7 حلول لهوس السيطرة

"سيطر على حياتك"، و"اترك ما لا يمكنك التحكم به". هاتان قاعدتان حكيمتان وبسيطتان للغاية تقوم عليهما تعاليم رجال الأعمال والقادة الروحيين اليوم؛ وإذا اتبعتهما، ستبدأ جني ثمارهما. لذا يتعين عليك أولاً وقبل كلِّ شيء طرح سؤال على نفسك، وهو: "هل هذا كلُّه تحت سيطرتي؟"، ثمَّ طرح الأسئلة السبعة الآتية على نفسك لتحدد ما إذا كنت تريد أن تحارب من أجل الأمر أو تنساه.

لذا يتعين عليك أولاً وقبل كلِّ شيء طرح سؤال على نفسك، وهو: “هل هذا كلُّه تحت سيطرتي؟”، ثمَّ طرح الأسئلة السبعة الآتية على نفسك لتحدد ما إذا كنت تريد أن تحارب من أجل الأمر أو تنساه؛ ذلك لأنَّه بمجرد طرح الأسئلة الواضحة، نتعمق أكثر في أي موضوع.

إليك هذه الأسئلة:

1. هل هنالك فرصة؟

ابدأ ببساطة واسأل نفسك:

  • هل هناك فرصة لتحقيق ذلك؟
  • هل أمتلك الموارد المطلوبة؟ أو هل يمكنني إيجادها؟
  • هل يعتمد النجاح على شخص آخر؟ وإذا كان الأمر كذلك، فهل يمكنني التأثير فيه؟

لقد تولى جاك ويلتش (Jack Welch) -الرئيس التنفيذي السابق لشركة جنرال إلكتريك (General Electric)- تلك الشركة وهي في حالة ركود، وقد تمكَّن من رفع قيمتها بنسبة 4000%، ويُنسَب هذا النجاح إلى رؤيته للحقيقة في جميع الحالات، حيث يقول (ويلتش): “واجه الواقع كما هو الآن، ليس كما كان أو كما تتمنى”.

“يحدث التغيير المذهل في حياتك عندما تقرر السيطرة على ما تملك من سلطة، بدلاً من السيطرة على ما لا تملكه” – ستيف مارابولي (Steve Maraboli).

2. هل أريد الأمر بشدة بما فيه الكفاية؟

إذا كان الجواب “لا”، فلا تُضِع وقتك.

يعلمنا توني روبنز (Tony Robbins) أنَّ 80% من تحقيق الإنجاز سيكولوجي (الأسباب)، وفقط 20% منه مادي (يتعلق بالكيفية).

عندما يُدعَى رواد الأعمال الطموحون إلى حضور العروض التي يقدمها “غاري فاينرتشوك” (Gary Vaynerchuk)، فإنَّه يحب أن يتحداهم بشأن توقهم للأمر، ويسألهم عن مدى رغبتهم في ذلك، وعادةً ما يكون هذا سؤاله الأول؛ ذلك لأنَّه اختبار حقيقي للنجاح المحتمل.

إنَّه أسلوب صعب بالتأكيد، ولكن عليك أن تثق به؛ فهو يلتزم بمعاييره الخاصة.

لقد فشل (غاري) قبل عدة أعوام في إقناع “بين سيلبرمان” (Ben Silbermann) للسماح له بالاستثمار في بينترست (Pinterest) التي لا تزال تضعف مادياً، وعندما سُئِل “غاري” عن سبب الفشل، قال: “إنَّني لم أكن أريد الاستثمار في بينترست بالقدر الكافي”.

“إذا كنت جائعاً، اذهب للصيد؛ وإذا لم تكن كذلك، دعك منه” – مَثلٌ قديم.

3. بماذا تخبرني مشاعري؟

فكر في القرار الذي اتخذته، واسأل نفسك: “ما العواطف التي تظهر عليَّ؟ هل أشعر بالتعاسة أم القوة؟”.

لا توجد مشاعر سلبية، وإنَّ الخير والشر ما هما إلَّا رسولان يطلبان منك أن تقاتل من أجل الأمر أو تنساه.

يقول “مارك مانسون” (Mark Manson)، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً “فن اللامبالاة”: “إذا كنت تعيساً في وضعك الحالي، فقد تشعر بذلك بسبب إحساسك بأنَّ جزءاً من هذا الوضع خارج عن نطاق سيطرتك”.

قد يكون الحزن مجرد رسالة مفادها أنَّ شيئاً ما خارج عن سيطرتك، والآن لديك خياران: أن تنسحب من الموقف، أو تحاول السيطرة عليه مرة أخرى.

