5 طرق عملية لتكون أكثر لطفاً مع نفسك

الآن، أدرك أنَّه لا معنى لوجودك بصورة كاملة مع الآخرين، ما لم توجد من أجل نفسك أيضاً، ولا يمكنك أن تكون حاضراً من أجل الآخرين ما لم تكن حاضراً من أجل نفسك. هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة ماديسون فرانز (Madison Franz)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في أن تكون أكثر لطفاً مع نفسها.

الآن، أدرك أنَّه لا معنى لوجودك بصورة كاملة مع الآخرين، ما لم توجد من أجل نفسك أيضاً، ولا يمكنك أن تكون حاضراً من أجل الآخرين ما لم تكن حاضراً من أجل نفسك.

أقدِّم لك فيما يلي 5 أمور يجب أن يتعلمها كل شخص، حتى يصبح أفضل صديق لنفسه، قد تكون هذه الخطوات صعبةً، لكنَّها تستحق العناء:

1. تعلُّم الرفض:

إنَّ الرفض من أصعب الأمور بالنسبة إليَّ؛ فأنا شخص معطاء وأحب فعل الخير والمساعدة، وأشعر بالسعادة عندما أكون مشغولةً، ولكنَّني أدركت فيما بعد أنَّني أُكثِرُ من الالتزام وأرهق نفسي؛ وذلك ببساطة لأنَّني أخاف من أن أخذلَ الآخرين؛ وغالباً ما أشعر بالقلق من أنَّني إذا لم أساعدهم، فلن يحبوني.

أنا لا أقول هنا إنَّه يجب عليك رفض المساعدة في كل شيء، ولكنَّني أريد أن أشجعك على أن تتخذ القرارات اللازمة بشأن ما تخصِّصه من وقتك وطاقتك يومياً؛ لذلك اختر بعض الأمور التي تريد فعلها والتزم بها.

أنا أجد صعوبة في قول لا، لكنَّني طرحت سؤالين على نفسي: هل أرغب حقاً في القيام بذلك؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فهل يوجد احتمال أنَّني أسلب الفرصة من راغب في ذلك ويمكنه إنجاز المهمة بالمستوى نفسه أو حتى أفضل منِّي؟

2. بذل قصارى جهدك لا يعني التضحية بصحتك:

في كثير من الأحيان، يحكم علينا الأشخاص بناءً على أدائنا وما نقدِّمه لهم لدرجة أنَّ صحتنا غالباً ما تصبح أمراً ثانوياً؛ لذلك أتمنى أن تدرك أنَّ بذل قُصارى جهدك والسعي إلى التميز لا يعني التخلي عن احتياجاتك الأساسية وصحتك عموماً، وبذل قصارى جهدك لا يعني المثالية.

مثلما يُعَدُّ وضع توقعات واضحة في علاقاتنا مع الآخرين أمراً هاماً، علينا أن نطبِّق الأمر ذاته مع أنفسنا، قد يبدو هذا وكأنَّه يمكنك أخذ قيلولة – على الرغم من أنَّ لديك عمل يجب أن تنجزه – وقد يعني ذلك وضع الكتب المدرسية جانباً ومشاهدة فيلمك المفضل بدلاً من ذلك.

ومن الجيد أن يكون لديك أصدقاء يشجعونك دائماً ويدفعونك لتحمل مسؤولية صحتك الجسدية والنفسية أيضاً، كما يمكنك القيام بذلك بنفسك؛ عن طريق ضبط مؤقت أو وضع جدول زمني لمهامك، فعندما كنتُ طالبةً في المدرسة الثانوية، كان لدي قاعدة فحواها أنَّه إذا لم أنتهِ من عملي اليومي عند الساعة التاسعة مساءً، فسوف آوي إلى الفراش، أما الآن، أمنح نفسي ثلاثين دقيقةً كل يوم، للقيام بأمر أستمتع به بعيداً عن العمل، سواء كان ذلك الاستماع للموسيقى أم الذهاب في نزهة على الأقدام، خذ تلك الأمور الصغيرة على محمل الجد.

3. الاستمتاع بأمورك الخاصة:

بصفتي شخصاً منفتحاً، فأنا أعشق وجودي حول الناس، ولقد بدأت أدرك للتو أنَّ جزءاً من كوني صديقةً جيدةً لنفسي؛ هو تخصيص الوقت لأكون فيه وحدي، وترعبني فكرة البقاء وحدي، ومع ذلك، فقد وجدت أنَّ تخصيص بعض الوقت كل يوم للقيام بأمر ما بصورة مستقلة، هو أمر ذو قيمة.

