كيف نهيئ أنفسنا للتعامل مع التوتر؟

عندما نعتقد أنَّنا سنكون متوترين، فإنَّ الأبواب ستكون مفتوحة للتوتر، ما يمكن أن يجعلنا أقل تركيزاً، وأكثر عرضة لارتكاب الأخطاء على مدار اليوم. لتحد من توقعك للتوتر، إليك بعض التكتيكات.

هل قلت هذا ذات يوم، قبل أن تطفئ منبه الصباح؟ نعم، أدمغتنا مدهِشة بهذه الطريقة، وقد نكون نصف نائمين، ودافئين تحت ملاءاتنا؛ ومع ذلك نستمر في تخيل الكوارث التي قد تحدث في اليوم.

وفقاً لإحدى الدراسات الجديدة: عندما نستاء من يومنا، وننسفه قبل أن يبدأ، فإنَّنا نجعله عصيباً؛ فقد أظهرت دراسة أجراها باحثو جامعة ولاية بنسلفانيا، أنَّ توقع التوتر يمكن أن يجعلنا نشعر بالتوتر في حياتنا اليومية.

وقد جمع الباحثون 240 بالغاً من أجل الدراسة، وطلبوا منهم الإجابة عن مجموعة من الأسئلة في تطبيق سبع مرات يومياً لمدة أسبوعين على التوالي، وكانت الأسئلة على الشكل التالي:

  • الصباح: هل تتوقع أن يكون يومك باعثاً على التوتر ؟
  • ︎ خلال النهار (خمس مرات): ما هو مستوى التوتر الحالي لديك؟
  • ︎ الليل: هل تعتقد أنَّ الغد سيكون باعثاً على التوتر؟

بعد ذلك، كُلِّف المشاركون بمهام تتعلق بالذاكرة خمس مرات في اليوم لاختبار جزء من أدمغتنا الذي يساعدنا على التعلم، والاحتفاظ بالمعلومات، فتبين أنَّ الأشخاص الذين استيقظوا معتقدين أنَّ يومهم سيكون مثيراً للتوتر، قد أدوا مهامهم بشكل أسوأ؛ حتى لو لم يواجهوا أي شيء مرهق خلال اليوم.

ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنَّنا عندما نعتقد أنَّنا سنكون متوترين، فإنَّ الأبواب ستكون مفتوحة للتوتر، ما يمكن أن يجعلنا أقل تركيزاً، وأكثر عرضة لارتكاب الأخطاء على مدار اليوم.

يقول د.مارتن سليوينسكي (Martin Sliwinski) وهو مؤلف مشارك في الدراسة: “عندما تستيقظ في الصباح بنظرة معينة لليوم، فإنَّك تقتل يومك بطريقة ما؛ لأنَّك إذا اعتقدت أنَّ يومك سيكون باعثاً على التوتر، ستشعر بتأثيره حتى لو لم يحدث؛ ولم يظهر هذا حقاً في البحث، إلا أنَّه يُظهر التأثير الذي قد تخلفه الكيفية التي نفكر بها في العالم”.

وهذه النتائج لا يجب عيشها في المختبر فحسب، فهناك طرائق لتطبيقها على حياتك الحافلة؛ لتحد من توقعك للتوتر، وإليك بعض التكتيكات:

1. مراقبة الإحساس بالتوتر:

هل تستيقظ متوتراً كل صباح؟

جرب تجربة صغيرة، وسجل سلوكك عندما تستيقظ كل صباح لمدة أسبوع، واحتفظ بمفكرة بجوار سريرك مع السؤال التالي: “هل أعتقد أنَّ اليوم سيكون مرهقاً؟” وسجل إجاباتك لمدة سبعة أيام.

لاحظ مدى تكرار توقعك ليوم باعث على التوتر، حتى قبل أن تصل قدماك إلى الأرض، وإذا وجدت نفسك تتوقع التوتر، فلا تستخدمه كتوقع لليوم، بل كتلميحٍ لإعادة ضبط توقعاتك. يقول سليوينسكي: “إذا استيقظت وأنت تشعر أنَّ اليوم سيكون باعثاً على التوتر، فربما يستطيع هاتفك أن يذكرك بالقيام ببعض الاسترخاء العميق، والتنفس قبل بدء يومك”.

أو جرب تمرين الامتنان، فالدراسات تظهر أنَّ الامتنان يمكن أن يساعد في تقليل التوتر، وتعزيز المرونة.

2. الحكم على الضغوطات الصغيرة:

إذا كنت لا تستطيع التخلص من الضغوط النفسية، فاسأل نفسك ما إذا كانت هذه الضغوط مُسوَّغةً أم لا، وإليك بعض التكتيكات الممكنة:

  • ضع في اعتبارك قاعدة 10-10-10 واسأل نفسك، ماذا ستكون عواقب هذا في 10 دقائق؟ وفي 10 أيام؟ وفي 10 أسابيع؟
  • إليك فكرة أخرى، وهي التفكير فيما ستقوله لصديق اتصل بك؛ بخصوص هذه المشكلة: هل ستخبره أنَّ مستوى التوتر لديه، أكبر مما تتطلبه المشكلة؟ أو هل تشعر أنَّ توتره مبرر تماماً؟

3. تحويل تفكيرك من المشاهدة إلى الفعل:

عندما يظهر التوتر، فإنَّنا نميل إلى تجنبه بعدة طرائق وهي:

  • طريقة الفوضى المضمونة.
  • طريقة تشتيت الانتباه بأي وسيلة ضرورية.
  • مرحلة عدم حدوث هذا، إذ تتصور أنَّك إذا تجاهلت كل ما يحدث، فسوف يختفي، مثل برامجك التلفزيونية المفضلة خلال الصيف.

ولكنَّ أساليب تجنب مثل هذه الحالات لا تنجح كثيراً في تخفيف التوتر في حياتك، وللقيام بذلك، يجب أن تتحرك نحو العمل، وقد يتخذ هذا الفعل عدة أشكال؛ فيمكنك التصرف بدنياً من خلال المشي، أو القيام بتمارين تمدد سريعة، أو يمكنك تشغيل دماغك للبدء في إيجاد الحلول.

لن تتمكن من حل كل شيء على الفور، ولكن حتى وضع قائمة بالطرائق التي يمكنك من خلالها إصلاح المشكلة؛ قد يساعدك في العثور على طرائق جديدة لمعالجة الأخطاء، إنَّ الدواء الضروري للركود والقلق هو الفعل والحركة.

شاهد بالفيديو: 6 اقتراحات للتعامل مع التوتر

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/CXb3ChIfadc?rel=0&hd=0″]

4. تحريك عضلاتك التي غالباً ما تتعرض للتوتر:

من المعتقد؛ على نطاق واسع؛ أنَّ أغلب العادات تتطلب 21 يوماً من الالتزام المستمر، لذا إذا حاولت القيام بهذه التمارين مرة واحدة، فهذه خطوة مدهشة، وسترى أنَّها تعمل، لكنَّ الاستخدام المتكرر سيساعدك على جعل التمارين شيئاً أساسياً في حياتك.

وبينما أنَّنا لا نستطيع التحكم في ما يحل بنا من مشاكل العمل والمآسي الناجمة عن العلاقات؛ يمكننا التحكم في كيفية تعاملنا مع كل يوم، وفي كيفية استجابتنا للمحفزات التي تشكل حياتنا اليومية، ويبدأ كل شيء بالاستيقاظ وتغيير نهجنا الافتراضي الذي يقول “سيكون اليوم باعثاً على التوتر”.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!