4. هل أنا متشبث بالنتائج؟ أم أنَّني أحب العملية ذاتها؟

دعنا نأخذ مثالاً عن امرأتين:

  • الأولى: تشغل فكرها بجمع المليون الأولى، وتهتم بنتيجة لا يمكنها التحكم بها مباشرة.
  • الثانية: تنشغل بإجراء 50 مكالمة مبيعات يومياً، وتحرص على الاستمتاع بالمحادثات، وتستطيع التحكم بالنتائج من خلال أفعالها.

فمن منهما سوف تنجح برأيك؟

يعدُّ “نيك سابان” (Nick Saban) أحد أعظم مدربي كرة القدم الأمريكية في كلِّ العصور؛ ذلك لأنَّه قاد فريقه إلى سلسلة انتصارات للفوز بالبطولة؛ فبدلاً من أن يطلب من فريقه التركيز على النتيجة (الفوز)، طلب منهم التركيز على: التدريبات العملية، والمواقف، والأساسيات.

يقول (سابان): “لا داعي للقلق بشأن النتائج النهائية، إذ يتعلق الأمر بما تتحكم به في كلِّ دقيقة من كلِّ يوم”.

5. ما هو سلوكي؟ وإذا عدلته، فهل سيؤثر في النتيجة؟

يعدُّ السلوك مثالاً نادراً عن شيءٍ يقع دائماً تحت سيطرتك بنسبة 100%؛ فإذا كنت تعتقد أنَّ هذا هراء ليس له مكان في “العالم الحقيقي”، فلتتأمل ما كتبه أحد أقوى الرجال في التاريخ وإمبراطور روما لمدة 20 عاماً “ماركوس أوريليوس” (Marcus Aurelius): “إنَّك تمتلك سلطةً على عقلك، لا على الأحداث الخارجية؛ لذا أدرك هذا، وستحصل على السلطة”.

السلبية واليأس والكراهية والأعذار، وكلُّ لحظة من الطاقة المهدورة في هذا الوضع؛ هي لحظة مسروقة من القيام بالعمل.

“إنَّ سلوكك -وليس كفاءتك- هو الذي سيحدد مدى علوِّك” – “زيغ زيغلار” (Zig Ziglar).

6. كيف أقضي وقتي؟

ما الذي تفكر فيه وتتحدث عنه معظم الوقت؟ هل تركز على الاقتصاد أم السياسة أم سلوك منافسيك؟ أم أنَّك تخليت عن إهدار الوقت على فيسبوك لأجل ما هو موجود في حدود سلطتك، مثل: قراءة سيرة ذاتية رائعة، أو تحسين سيرتك الذاتية؟

خذ العبرة من شركة كوداك (Kodak) التي كان اختفاؤها المثير للدهشة نتيجة لقضاء وقتها في العمل على أشياء خارجة عن نطاق سيطرتها، مثل: دعم صناعة الكاميرات التقليدية التي عفا عنها الزمن.

لقد اخترعت كوداك (Kodak) الكاميرا الرقمية عام 1975، وأجرت دراسة في الثمانينات قِيل فيها أنَّ الكاميرا الرقمية ستدمر صناعة شريط الفيلم (داخل الكاميرات) يوماً ما، واستثمرت في التكنولوجيا الرقمية كوسيلة لجذب مزيد من الأشخاص لطباعة الصور، وأمضت وقتها في العمل باستخدام تقنية قديمة؛ وكما كان متوقعاً، فشلت فشلاً ذريعاً في مسعاها هذا.

7. هل بذلت ما بوسعي؟

يدعونا هذا السؤال الأخير إلى القيام بشيئين:

  • إطلاق العنان لعملٍ هائل.
  • التوقف عن توقع أنَّ العمل الشاق يؤدي إلى النصر دائماً؛ ذلك لأنَّه ليس كذلك.

يمكننا التحكم بالكامل بأخلاقيات عملنا؛ وإذا فشلنا رغم ذلك، فسنعرف أنَّ السبب ربَّما كان خارجاً عن سيطرتنا؛ لذلك قرر ما تريد إنجازه، ثمَّ سارع إلى تحويله إلى حقيقة؛ إذ يمكنك حينئذ توفير الطاقة -التي ربَّما ضاعت في جلدك لذاتك- للمغامرة المقبلة.

إنَّ المعنى الضمني لشعار “سيث غودين” (Seth Godin) “قد لا ينجح هذا”، هو أنَّ النهج الحكيم الذي يتبناه هؤلاء القادة في عملهم يتلخص في أنَّه من المستحيل التحكم بالنتائج؛ فهم لا يهدرون وقتاً طويلاً في الشكوى من الفشل.

لذا، أجِد تحديد المشكلات التي لا تستطيع التحكم بها، وستنجز المزيد حينها، وتشعر بالهدوء والراحة.

 

 المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!