من الاكتئاب، لكنَّني لم أكن أفهم حقاً ما الذي ينتابني عاطفياً، ففي هذه الأثناء، كنتُ أحاول تحقيق التوازن بين مسؤولياتي المعتادة كافةً، وقد كان لذلك أثر كبير فيَّ وفي عملي.

كانت المشكلة الحقيقة حينئذٍ تكمن في أنَّني لم أكن أعرف كيفية التخلص من تلك الأفكار، فبدأَت تراودني الأسئلة الآتية: كيف في إمكان المرء تجاوز الاكتئاب؟ وما هي العملية التي يحتاج إليها لتحقيق ذلك؟ وما هي الاستراتيجيات المتَّبَعة في سبيل ذلك؟ وكيف يمكنني أن أعرف؟ عندها بدأتُ بالبحث عن الإجابات.

كنتُ أخاطب نفسي قائلاً: إنَّني أحرز تقدُّماً من خلال التعرُّف إلى جميع الإجابات وتسلسل الأمور والعمليات والنتائج الممكنة، ولكن في أثناء البحث عن الحل المثالي أو النصيحة التي أحتاج إليها، وجدتُ نفسي عالقاً في مأزق آخر بدلاً من مجرد القيام بشيء ما في إمكانه جعلي أمضي قدماً.

ينطوي القول المأثور: “كلما زادت معرفتك قلَّ علمك” على حقيقة هامة؛ إذ إنَّه من الجيد دائماً البحث عن الحكمة والمعرفة لدى الآخرين، ولكن إذا كنتَ تشعر بالعجز فعلاً، فقد يغدو البحث عن الإجابة أحياناً مبرراً لعدم اتخاذ أي إجراء فعلي.

الحقيقة هي أنَّك تتمتع بمعرفة أكثر من كافية لاتخاذ الخطوة الأولى، وأي إجراء تتخذه بالمستقبل هو بمنزلة تجربة لمساعدتك على التطور واكتساب الخبرة.

2. تُبقي الشجاعة الشك في حدوده الدنيا:

يعاني الروَّاد مثلنا جميعاً من مخاوف كثيرة، ولا سيَّما تلك المتعلقة بارتكاب الأخطاء ومواجهة الرفض، وأحياناً يعتريهم الخوف من طول المدة اللازمة للحصول على نتائج حقيقية يمكن إظهارها للآخرين لإثبات نجاحهم، وفي عالم يبحث كل مَن فيه عمَّا يمنحهم متعةً سريعة، لا نريد القيام بما يستغرق وقتاً كثيراً، أو يجعلنا نشعر بالمعاناة المترتبة على إحراز التطور.

في تجربتي الشخصية، كانت الأمور تبدو على ما يرام، إلا أنَّها في الحقيقة كانت فوضويةً للغاية، وكنتُ خائفاً من طلب المساعدة والدعم، إلا أنَّني حين بدأتُ الحديث عما يجري معي علناً، كان لدي الكثير من الخوف ليس فقط من الاعتراف بأخطائي، ولكن من الاعتراف أيضاً بحاجتي إلى الدعم.

ولكن حالما قررتُ خوض تجربة المشاركة، أصبح الأمر أسهل على نحوٍ أسرع، واكتسبتُ الفهم الكافي حول ما أحتاج إلى القيام به للارتقاء بحياتي المهنية والشخصية، لا سيَّما مع الأخذ بالحسبان آراء مَن هم على قدرٍ عالٍ من المعرفة ويرغبون في تقديم المساعدة.

3. التخلص من الشك بمحاربة الكسل:

يعاني أغلب الناس من الكسل، إلا أنَّ الكسل هو تجربة خادعة للغاية، ومن المحتمل أنَّك تقرأ ذلك الآن وتقول لنفسك: “أنا لستُ كسولاً؛ بل أعمل بجد أيها المتحذلق” إلا أنَّ الكسل ليس مقياساً لمدى صعوبة عملك، أنا متأكد من كون الكثير منكم يعمل بجد، إلا أنَّ ذلك لا يعني عدم وجود الرغبة لديك بعمل ما هو جديد، لكنَّك عاجز عن المضي قدماً في إنجازه.

الكسل هو نتيجة ثانوية مترتبة على الراحة، فإذا كنتَ تشكك بنفسك، فإنَّك تعتاد الألم الذي تشعر به الآن أو الخوف الذي لطالما عهدتَه وسوف تفضِّل العيش مع ما تعرفه بدلاً من المغامرة بما لا تعرفه، فقد يبدو من المرهق بذل جهد لتغيير الأشياء والمغامرة، حتى في حال كنتَ تعرف بأنَّ الأفضل في حياتك بانتظارك على الجانب الآخر.

أنت تعلم أنَّك بحاجة إلى إنقاص وزنك، وأنت على دراية كذلك بأنَّ النادي الرياضي في الجوار، لكنَّك مرتاح، إلا أنَّ الشيء الوحيد الذي تتجنب فعله هو الشيء الوحيد الذي سيساعدك فعلاً، إذاً، ماذا يمكنك أن تفعل بدلاً من ذلك؟ سوف تفعل أشياء أخرى، مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني، أو الاستمرار في تعديل مجموعة الشرائح الخاصة بك، ويمكنك أن تقنع نفسك بأنَّ ذلك مثمر، إلا أنَّه في الواقع شكل من أشكال الكسل.

في الختام “اقطع الشك باليقين”:

الخطوة الأولى والأكثر أهميةً هي ببساطة اتخاذ أي إجراء فعال، في إمكانك أن تغدو فعالاً في حياتك من خلال إحداث التغييرات واتخاذ القرارات الحاسمة، فإنَّ الحسم يقضي على الشك، كما تكمن القيادة في اتخاذ موقف حيال الطريقة التي تريد أن تبدو بها في حياتك المهنية والشخصية، فعندما تتولى زمام المبادرة عن طريق تفضيل العمل عن الاستسلام للشك، سيتبع ذلك تغيير هائل.

إنَّ أسرع طريقة للتغلب على الشك هي اتخاذ إجراءات فورية حاسمة، وفي كثير من الأحيان، كل ما يتطلبه الأمر كتابة أول رسالة بريد إلكتروني، أو طلب المساعدة في المشروع الجديد، أو التوجه إلى صالة الألعاب الرياضية، وإنَّ تأسيس الشركات هو بمنزلة رحلة كما هي الحياة، بينما تُواصل العيش، ستخوض تجارب جديدة، وستعترضك عقبات لم تعهدها من قبل، فلن تتعلم من خلال الحصول على الإجابات كافةً.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!