6 خصال تميز القادة الفعالين

يُولَد بعض الأشخاص وهم يتمتعون بشخصيات أكثر جاذبية من شخصيات الآخرين، لكنَّ الخبر السار هو أنَّ بإمكانك أن تتعلم كيف تصبح صاحب شخصية أكثر جاذبية، وأن تطور هذه الخصال إذا أردت أن تصبح قائداً فعالاً؛ لكن قبل أن ننتقل إلى تلك الخصال، ربَّما سيكون من المفيد أن نحدد بدقة معنى الجاذبية.

لطالما ساد اعتقاد بأنَّ الشخص يُولَد بشخصية جذابة أو يكون مجرداً منها؛ لكنَّ علماء النفس يعتقدون أنَّ الجاذبية تتألف من مزيج من الصفات الموروثة والمكتسبة.

نعم، يُولَد بعض الأشخاص وهم يتمتعون بشخصيات أكثر جاذبية من شخصيات الآخرين، لكنَّ الخبر السار هو أنَّ بإمكانك أن تتعلم كيف تصبح صاحب شخصية أكثر جاذبية، وأن تطور هذه الخصال إذا أردت أن تصبح قائداً فعالاً؛ لكن قبل أن ننتقل إلى تلك الخصال، ربَّما سيكون من المفيد أن نحدد بدقة معنى الجاذبية.

ما هي الجاذبية؟

تعني كلمة جاذبية في اللغة الإنجليزية (كاريزما) “Charisma”، وهي كلمة يونانية الأصل معناها “هبة الإله”.

يحيط قدر من الغموض بمفهوم الجاذبية، لكنَّ تعريفه باختصار هو ما جاء فعلاً في قاموس ميريام ويبستر (Merriam-Webster): “هو سحر القيادة الذي يتمتع به الشخص، والذي يجلب ولاء شعبياً خاصاً لشخصية عامة، أو يثير الحماسة تجاهها”، فمن السهل أن ترى كم يعدُّ “سحر القيادة الذي يتمتع به الشخص” خصلة تثير الإعجاب بالقادة وترجح كفتهم أمام المنافسين.

قد يكون بعض الأشخاص قادرين أكثر من غيرهم على التحلي فطرياً بهذه الصفة؛ إلَّا أنَّ كل شخص يتمتع بمهارات فعالة في مجال القيادة يتحلى بجزء منها على الأقل، حتى لو اكتسب هذا الجزء اكتساباً مع مرور الوقت.

إليك الخصال التي تميز القادة الذين يتمتعون بشخصيات جذابة، والأسباب التي تجعلها مفيدة إلى هذا الحد:

1. القدرة على التكيُّف:

يعتقد ويليام فون هيبل (William von Hippel) -أستاذ علم النفس الذي يعمل في جامعة كوينزلاند في أستراليا- أنَّ القدرة على التكيف تعدُّ أبرز خصلة يتمتع بها القادة الفعالون؛ حيث يقول هيبل: “إنَّه لمن الواضح أنَّ هناك العديد من الخصال التي تمكِّن الناس من إحراز النجاح على الصعيد الاجتماعي؛ لكنَّ حقيقة فكرة أنَّ “ما يفلح غالباً في موقف ما لا يفلح في مواقف أخرى” تشير إلى أنَّ المرونة السلوكية قد تكون أهم خصلة للتحلي بالفاعلية على الصعيد الاجتماعي”.

يعني هذا أنَّ التجهم حينما لا تسير الخطط مثلما كان متوقعاً لها أن تسير ليس له أي علاقة بالجاذبية؛ وعوضاً عن ذلك، يبحث القادة أصحاب الشخصيات الجذابة عن طريقة للاستفادة من الفرص التي أُتِيحت لهم، وقد قسَّم فون هيبل هذه القدرة على التكيف إلى عدة فروع:

  • التحلي بسرعة البديهة.
  • إتقان التعامل مع التغيرات الدقيقة.
  • الحفاظ على الهدوء عند الإحساس بالارتباك.

وفقاً لفون هيبل، قد لا يعرف الأشخاص الذين يتمتعون بشخصيات جذابة الإجابة المناسبة عن الأسئلة الصعبة دائماً، لكنَّهم يتمتعون بالقدرة على التوصل إلى إجابات بديلة، واختيار أفضل ما يناسب الموقف.

