3 نصائح لوضع أهداف تسعدك

هل تجد نفسك في بعض الأوقات مستغرقاً في أحلام اليقظة، تتخيل كم ستكون سعيداً لو تعثر على وظيفة تحبها أو حين تتخرج في جامعتك؟ وأنَّ امتلاك ذلك الشيء أو عيش تلك التجربة أو الانتقال إلى ذلك المكان هو الذي ينقصك فقط لتكتمل صورة الحياة الهانئة التي تتمناها. في هذه المقالة سوف نستعرض 3 نصائح لوضع أهداف تسعدك.

Share your love

نحن مُصمَّمُون لنفكر بهذه الطريقة، منذ أول مرة سألك أحدهم وأنت طفل ماذا تريد أن تصبح حين تكبر، كان يشجعك على التفكير في المستقبل على أنَّه الوقت الذي ستتحقق فيه أمنياتك، فتبدأ بالعمل كي تصل إليه وتتحول حياتك إلى سعي دائم؛ فتتخيَّل أنَّك ستحصل على شهادتك الجامعية ثم ستتزوج وبعدها ستتوظف وتشتري منزلاً جميلاً؛ أهدافٌ يلي بعضها بعضاً، وبعد تحقيقها ستحقق السعادة، ولسوء الحظ، الواقع هو أنَّ تحقيق الأهداف لا يضمن السعادة، وخاصة على الأمد الطويل، وكل الألم والجهد والوقت الذي تضحي به كي تحقق أهدافك لن يؤدي إلى النتيجة التي تمنَّيتها.

إذا تخيلت أنَّ سعادتك هي مستوى السكر في دمك، فإنَّ تحقيق هدف يعني تناول قطعة حلوى، بعدها سيرتفع مستوى السكر لديك لوقت قصير، وستستمتع بدفعة من المشاعر الإيجابية المؤقتة، لكن حالما يهضم جسدك السكر ستعود مستوياته إلى الحد الطبيعي؛ تدعى هذه العملية “تكيُّف المتعة” (hedonic adaptation).

يشير تكيُّف المتعة إلى عودة مستوى السعادة لدى الإنسان إلى المستوى العادي بعد مروره بتجارب إيجابية أو سلبية كبيرة، فحين تتحسن الحياة أو تسوء فجأة تتكيف توقعاتنا من الحياة مع هذا التغيير أيضاً، على سبيل المثال، بعد الانتقال إلى منزل أحلامك على شاطئ جميل، في أول يوم تستيقظ وتنظر من النافذة ستشعر بسعادة عارمة، وفي اليوم الثاني، ستعرف مسبقاً أنَّك سترى مياه زرقاء كريستالية حين تنظر إلى الخارج، وبحلول شهر، الأمر الوحيد الذي ستلاحظه هو اللطخات على نافذتك وليس المنظر الطبيعي البديع؛ الفكرة هنا أنَّ جرعة السعادة نفسها لن تثير المشاعر القوية نفسها دائماً، وبعد فترة ستنخفض درجة سعادتك إلى المستوى نفسه تقريباً الذي كانت عليه قبل تحقيق الهدف.

شاهد بالفيديو: 8 أخطاء شائعة في تحديد الأهداف

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/1hXa2EfE9fM?rel=0&hd=0″]

إنَّ مستوى سعادتك في الوضع الطبيعي هو أمر فريد لدى كل شخص، ويحدده مجموعة من العوامل الوراثية والسلوك والتجارب، وقد ترفع أو تخفِّض التجارب الإيجابية والسلبية هذا المستوى في أوقات معينة، لكنَّه يعود في النهاية إلى التوازن، أظهر البحث الأصلي عن تكيُّف المتعة أنَّ مستوى سعادتنا المعياري ثابت؛ أي أنَّه لا يمكننا فعل شيء لتغييره خلال حياتنا، إِلاَّ أنَّ بحثاً حديثاً عارض هذه الفكرة، فبينما يتفق مع البحث الأصلي بأنَّ الجينات تحدد نسبة 50% من مستوى سعادتنا، لكن وفقاً للبحث الجديد، يتأثر النصف الآخر بأحداث هامة في حياتنا وتغيرات سلوكنا ومواقفنا؛ لذا إليك 3 نصائح لاستخدام الأهداف استخداماً صحياً يرفع مستوى سعادتك:

1. استمتع بتحقيق الهدف والرحلة التي قادتك إليه:

