9 خطوات عليك اتباعها كي تستعد لمواجهة أسوأ احتمالات أزمة الكورونا

مع تفشِّي وباء فيروس الكورونا الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية، بدأ الناس حول العالم يعدُّون عدَّتهم، ويحضِّرون للحال الأسوأ؛ فقد جُبِلَت التصوُّرات في أذهانهم بسيناريوهاتٍ كابوسيةٍ تلوح بفكرة انتهاء العالم بسبب هذا الوباء. إنَّ تحصين نفسك ضدَّ تلك الجائحة التي قد تودي بحياة الملايين أمرٌ ليس بعسير، فالطريق الأمثل للنَّجاة هو الاستعداد التامُّ لمكافحة الوباء؛ فما تفعله اليوم، يُنقِذ حياتك لاحقاً. وبغية بلوغ ذلك الهدف المنشود، إليكَ بعض الخطوات الجوهرية التي تفي بالغرض.

Share your love

إنَّ تحصين نفسك ضدَّ تلك الجائحة التي قد تودي بحياة الملايين أمرٌ ليس بعسير، ولا يستدعي أن تبذل جهداً مضنياً وتبني ملجأً في فنائك الخلفي، فالطريق الأمثل للنَّجاة هو الاستعداد التامُّ لمكافحة الوباء؛ فما تفعله اليوم، يُنقِذ حياتك لاحقاً.

وبغية بلوغ ذلك الهدف المنشود، إليكَ بعض الخطوات الجوهرية التي تفي بالغرض:

1. تخزين الغذاء والماء:

يحرق الإنسان العادي ما بين الواحد والنصف إلى ثلاثة آلاف سعرةٍ حراريةٍ في اليوم، ومن دون تناول الطعام، تخور قوى الجسد.

إنَّ التضور جوعاً أمرٌ مريعٌ، ويؤدِّي إلى الوفاة إن تجاوز 70 يوماً؛ وكذلك لا يقلُّ الماء أهميةً عن الطعام، حيث تسبِّب قلة شرب الماء الجفاف، والذي يؤدِّي إلى الوفاة أيضاً في ثلاثة أو أربعة أيامٍ لا أكثر.

لذا احرص على ادخار كمياتٍ كافيةٍ من الأطعمة المجففة والمعلَّبة لمدة شهرين للشخص الواحد. تحتوي المخصصات الغذائية للعسكريين -مثلاً- معدلاً عالياً من السعرات الحرارية، ولها مدة صلاحيةٍ تقارب الخمس سنوات؛ لذا حاول الحصول على أشباهها إن أمكنك ذلك.

ستحتاج إلى كميةٍ وافيةٍ من المياه لمدة أسبوعين، ويُفضَّل لأربعة أسابيع؛ وإنَّ مقدار نصف غالونٍ يومياً هو الأمثل لكلِّ شخص. إن مرَّ وقتٌ طويلٌ على الماء لديك، فبإمكانك تعقيمه باتباع أساليب موثوقةٍ مثل: الغلي، أو إضافة اليود أو قطرات من المبيِّض إليها.

2. شراء المعدات اللازمة:

إن كان الوباء الذي تحاول النجاة منه أشدَّ ضراوةً وفتكاً من الطاعون، فتلك خير فرصةٍ للمجتمع كي يعود إلى المسار القويم قبل انتهاء وزوال كلِّ شيء. بعد كلّ هذا، لعلَّ جلَّ ما علَّمنا إيَّاه التاريخ أنَّ المرض لا يميِّز بين الملوك والقادة، وصولاً إلى المحاسبين في المتاجر؛ فهو يراهم سواسيةً من حيث الخضوع له.

إن وافت المنية تعداداً هائلاً من البشرية، فهذا يستوجب منك أن تعيل نفسك وتتجهَّز؛ وذلك ما يستدعي الحصول على الأدوات اللازمة. من المفترض أن يكون لديك صندوق عدَّةٍ تتوافر فيه مجموعةٌ من الأدوات، أهمُّها: المطرقة، ومفكَّات البراغي، ومفتاح الرنش، وأداةٌ متعددةُ الاستعمالات.

3. شراء وتخزين المواد التنظيفية والمطهرة:

شراء وتخزين المواد التنظيفية والمطهرة لمواجهة كورونا

كان الأطباء في ظلِّ انتشار جائحة الطاعون سابقاً يرتدون أقنعةً وقائيةً غريبةً مع مناقير مليئةٍ بالأعشاب تهدف إلى تنقية الهواء في أثناء التنفس؛ وذلك لاعتقادهم أنَّ الوباء ينتشر من خلال الروائح الكريهة. دُحِضَت هذه الفكرة بكلِّ تأكيد، ومع ذلك قد أعطتنا مثالاً جيداً عن كيفية التعامل مع العدوى إن انتقلت عن طريق اللمس أو الهواء.

