كيف تتخلص من التسويف؟

فعلنا ذلك كلنا من قبل؛ حيث يكون لديك مهمة عليك القيام بها، لكن لا تؤديها حتى آخر ليلة قبيل الموعد النهائي، وفي نهاية المطاف يأتي الموعد النهائي، فتقوم بإكمال المهمة، لكنَّك تكون قد أهدرتَ الكثير من الوقت وتسببتَ لنفسك في قلق لا داعي له في هذه العملية.لذا ستساعدك النصائح التالية على بدء عملية التغيير الخاص بك.

Share your love

يبدو التسويف غير ضار في البداية، ولكن عندما تنظر إلى الوراء بعد عام – أو حتى يوم واحد – فإنَّك تدرك أنَّه كان بوسعك تحقيق أكثر من ذلك بكثير. من خلال التخلص من ميولك للتسويف إلى الأبد، ستصبح كل الأشياء أكثر قابلية للسيطرة؛ حيث إنَّ المكان الأكثر وضوحاً الذي سوف يؤثر فيك التسويف فيه هو عملك، لكن عليك البدء بالقضاء على التسويف في مجالات حياتك جميعها وليس في عملك فقط؛ وذلك لأنَّ التسويف مثله مثل نزلات البرد، ينتشر بسرعة؛ لذا ستساعدك النصائح التالية على بدء عملية التغيير الخاص بك:

1. غيِّر عاداتك:

أول خطوة في القضاء على التسويف هي مجرد تغيير أو تعديل عاداتك، فالقيام بالكثير من التسويف مرتبط بمستويات الطاقة لديك، وتغيير بعض العادات يمكن أن يساعدك على البقاء نشيطاً بشكل أفضل خلال اليوم، وبالنسبة إلى المبتدئين، ينبغي التركيز على جدولة النوم والنظام الغذائي، فعندما تحصل على قسطٍ كافٍ من النوم وتتناول العناصر الغذائية المناسبة، سيكون لديك الطاقة الجسدية والعاطفية اللازمة للتعامل مع المهام الأكثر صعوبة – على الأقل ستشعر بأنَّك تستطيع القيام بذلك – إنَّه حل بسيط ومبتذل، لكنَّه سينجح حتماً.

تشمل العادات الأخرى التنظيم، والحفاظ على الصحة النفسية، فأي عادة إيجابية يمكنك غرسها في نفسك ستساعدك على التخلُّص من التسويف ووضع تركيزك الجسدي والفكري في الشيء المناسب.

2. أخبِر الآخرين عن تقدمك:

تقطع المُساءلة شوطاً طويلاً نحو تحويل التسويف إلى إنتاجية، فعندما يكون لديك أشخاص تقدم لهم تقريراً عن العمل الذي تقوم به، فمن المُرجَّح أن تدفع نفسك كي تكون مستعداً لتجنب خذلانهم، بالإضافة إلى ذلك، سيتمكنون من الاطمئنان عليك، والتأكُّد من أنَّك تحرز تقدماً، كما سيتمكن الأشخاص الذين تخبرهم بما تفعل – بما فيهم أنت – من الاعتماد عليك.

يعتمد اختيار شخص ليُحمِّلك المسؤولية على طبيعة المهمة التي تستمر في تسويفها، وبالنسبة إلى المهام المتعلقة بالعمل، من المحتمل أن يكون لديك قائد فريق أو مدير يشرف عليك بالفعل.

إن لم يكن لديك شخص تقدم له تقرير بالعمل الذي تقوم به بشكل مباشر، فاسأل شخصاً ما عما إذا كان في إمكانه مساعدتك على البقاء مسؤولاً عن مشاريعك، وبالنسبة إلى واجباتك الشخصية، مَن الذي تختاره ليجعلك شخصاً تتحلى بالمسؤولية؟ إذا كنت تحاول إنقاص وزنك، فإنَّ أحد أصدقائك المقربين أو شريك حياتك سوف يجعل منك شخصاً بارعاً في التمرين، أو على الأقل يمكنهم التحقُّق لمعرفة ما إذا كنت قد حققتَ أهدافك.

يمكنك تقديم تقرير عن التمرينات التي تقوم بها والوجبات اليومية التي تتناولها باستخدام أحد التطبيقات وتنسيق الأوقات للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية باستخدام التقويم الخاص بك.

3. اخلق إحساساً بالإلحاح:

“حديث تيد” (Ted Talk) الذي حصد نسبة مشاهدة على منصة “يوتيوب” (YouTube) يُدعى: “داخل عقل مسوِّف بارع” (Inside the Mind of a Master Procrastinator)؛ حيث يستخدم مقدِّمه “تيم أوربان” (Tim Urban) تشبيهات مضحكة وذات صلة لتشريح عقل المسوِّف؛ فهو عرض تقديمي يجب مشاهدته، لكنَّنا سنأخذ تفصيلاً واحداً هاماً فقط لهذا المقال.

