3 طرق لبدء التواصل مع الناس

من الصعب للغاية العثور على الوقت اللازم لتنمية الصداقات بوصفنا أشخاصاً بالغين؛ ولكنَّني أشجعكم على المحاولة؛ وإليك بعض النصائح لتنطلق في التواصل اليوم. هذا المقال مأخوذ عن "ريت باور" (Rhett Power)، كاتب ومؤلف ومؤسس شركة ألعاب حائز على عدة جوائز.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن “ريت باور” (Rhett Power)، كاتب ومؤلف ومؤسس شركة ألعاب حائز على عدة جوائز.

يشكل التواصل البشري عنصراً حاسماً في النجاح الشخصي والمهني، فقد تُمضي فترة طويلة في تأسيس العلاقات داخل المكتب وخارجه لتعزيز صحتك العقلية والعاطفية، ناهيك عن حماية تلك العلاقات إياكَ من تحمُّل عبء الصعوبات كاملاً.

مثال على ذلك: في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ساء وضع شركة الألعاب خاصتي وكانت على وشك الإغلاق، وبدلاً من دفن رؤوسنا أنا وشريكي في الرمال، دفنَّا أرواحنا وخبرتنا في الفريق الذي بنيناه.

مما لا شك فيه أنَّ موظفينا لم يركضوا هاربين، بل ارتقوا إلى مستوى التحدي المتمثل في انتشال الشركة من محنتها، وخلال عامين، احتفلنا جميعاً بكون شركتنا واحدة من أسرع الشركات نمواً في الولايات المتحدة، وهذا الإنجاز ما كان ليحدث أبداً من دون الكثير من العلاقات الحقيقية التي صيغت على أساس الثقة والنزاهة.

كانت تجربتي مدعومة بكلمات الدكتورة تينا باين برايسون (Tina Payne Bryson) المعالجة النفسية والمؤلفة التي تُصنَّف مؤلفاتها ضمن المؤلفات الأكثر مبيعاً وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، والتي عندما سألتها صحيفة “آسبين تايم” (Aspen Times) عن أهمية وجود شبكة علاقات نلجأ إليها، أوضحت قائلةً: “يرتبط اتخاذ القرارات وعمل الفص الجبهي في دماغنا ارتباطاً كاملاً بجودة التواصل الذي نقوم به”، بعبارة أخرى، لا يمكننا العمل بشكل كامل بدون أصدقاء.

صحيح أنَّه من الصعب للغاية العثور على الوقت اللازم لتنمية الصداقات بوصفنا أشخاصاً بالغين؛ ولكنَّني أشجعكم على المحاولة؛ فلا يجب عليك أن تصبح أفضل صديق لكل شخص تعرفه؛ ومع ذلك، يجب أن تستعد لإظهار بعض الانفتاح.

وإليك بعض النصائح لتنطلق في التواصل اليوم:

1. اقضِ بعض الوقت مع زملائك:

لن تتمكن أبداً من مقابلة أي شخص من خلال الجلوس إلى مكتبك طوال اليوم؛ لذا توجه إلى الخارج وابحث عن مكان تجمُّع زملاء العمل؛ لأنَّ التعرف إلى الجميع على مستوى غير رسمي، مِن شأنه أن يقودك إلى مجالات نفوذ جديدة ويوفر لك منظوراً جديداً؛ فضلاً عن ذلك، سوف تكون أول من يعلم ما يجري وليس آخر من يعلم لأنَّك لن تبدو بعيداً عنهم.

هل تشغل منصباً مهمَّاً يثقل كاهلك؟ يجب عليك أنت بشكلٍ خاص أن تخصص وقتاً لتجاذب أطراف الحديث مع الزملاء، لقد جعلَت “أليسون جاترمان” (Alison Gutterman)، رئيسة شركة “جيلمار” (Jelmar) ومديرتها التنفيذية، من التوقف بشكل متكرر لقضاء بضع لحظات عفوية مع أشخاص في فريقها عادة يومية، وتقول أليسون: “لا يفتح هذا قنواتٍ للتواصل بيني وبين الموظفين وحسب، بل إنَّه يلبي أيضاً احتياجاتنا الجَمعية إلى التواصل والمحادثة الهادفة”.

2. إعطاء الأولوية لمجالسة الآخرين:

من المؤكد أنَّك سمعت عن أهمية أن يقضي الإنسان بعض الوقت وحده، والآن يجب عليك أن تضيف إلى ذلك قضاء بعض الوقت في مجالسة الآخرين، وفي هذه الحالة، تعني كلمة “الآخرين” الأصدقاء والعائلة؛ لذا حدد حرفياً وقتاً في جدولك الزمني لكل شيء؛ بدءاً من مباراة كرة السلة الأسبوعية، وحتى وجبات الغداء مع مديرٍ سابق رائع، وضع في حسبانك أنَّ هذه التواريخ مهمة جداً، وحاول ألا تلغيها أو تؤجلها بمجرد وصولها إلى يوم مزدحم من تقويمك.

إذا كنت تشعر في البداية بأنَّ هذا تضحية بلحظات خاصة، فذكِّر نفسك بأنَّه هام للمكاسب طويلة الأمد، وكما قال جوناثان تشان (Jonathan Chan) أحد الذين ساهموا في تأسيس شركة فاوندر (Foundr): “ابدأ بالتعامل مع حياتك الشخصية بوصفها وظيفة، وعامل أفراد أسرتك كما لو كانوا من العملاء الهامين، وكن معهم في كل موقف؛ إذ يُظهِر وجودك الكامل -بدون وجود هاتف في يدك- قيمة الشخص الآخر لديك”.

3. عزز المشاعر الإيجابية حولك:

ابتداءً من الأسبوع القادم، ارفع شعار المساعدة كلما استطعت؛ ولا تنتظر أن يطلب شخص ما المساعدة: وعندما ترى شخصاً محتاجاً، خذ زمام المبادرة، إذ ستحتاج إلى رد الجميل في وقت ما، وكلما زاد عدد المساعدات التي تقدمها، زادت احتمالية عودة تلك المساعدات إليك.

ستندهش من عدد الأصدقاء والزملاء الذين سيأتون لإنقاذك في أصعب لحظاتك لأنَّك وقفت يوماً ما إلى جانبهم.

فضلاً عن ذلك، فمن اللائق والمحترم أن نفعل الصواب، حتى لو لم يَرُد شخص ما بالمثل على الفور، نعم، من الصعب أن تكون لطيفاً مع موظفة المحاسبة المبتدئة المُحرَجَة؛ ولكن ربما كانت غير مرتاحة على المستوى الاجتماعي، وكانت ابتسامتك هي ما تحتاج إليه للخروج ببطء من قوقعتها.

كثيراً ما يسمع المعلمون الذين يهتمون بالطلاب المضطربين بعد عقود من الزمان، أنَّ تعاطفهم كان بالغ الأهمية بالنسبة إليهم؛ لأنَّ الإيثار في اللحظة الحالية من الممكن أن يخرج أجيالاً إيجابية إلى المستقبل.

هل تشعر بأنَّك كنت ومازلت تواجه مشكلةً في بناء الصداقات؟ لا يمكنك تغيير التاريخ؛ لكن لحسن الحظ، يمكنك تغيير الحاضر؛ إذ يمكنك إعداد وجبة إفطار مع زميل في الفريق أو استضافة حفل عشاء للأصدقاء الذين لم ترهم منذ فترة، ويمكنك أيضاً زيادة قوتك في كل طريقة ممكنة عندما تقوم بتطوير شبكة علاقاتك.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!