سواء كان ذلك كتابة الشعر، أم تصفُّح بعض المواقع، أم القيام بأي أمر آخر، فأنا أحاول قضاء بعض الوقت بمفردي ضمن روتيني اليومي، بالنسبة إليك، يمكنك الركض أو الخروج وحدك واحتساء مشروبك المفضل، وبالنسبة إلى الآخرين؛ قد يعني هذا تحضير طعام العشاء، والاستمتاع بمشاهدة برامجهم المفضلة لساعات.

إن لم ترغب في تحديد موعد كل يوم لإنجاز أمر ما لنفسك، يمكنك اختيار يوم معين كل أسبوع لتستمتع بصحبة نفسك، وعلى الرغم من أنَّ الأمر يبدو غريباً؛ إلا أنَّ تخصيص الوقت لنفسك هو أساس علاقاتك مع الآخرين، ولا ينم هذا الفعل عن أنانية؛ بل يُعدُّ من أكثر الأمور إيثاراً التي يمكنك القيام بها، لقد وجدت أنَّ امتلاك فكرة واضحة عن نفسي، قد منحني وضوحاً أكبر في علاقاتي مع الآخرين، والأهم من ذلك، أنا على علم بالأمور المفيدة لي.

4. معرفة أنَّ الآخرين الجميع ليسوا هامين بالنسبة إليك ولست هاماً بالنسبة إليهم:

يختلف إدراك هذه الحقيقة بالنسبة إلينا جميعاً، فبالنسبة إلى بعض الأشخاص؛ قد يعني ذلك عدم متابعة الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تجعلك تشعر باستمرار بأنَّك لا تستحق التقدير؛ وقد يعني ذلك تحديد استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي، أو قد يعني الابتعاد عن الأشخاص الذين لا يجعلونك تشعر بأنَّك أفضل نسخة من نفسك، بكل تأكيد، كن لطيفاً واحترم الآخرين، لكن يجب عليك أن تدرك أنَّك لست بحاجة إلى أن تكون أفضل صديق للجميع.

ليس عليك أن تحب الجميع، وليس عليهم القيام بذلك أيضاً، أنت مدين لنفسك بأن تحيطها بأشخاص يكرِّسون جهودهم لك ويمنحونك الطاقة بدلاً من سلبها منك، وعلى الرغم من صعوبة هذا الأمر، يمكنك أن تحب الناس وتتمنى لهم الخير دون أن تسمح لهم بالعودة إلى حياتك، تمنَّ لهم التوفيق وتأكد أنَّ السعي إلى وجودهم في حياتك، لا يعني أن تفقد نفسك؛ فأنت مدين لنفسك بعدم متابعة أخبار كل من خرج من حياتك وإبعاد نفسك عن الصداقات السامة.

وينطبق الأمر نفسه مع الآخرين؛ حيث يجب أن تحترم الحدود التي يضعها الآخرون لك، وتدرك أنَّك لست بحاجة إلى معرفة كل تفاصيل حياتهم؛ لهذا السبب، ابحث عن الأشخاص الذين يرفعون معنوياتك باستمرار، فهذا النوع من الأشخاص يستحقون مكانة هامة في حياتك، ابحث عن العلاقات التي تجعلك تشعر بالحيوية والنشاط وتمنحك إحساساً بالهدف، ولكن يجب أن تدرك أنَّ هذه العلاقات لا تحدد من أنت.

5. مسامحة أخطائك وهفواتك:

تتطلب علاقتك بنفسك بذل الجهد؛ تماماً مثل علاقاتك مع الآخرين، ولا مشكلة في وجود لحظات تُخطِئ فيها وتعتقد أنَّك فشلت، ستواجه مثل تلك اللحظات، وهي التي ستدفعك إلى النمو والتطور، فهذه اللحظات هي التي ستحدد في النهاية شخصيتك وتساعدك لتكون الشخص الذي تتمناه، أنت تستحق الحب الذي تمنحه للآخرين، ويجب أن تستفيد من هذا الأمر للدفاع عن نفسك، كن قوياً وافعل أموراً كبيرة وهامة في حياتك، لكن تذكر أنَّه حتى لو لم تفعل هذه الأمور، فستبقى إنساناً رائعاً، فليس عليك أن تكون مثالياً دائماً، فأنت تستحق كل خير قادم إليك، لا تنسَ ذلك أبداً.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!