10 أمور تقوم بها عندما تكون غاضباً من نفسك

الأخطاء أمرٌ لا بُدَّ أن يحدث، والأشخاص الحكماء يعرفون أنَّ هذه هي الطريقة التي تتعلَّم بها في حياتك؛ إذ إنَّ دورة التطور البشري منذ الطفولة مبنية على أساس التعثر والسقوط والنهوض مرة أخرى، لذا، استرخِ وخذ نفساً عميقاً وفكِّر في هذه الأشياء العشرة التالية التي يمكنك القيام بها عندما تكون غاضباً من نفسك بسبب أخطائك.

إنَّ الأخطاء أمرٌ لا بُدَّ أن يحدث، والأشخاص الحكماء يعرفون أنَّ هذه هي الطريقة التي تتعلَّم بها في حياتك؛ إذ إنَّ دورة التطور البشري منذ الطفولة مبنية على أساس التعثر والسقوط والنهوض مرة أخرى، ومع ذلك عندما ترتكب أخطاء، يمكن لهذه الحكمة المُكتسَبة من التجارب أن تتوارى؛ إذ إنَّ رد فعلك الأول قد يكون قول شيء مثل: “أنا غاضب من نفسي”، وقد تكون هذه هي العبارة نفسها التي تستخدمها عندما تبحث على الإنترنت عن أجوبة لأسئلةٍ معينة.

أولاً، ينبغي أن تعلم أنَّك لست الشخص الوحيد الذي يتفوه بمثل هذه العبارة، وثانياً، فينبغي أن تعلم أنَّ هناك طرائق عدة يمكنك القيام بها لتهدئة هذه المشاعر المُحتدِمة وإعادة نفسك إلى المسار الصحيح؛ لذا، استرخِ وخذ نفساً عميقاً وفكِّر في هذه الأشياء العشرة التالية التي يمكنك القيام بها عندما تكون غاضباً من نفسك بسبب أخطائك:

1. تذكُّر أنَّك إنسان:

يرتكب الجميع أخطاء، وأنت سوف تقوم بالشي ذاته أيضاً، وبمجرد أن تدرك أنَّك جزء من هذه المجموعة غير المعصومة عن ارتكاب الخطأ – والتي تسمى البشر – ستشعر بالتحسن حيال مسيرتك في الحياة.

في الواقع، عندما تغضب من نفسك لمجرد أنَّك ارتكبت أيَّ أخطاء، عندئذٍ ينبغي أن تَعُدَّها من الأمور الطبيعية، التي سوف تمرُّ بها في حياتك؛ إذ إنَّك سوف تفشل حتماً في بعض الأحيان أو تقول أشياء يجب عليك تجنُّب قولها، أو أنَّك سوف تفشل في تحقيق التوقعات التي وضعتَها لنفسك، وفي نهاية الأمر، ينبغي ألَّا تكون شخصاً عاطفياً؛ بل صادقاً، وهذه هي الحياة.

إنَّك إنسان؛ لذا مهما كانت الأخطاء التي ارتكبتَها من قبل، ومهما كانت الأخطاء التي سوف ترتكبها في المستقبل، فإنَّها ستساعدك على التطور في حياتك بصفتك شخصاً موظفاً وإنساناً.

2. السيطرة على غضبك:

الغضب هو شعور مزعج؛ لأنَّه يشوش على رأيك وعملية اتِّخاذ قراراتك المنطقية، كما أنَّه غير صحي إلى حدٍّ كبير؛ إذ إنَّ الشعور بالغضب يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ويزيد من التوتر وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ويثبط جهاز المناعة لديك.

بالإضافة إلى ذلك، إنَّ عدم تخفيف حدة الغضب يمكن أن يؤدي إلى حدوث نتائج خطيرة بما في ذلك العنف وسلوكات الإدمان.

لذلك؛ فإنَّك تحتاج إلى تعلُّم كيفية إدارة غضبك؛ إذ إنَّه من خلال الاعتراف بصوت عالٍ: “أنا غاضب من نفسي”، فإنَّك تصبح مدركاً بما تمرُّ وتشعر به، والآن ينبغي عليك أن تتحقق من ذلك وألَّا تدع المشكلة تتفاقم وتتطور؛ إذ يجب تذكُّر أنَّه من الممكن التحكم بالأخطاء، ولكنَّ الشعور بالغضب المطلَق أمرٌ لا يمكنك السيطرة عليه؛ لذلك، إذا لم تتحكم بشعورك بالغضب، فقد يكون له تأثير سلبي في بقية جوانب حياتك.

3. التنفيس عن الغضب وإزالته:

إحدى الطرائق للتخلص من غضبك هي التنفيس عن مشاعر الغضب؛ إذ لا يوجد شيء يجعلك تتحرر مما تمرُّ به أكثر من مشاركة ما تشعر به مع العالم، ولكن لاحظ؛ فالتنفيس عن الغضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس فكرة حكيمة؛ إذ إنَّه يمكن أن يسبب لك المشكلات في حياتك الشخصية والمهنية إذا ما غضبتَ على شخص ما أو تفوَّهتَ بعبارات إنكار الذات.

بدلاً من ذلك، ابحث عن مصدر موثوق للتنفيس عن الغضب والتخلُّص منه؛ إذ من الممكن أن يكون هذا المصدر الموثوق أيَّ شخص؛ سواءً كان صديقاً أم حيوانك الأليف، فقط قل لهم: “أنا غاضب من نفسي”، وتخلَّص من كل المشاعر التي تثقل كاهلك.

