كيف تستخدم قوة الأسئلة لتعزيز جودة حياتك؟

كل يوم تسأل نفسك أسئلة كثيرة، وغالباً ما تكون عملية غير واعية، تماماً مثل الطريقة التي تجيب بها عن هذه الأسئلة؛ إذ لم تكن قد لاحظتَ ذلك من قبل، فقد يفاجئك ذلك، وما قد يفاجئك أيضاً هو أنَّ هذه الأسئلة تحدد شعورك.

Share your love

عندما تقرأ هذا السؤال، هل تحوِّل انتباهك تلقائياً للإجابة عنه؟ إذ تكمن هنا قوة الأسئلة.

كل يوم تسأل نفسك أسئلة كثيرة، وغالباً ما تكون عملية غير واعية، تماماً مثل الطريقة التي تجيب بها عن هذه الأسئلة؛ إذ لم تكن قد لاحظتَ ذلك من قبل، فقد يفاجئك ذلك، وما قد يفاجئك أيضاً هو أنَّ هذه الأسئلة تحدد شعورك.

يمكنك تغيير حياتك على الفور عندما تسأل نفسك أسئلة أفضل، لنكتشف لماذا يحمل هذا الكلام بعض الحقيقة.

الأسئلة تحدد تركيزك:

ألقِ نظرة حولك لمدة 15 ثانية، واحفظ كل شيء باللون الأزرق، الآن أغمض عينيك وسمِّ كل ما كان لونه أحمر.

هل توصَّلت إلى أي شيء؟ افعلها مرة أخرى، ولكن احفظ الآن كل شيء أحمر من حولك، بعد 15 ثانية، أغمض عينيك وسمِّ كل شيء باللون الأخضر؛ إذ يوضِّح هذا التمرين السهل ولكن شائع الاستعمال كيف تحدد الأسئلة تركيزك.

دعنا نلقي نظرة على مواقف مختلفة لفهم تأثير قوة الأسئلة؛ فلنفترض أنَّك تنتظر وصول الحافلة أو القطار، وفجأة تسمع أحدهم يسأل السؤال: “كم الساعة الآن؟” فهل ستلتفت لترى ما إذا كان قد طرح هذا السؤال عليك؟ أظن أنَّ الجميع تقريباً سيجيبون عن السؤال، فعندما تسمع سؤالاً، تجيب عنه تلقائياً.

ويتكرر هذا في الكثير من الأحيان مرات عدة على مدار اليوم، ويحدث دون وعي معظم الوقت؛ بعبارة أخرى، من بين الأسئلة التي تطرحها على نفسك، يمكن لسؤال واحد أن يشتت تركيزك، وعندما تحسِّن جودة أسئلتك، فإنَّك تحسِّن جودة تركيزك.

ما هي الأسئلة ذات الجودة؟

ألق نظرة على السؤالين التاليين:

  • لماذا لا أحب الأطعمة الصحية؟
  • ما هي الطريقة التي يمكنني بها جعل تناول الأطعمة الصحية أكثر متعة؟

عندما تسأل نفسك هذه الأسئلة، تبدأ تلقائياً بالبحث عن إجابات، بالنسبة إلى السؤال الأول، من المحتمَل أن تركز إجاباتك على الأمور السلبية، والسبب هو أنَّ السؤال نفسه يركز على السلبية أيضاً، السؤال الثاني يوجِّه تركيزك للتوصل إلى حلول.

تحدد جودة سؤالك جودة إجاباتك، وتشكِّل الإجابات التي توصَّلتَ إليها طريقة تفكيرك وشعورك.

فكر ماذا سيحدث إذا استمررتَ في طرح أسئلة تُضعفك؟

  • لماذا لستُ جيداً بما يكفي للنجاح؟
  • لماذا لا أستمتع بالسعادة أبداً؟
  • لماذا لا أستحق الحب؟

عندما تسأل نفسك هذه الأسئلة، سيجد عقلك إجابة، ومع مرور الوقت، تبدأ بتصديق هذه الإجابات، ولكن ماذا سيحدث إذا سألت نفسك مجموعة الأسئلة المذكورة آنفاً بطريقة مختلفة؟

  • ما هو الشيء الذي يمكنني القيام به اليوم والذي يقرِّبني من النجاح؟
  • ما هو الشيء الذي يمكنني فعله اليوم وأستمتع به حقاً؟
  • بأيَّة طريقة يمكنني أن أحب نفسي اليوم؟

الأسئلة مؤثرة للغاية؛ حيث يمكن أن تساعدك الأسئلة المناسبة على تحويل تركيزك، والشعور بالمزيد من الإيجابية.

