هل المماطلة أمر سيء؟ وما حقيقتها؟

المماطلة هي عكس الإنتاجية؛ ولكن هناك جانب إيجابي للمماطلة، إذ تمنحنا المماطلة في بعض الأحيان الوقت الذي نحتاجه لحل مشكلة شائكة أو لتوليد الأفكار.

Share your love

تدفعنا المماطلة إلى الشعور بالخجل، فنحن نلوم أنفسنا على كسلنا، وعدم قدرتنا على التركيز على المهمة التي نحن بصدد تنفيذها، وميلنا إلى التوجه نحو مهام تمنحنا بسهولةٍ إحساساً سريعاً بالرضى.

ولسبب وجيه، في معظم الأحيان، فإنَّ الوقت الذي نقضيه في المماطلة هو الوقت الذي نقضيه في عدم الاضطلاع بمهام كانت -بشكلٍ أو بآخر- مُهمَّةً بالنسبة لنا.

هناك جانب إيجابي للمماطلة، ولكن من الهام عدم الخلط بين المماطلة في أفضل حالاتها والمماطلة اليومية الشائعة؛ إذ تمنحنا المماطلة في بعض الأحيان الوقت الذي نحتاجه لحل مشكلة شائكة أو لتوليد الأفكار؛ وفي هذه الحالات النادرة، يجب أن نتبنَّى فكرة المماطلة حتى عندما نستبعدها بقية الوقت.

لماذا يماطل الناس؟

نحن نماطل لعدة أسباب، بعضها أفضل من الآخر، وأحد أسباب المماطلة هو أنَّه في الوقت الذي نعرف فيه ما نريد القيام به، نحتاج إلى وقت للسماح للأفكار بـ “الاختمار” قبل أن نكون مستعدين للبدء في تنفيذها.

قد يَعدُّ البعض هذا الأمر تضييعاً مُثمراً للوقت، والبعض الآخر يسميه توليد أفكار جديدة؛ أيَّاً كان ما تسميه، فهذا هو الوقت الذي تقضيه في الحلم بما تريد قوله أو فعله، وفي تقييم أفكارك، وملاحقة المعلومات الكاذبة، والابتعاد عن الأمور الزائفة، والتفكير في الأمور عموماً.

إنَّ مفهوم توليد الأفكار الجديدة، لا يشبه أي شيء على الإطلاق، فربما تتولد الأفكار لديك عندما تكون مُتكئاً على كرسيك، أو قدميك، أو تحدق في الحائط أو السقف، أو تستلقي في سريرك، أو تنظر إلى الأفق وما إلى ذلك.

إذا كانت الأفكار هي شريان الحياة لعملك، فعليك أن تخصِّص وقتاً لتوليد الأفكار الجديدة، والتغلب على الإحساس الشائع في ثقافتنا المهووسة بالعمل بأنَّ إضاعة الوقت، مهما كانت مثمرةً، فهي لن تنفع.

شاهد بالفيديو: كيف تصبح ماكينة لتوليد الأفكار؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/v–HAB9K7uw?rel=0&hd=0″]

هل المماطلة أمر سيء؟

نعم إنَّها كذلك بالفعل، لا تخدع نفسك بالاعتقاد بأنَّك تولِّد أفكاراً جديدة بينما أنت في الحقيقة غير متأكد من الذي يُفتَرض بك فعله؛ فمثلاً قضاء ساعة في التحديق في الحائط في أثناء تفكيرك في الشعار المثالي لحملتك التسويقية هو أمر إبداعي، بينما التحديق لمدة ساعة وأنت لا تعرف كيف تبتكر شعاراً، أو لا تعرف المنتج الذي تريد التسويق له جيداً، هو مجرد إضاعة للوقت.

ربما يكون عدم تحديد ما نريد فعله هو أكثر أمر مشابه للمماطلة، وذلك عندما لا نكون متأكدين مما يجب فعله، سواءٌ لأنَّنا لم نخطط بدقة كافية، أم لم نحدد نطاق ما نأمل في إنجازه في الوقت الحاضر، أم كنَّا نفتقر إلى المعلومات أو المهارات أو الموارد الهامة واللازمة لإنجاز المهمة.

من السهل تشتيت انتباهاتنا أو خداعنا لإضاعة الوقت دون القيام بأي شيء، فهذا الأمر يُبعِد تفكيرنا عن الشعور غير المريح بالإخفاق في إحراز التقدم في شيء هام.