إذا اعتقدنا أنَّنا سنعيش في حالة من السعادة الدائمة بعد تحقيق أهدافنا، فسوف يسهل علينا بذل التضحيات في سبيلها، على سبيل المثال، قد نتابع العمل في وظيفة نكرهها لسنوات، أو حتى لعقود، إذا اعتقدنا أنَّنا سننعم في النهاية بحياة تقاعد هانئة، لكن حين نتوقف عن التفكير بهذه الطريقة، سيتضح لنا أنَّ قضاء أيامنا في بؤس أمر غير منطقي؛ وليست الفكرة هنا أنَّك تعيش مرة واحدة ويجب أن تستمتع بحياتك إلى أقصى حد، لكن يجب أن تعثر على طريقة لتستمتع في أثناء السعي إلى تحقيق الهدف بحيث تكون الرحلة والوجهة مصدرين للسعادة.

2. انسَ المعايير المالية:

تتراجع العلاقة بين ارتفاع الدخل وزيادة السعادة بعد الوصول إلى دخل 75000 دولار في العام، بعد ذلك لن تشعر بالمزيد من السعادة حين تصبح أغنى؛ ولهذا إن كنت تركز جداً على جني مبلغ معين من المال أو الوصول إلى مستوى معين من الثروة، فقد يكون السبب هو حاجتك إلى الشعور بالانتماء، أو خوفك من عدم امتلاك ما يكفي، وسيزيد التعامل مع هذه المشاعر سعادتك أكثر من جني النقود.

3. ضع أهداف “بيرما” (PERMA):

يمكننا العثور على نصائح لرفع مستوى سعادتنا في علم النفس الإيجابي؛ إذ تحدد نظرية “بيرما” (PERMA) لعالم النفس “مارتن سيليغمان” (Martin Seligman) 5 طرائق لتعزيز العافية؛ ويشير اسم هذه النظرية إلى مجموعة معايير هي كالتالي:

  • يرمز حرف “ب” (P) إلى كلمة “المشاعر الإيجابية” (Positive emotions): تبعث الأهداف الجيدة بعد تحقيقها على مشاعر إيجابية مثل الحماسة والرضا والفخر والدهشة والأمل والتفاؤل؛ لذا ليكن هدفك فعل شيء يثير حماستك، أو زيارة مكان يثير دهشتك، أو حدد موعداً لقضاء إجازة إذا كان ذلك يُشعرك بالأمل والتفاؤل حين تشعر بالإحباط.
  • يرمز حرف “ي” (E) إلى كلمة “التفاعل” (Engagement): قد يبدو مفهوم حالة “التدفق” (flow) مألوفاً بالنسبة إليك، وهي حالة ذهنية تصل إليها حين تنغمس تماماً في اللحظة الحاضرة، وتركز على شيء يمثِّل تحدِّياً لك، ومن الممكن تحقيقه؛ لذا فكر في الأنشطة التي تسمح لك بالتركيز على اللحظة الراهنة بينما تتحدى نفسك أيضاً، وإن لم يخطر لك أي منها، فليكن هدفك العثور على واحدة.
  • يرمز حرف “ر” (R) إلى كلمة “العلاقات” (Relationships): أظهرت جميع الدراسات حول هذا الموضوع، أنَّ كونك اجتماعياً وحفاظك على علاقات إيجابية يزيد من سعادتك، وأي شيء تفعله بهدف تقوية علاقاتك هو أمر جيد، على سبيل المثال، يمكنك مشاركة أحد أهدافك مع الآخرين، ولذلك فائدة إضافية كونه يزيد من احتمالات تحقيقك لها.
  • يرمز حرف “م” (M) إلى كلمة “المعنى” (Meaning): يساعدنا فهم الغاية مما نفعله وكيف يساهم في النتيجة الكبرى على الشعور بأنَّنا ننجز شيئاً ذا معنى؛ لذا من الهام أن تفهم قيمك ودور اختياراتك وأهدافك في دعمها.
  • يرمز حرف “ا” (A) إلى كلمة “الإنجازات” (Accomplishments): لا تنتقل فوراً إلى الهدف التالي بعد تحقيق كل هدف، فكر للحظة في نقاط قوتك الشخصية التي احتاج إليها تحقيقه، والعقبات التي تخطيتها خلال رحلتك، وتأمل نجاحك.

الطريق إلى السعادة ليس تحقيق أهدافنا، وحين نتقبَّل هذه الفكرة سنكون أسعد.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!