يقول “أوربان”: “لا شيء يمكن أن يدفع المسوِّف إلى العمل مثل الشعور بالإلحاح”؛ إذ من المحتمل أنَّك شعرتَ بالإلحاح الذي يصفه “أوربان” عندما كان الموعد النهائي يلوح في الأفق، وربما هناك مهمة مدرسية عليك إنجازها طوال الأسبوع، ولكنَّ الشعور بالإلحاح لم يأتك إلا في الليلة السابقة؛ ولإيقاف هذه الحلقة المفرغة، أوجِد حالة من الشعور بالإلحاح والضرورة.

تُشكِل الحوافز وسيلة فعالة لتحفيز الشعور بالإلحاح عندما تفشل العوامل الأخرى كلها؛ حيث يمكنك أن تَعِدَ نفسك بمكافأة لطيفة أو استراحة تحتاج إليها بشدة، إذا أكملتَ تلك المهمة التي كنت تتجنبها طوال اليوم.

4. قسِّم المهام الخاصة بك:

كان أحد الأمثلة التي استخدمها “تيم أوربان” في عرضه هو أطروحته الجامعية، فعلى الرغم من أنَّه قد مُنِح أشهراً للعمل على إنجاز هذه المهمة المكونة من كتابة 90 صفحة، إلا أنَّه لم يتمكن من بدء المشروع حتى ثلاثة أيام قبل الموعد النهائي.

لتجنُّب التوتر والقلق الذي لا بُدَّ أنَّ “أوربان” شعر بهما خلال تلك الأيام القصيرة من الأرق، حاوِل تقسيم مهامك ومشاريعك الكبيرة؛ ففي أثناء تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء سهلة الإدارة، يمكنك تحديد مواعيد نهائية قصيرة الأمد لإكمال أجزاء من المشروع.

لنأخذ هذه الأطروحة على سبيل المثال، إذا كان عليك كتابة 90 صفحة على مدار ثلاثة أشهر، فسوف يكون من السهل التخطيط لكتابة صفحة واحدة كل يوم؛ حيث يبدو هذا أكثر جدوى بالفعل، ويتطلب ذلك الكثير من المواعيد النهائية القصيرة لتحفيز بعض الإلحاح في أخلاقيات العمل لديك.

5. جدوِل فترات للراحة:

لا يحدث التسويف فقط على مدى فترات طويلة من الزمن؛ حيث يمكنك تأجيل مهمة حتى نهاية اليوم أو حتى انقضاء ساعة، في حين أنَّ تسويف بعض الأمور الصغيرة قد يبدو أقل أهمية، إلا أنَّها تتراكم مع مرور الوقت وتؤثر سلباً في مستوى إنتاجيتك.

ما الذي يدفعك إلى التسويف طوال اليوم؟ بالنسبة إلى معظم الناس، قد تكون هناك رغبة شديدة في قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، إلَّا أنَّه إذا واصلتَ استخدام هاتفك المحمول طوال اليوم، فسوف تؤجِّل مواعيدك النهائية حتماً حتى نهاية اليوم، وسوف تضيع الكثير من الوقت.

بدلاً من السماح لهاتفك أو مصادر التشتيت الأخرى بالتحكم بك بهذه الطريقة، حاول جدولة فترات للراحة باستخدام التقويم الخاص بك، بعد ذلك ركِّز جهودك على تجنُّب التحقُّق من إشعارات الهاتف أو التجول لتناول وجبة خفيفة حتى يحين موعد الراحة المُحدَّد، وبعد ذلك بدلاً من السماح لنفسك بالانجذاب نحو كل مصدر تشتيت، احرص على القيام بشيء ما على الأقل.

6. تصوَّر أهدافك:

معظم الناس لديهم أهداف وطموحات في الحياة، ومع ذلك يأخذ القليل منهم زمام المبادرة لتحقيقها، فالتسويف هو سبب كبير لعدم تحقيق هذه الأحلام حتى الآن، وإحدى الطرائق للتوقف عن التسويف في أهدافك هي أن تتخيلها، فقد يكون هذا أمراً بسيطاً، مثل وضع صورة لعائلتك أو منزل أحلامك في مكان العمل الخاص بك؛ حيث يساعد التذكير البصري المستمر على تحفيزك على المضي قدماً حتى عندما يريد عقلك الباطن أن يتراجع مستوى عملك باستمرار.

يمكنك إنجاز الكثير في حياتك إذا كنت قادراً على التغلب على التسويف؛ حيث ستكون رحلة طويلة، لكنَّ إجراء تحسينات صغيرة كل يوم من شأنه أن يُمهد الطريق لعام 2022 الذي ستحقق فيه النجاح.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!