إنَّ المنتجات الاستهلاكية التي تقضي على مسبِّبات الأمراض الفتَّاكة متوفِّرةٌ بكثرةٍ ورخيصة الثمن. حاول أن تدَّخر بعض معقمات الأسطح، لما لها من أثرٍ بالغٍ في القضاء على الأمراض.

وفي حين يفي صابون اليدين بالغرض، ادَّخر بعض معقمات اليدين، وحاول أن تستخدمها عندما تلمس أيَّ شيءٍ يعترضك، أو عند مخالطتك للناس؛ وإذا لم يتوفَّر لديك أيٌّ ممَّا ذُكِر، فهناك الكحول الذي يقضي على الجراثيم، لكن يفضَّل أن يكون آخر ما تلجأ إليه.

4. جعل المنزل آمناً:

جعل المنزل آمناً

ستحتاج إلى حماية منزلك، وهذا يعني أنَّه سيتعيَّن عليك اللجوء إلى استخدام مادةٍ موثوقةٍ كانت قد ساعدت الجيش الأمريكي على بقائه يعمل بسلاسةٍ لعقود، وهي: الشريط اللاصق. ليس من الصعب أن تقطعه وتلصقه في أيِّ ركنٍ من أركان منزلك، فهذا ما سينأى بالفيروس بعيداً عنك؛ وعند شرائك اللاصق، لا تنسَ أن تُحْضِر مجموعةً من الأغطية البلاستيكية.

إذا كنت تعتقد أنَّ إغلاق الباب الأمامي وجميع النوافذ سيمنع الفيروس من الاقتراب، فاسأل نفسك متى كانت آخر مرةٍ دخلت فيها حشرةٌ إلى منزلك؟ إذا وَجَدَت العناكب والنمل طريقها إلى منزلك، فسيكون الحال نفسه بالنسبة إلى الأمراض التي تنتقل عن طريق الهواء.

استخدم الشريط اللاصق لتغطية كلِّ نافذةٍ وباب، وإغلاقهم؛ وإذا كان لديك مدفأة، فأحكِم إغلاق المداخن كذلك؛ وأخيراً، أنشِئ غرفةً للحجر الصحي في مكانٍ ما في منزلك، وخصصها لمن تظهر عليه علامات العدوى لعزله عن باقي الأفراد.

5. تعزيز نظام جهازك المناعي:

تعزيز نظام الجهاز المناعي لمواجهة كورونا

لعلَّ أكثر ما يحصِّن صحة جسدك ضدَّ الأمراض الفتَّاكة هو جهازك المناعي، وإنَّ الطريقة المثلى لكي تعزِّز وتحافظ على تلك المناعة، أن تواظب على أخذ فيتامين سي واللايسين -أحماضٌ أمينيةٌ تعدُّ اللبنات الأساسية في بناء البروتينات في جسم الإنسان- وصولاً إلى ممارسة الرياضة بانتظام.

قد تكون بحاجةٍ إلى تخزين بعض الأدوية؛ لذا اجمع منها قدر الإمكان، وتأكَّد من توفُّر ما يكفي من الأنسولين لمن يحتاجه.

إذا كان لديك وصفةٌ طبية، فلا تنتظر حتَّى اللحظة الأخيرة لشراء ما فيها؛ بل احرص على امتلاك إمداداتٍ لمدة شهرٍ على الأقل، وإلَّا سيكون وضعك محفوفاً بالمخاطر، خاصةً عندما يتعلَّق الأمر بمضادات الاكتئاب، فقد يودي نقص هذه الأدوية بحياتك أكثر من الطاعون وكورونا؛ لذلك تأكَّد دائماً من ادخارك للكثير منها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لديك أدويةٌ لنزلات البرد؛ مثل: الفيتامينات المتعددة، والمراهم المشبعة بالمضادات الحيوية، ومجموعة إسعافاتٍ أوليةٍ كاملة؛ ففي النهاية، أنت بلا ريب لا تحاول النجاة من “طاعون القرنِ” هذا، لينتهي بك الحال بالموت على إثر نزلة بردٍ.

6. تجهيز حقيبة طوارئ:

تجهيز حقيبة طوارئ

إنَّ أولى الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومات في حال حدوث تفشٍّ لأي وباء، هو عزل بؤر التفشِّي، وهذا ما جرى في ووهان في وقتٍ قصير، حيث أُجبِر أكثر من 10 ملايين من السكان على التزام أماكنهم؛ كما أُجليَ في هذه الأثناء الأجانب غير المصابين.

