ما هي مهارات التكيف؟ وكيف تطورها؟

القدرة على التكيف هي وصفة النجاح التي لا يخبرك بها أحد، والتي تعود عليك بفائدة عظيمة عندما تتعلم كيفية تطويرها؛ لذا ابحث عن مهارات التكيف لديك وتعلَّم تنميتها. في هذه المقالة سنتعرف على مهارات التكيف؟ وكيف نطورها؟

Share your love

يختلف تعريف التكيف تبعاً لكل شخص؛ حيث يعرِّفه محرك البحث غوغل (Google) بأنَّه: “القدرة على التلاؤم مع الظروف الجديدة”، بينما تعرِّفه فراتو (Fratto) بأنَّه: “ردُّ الفعلِ الجيد للتغيرات التي لا يمكِن عكسُها هي أو تبعاتها”. ويكتمل التعريف عندما نضيف المرونة والتأقلم إليه.

ماذا لو كان بإمكان التغيير أن يساعدك على النجاح في حياتك؟ وماذا لو أدت الأمور الثابتة إلى نشوء المهارة الوحيدة التي تميزك عن الآخرين؟

اعلم أنَّ القدرة على التكيف ليست أمراً قد تحبه أو تستمتع به؛ بل هي القدرة على الأداء والإنتاج بأشكال عديدة، مما يعزز من مساحة إبداعك.

ما هي مهارات التكيف؟

تكمن الصعوبة في نطاق المهارات المعتادة؛ فكلما زاد عدد المهارات المعتادة، قلَّ حجم القلق من عدم إتقانها؛ ومع ذلك، يمكِن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالرضا عن الذات والبقاء في مستوى الأداء ذاته دون تطوُّر؛ لذا تبنَّ القدرة على التكيف وستصبح حياتك مليئة بالفرص.

مهارات التكيف هي فئة شاملة تشمل على سبيل المثال لا الحصر:

  • مهارات التواصل.
  • مهارات التعامل مع الآخرين.
  • مهارات حل المشكلات.
  • مهارات التفكير الإبداعي والاستراتيجي.
  • مهارات العمل الجماعي.
  • المهارات التنظيمية.

تساعدك هذه المهارات في أن تصبح استجابتك ملائمة لإحداث أثر في الحياة والعمل اللذين تحبهما.

التقدير:

جميع هذه المهارات الحياتية أساسية لتؤهلك للنجاح، ولحسن الحظ يمكِنك اكتسابها في حياتك الاعتيادية؛ حيث يسمح لك التكيف مع التغيير وتضمين الأفكار بفاعلية في مسؤولياتك بقبول التحديات الجديدة.

مع أنَّ التغيير آخذ بالاستمرار؛ لكنَّ هذا لا يجعل التكيف معه أسهل، حيث يقاوم الكثيرون التغيير ويخشونه نظراً لسهولة فعلِ ما تجيده بالفعل مقارنة بتعلُّم ما لا تعرفه.

يجب تعلُّم العمل بجدية أكبر عندما تكون الحياة أسهل؛ لأنَّ القدرة على التكيف تجعلنا نتخطى العقبات بصورة أبسط؛ فإذا سعيتَ للمرونة والتأقلم، فستتعزز قدرتك على التكيف.

المرونة:

تتلخص المرونة بمقولة: “لا تكن ليِّناً فتُعصر، ولا قاسياً فتُكسر”؛ حيث تتمحور حول الاستعداد الدائم للتغيير أو التوصل إلى حل وسط يرضي الجميع على أقل تقدير، كما تمكِّنك المرونة من التأقلم بسرعة وتوجيه تركيزك إلى موقف معيَّن أو مشروع. وإذا كان باستطاعتك أن تكون مرناً في المواقف جميعها وفي مواعيدك وحياتك اليومية، فستُدهِش الجميع بقدراتك على التكيف، لا سيَّما في الاستجابة لأيِّ موقف بصورة مناسبة.