يمكن حل هذه المشكلة بالتخطيط وتنظيم المهام، فبدلاً من منح نفسك مدة غير محددة من الوقت لأداء مهمة غير محددة (مثلاً محاولة إنجاز جدول البيانات لفترة من الوقت)، امنح نفسك وقتاً محدداً لعمل مهمة محددة بوضوح (إدخال أرقام تقرير مبيعات الأشهر الماضية في جدول البيانات لمدة ساعة).

إنَّ تحديد موعد نهائي حتى وإن كان مزيفاً، يساعدك في الشعور بالحاجة الملحة للقيام بما تريده ويوفر عليك إضاعة وقتك في أشياء غير منتجة لاحقاً، بمجرد الانتهاء من أشياء أكثر أهمية.

وبالنسبة للمشاريع الكبيرة، يؤدي التخطيط دوراً كبيراً فيما إذا كنت ستقضي الكثير من الوقت في المماطلة أم لا، وذلك للوصول إلى النهاية بسرعة مقبولة.

لا تسرد الخطةُ الجيدة الخطواتِ التي يجب عليك اتخاذها للوصول إلى النهاية فحسب، وإنَّما تضع في الحسبان الموارد والخبرات والمساهمات التي سيقدمها الآخرون الذين ستحتاجهم لتنفيذ هذه الخطوات؛ فبدلاً من التفكير في فعل أي شيء؛ لأنَّك لا تملك تقرير مبيعات الشهر الماضي، يجب أن يكون الحصول على التقرير خطوة في مشروعك.

من ناحية أخرى، ستقضي وقتاً في الانتظار، مسوِّغاً عدم اتخاذ أي إجراء عند الضرورة بأنَّك لا تضيع الوقت لأنَّك تريد ذلك، وإنَّما لأنَّك مضطر إلى ذلك.

كيف يمكن أن تكون المماطلة سيئة:

غالباً ما تخدعنا عقولنا بالمماطلة إلى درجة أنَّنا لا ندرك أنَّنا نماطل على الإطلاق؛ ومع ذلك لدينا الكثير من الأشياء للقيام بها، وإذا كنا نحاول إنجاز شيء ما، فلن نكون منتجين، حتى لو لم يُنجَز الشيء الكبير الذي نحتاج إلى العمل عليه.

تتمثل إحدى الطرائق التي تحدث بها المماطلة في قيامنا بفحص قائمة المهام الخاصة بنا، وتخطي المشاريع الصعبة الكبيرة لصالح المشاريع القصيرة والسهلة، وفي نهاية المطاف نشعر بأنَّنا منتجون للغاية، وبأنَّنا أنجزنا معظم مهامنا، ويُوضع هذا المشروع الكبير الذي لم نحاول إنجازه ضمن قائمة مهام اليوم التالي، ويحدث نفس الشيء ثم يُنقل إلى قائمة مهام اليوم الذي يليه وهكذا.

وغالباً ما تعرض لنا المهام الكبيرة المشكلة المذكورة أعلاه، فنحن غير متأكدين مما يجب فعله بالضبط؛ لذلك نبحث عن طرائق أخرى لتشغَلنا.

في كثير من الحالات؛ لا تعدُّ المهام الكبيرة مهاماً على الإطلاق، وإنَّما تجميع لعدة مهام صغيرة؛ فإذا كان هناك شيء ما موجود في قائمتك لفترة طويلة، وتتخطاه كل يوم لإنجاز المزيد من المهام القابلة للتنفيذ مباشرة، فمن المحتمل ألا يكون مخطط له بطريقة فعالة؛ فأنت تقاومه بقوة؛ لأنَّك لا تعرف ما هو بالفعل؛ لذا حاول تقسيمه إلى مجموعة من المهام الصغيرة، بطريقة يشبه فيها إلى حد كبير المهام التي تضطلع بها؛ بدلاً من المهمة الكبيرة التي لا تضطلع بها.

تُعد المماطلة خطأ تقنياً:

المماطلة في أغلب الأحيان دليل على إخفاقٍ تقني، وليس أخلاقي؛ فنحن نماطل ليس لأنَّنا سيئون؛ ففي معظم الأحيان، تكون المماطلة بمنزلة خطأ أساسي في المهام التي حددناها لأنفسنا.

من الهام أن نراقب ميولنا في المماطلة، وأن نسأل أنفسنا كلَّما لاحظنا أنَّنا نؤجل الأمور لوقت آخر، ما الخطأ في المهمة التي أسندناها إلى أنفسنا.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!