كيف تتجاوز العقبات بحثاً عن الحقيقة؟

تتمحور الحياة حول بذل الجهد للتغلب على التحديات، حيث تواجهنا عقبات جديدة كل يوم، وعلينا دائماً أن نكون يقظين لتفادي هذه العقبات إذا كنَّا نرغب في عيش حياة هادئة وسعيدة. سوف ننقاش في هذه المقالة كيف نتجاوز العقبات بحثاً عن الحقيقة؟ فتابعوا معنا.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “جيك نيوفيلد” (Jake Newfield) والذي يُحدِّثنا فيه عن النقاشات التي دارت بينه وبين مجموعة من المؤرخين والفلاسفة العظماء، لفهْم آرائهم ونصائحهم.

1. “جوناثان زيمرمان” (Jonathan Zimmerman):

جوناثان زيمرمان (Jonathan Zimmerman)

قال بروفيسور تاريخ التعليم “جوناثان زيمرمان” (Jonathan Zimmerman) في “جامعة بنسلفانيا” (University of Pennsylvania): “الخطر الحقيقي الذي يهدد حرية التعبير في الجامعات هو الرقابة الذاتية”، مسلِّطاً الضوء على حقيقة أنَّ العديد من الأفراد لا يشعرون بالراحة في التعبير عن آرائهم بصراحة، خوفاً من تداعياتها.

وذكر زيمرمان: “أجرت “مؤسسة حق الفرد في التعليم” (The Foundation for Individual Rights on Education) دراسة مفصَّلة شملت 50 جامعة على مدار السنوات الماضية، وقال المشاركون في الاستطلاع من معظم الجامعات إنَّهم لا يُصرِّحون بآرائهم خوفاً من العواقب، مثل الرفض الاجتماعي والتشهير”، قد يسبب هذا مشكلة تمنع مشاركة الأفكار الجديدة والوقوف في وجه الوضع الراهن والأعراف السائدة.

إضافة إلى ذلك، تنبع العديد من فرص التعلم من سماع الآراء التي تُخالِف آرائك؛ إذ يتابع زيمرمان قائلاً: “نحن لا نتعلم من الأشخاص الذين نتفق معهم؛ بل نتعلم حين نواجه تحدياتٍ، تارةً من خلال التعرض للإهانة، ومن خلال التعرف إلى أفكارٍ جديدةٍ تارةً أخرى”.

كي نوسع فهمنا للعالم، يجب علينا تلقِّي معلومات ووجهات نظر جديدة وفهمها، ومن ثمَّ يعوق التَمَترُس خلف آرائنا تعلُّمنا وتطورنا، ولتوضيح عواقب هذه الفكرة، قال زيمرمان: “عندما نغير كلامنا، فنحن نمنع أنفسنا من التعلم، وكان مناصراً للعدالة الاجتماعية مؤمناً بأهمية حرية التعبير ودافع عنها بشغف، والسبب هو أنَّه من دونها لا يمكن تحدي القمع”.

حين طلبت منه أمثلة، ذكر زيمرمان داعية التحرير من العبودية الأمريكي “فريدريك دوغلاس” (Frederick Douglass)، وقال عنه: “أطلق فريدريك دوغلاس على حرية التعبير اسم “أعظم مُصلح أخلاقي للمجتمع”، فلو لم يتمكَّن دوغلاس من التحدث، لما تمكَّن من مناهضة العبودية؛ لذا حاول الكثير من الناس كتم صوت دعاة التحرُّر من العبودية، الذين احتاجوا إلى حرية التعبير في كفاحهم ضد العبودية”.

حين سألت زيمرمان كيف يجب أن نتعامل مع الأفكار المثيرة للجدل، أشار إلى أنَّ: “الآراء المثيرة للجدل ستُهين بعض الناس”، ولكن يعتقد زيمرمان أنَّ ضمان العدالة للجميع أمر ضروري، فمن دون القدرة على التعبير عن الآراء، لن يتحرك أحد لتلبية رغبات واحتياجات الأقليات، وفيما يتعلق بفرض الرقابة على المعلومات، أوضح زيمرمان أنَّ: “الفظيع في الرقابة هو أنَّنا لا نصدق أبداً أنَّنا نحن المُراقبون”.