إن حدث معك الأمر نفسه في مكان تواجدك، فقد تضطر إلى الفرار دون سابق إنذار؛ لذا ينبغي أن تكون مهيَّأً لمثل هذه المواقف وحقيبة الطوارئ خاصتك بين يديك دائماً. يجب أن تتضمَّن الحقيبة المُعدَّة جيداً كلَّ ما جرى الحديث عنه في هذا المقال، لكن لمدة 72 ساعةً لا أكثر.

ينبغي أن يتواجد معك راديو طوارئ ومصباحٌ يدويٌّ وبطارياتٌ احتياطيةٌ وأعواد ثقابٍ وصوانٌ وفولاذ، ولا تنسَ الثياب ومنتجات العناية بالنظافة الصحية. ستحتاج أيضاً إلى الاحتفاظ بنسخةٍ من خطة مدينتك للتصدي لتلك الكارثة، حيث تُرشِدك إلى طرائق آمنةٍ للسفر في حالات الطوارئ.

7. الاستعداد للتعامل بأسلوب اقتصاد المقايضة:

إن نالت تلك الجائحة من حياة ثلَّةٍ كبيرةٍ من السكان، سيحاول الناجون بشقِّ الأنفس استجماع قواهم، كما ستتغير نظرتهم للمبلغ “الضخم” الذي يحصلون عليه من البنك لينظروا إليه وكأنَّه فتاتٌ لا قيمة له في تلك الظروف.

لمَ لا تستفيد من التاريخ وتدرك فوائد اقتصاد المقايضة، فقد يكون ما بعد الجائحة مختلفاً عن الوضع السابق، ويصبح التعامل السائد هو مبدأ “المقايضة”؛ فمثلاً: لن يستغني أيُّ أحدٍ عن البنسلين مقابل حفنة من الذهب، أو مبلغٍ من المال.

إنَّ أفضل ما يمكن فعله استعداداً لذلك، هو أن تقوم بتكديس الحاجيات الأساسية مثل: المراهم المطهرة، والأقنعة الوقائية، وبعض أنواع الأدوية، وكلَّ ما قد يحتاجه الناس للحفاظ على حياتهم من فتك ذلك الوباء، ولا يغِب عن ذهنك أنَّ الطلب سيكون متزايداً على مناديل الحمام الورقية.

8. الاحتفاظ ببعض الألعاب المسلية:

عند بلوغ الوباء المنطقة التي تسكن فيها، قد تقبع في الحجر الصحي لفترةٍ طويلة؛ وإن انقطع التيار الكهربائي، فلن تتمكن مشاهدةُ البرامج التلفزيونية.

لكن، هذا لا يعني أن تجعل للملل طريقاً إليك، حتَّى وإن انقطع التيار الكهربائي، فما يزال أمامك فرصةٌ للمحافظة على هدوئك. احرص على وجود كَمٍّ لا بأس به من الكتب تُطالُعها في تلك الفترة، وحاول أن تكون ممتعة، ولا تنسَ أيضاً أن تحتفظ ببضع كتيباتٍ تساعدك في البقاء على قيد الحياة، فقد تُجدِي نفعاً في وقتٍ ما.

من الطرائق الجيدة كذلك للتغلُّب على السأم، كُتُب الألغاز وبعض الألعاب المدرسية القديمة، فلن يقضي الملل على حياتك بشكلٍ مباشر، لكن بإمكانه أن يجعلها تعوم باليأس؛ لذا أعمِل عقلك.

9. الاستعداد للاحتمالات الأسوأ:

من المحتمل أن توافي المنية شخصاً من محيطك، عندما يحدث ذلك، ستبدأ جثته بالتحلُّل على الفور، وتطلق الغازات المخزَّنة والفضلات؛ مما يتيح مجالاً واسعاً للمرض بالتفشِّي.

فمثلاً؛ تمسي الإيبولا مرعبةً عندما يتعلَّق الأمر بانتقال العدوى من الجثث، ويرجع ذلك إلى كميَّات الدم الهائلة، لكن قد يصبح الوضع محفوفاً بالمخاطر، حتَّى وإن كانت الوفاة طبيعية؛ لذا عليك أن تكون حذراً أشدّ الحذر، وذلك بألَّا تلمس الجثة من غير ارتداء القفازات والقناع الطبي.

في حين قد يبدو بعضٌ من هذه السيناريوهات المذكورة أعلاه غير محتملٍ في أيامنا هذه، إلَّا أنَّ خيار حدوثه واردٌ في المستقبل بشكلٍ أو بآخر، إذ لا تنذر الأوبئة بقدومها، ويأتي كلُّ شيءٍ فجأة وعلى عجل، وقد تكون هذه فرصتك الوحيدة لتتصرَّف بسوية؛ فمن يدري كيف سيكون الحال عليه إن ظهر فيروس جديدٌ يكون أخطر من الكورونا؟

حظاً طيباً، فلربما قد نحتاج جميعنا إلى أخذ هذه الإجراءات في عين الاعتبار.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!