أهمية ممارسة اللطف لتقليل التوتر

تتسبب لنا ضغوطات العمل ومتطلّبات العائلةوالالتزامات المالية التي تواجهنا يومياً حالة من التوتّر والتّعب، مما يجعلنا نشعر بضغط نفسي كبير، سنتعرف في هذه المقالة على أهمية ممارسة اللطف لتقليل التوتر.

Share your love

يبدو أنَّ الإجهاد والتوتر هما مشكلة هذه الأيام، وإذا لم نتوخَّ الحذر، فقد يتحول ضغط اليوم إلى قلق الغد أو الاكتئاب أو ما هو أسوأ، لكن بينما نبحث عن طرائق لمساعدة أنفسنا، ربما يكمن الحل في مساعدة الآخرين.

لا تخفض ممارسة اللطف مع الآخرين مستويات التوتر فحسب؛ بل مستويات ضغط الدم والألم أيضاً؛ فذلك يطلق هرمونات السعادة مثل هرمون الإندورفين والأوكسيتوسين؛ حيث يوسِّع الأوكسيتوسين الأوعية الدموية؛ ممَّا يساعد بدوره على خفض ضغط الدم، بينما يعمل الإندورفين كمسكن طبيعي للألم في الجسم.

وإذا كنتَ تشعر بالكسل قليلاً، فحاول ممارسة بعض اللطف لزيادة الطاقة الطبيعية؛ حيث ذكرَت إحدى الدراسات أنَّ حوالي نصف المشاركين في الدراسة شعروا بأنَّهم أقوى وأكثر نشاطاً بعد مساعدة الآخرين؛ إذ قال العديد منهم إنَّهم شعروا بالهدوء، وباكتئاب أقل، وأنَّ لديهم شعوراً أكبر بتقدير الذات.

شاهد بالفيديو: كيف تبني تقدير الذات؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/nYtWDjt3H3Y?rel=0&hd=0″]

وقد وجدَت دراسة أجرتها “جامعة ييل” (Yale University)، ونُشِرَت في “مجلة علم النفس السريري” (Clinical Psychological Science) أنَّه حتى التعامل بأدب يساعد على تقليل مستويات التوتر؛ حيث طُلِب من المشاركين تتبع عدد المرات التي أدوا فيها سلوكات اجتماعية إيجابية كل يوم على مدار أسبوعين، وتبيَّن أنَّ سلوكات بسيطة، مثل سؤال شخص ما عمَّا إذا كان بحاجة إلى مساعدة، أو فتح الباب لأحدهم، أدت إلى جعل المشاركين يَعُدُّون مزاجهم أكثر إيجابية مقارنة بالأيام التي لم يكونوا فيها لطيفين.

يشير الباحثون إلى أنَّ هذه النتائج تدل على أنَّ فترات وجيزة من تقديم الدعم أو مساعدة الآخرين، قد تساعد على التخفيف من الآثار العاطفية السلبية للتوتر اليومي، كما وجدت الأبحاث أنَّ الأشخاص الذين يبلغون من العمر 55 عاماً أو أكبر، ممَّن تطوعوا في مؤسستين أو أكثر، هم أقل عرضة للوفاة مبكراً، وهو احتمال أقل بنسبة 44%.

بالإضافة إلى ما سبق، اتضح أنَّ الدوافع هامة عند مساعدة الآخرين؛ حيث وجدت دراسة نُشِرَت في “مجلة علم النفس الصحي” (Health Psychology) أنَّ الأشخاص الذين يتطوعون باستمرار يعيشون فترة أطول، لكنَّ المثير للاهتمام هو ملاحظة أنَّ هذه الفوائد لم تظهر إلا إذا كانوا يتطوعون لمساعدة الآخرين حقاً، بدلاً من أن تكون الغاية جعل أنفسهم يشعرون بتحسن أو ليظهروا للآخرين أنَّهم أشخاص مساعدون؛ بعبارة أخرى، يجب أن تكون دوافعهم إيثارية بدلاً من خدمة الذات.

إذاً، ماذا لو حققنا بعض اللطف لأنفسنا وللآخرين؟ ولا تيأسوا؛ إذ إنَّ بإمكاننا تعلُّم ممارسة اللطف، ثم إنَّ الشيء الجيد هو أنَّ اللطف مُعدٍ؛ حيث تنتشر الأعمال اللطيفة بين الناس بسرعة؛ ممَّا يعني أنَّ ممارسة اللطف في حشد من الناس يمكن أن ينتشر مثل الأمواج على سطح الماء.

وعلى حدِّ تعبير الفيلسوف اليوناني “أرسطو” (Aristotle)، فإنَّ الهدف من الحياة هو “خدمة الآخرين وعمل الخير”، ووفق الأبحاث، فقد تكون الأعمال اللطيفة وخدمة الآخرين طريقة جيدة لتقليل التوتر والحفاظ على صحة جيدة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!