ينسجم هؤلاء أيضاً مع ما يجري حولهم، ويعدِّلون سلوكاتهم سريعاً للتعامل مع أي صراع؛ إضافة إلى كل ذلك، يعدُّ القادة أصحاب الشخصيات الجذابة هادئين مهما كانت الظروف المربكة التي تحيط بهم، أو قد يتظاهرون بالهدوء على الأقل.

تتيح لهم القدرة على التكيف عقد الصفقات التجارية والمضي قدماً إلى الأمام، حتى حينما لا تسير الأمور وفق الخطة الموضوعة.

2. الثقة:

تعدُّ الثقة واحدة من أهم الأمور التي يجب عليها أن تميز علاقة القادة بفرقهم؛ فحينما يكون القائد واثقاً بنفسه، ولا يخشى اتخاذ مواقف جريئة، يتيح هذا للآخرين الاسترخاء قليلاً والوقوف خلف ذاك القائد لأنَّهم يثقون به، حيث يتحلى القادة أصحاب الشخصيات الجذابة بالثقة دون أن تظهر عليهم أدنى علامات التردد.

حينما يتعلق الأمر بالمشاهير، تُسمَّى هذه الثقة تباهياً؛ ذلك لأنَّها تتيح لهم الوقوف على المنصة كما لو أنَّهم لا يمتلكون أدنى درجة من الشك بالنفس، وبإمكان كل الموجودين حولهم أن يحسوا بثقتهم هذه.

إنَّ إظهار الثقة ليس دائماً عملاً هيناً، لكنَّ اكتسابها ممكن بلا شك، وهو هام جداً لإحراز النجاح؛ فالقادة الذين يتحلون بالثقة هم دائماً الأشخاص الذين يرون نصف الكأس الملآن، ويمكن لهذا النوع من التفاؤل أن يكون أداة تحفيز فعالة لأولئك الذين يقودونهم.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لرفع معنويات الموظفين

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/bCmTbw23Pjc?rel=0&hd=0″]

3. وضوح الرؤية:

ربَّما ينظر القادة أصحاب الشخصيات الجذابة باحترام إلى الماضي، لكنَّهم لا يدعونه يقيدهم؛ إذ يمتلك هؤلاء عقليات مهووسة بالابتكار، ويبحثون دائماً عن طرائق لتحسين الأوضاع.

هذا النوع من التطلع إلى المستقبل هو الذي يجعل شخصاً مثل مارتن لوثر كينغ الابن (Martin Luther King Jr) قائداً يتمتع بهذه الشخصية الجذابة، فقد كان شخصاً صاحب رؤية واضحة يحس بشغف تجاهها ويعرف كيف يعبر عنها.

يمتلك الأشخاص أصحاب الشخصيات الجذابة أهدافاً واضحة يسعون إلى تحقيقها؛ وإذا اجتمعت مع الثقة بالنفس، فبإمكان هذه الخصلة أن تثير حماسة الآخرين بصورة مذهلة.

قد تكون هذه ثاني أهم خصلة تميز القادة أصحاب الشخصيات الجذابة بعد القدرة على التكيف؛ إذ تثير الطريقة التي يعبر بها هؤلاء عن أحلامهم تجاوباً عاطفياً قوياً لدى المستمعين.

4. الإصرار:

إذا كانت الرؤية هي الأفق البعيد الذي يتطلعون إلى بلوغه، فإنَّ الإصرار هو القوة الدافعة التي تحافظ على مضي القادة أصحاب الشخصيات الجذابة قدماً إلى الأمام؛ وإذا كان تحقيق تلك الرؤية ممكناً في يوم من الأيام، فثمة محطات هامة يجب اجتيازها خلال ذلك.

خذ مثلاً رؤية شركة أمازون (Amazon) في التخلص نهائياً من آثار الكربون بحلول عام 2040؛ فمن أجل تحقيق هذه الرؤيا، يحتاج جيف بيزوس (Jeff Bezos) وفريقه إلى عزيمة لا تفتر، وإلى إحراز أهداف محددة في فترات معينة خلال هذه المدة.

