إدارة التوتر في العروض التقديمية

هل تُؤلمُك معدتك، وتتعرَّق راحتاك، ويفرغ عقلك من كلِّ الكلماتِ الافتتاحيَّة التي كان ينبغي أن تبدأ بها عرضك التقديمي، وتتساءل كيف ستكون حالتك عندما يجري تقديمك للملأ ويصمت الجميع بانتظار ما ستقول؟ إذا كان هذا حالك، فأنت مدينٌ لنفسك بتطوير بعض الاستراتيجيات والتقنيات لإدارة توتُّرك، بحيث يمكنك التركيز على تقديم عرضٍ تقديميٍّ فعّّالٍ وجذَّاب.

Share your love

هل تعاني من الذعر من العروض التقديمية، وتشعر بالعجز أمامها؟ أم يمكنك التغلُّب على ذلك التوتر وإلقاء خطابٍ يُبهِر الجمهور، أو يُشعِرهم بالرضى على أقلِّ تقدير؟

إذا كنت مثل معظم الناس، فإنَّ التحدُّث على العلن أو تقديم العروض واحدٌ من مخاوفك الكبيرة، والمعروف باسم “رهاب التكلّم” (glossophobia)؛ والذي في الوقت نفسه، يعدُّ من أهمِّ المهارات التي يتطلَّبها عالم الأعمال؛ لذا، فأنت مدينٌ لنفسك بتطوير بعض الاستراتيجيات والتقنيات لإدارة توتُّرك، بحيث يمكنك التركيز على تقديم عرضٍ تقديميٍّ فعّالٍ وجذَّاب.

ما مدى التوتر الذي ينتابك قبل إلقاء الخطاب؟

لاحظ أنَّنا لم نقُل أنَّ عليكَ أن تتخلَّص من توترك؛ لأنَّ تقديم العروض ليس نشاطاً اعتيادياً، حيث أنَّ أكثر مقدِّمي العروض المتمرِّسين يتوتَّرون قليلاً؛ وإنَّما الفكرة كالتَّالي: يمكنك استخدام توترك ليصُبَّ في صالحك.

عندما تكون في حالةٍ يتزايد فيها الأدرينالين الذي يُضخُّ في جسمك، يمكنك استخدام هذه الطاقة للتواصل بحماس، وبشكلٍ مُقنع، وبشغف؛ والسرُّ هو خفض مستوى توتُّرك حتَّى تتمكَّن من استخدام طاقتك في الأنشطة الإيجابيَّة، وليس في محاولةِ السيطرة على أعصابك فحسب.

لذلك، ولتسخير توترك والسيطرة عليه؛ هناك ستة نصائح رئيسةٍ يجب عليك تذكُّرها، وهذه النصائح كلُّها مُصمَّمة لمساعدتك على التركيز على جمهورك واحتياجاتهم، وليس على نفسك وكيف تشعر؛ وتنبع جميعها من حقيقةٍ بديهيةٍ هي: كلَّما كنت غير متيِّقن، كنت أكثر توتُّراً؛ وكلَّما تمكَّنت من التحكُّم بحالة عدم اليقين، قلَّ التوتر الذي تشعر به، وزاد مقدار الطاقة المتبقيَّة لديك لتكريسها للعرض نفسه.

ست خطواتٍ للتغلُّب على توتُّر العرض التقديمي:

1. اعرِف جمهورك:

استشر جمهورك قبل العرض التقديمي، فكلَّما زادت ثقتك بأنَّك تقدِّم لهم مواد مفيدةً ومثيرةً للاهتمام بالنسبة إليهم، قلَّ توتُّرك. ليس من مصلحتك أن يفاجئهم عرضك التقديمي، فقد لا تتمكَّن من السيطرة على ردود أفعالهم؛ وهذا ما سيوترك؛ لذا:

  • حدِّد مَنْ هو جمهورك المُستهدف.
  • اسأل الأشخاص الذين يمثِّلون الجمهور عمَّا يتوقَّعونه من العرض.
  • أدِر أجندتك بواسطة عددٍ قليلٍ من الأشخاص لمعرفة ما إذا كانوا يعتقدون أنَّ هناك شيئاً ما مفقوداً أو مبالغاً فيه.
  • فكِّر في الاتصال بالمشاركين عبر البريد الإلكتروني مُسبقاً، واطلب منهم بعض الأسئلة حول ما يتوقعونه.
  • ألقِ التحيةَ على الوافدين، وأجرِ مسحاً سريعاً لسبب تواجدهم وماذا يتوقَّعون.