2. “آلان ليفينوفيتز” (Alan Levinovitz):

آلان ليفينوفيتز (Alan Levinovitz)

“آلان ليفينوفيتز” (Alan Levinovitz) مؤلف كتاب “كذبة الغلوتين” (The Gluten Lie) وكتاب “طبيعي” (Natural)، هو أستاذ مساعد في قسم الفلسفة في “جامعة جيمس ماديسون” (James Madison University)، شارك ليفينوفيتز معي أفكاره عن العلاقة بين التفكير الديني وفلسفة الغذاء، وأهمية ومحاسن عدم اليقين كصفة شخصية ترشد سلوك الفرد، وتطرَّق ليفينوفيتز إلى ثلاث نقاط هي:

العلاقة بين التفكير الديني والتفكير الغذائي:

قال لي ليفينوفيتز: “المحرمات الغذائية في حياتنا المعاصرة شبيهة بالمحرمات الدينية”، فاجأني سماع هذا؛ إذ لم يخطر لي يوماً أنَّه قد يكون هناك أوجه تشابه بين التفكير الديني ومعتقدات بعض الناس عن نظامهم الغذائي.

بصفته بروفيسوراً في الدين، قد يبدو من الغريب بعض الشيء أن يؤلف آلان ليفينوفيتز كتباً عن التغذية والمذهب الطبيعي في الفلسفة، لكن في الحقيقة، استطاع ليفينوفيتز بفضل فهمه للدوافع والتحيزات المعرفية خلف الأفكار الدينية من ملاحظة الأنماط الخفية والعميقة في التوجهات المرتبطة بالتغذية؛ ويَذكُر آلان في كتابه “كذبة الغلوتين” (The Gluten Lie) أنَّنا تعرَّضنا لتضليلٍ جعلَنا نؤمن بخرافات عدة مرتبطة بالنظام الغذائي، والتي لا تُصيب الحقيقة إلَّا جزئياً؛ حيث إنَّ حقيقة أنَّ هذه الأفكار تنتشر عبر الزمن في المجتمع دليلٌ يثبت فكرته التي تقول إنَّ المعتقدات الغذائية يمكن أن تشبه الأفكار الدينية.

أهمية ومحاسن عدم اليقين:

يقول ليفينوفيتز: “لا أحد يُقدِّر بما فيه الكفاية أهمية أن يتمكن الشخص من قول ببساطة “لا أعلم”، أنا معجب بالأشخاص الذين يمكنهم الاعتراف بأنَّهم على خطأ”؛ ويشير إلى أنَّ التواضع هو أساس هذه السمة، فإذا لم نعترف بأخطائنا ونبحث عن الإجابات الصحيحة، سنفوِّت فرصتنا للتعلم وقد نضرُّ أنفسنا.

ويشرح ليفينوفيتز أيضاً أنَّ التواضع وتقبُّل عدم اليقين صعب، خاصة بالنسبة إلى الأفراد الذين يعانون من آلام جسدية أو يمرون بأزمة وجودية، ويقول: “حين تتألم جسدياً أو تعاني وجودياً، فلن يكون من السهل عليك الاعتراف بأنَّك لا تدري، فمن الهام جداً بالنسبة إليك أن تعرف، على سبيل المثال، فيما يتعلق بفكرة أنَّ الجائحة ستستمر لوقت طويل، سيكون قول “لا أعلم” مرعباً بالنسبة إلى شخص مصاب بالفيروس”، وهذا صحيح تماماً، فحين نشعر بالألم أو هناك احتمال أنَّنا قد نتعرض للألم سنرغب في الاعتقاد بأنَّ كل شيء سيكون على ما يرام في النهاية.

عند مناقشة كيف يفكر الناس ويتخذون القرارات، ذكر ليفينوفيتز: “لا يقتنع الناس دائماً بالمبررات المنطقية، وأحياناً يتطلب الأمر مبررات عاطفية”، ونوَّه إلى حقيقة أنَّ المشاعر اللاواعية هي التي تدفع معظم النقاشات بين البشر، حتى عندما نظن أنَّنا نتصرف بعقلانية، ويجادل ليفينوفيتز أنَّه يجب أن نرحب بالاختلاف؛ وذلك لأنَّه يساعدنا على العثور على الحقيقة.

التغيرات التي تطرأ على النقاش العام:

هناك استقطاب حاد في مجتمعنا، وخاصة في المجال السياسي، وأحد الجوانب المثيرة للاهتمام لهذه الظاهرة هو حقيقة أنَّ النقاش الفلسفي والسياسي يحدثان غالباً أمام جمهور، في حين أنَّ ذلك كان يحدث تاريخياً خلف الأبواب، لكن الآن، نظراً لانتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل سماع الآراء المختلفة.

كما قال ليفينوفيتز: “هناك تغيرات قيد الحدوث؛ إذ لم يكن الجمهور يطلع عادةً على النقاشات التي تدور بين الخبيرين خلف الكواليس، لكنَّنا الآن نرى هذه النقاشات تُبَثُّ بثَّاً مباشراً، وهذه النقلة للنقاشات من خلف الستار إلى أمام مرأى العامة – فيما يتعلق بالحقيقة – أمر مثير للاهتمام”.