لا يستسلم القادة الذين يتحلون بالإصرار حينما يواجهون عقبات في طريقهم؛ وعوضاً عن ذلك، يُظهِر هؤلاء العزيمة، ويتكيفون، ويمضون قدماً إلى الأمام؛ وبإمكان هذه الرغبة في المضي إلى الأمام أن تنتقل إلى الموظفين التابعين لهم، وأن تشجعهم على العمل بجد لإحراز أي هدف يسعون جميعاً إلى إحرازه.

5. إتقان فن التواصل:

ثمة سبب يفسر تهافت الجماهير للاستماع إلى خطبة سياسي ما، وهذا السبب هو أنَّ السياسيين المثيرين للتفاعل يعرفون كيف يعبرون عن أفكارهم بطريقة فعالة وواضحة؛ حيث يمتلك أولئك الذين يتمتعون بشخصيات جذابة استثنائية قناعات راسخة، وقدرة مذهلة على الإقناع من خلال كلماتهم ولغات أجسادهم، ويتقنون فن الخطابة.

يلفت القادة أصحاب الشخصيات الجذابة انتباه المستمعين إليهم من خلال الجلوس أو الوقوف بطريقة مناسبة، والتواصل البصري، وإشارات اليدين التي تساعدهم في إيصال كلماتهم إلى الجمهور؛ كما يتلفظ هؤلاء بكلمات تساعدهم في التعبير عن أفكارهم وإيصال رسائلهم بطريقة تعكس ثقتهم بأنفسهم، سواء كانوا يخاطبون شخصاً واحداً أم جمهوراً يبلغ عدده 10 آلاف شخص؛ حيث يعدُّ وضوح التواصل هاماً لصياغة أهداف جديدة، وكسب ثقة الأشخاص المحيطين بهم.

6. التحلي بالإبداع:

يشهد الاقتصاد تغيُّرات أسرع من أي وقت مضى، وليس ضرورياً أن تنظر بعيداً جداً لتدرك أنَّ الإبداع والقدرة على التكيف سيساهمان مستقبلاً في صناعة النجاحات؛ لكن ما علاقة هذا بالجاذبية إذاً؟

حسناً، يميل الأشخاص أصحاب الشخصيات الجذابة إلى التفكير بطريقة مبتكرة والبحث عن طرائق جديدة لإنجاز المهمات؛ ويرتبط هذا بكل تأكيد مع امتلاك شغف وبصيرة منقطِعَي النظير.

إنَّ المفكرين أصحاب الشخصيات الجذابة ليسوا أشخاصاً مبدعين وحسب، بل يتحدى هؤلاء أيضاً حالة الجمود، ويخوضون المجازفات لتحويل تلك الرؤى إلى واقع؛ فإلى جانب التفكير خارج الصندوق، يشجع المديرون المميزون الذين يتمتعون بمهارات قيادية فعالة الآخرين على استثمار الإبداع الذي يتمتعون به، وتحسين طرائق تعاملهم مع المواقف.

ينهض القادة أصحاب الشخصيات الجذابة إلى مواجهة التحديات التي تعترض طرقهم، ويتعاملون مع المشكلات بوصفها فرصاً للابتكار؛ ومن أجل التأكيد على أهمية ذلك، وجد استطلاع عالمي أُجرِي على أكثر من 1500 مدير تنفيذي من 60 بلداً أنَّ الإبداع هو أكثر خصلة يُطلَب تواجدها لدى القائد.

حينما يُظهِر القادة روحهم الإبداعية، يُنظَر إليهم كأشخاص يمتلكون شخصيات جذابة ومذهلة، ويثيرون في نفوس الآخرين إلهاماً يدفعهم إلى السير على خطاهم الإبداعية أيضاً.

في الختام:

لا يكتفي أبرز القادة أصحاب الشخصيات الجذابة بامتلاك رؤية وإتقان التعبير عنها بطريقة فعالة، بل يعرف هؤلاء كيف يتكيفون أيضاً مع التغيرات المفاجئة التي تقف في طرقهم، ويتمتعون بالقدرة على الإقناع والتحفيز.

في الحقيقة، قد يتمتع بعض الأشخاص حينما يُولَدون بشخصيات أكثر جاذبية من شخصيات الآخرين، لكن يجب عليك أن تعلم أنَّ جميع خصال القادة أصحاب الشخصية الجذابة يمكن اكتسابها وتطويرها.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!