2. تعرَّف على مواد العرض التقديمي:

ليس هناك ما هو أسوأ بالنسبة إلى التوتر من محاولة تقديم عرضٍ تقديميٍّ حول موضوعٍ لست مستعدَّاً له بشكلٍ جيِّد، وهذا لا يعني أنَّك يجب أن تكون خبيراً سلَفاً، لكن يجب أن تعرف عنه بشكلٍ أفضل قبل يوم العرض التقديمي.

سوف يساعدك التأكُّد من أنَّك فهمت جمهورك واحتياجاته بشكلٍ صحيحٍ على ضمان أنَّ مواد عرضك التقديمي تناسب الهدف الذي تصبو إليه، وهو: تلبية احتياجاتهم. هناك نقطةٌ هامَّةٌ أخرى يجب تذكُّرها، وهي: أنَّه لا يمكنك تغطية كلِّ ما تعرفه في عرضك التقديمي؛ لأنَّ من المُحتمل أن يكون هذا طويلاً ومُمِّلاً؛ لذا حدِّد النقاط الأكثر صلةً بموضوعك، ثمَّ اعرِضها مع المواد الأخرى إذا سمح الوقت.

3. نظِّم عرضك التقديمي:

يعدُّ حِفظُ ما تنوي قوله لمحاولة تهدئة توترك أسلوباً شائعاً، ولكنَّ كلَّ ما يفعله هذا هو جعلُ صوتِكَ يبدو كما لو أنَّه صادرٌ من شخصٍ آلي؛ فإذا فاتتك كلمةٌ أو فقدت التركيز، فسيكون العرض التقديمي بأكمله فاشلاً، ومن ثمَّ سيتضاعف توترك مع كلِّ ثانيةٍ متبقية؛ لذا، فمن الأفضل تنظيم عرضك التقديمي وهيكلته حتَّى تعطي نفسك أدلةً على ما سيأتي تالياً:

  • احتفظ ببطاقةٍ للملاحظات مُدرجٍ عليها مجموعةٌ من العبارات الرئيسة.
  • ارجع إلى هذه العبارات لتنبيه عقلك بما سيأتي تالياً.
  • إذا كنت تستخدم الشرائح، فاستخدم العبارات الأساسيَّة عند التنقل بينها.

يساعدك هذا النهج في التحكُّم في حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كنت سوف تتذكَّر ما تريد قوله، وبالترتيب الذي تريد.

4. تدرَّب جيداً على إلقاء عرضك التقديمي:

على الرغم من أنَّه يجب عليك تجنُّب حفظ عرضك التقديمي وكأنّك تحفظ درساً للمدرسة، إلَّا أنَّك تريد أن تكون مرتاحاً جدَّاً في عرضك؛ إذ تجلب الإلفة الثقة، وتساعدك الممارسة في إيصال الكلمات بشكلٍ طبيعي، وهذا يعني أنَّها سوف تأتي أكثر من قلبك وعقلك، وليس من قطعةٍ من الورق.

تعلَّم تنظيم وترتيب عرضك التقديمي. وإذا كنت تشعر بالحاجة إلى الحفظ، فاقتصر في ذلك على افتتاحيَّتك، سيساعد هذا في الحصول على بدايةٍ سلسة. حاول تصوير فيديو لنفسك قبل العرض التقديمي، وسترى كيف تبدو للآخرين، وعليه يمكنك وضع خطَّةٍ لتغيير الأشياء التي تحتاج إلى تغيير.