شاهد بالفديو: كيف تستمر في مواجهة التحديات عندما تزداد الحياة صعوبة؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/zp2BqkmOEj4?rel=0&hd=0″]

3. “آندي نورمان” (Andy Norman):

آندي نورمان (Andy Norman)

“آندي نورمان” (Andy Norman) هو مؤلف حاز كتابه “المناعة العقلية: الأفكار المعدية وطفيليات الذهن والبحث عن طريقة أفضل للتفكير” (Mental Immunity: Infectious Ideas, Mind Parasites, and the Search for a Better Way to Think) على جوائز، وهو يشتهر بطرح فكرة أنَّه يمكن فهم نظريات المؤامرة على أنَّها “طفيليات ذهنية”.

قال لي نورمان: “اكتشفت أنَّ للعقل مناعة تحمينا من الأفكار المعدية كما يحمينا الجسم من مسببات الأمراض الخارجية”، ويذكر نورمان أنَّ: “هذا ليس مجرد تشبيه”؛ نظراً للدقة التي تتوافق بها فكرة “الطفيليات” الذهنية مع المفهوم العام لمسببات الجراثيم والفيروسات.

كما يوضح نورمان: “جهاز المناعة في الجسم مجموعة معقدة من العمليات التي تحمينا من المواد الخطرة، وعلى نحو مشابه، جهاز المناعة في الذهن يحمينا من الأفكار الضارة، وإذا تأملنا التاريخ سندرك أنَّ الفكرة الخاطئة قد تكون قاتلة، وهكذا طوَّر البشر القدرة على تحديد وإزالة الأفكار المؤذية، لكنَّ هذه الأنظمة بالطبع غير مثالية وأحياناً تمنعنا من تقبُّل الأفكار الجيدة مع السيئة”.

عندما سألته كيف يمكننا تصنيف أو تحديد الأفكار التي تُعدُّ “سيئة”، أجاب نورمان: “أحد أنواع الأفكار السيئة هو الأكاذيب، والأفكار التي تضر الشخص الذي يؤمن بها، أو تحثه على التصرف تصرفاً يضر الآخرين، على سبيل المثال، إذا كنت أعتقد أنَّني أفضل من الآخرين، فسيؤثر تعجرفي سلباً فيهم؛ أي أنَّ هذا الاعتقاد ضار لأنَّه يؤدي إلى سلوكات ضارة “.

عندما طلبت من نورمان شرح العلاقة بين الأفكار السيئة وطفيليات الذهن، أجاب: “الأفكار السيئة هي طفيليات الذهن، تستطيع الطفيليات الاستيلاء على جسد المضيف واستغلاله والانتشار فيه، واتضح أنَّ أنواع معينة من الأفكار السيئة لها خصائص الطفيليات نفسها تماماً، وذلك ليس مجرد تشبيه”.

تشكل طفيليات الذهن “أجساماً مضادة” ترسِّخ الفكرة السيئة في ذهن المفكِّر، يقول نورمان: “نحن نتخيل أذهاننا على أنَّها حاويات للأفكار يمكنها أن تختار التصرف أو الامتناع عن التصرف وفقاً لتلك الأفكار، ولكن إذا أمعنت النظر في ظاهرة الأفكار الرائجة، ستدرك أنَّ الأفكار ليست عناصر خاملة؛ بل هي نشيطة ويمكنها الاستيلاء على ذهن المضيف وتشويش تفكيره فتسبب له الارتباك، كما يفعل الفيروس في الجسد.

فالفيروسات البيولوجية غير قادرة على التفكير ولكن لا زال في إمكانها التلاعب بمضيفيها، على سبيل المثال، حين يعطس الحامل للمرض وينقل نسخ من الفيروس إلى الأفراد الآخرين، ذلك مشابه لطريقة انتقال شائعة خبيثة من شخص إلى آخر؛ حين تدرس طرائق انتشار الأفكار ستدرك أنَّ الأفكار ليست محصورة في حيِّز أذهاننا، فبعد فترة سنتمكَّن من التحكم بأفعالنا بحيث تهدد مصلحتنا؛ لقد كانت تداعيات هذا الأمر على الحضارات السابقة مفجعة؛ إذ يمكنك أن تلاحظ كيف تزدهر الحضارات وتنهار حين تنظر عبر عدسة المناعة المعرفية”، ثم طرحت على نورمان بعض الأسئلة، وكانت إجاباته كالتالي:

ما الذي يجب أن نتجنبه؟

أجاب نورمان: “تجنب تكوين شخصيتك وفقاً لمعتقداتك؛ إذ إنَّنا بعد تعرُّفنا إلى فكرة وفهمها، نبدأ بالتعامل معها على أنَّها جزء من هويتنا، وعلى الرغم من أنَّنا نحتاج جميعاً إلى الاتكال على بعض الأفكار، لكنَّ التصرف الصحيح هو الاتكال على الأفكار الصحيحة من وجهة نظر موضوعية والتي تشجع ازدهار الإنسان ونموه”.