التأقلم:

التأقلم هو القدرة على التكيف مع العديد من الوظائف أو الأنشطة المختلفة، والتمتع بسعة الحيلة؛ فقد تكون لديك مهارة في الطهي، ليس لكونك طاهياً مذهلاً؛ بل لأنَّ باستطاعتك اتباع التعليمات بحذافيرها، حيث تساعدك هذه السمة في عملك كقدرتك على تنفيذ خطة تسويقية في شركتك. فالمرونة والتأقلم هما الثنائي الديناميكي للقدرة على التكيف، وفيهما يُعوَّض النجاح بالعمل الجاد المتمثل في تبنِّي التغيير بِعَدِّه انعكاساً إيجابياً للتكيف.

اكتساب المهارة:

فيما يلي سبع طرائق لتطوير مهاراتك في التكيف والارتقاء بها. فاحرص على توسيع معرفتك وتجربتك في نطاق مَواطن القوة والضعف لديك.

1. التواصل الفعَّال:

أنت لست مركز الكون؛ لذا كن متجاوباً مع من حولك، فإذا لم تكن تعرف الشخص الذي تتعامل معه، فعرِّف بنفسك، واطرح الأسئلة للتعرف إليه، وعندما تحدد احتياجاته ورغباته واهتماماته، ستتمكن من إنشاء تواصل يتيح لكما العمل بإخلاص.

2. الابتعاد عن منطقة راحتك:

إذا كنتَ مرتاحاً في ممارسة مهاراتك التي اعتدتَ عليها، فإذاً لا زلتَ في منطقة راحتك؛ لذا تجاوَز إحساسك بالمعرفة واختبِر الحرية التي يمنحك إياها النمو من خلال توسيع نطاق المهارات التي تتقنها بالفعل وتطوير تلك التي لا تألفها. لن تستطيع الحصول على كلِّ ما ترغب فيه؛ ولتتفوَّق، عليك أن تكون على استعداد للتميز عن الآخرين؛ لهذا السبب ابتعِد عن منطقة الراحة الخاصة بك، وسخِّر نفسك لخدمة الآخرين في الوقت ذاته.

3. النظر إلى نصف الكأس الممتلئ:

هل أنت متفائل، أم متشائم، أم تميل إلى الاعتدال؟ يميل معظم الناس إلى النظر إلى النصف الفارغ من الكأس والتركيز على الجانب السلبي من الأمور؛ ولكن عندما تختار نصف الكأس الممتلئ، فهنا تبدأ في التكيف الذي هو خليط من الجيد والسيئ مع السعي إلى الإيجابية. فلا تجعل معرفتك مقتصرة على ما تعرفه سلفاً، ووسِّع آفاقك في رؤية الإمكانات المتاحة.

شاهد بالفديو: 8 طرق للحفاظ على الإيجابية وتحقيق أهداف الحياة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/i-4J-FxvavE?rel=0&hd=0″]

4. التفكير الخلاق:

ينشأ الابتكار في الذهن؛ لذا ابتعِد عمَّا تألفه، وفكَّر على نطاق أوسع وأشمل، ووسِّع آفاقك من خلال تجربة شيء جديد ومختلف، وتوسَّع في الأمور المألوفة وتقبَّل غير المألوف، وسوف تكتشف عقليةً لا حدود لها تنمِّي قدرتك على التكيف.

5. البحث عن الممكن وتجنُّب الأمر غير المحتمَل:

تُعزَّز الإيجابية لديك عندما تتطلع إلى إحداث التغيير، وعندما يكون لديك أمل يصبح قبول التغيير أسهل. فكن حاضناً للإيجابية وابحث عن الأمور الممكنة، وحتى لو لم يبدُ الأمر منطقياً، حيث يتيح لك النظر إلى الموقف أو الظرف بإيجابية التكيفَ باستمرار مع ما هو ممكن وعدم تقييد نفسك بما هو غير ممكن.