استخدم شريطاً صوتيَّاً للاستماع إلى طريقة تحدثك ونغمتك وسرعتك، واضبط المناسب منها. استعدَّ لمناسبات التحدُّث الكبيرة من خلال التدرب مع جمهورٍ أصغر أولاً؛ على سبيل المثال: عن طريق دعوة الزملاء للاستماع إلى خطابكَ في أثناء ساعة غدائهم.

5. استعدَّ جيداً:

بمجرَّد أن تعرف ما ستقوله، فأنت بحاجةٍ إلى إعداد نفسك للتقديم الفعلي. قرِّر ما الذي سترتديه، واجعله مريحاً وملائماً. احضر مبكِّراً وأعدَّ المعدَّات الخاصة بك. وتوقَّع المشاكل، واحتفظ بنسخ احتياطيةٍ وبدائل لحالات الطوارئ في المكان في حال لم يعمل شيءٌ ما، أو في حال أنَّك نسيت شيئاً ما، واختبر كلَّ شيءٍ لآخر مرَّةٍ في البيئة الفعلية، وجهِّز الردود على الأسئلة المُتوقعة، وحاول أن تفكِّر بهذا الشكل: بأنَّ شخصاً في الصف الأمامي يحاول دائماً جعل مقدِّم العرض يتلعثم بكلماته.

6. هدِّء من روعك:

يسبب التوتر ردود فعلٍ فيزيولوجيةً يُعزَى معظمها إلى زيادة الأدرينالين في نظامك. يمكنك مواجهة هذه الآثار مع بعض التقنيات البسيطة، إليكَ أهمَّها:

  • مارس التنفس العميق: يجعلك الأدرينالين تتنفس بشكلٍ سطحي، ولكن بواسطة التنفس بعمق، سوف يحصل دماغك على الأوكسجين الذي يحتاجه. وبإبطاء وتيرتك، سيُخدَع جسمك بالاعتقاد أنَّك أكثر هدوءاً؛ كما أنَّه يساعد أيضاً في تخفيف رعشة الصوت، والتي يمكن أن تحدث عندما يكون تنفسك غير منتظم.
  • اشرب الماء: يمكن أن يسبِّب الأدرينالين جفافَ الفم، الأمر الذي يؤدِّي بدوره إلى صعوبة التحدث. يعدُّ الاحتفاظ بكوبٍ من الماء مفيداً، وحاول أخذ رشفاتٍ من حينٍ إلى آخر، خاصةً عندما تريد التأكيد على نقطةٍ ما.
  • ابتسم: يعدُّ الابتسام مُرخياً طبيعياً يُرسِل مواد كيميائيةً إيجابيةً من خلال جسمك.
  • استخدم تقنيات التصور: تخيَّل أنَّك تقدِّم عرضاً تقديميَّاً لجمهورٍ مهتمٍّ ومتحمسٍ ومبتسمٍ ولديه تفاعلٌ إيجابي. ادعم هذه الصورة الإيجابية في عقلك، واستحضرها قبل أن تكون مستعدَّاً للمتابعة.
  • اضغط ودلِّك جبهتك: وذلك لتنشيط الجزء الأمامي من الدماغ ومركز الكلام.
  • قبل بدئك التحدُّث، توقَّف، وتواصل بصرياً، وابتسم: لحظة السلام الأخيرة هذه مريحةٌ للغاية، وتمنحك الوقت للتكيُّف مع كونك مركز الانتباه.
  • تحدَّث ببطءٍ أكثر ممَّا تتحدَّث في محادثةٍ عادية: وتوقَّف لفترةٍ أطول بين الجمل. يمكن لهذه الوتيرة البطيئة أن تُهدِّئك، وتجعلك أيضاً تسمع بشكلٍ أسهل، خاصةً الجالسين في الجزء الخلفي من الغرفة الكبيرة.
  • امشِ خلال العرض التقديمي: هذا سوف يُخفِّف بعضاً من توترك.
  • توقَّف عن التفكير في نفسك: تذكَّر أنَّ الجمهور موجودٌ للحصول على بعض المعلومات، ومن مَهمَّتك أن تقدِّمها إليهم؛ لذا فكِّر فيهم.

المصدر: موقع “مايند تولز”.

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!