ماذا يجب أن نفعل؟

برأي نورمان: “يُمكِّنُك التأمل من التفكير باستقلالية؛ وذلك لأنَّه يسمح لك بالابتعاد عن أفكارك”.

كيف يتعامل الذهن عادة مع الطفيليات الذهنية؟

وفقاً لنورمان: “الشكوك هي الأجسام المضادة بالنسبة إلى الذهن؛ أي أنَّ التحفظات والهواجس والتحديات هي نوع من الحماية يُولِّدها الذهن السليم عندما يواجه معلومات مشكوك فيها، فعندما يواجه الذهن السليم احتمالاً من غير المرجح أن يشكك في احتمالية حدوثه؛ مما يمنع الفكرة من الاستحواذ على تفكيرك، ولكن إذا تجاوزت الفكرة هذه الدفاعات الذهنية، فسيدافع نظام مناعتك الذهني عن معتقداتك بما فيها تلك الفكرة؛ وذلك لأنَّها تصبح جزءاً من هويتك”.

لماذا يصدق الناس نظريات المؤامرة؟

أجاب نورمان: “يحصل ذلك لأنَّنا جميعاً نحتاج إلى الشعور بالانتماء، وحين تحتشد مجموعة وتتفق على مجموعة من الأفكار فقد يشعرون بأنَّ هذه الأفكار جزء جوهري من هويتهم، وحين يفتقد الناس إلى الشعور بالهدف والانتماء، يصبحون أكثر ميلاً لتصديق نظريات المؤامرة الجماعية التي تُشعرهم بأنَّهم مميزون”.

كيف نُفرِّق بين الحقيقة والباطل؟

يشرح نورمان: “نحن نميل إلى التعامل مع المؤشرات التي تدل على صحة شيء على أنَّها دليل عليه، لكنَّ المؤشرات قد لا تكون موثوقة، على سبيل المثال، لنفترض أنَّني أشعر بتحسن كلما شربت كأس ماء، ووضعت نظرية تستند إلى هذه العلاقة بين البيانات بأنَّ الماء يحتوي على شيء يحسِّن صحتي، لكن قد تكون هذه العلاقة في الواقع مجرد مصادفة، يوجد “دليل” في هذه الحالة، لكنَّه غير موثوق بما فيه الكفاية”.

كيف ينظر العلماء إلى الأدلة؟

يقول نورمان: “العلماء مُدرَّبون على التفكير في الأدلة الحقيقية على أنَّها مؤشرات صادقة موثوقة عن شيء، لكنَّ المشكلة هي أنَّ الناس لا يعرفون كيف لهم أن يُميِّزوا بين المؤشرات الموثوقة وغير الموثوقة، على سبيل المثال، عندما ينظر الأشخاص الذين يصدقون نظرية المؤامرة إلى “الأدلة” أو البيانات المتعلقة بتلك النظرية، فهم يظنون أنَّها أدلة موثوقة”.

هل هناك اعتقادات يمكننا أن نصدقها دون الحاجة إلى أدلة؟

“تمتلك بعض المعتقدات من الأسباب الوجيهة ما يجعلنا نؤمن بها دون دليل، مثل حقوق الإنسان، فمن غير الهام ما إذا كان هناك أدلة تشير إلى امتلاك الناس للحقوق؛ وذلك لأنَّ الإيمان بحقوق الإنسان يعود على المجتمع بفائدة كبيرة”.

كيف لنا أن نعرف ما إذا كانت الفكرة تستحق الإيمان بها؟

“الاختبار الحقيقي الذي يجب أن تنجح فيه الفكرة هو عند النظر إلى الأسباب التي تدعمها والأسباب التي تعارضها، عندما تنظر إلى الجانبين، سيصعب عليك الوصول إلى الاستنتاجات بتسرع، مما يقوي مقاومتك للأفكار السيئة؛ من ناحية أخرى، اعتقادك أنَّ أي شيء يمكنك العثور على مبرراتٍ له هو أمر منطقي يؤدي إلى تفاقم الانحياز التأكيدي”.

كيف تحدد الأفكار الصحيحة؟

“منطقية الاعتقاد تعتمد على الأسباب التي تدعمه وتلك التي تعارضه، وكيف تُجيب عن الأسئلة التي تتعارض مع هذا الاعتقاد”.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!