6. غرس عقلية قابلة للنمو:

تفيدك العقلية القابلة للنمو دوماً؛ لكن يتطلب منك ذلك تخطِّي العقلية الثابتة التي تركز على ما تعرفه فقط. فابتعِد عما يعيقك واتَّجِه نحو ما يوسع آفاقك، كما يدفعك امتلاك العقلية القابلة للنمو نحو دراسة الموقف أو المشروع من مختلف زواياه؛ إذ لا يقتصر الأمر على ما تعرفه وتتقنه فحسب؛ بل على تصوُّر ما يكمن أَبعد مما تراه.

7. تعلُّم الأمور التي تعرفها من منظور مختلف:

يُعدُّ تعلُّم الأمور التي تعرفها بالفعل من منظور مختلف أحد أكثر الصعوبات في النمو الشخصي؛ فهو مفتاح تطوير مهارات التكيف، حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد لتكون على استعداد لتعديل الإجراءات السابقة كي تتمكن من تطوير مواهبك وتحقيق أقصى استفادة منها. علاوة على ذلك، فإنَّه يطلق العنان لإمكانية تحقيق نمو أكبر على الصعيدَين الشخصي والمهني.

تذكَّر أنَّه يوجد دائماً وجهان لكل حقيقة، مما يعني أنَّ هناك أكثر من طريقة للقيام بشيء ما. وإنَّ التمسك بما تألفه والاستمرار في القيام بأفعالك ومسؤولياتك ذاتها سيحدُّ من إنتاجيتك؛ لذا حاوِل التجديد في كل ما تفعله، واصنَع شيئاً جديداً. فلا تتعلق الحياة بالعادات؛ بل بتقبُّل التغيير الذي يتيح للقدرة على التكيف تحسين نوعية حياتك.

في الختام:

تقول كريستيانا وارغو (Kristianne Wargo)، المضيفة المساهمة على مدوَّنة هافينغتون بوست (Huffington Post): “يقود المشي خطوة بخطوة إلى أميال من العظمة”.

هذه الأميال من العظمة تكون مصاحبة للنية، وإليك هذا المثال: خذ حجراً أملساً مصقولاً بحواف مستديرة نتيجة العوامل الطبيعية على مرِّ السنين. فلا تكون الحجارة ملساء بتكوينها؛ بل تتدحرج وتُلقَى ويتغير شكلها في البيئة، وهذا ما يمنحها الشكل المصقول.

كن أنت الحجر الذي يتغير ويحتضن القدرة على التكيف، وتقبَّل الحسن والسيئ، وتعلَّم كيف تكون مرناً ومتأقلماً للوصول إلى القمة، وتخطَّ القديم، واحتفِ بالجديد. والتغيير نعمة مقنَّعة فلا تخشاه، واحتضِنه من خلال توسيع مهاراتك في التكيف، وسينقلك من الماضي بمهاراته القديمة إلى المستقبل بمهاراته المتطورة.

يعتمد وجودك في هذا العالم على قدرتك على التكيف، كجميع الكائنات، والمضي قُدماً متخطياً سقف توقعاتك وهو ما يضمن لك النجاح؛ وأما إن ركَّزتَ فقط على ما تنتفع به وعلى مَواطن قوتك، فستفوِّت عليك أهم الفرص.

عِش هذه الحياة بحلوها ومرها، وطوِّر مهارات التكيف لديك، وعندها لن تتخطى العقبات التي تعرقل دربك فحسب؛ بل سترحب بها، وسيصبح التغيير أسهل عليك. واسعَ لفعل الأشياء المفيدة والهامة بالمواجهة والتكيف، فالقدرة على التكيف تعزز حرية الفكر والذهن، ممهدةً الطريق لتفعل الأشياء المختلفة في حياتك وتقوم بالعمل الذي تحبه.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!