أثر الامتنان في حياتنا

إنَّ التعبير عن امتناننا لخير أو هدية تلقَّيناها من شخص أمر سهل للغاية؛ فلنفترض أنَّ الموظف الذي ذكرتُه آنفاً يعمل لوقت إضافي ليوفر لك المعلومات التي تحتاج إليها، فلن يضرك التعبير عن تقديرك على عمله الجاد عبر إرسال ملاحظة شخصية أو حتى بعض الزهور، بالإضافة إلى شكره وجهاً لوجه، أو قدِّم كلمة تقدير لشريكك عند عودته إلى المنزل بعد نهاية يوم طويل.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “جيف مينيك” (Jeff Minick)، والذي يُحدِّثنا فيه عن أثر الامتنان في حياتنا.

في فيلم “كول هاند لوك” (Cool Hand Luke)، يضرب مأمور السجن سجيناً بهراوته، ثم يقول أحد أشهر الاقتباسات في الفيلم: “إنَّ المشكلة التي تواجهنا هنا هي غياب التواصل بيننا”، وأما عن المشكلة التي تواجه مجتمعنا اليوم، فهي غياب تقدير بعضنا بعضاً.

غالباً ما يفشل معظمنا – بمَن فيهم أنا – في التعبير عن امتناننا للخير الذي يمنحه الآخرون لنا؛ إذ يتجاوز الموظف شروط المهام المطلوبة منه، ويبذل جهداً إضافياً لتجهيز تقرير خاص لمديره في العمل، ويسلِّم معلومات هامة قبل حلول الموعد النهائي لتسليمها، لكنَّه لا يتلقى أي تقدير سوى إيماءة رأس، كما تترك الزوجة التي أمضت اليوم كله مع الأطفال، أطفالها مع زوجها فور وصوله إلى المنزل من العمل، دون طرح سؤال واحد عليه عن يومه.

بالنسبة إليَّ، لم أعبِّر عن امتناني للأمور الخيِّرة والعطايا التي تلقيتُها من الآخرين؛ فكم تمنيتُ لو شكرتُ زوجتي على حبها ورعايتها لي ولأطفالنا، وعبَّرتُ لوالدتي قبل وفاتها عن امتناني الكبير؛ لأنَّها علَّمَتني قيم العمل الجاد والمثابرة والحب والتسامح، كما آمل أن يعرف الآخرون الذين تركوا أثراً في نفسي – كالمعلمين وأرباب العمل والأصدقاء وحتى الأقرباء – امتناني للدروس التي تعلمتُها منهم، والمساعدة التي قدموها لي.

ثمة أمران تعلمتهما عن الامتنان:

  1. عندما يموت أحباؤك، وترغب في أن تخبرهم عن تقديرك لما فعلوه من أجلك، سيكون الأوان قد فات؛ فعندما أكتب الكلمات هذه، أستحضر أستاذاً جامعياً قديماً وصديقاً وفياً كان يعرف بالتأكيد تأثيره القوي في حياتي، لكنَّني لم أعبِّر له عن امتناني تعبيراً مباشراً قبل وفاته.
  2. ما دام أولئك الذين ساعدونا على قيد الحياة، لم يفت الأوان بعد للتعبير عن تقديرنا لهم؛ فحينما كنت في الصف التاسع، علَّمنا أستاذٌ مادتَي الأدب والجغرافيا، كان مدرِّساً ممتازاً، وبعد 30 عاماً، عندما بدأت بالتدريس، أعدتُ استعمال بعض مشاريعه في فصولي الخاصة.

وبعد 10 سنوات أخرى من التدريس، كتبتُ له رسالة شكر على كل ما فعله من أجلنا، رد برسالة لطيفة، متفاجئاً بسعادة – على ما أعتقد – أنَّ أحداً تذكَّر جهوده، كما شجعني على المثابرة في عملي مدرِّساً.

شاهد بالفيديو: 7 فوائد للامتنان تذكرك أن تشكر الله كل يوم

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/V3bVCy5nAbU?rel=0&hd=0″]

إنَّ التعبير عن امتناننا لخير أو هدية تلقَّيناها من شخص أمر سهل للغاية؛ فلنفترض أنَّ الموظف الذي ذكرتُه آنفاً يعمل لوقت إضافي ليوفر لك المعلومات التي تحتاج إليها، فلن يضرك التعبير عن تقديرك على عمله الجاد عبر إرسال ملاحظة شخصية أو حتى بعض الزهور، بالإضافة إلى شكره وجهاً لوجه، أو قدِّم كلمة تقدير لشريكك عند عودته إلى المنزل بعد نهاية يوم طويل.

توجد الكثير من المواقع التي تشرح الفوائد العظمى التي يعود بها علينا التعبير عن الامتنان، ولا تقتصر تلك الفوائد على متلقي تقديرك فحسب؛ بل عليك أيضاً؛ فالتعبير عن الامتنان يعزز سلامة وسعادة المانحين، كما يعزز علاقاتنا، ويؤثر حتى في صحتنا الجسدية؛ وهذا يسمح لنا بنوم أفضل، وزيادة مستويات طاقتنا.

عندما نقدِّم مثل هذا التقدير بصدق، نقوِّي أواصر المحبة في عائلاتنا ومؤسساتنا ومجتمعاتنا وحتى بلدنا، والأهم من ذلك، إنَّه الأمر الصحيح الذي ينبغي فعله.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!