فوائد طرح أسئلة أفضل:

تمنحك الأسئلة ذات الجودة إجابات جيدة، فهذه الفكرة السهلة يمكن أن تغيِّر مجرى حياتك، لكن كيف تغيِّر حياتك بالضبط؟ فيما يأتي قائمة مختصرة بفوائد قوة الأسئلة عالية الجودة:

  • اكتساب وعي أعلى: عندما تطرح أسئلة للتعلم بدلاً من الحكم، فإنَّ وعيك يتوسَّع بسرعة، أو كما تقول السيدة الأولى للولايات المتحدة سابقاً “إليانور روزفلت” (Eleanor Roosevelt): “الفضول هو أعظم هدية”.
  • تحسين الأفكار: طرح أسئلة أفضل على نفسك هو أسرع طريقة لتحسين جودة أفكارك، إنَّها تمكِّن من التفكير النقدي، وهي مهارة جيدة.
  • تعزيز الإبداع: تُوجِّه الأسئلة عالية الجودة تركيزك نحو الحلول بدلاً من التركيز على المشكلات، وكما ناقشنا، ستجد إجابات عن الأسئلة التي تطرحها على نفسك.
  • تطوير التعاطف: عندما تفهم قوة الأسئلة، يمكنك استعمال ذلك لتحسين علاقاتك أيضاً، فبدلاً من افتراض ما يشعر به الآخرون، اسألهم عنه؛ إذ يساعدك ذلك على فهمه فهماً أفضل وتنمية التعاطف.
  • تحقيق التقدُّم: يساعدك طرح أسئلة أفضل على التعلم والتقدم بشكل أسرع، ففي نهاية الأمر، هناك الكثير الذي لا نعرفه، ويجب ألا نقول إنَّنا تجاوزنا سن طلب العلم.

وبالطبع، لا ينبغي أن ننسى أهم فائدة للجميع؛ فيمكن أن تؤدي أسئلة الجودة إلى تحويل انتباهك على الفور؛ وهذا قد يؤدي إلى تحسين جودة حياتك على الفور.

نصائح سهلة لطرح أسئلة أفضل:

إنَّ طرح أسئلة أكثر قوة وتمكيناً هو شيء يمكن لأي شخص تعلُّمه، لكنَّه ليس شيئاً ستتعلمه بين ليلة وضحاها؛ بل اكتساب بناء هذه العادة يحتاج بعض الجهد والمثابرة، وتتمثل الخطوة الأولى دائماً في أن تصبح مدركاً للأسئلة التي تطرحها على نفسك، وفيما يأتي أفضل النصائح لتحسين جودة أسئلتك:

1. أعد صياغة السؤال:

خذ بعض الوقت لكتابة بعض الأسئلة التي تبدو أنَّها تظهر كثيراً، فما هي الأشياء التي تقلقك؟ وما الذي يدور في ذهنك غالباً؟ على سبيل المثال: لنفترض أنَّك تجد صعوبة في النهوض من السرير، السؤال الذي قد تفكر فيه هو “لماذا لا أستطيع النهوض من السرير؟”.

كما اكتشفنا، يحب عقلك الإجابة عن الأسئلة، وتركز الإجابات هنا على أسباب عدم قدرتك على النهوض من السرير، وهذا لن يمنحك القوة؛ لذا بدلاً من ذلك، أعد صياغة السؤال بطريقة تركز على الحلول؛ وفي هذه الحالة: “ما الذي سيثيرني للنهوض من السرير الآن؟”.

إنَّ تقنية إعادة الصياغة سهلة، ومع الممارسة المستمرة، يمكنك تدريب نفسك لتصبح أفضل في طرح أسئلة الجودة على نفسك.

