كيف تتخلص من مصادر التشتيت؟

يُقدِّم الخبراء في جامعة هارفارد (Harvard) بعض النصائح التي يمكِن أن تساعدك على إدارة وقتك وطاقتك ومواردك بشكل أفضل لتتفوق على عقلك وتحافظ على تركيزك بغضِّ النظر عن عدد عوامل التشتيت التي تسبب لك الفوضى في يومك.

ما يثير الدهشة هو قدرة الإنسان على التركيز والانتباه بالرغم من التشتيت المستمر الذي نتعرض له، والكم الهائل من التطور الإلكتروني في العصر الحالي، ولعلَّك تتساءل: كيف يمكِنك أن تكون أكثر إنتاجية في ظل هذا الزخم؟

دماغ الإنسان قوي للغاية؛ فهو يستحضر 50000 فكرة في اليوم، ولكن أكَّدَت هذه الدراسة مدى سهولة تشتيت انتباه الإنسان؛ فبينما يبدو تَعدُّد المهام وكأنَّه عمل جيد للكثيرين، إلا أنَّه يقلل من طاقة الدماغ وقدرته على حفظ الأشياء على الأمد الطويل.

يُقدِّم الخبراء في جامعة هارفارد (Harvard) بعض النصائح التي يمكِن أن تساعدك على إدارة وقتك وطاقتك ومواردك بشكل أفضل لتتفوق على عقلك وتحافظ على تركيزك – من دون استخدام الكافيين –  بغضِّ النظر عن عدد عوامل التشتيت التي تسبب لك الفوضى في يومك:

1. تعامَل مع مصادر التشتيت بحزم:

تُقدِّم مجلة هارفارد بيزنس ريفيو (Harvard Business review) حيلةً بسيطة للغاية، لتساعدك على تدريب عقلك على الانتباه والتركيز عند ظهور المشتتات.

عليك أولاً أن تُدرك خياراتك عندما يكون هناك مصدر تشتيت، مثل: ورود إشعارات من تطبيق فيسبوك (Facebook)، أو وصول رسالة إلى بريدك الوارد؛ فإما أن تُشتِّتَ انتباهك بهذه الإشعارات والرسائل، أو تتجاهلها وتستمر في عملك، فتريَّث وخذ نفساً عميقاً، ثمَّ اختر ما سيجعلك تتقدم خطوةً للأمام.

2. حدِّد خيارك بشكل صحيح:

كشفَت دراسة أجراها خبراء في جامعة هارفارد (Harvard)، أنَّ الانتباه وصرف الانتباه أمر متعمَّد؛ فالإنسان في الواقع هو مَن يختار ذلك.

عندما تستيقظ في الصباح، يكون لديك خياران: إما الاستسلام لرغباتك والحصول على 5 دقائق أخرى من النوم، أو النهوض من السرير وبدء يومك بنشاط، وعندها يكون لديك خيار التخطيط ليومك وتحديد ما هو هام بالنسبة إليك، فحدِّد ماذا تريد من زملائك في العمل، وكيف سيكون مزاجك لهذا اليوم.

بمجرد أن تحدد خيارك، يمكِنك البدء بإعداد قائمتين ليومك؛ حيث تتضمن الأولى الأشياء التي يجب التركيز عليها، وتتضمن الأمور التي يجب تجاهلها والتي ستشتتُ انتباهك وتبعدك عن أهدافك.

حدِّد ما تنوي فعله بطريقة تدعو للتفاؤل؛ فالأخطاء جزء من الحياة؛ حيث يخطئ الناس وتسوء الأمور، ولكن هذا لا يعني أنَّك بحاجة إلى التفكير السلبي قبل أن تضع توقعات لنفسك.

3. استخدِم التكنولوجيا لأتمتة أعمالك:

لا يَسَعُ الإنسان أن يقاوم المشتتات، ولا سيَّما عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الإشعارات والتنبيهات الصادرة عن هواتفنا وأجهزتنا الذكية.

كشف بحث جديد أنَّه عندما تتلقى تنبيهاً على هاتفك، ترتفع مستويات هرمون الدوبامين (هرمون السعادة) لديك مما يمنحك السعادة، وهو ما تقوم به بالفعل عن طريق التحقق من الرسالة.

بينما تخلق التكنولوجيا مصادر التشتيت في المقام الأول، ويمكِن أيضاً استخدامها لمنع التشتت. صنِّف بريدك الإلكتروني باستخدام أدوات آلية أو أدوات إدارة المهام المجانية لتوفير معظم وقتك وطاقتك، حيث ستؤدي رؤية الإشعارات إلى تشتيت انتباه عقلك، لكنَّ التكنولوجيا يمكِنها أتمتة الأشياء مما يساعدك على الاستمرار في التركيز.

4. تخلَّص من المشاعر السلبية:

لا تسلب الأجهزة الذكية تركيزك بقدر ما تفعل المشاعر السلبية التي تأتي بكمية كبيرة وتضيِّق الخناق عليك.

توضح الخبيرة في علم النفس باربرا فريدريكسون (Barbara Fredrickson)، أنَّ التركيز يبلغ مداه في ظل المشاعر الإيجابية؛ حيث يبلغ حوالي ثلاثة أضعاف التركيز في حال وجود مشاعر سلبية، وذلك لأنَّ المشاعر السلبية تشكل تهديداً لعقلك وتعيق الإنتاجية في مكان العمل.

عندما تكون عالقاً في دوامة من المشاعر السلبية، يمكِنك أخذ فترات راحة قصيرة، كما يمكِنك تحفيز نفسك للخروج من الحالة العاطفية السلبية.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتدريب العقل على التحلي بمزيدٍ من الإيجابية

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/olSD53axGEc?rel=0&hd=0″]

5. اخلق مساحةً لنفسك:

كتب المدرب التنفيذي والأستاذ في كلية أعمال ستانفورد (Stanford) للدراسات العليا إد باتيستا (Ed Batista) في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو (Harvard Business Review): “تشير الأبحاث الحديثة إلى أنَّ التأمل لبضع دقائق فقط يومياً، أو قضاء ساعة واحدة فقط من الأسبوع في الطبيعة، أو تدوين بعض الملاحظات التأملية في المساء، له تأثير ملحوظ في الصحة”.

يمكِن للجميع إيجاد مساحة إضافية في حياته اليومية، وهذا يعني أنَّه يمكِنك الالتزام بروتين معيَّن، مثل: ممارسة التمرينات، والتأمل، وأخذ قيلولة سريعة، والاحتفاظ بمفكرة، حيث سيساعدك الاستمرار في اتباع هذه الإجراءات الروتينية على إبعاد مصادر التشتيت عنك، والسماح لك بالتركيز على المَهمة التي تقوم بها.

في السنوات الأولى، حققَ الأفراد الذين يمارسون هذه الأنشطة نجاحاً أكبر من نظرائهم الذين يعملون طوال اليوم، فاطَّلِع على مسيرة حياة أي رجل أعمال وستجد أنَّه يقوم بواحدة من هذه العادات على الأقل، وكذلك العمل المتواصل ليس الخيار المفضل دوماً؛ فأنت بحاجة إلى الاسترخاء وتهدئة عقلك لاستعادة تركيزك مرة أخرى.

يميل البشر بطبيعتهم إلى التشتت بسهولة، ولكن باستخدام هذه الحلول التي يدعمها البحث، إلى جانب استخدام برامج لإدارة المهام، يمكِنك تقليل عوامل تشتيت الانتباه وإنجاز المزيد في وقت أقل.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!