2. استعمل الفضول:

الفضول هو نصيحة رائعة للتأمل الذاتي وكذلك للتفاعلات الاجتماعية؛ ففي الكثير من الأحيان، نتوقف عن طرح الأسئلة؛ وذلك لأنَّنا نظن أنَّنا نعرف الإجابات بالفعل، هذه هي اللحظة التي نبدأ فيها بوضع الافتراضات بناءً على ما نظن أنَّنا نعرفه، ومع ذلك، كم مرة نخطئ في الافتراضات التي نتخذها؟

في معظم الأحيان، هناك العديد من العوامل التي لا نضعها في الحسبان، ومن ثمَّ غالباً ما تكون افتراضاتنا نصف صحيحة فقط في أحسن الأحوال؛ لذا عندما ترفع مستوى فضولك، فمن الطبيعي أن تطرح المزيد من الأسئلة.

يقول “ألبرت أينشتاين” (Albert Einstein): “ليست لدي مواهب خاصة، أنا فقط فضوليٌّ جداً”؛ لذا قد يساعدك الفضول على الخروج من حلقات التفكير السلبية التي يعلق بها الكثير منا.

إليك مثال عن الفكرة: “أنا لستُ جيداً بما يكفي”، وإليك كيف يمكنك جلب الفضول إلى هذه الفكرة: “لماذا أعتقد أنَّني لستُ جيداً بما يكفي؟”، ابدأ بالتساؤل عن سبب تصديقك لأشياء معينة أو شعورك بهذه الطريقة؛ حيث يساعدك الفضول على استكشاف عالمك الداخلي.

3. شكِّك بالنتائج:

إنَّ مقدار ما تظن أنَّه الحقيقة هو حقيقة حقاً. كيف تجيب عن السؤال التالي: هل أكل اللحوم مفيد لنا؟ وهل الفطور أهم وجبة في اليوم أم أنَّه مجرد وسيلة للتحايل التسويقي؟

سبب اختيار هذه الأسئلة هو أنَّه من المحتمَل أن يكون لديك رأي قوي بشأنها، والآراء تختلف قليلاً، وإليك مثال آخر: لم يظن أي إنسان أنَّه كان من الممكن الركض لمسافة واحد كيلو متر في 4 دقائق حتى كسرها الرياضي “روجر بانيستر” (Roger Bannister).

النقطة التي نحاول توضيحها هي أن تبقى دائماً مرناً ومنفتحاً على الأفكار الجديدة، والرؤى، وربما حتى التحول في المعتقدات، واطلب التعلم بدلاً من الدعم، وكن واعياً عندما تكون مخطئاً.

4. تابع الممارسة:

أي شيء يستحق المتابعة أو التطوير يستغرق وقتاً وجهداً مستمراً وصبراً، ولا يختلف ذلك عن تحسين جودة أسئلتك، ويُعَدُّ طرح أسئلة أكثر قوة على نفسك تحدياً يتطلب جهداً، خاصة في البداية، فمن المريح أكثر طرح الأسئلة التي اعتدتَ عليها.

ولكن إذا كنت تريد أن تعيش حياة أكثر سعادة، فإنَّ بذل الجهد في طرح أسئلة أفضل يستحق كل هذا العناء، ومع الممارسة المستمرة، ستطوِّر عادة جديدة مع مرور الوقت، وعند حدوث ذلك، لن تضطر إلى بذل القدر نفسه من الجهد؛ ستستخدم تلقائياً قوة الأسئلة بطريقة أكثر فائدة، وسوف تستمتع بها لبقية حياتك.

أسئلة هامة تبدأ بها:

فيما يأتي بعض الأسئلة لمساعدتك على البدء برحلة الاستكشاف الداخلي، والهدف من هذه الأسئلة هو إثارة بعض التفكير العميق ومساعدتك على البدء بالتساؤل:

  1. ما هو تعريفك للنجاح؟
  2. ما هي القيم التي تريد أن تعيش بناءً عليها؟
  3. إذا كانت لديك ثلاث أمنيات، فماذا تتمنى ولماذا؟
  4. ما هي أهم الأشياء في حياتك؟
  5. ما هي الأحلام أو الرغبات الكبيرة التي تريد تحقيقها؟
  6. إذا كان في إمكانك تطوير مهارة واحدة فقط في الوقت الحالي، فما هي ولماذا اخترتها؟
  7. كيف يمكنك البدء بتطوير تلك المهارة؟
  8. ما الذي يساعدك على الاسترخاء في الأوقات التي تشعر فيها بالتوتر؟
  9. ما الذي يضايقك أو يحبطك ولماذا؟
  10. ما هو نوع الشخص الذي تريد أن تكونه؟

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!