إنَّ صحبة مجموعة من الأصدقاء الموثوق بهم أو حتى مجموعة دعم تُعَدُّ مكاناً رائعاً للتنفيس عن الغضب؛ إذ إنَّ الهدف من هذه المجموعات هو الاستماع لكل ما يثقل كاهلك.

قد تجد أفضل مكان لك للتنفيس عن الغضب هو الكتابة على دفتر اليوميات؛ إذ إنَّ تدوين ما تشعر به وما تعلمتَه من هذه التجربة ليس فقط طريقة رائعة للتنفيس عن الغضب؛ وإنَّما أيضاً يمنحك مكاناً للتوقف عما تفكر وتشعر به في وقت لاحق.

4. ممارسة التمرينات:

إنَّ ممارسة التمرينات الرياضية والنشاطات البدنية تُعَدُّ طرائق رائعة للتخلص من قول عبارات ترددها في قرارة نفسك، مثل “أنا غاضب من نفسي”؛ لذلك مارِس تمرين المشي السريع أو تمرينات الملاكمة أو ضع في حسبانك تنظيف خزانة الملابس أو مرآب السيارات.

إنَّ إشغال عقلك وجسدك وروحك بنشاط بدني مفيد، هو الخطوة المنطقية التالية التي سوف تساعدك على التخلُّص من الشعور بهذا العبء.

لا يوجد شيء يمنحك الشعور بالتحرر من هذه المشاعر السلبية أكثر من ممارسة التمرينات الرياضية بشكل صحي؛ إذ إنَّك سوف تجد أنَّ النشاط البدني سيُبدِّد شعورك بالغضب على الفور وارتفاع معدل “الإندورفين” سوف يمنحك الوضوح، وبمجرد أن تجد طريقة صحية لممارسة أي نشاط بدني يحفز إفراز “الأدرينالين”، فأنت تصبح على استعداد للتفكير بطريقة منطقية في الأمر وإدراك الخطأ الذي حدث وكيف يمكنك إدارة الأمور بشكل أفضل في المرة القادمة.

5. اطلب المشورة من الآخرين:

عندما تنتابك مشاعر الغضب أو عندما تتعامل مع أيِّ مشاعر حادة، فإنَّك لا تحكم على الأمر بطريقة منطقية؛ فمن الصعب أن تتمكن من الخروج من هذه الحالة؛ لذلك، اطلب المشورة – سواءً كان ذلك من صديق أم أحد أفراد الأسرة أم شخص متخصص – وأخبرهم أنَّك تشعر بالغضب من نفسك وحدِّد سبب ذلك.

سوف يستمعون لك ويساعدونك على التغلُّب على مشاعر الغضب التي تنتابك، وقد يقدمون أيضاً نصائح حول ما يمكنك تغييره للمضي قدماً أو كيف يمكنك تجاوز لوم ذاتك؛ إذ إنَّ عبارات التطمين الإيجابية الحقيقية واستعدادهم إلى الاستماع سوف يكون أفضل علاج لغضبك.

ضع في حسبانك أنَّ طلب المساعدة المهنية من شخص مختص ليس علامة ضعف، خاصةً إذا كان الغضب هو رد فعلك المستمر الذي تبديه كلَّما تعرضتَ إلى النكسات؛ إذ يُدرَّب المستشار أو الطبيب على مساعدتك على اكتشاف جذور هذه المشاعر ومساعدتك على استكشاف سبب تحفيزها، ومن الآن فصاعداً، ستتمتع بالمهارات اللازمة لإدارة مشاعرك بشكل أفضل واستكشاف مسارات بديلة ومدروسة أكثر عند حدوث أخطاء.

6. تخفيف حدة الانتقادات التي توجهها لنفسك:

لا تدع الأخطاء التي ترتكبها تبرز ذلك الصوت الداخلي الذي يقول: “أنا لست شخصاً جيداً بما يكفي”، في حين أنَّك قد تتساءل عما إذا كانت هذه العبارة صحيحة أم لا، ومن الممكن أن تصدق ما يقوله ناقدك الداخلي لدقيقة أو دقيقتين، إلَّا أنَّه ينبغي أن تمنع نفسك من الوقوع في دور الضحية؛ إذ إنَّ الاستسلام لناقدك الداخلي يمكن أن يُوقِف تقدمك؛ وذلك لأنَّك سوف تستسلم للشك وتتساءل دائماً: “إذا حاولتُ القيام بالأمر نفسه مرة أخرى، فهل ستحدث النتائج نفسها؟”.

هذا النوع من الخوف الذي يثبط عزيمتك لن يوصلك إلى أي مكان، وبدلاً من ذلك؛ تذكَّر الكلمات التي تلقيتَها من الأشخاص الذين قدموا لك المشورة ومن حكمتك الداخلية، وتذكَّر أنَّك سوف تقع في الأخطاء؛ لذا، أَعلِن بصوت عالٍ: “لقد ارتكبتُ خطأ ما وأنا غاضب من نفسي”، ثم توقف عن التفكير وقول أي شيء آخر، وفي اليوم التالي، انهض من جديد وتابع طريقك بعيداً عن هذه الأفكار، ولا تدع أشياء مثل الحوار الداخلي عديم النفع وغير الدقيق والتخريب الذاتي تُبطِئك.

7. التعلُّم من أخطائك:

ينبغي عليك أن تعود إلى فكرة أنَّ الأخطاء تحدث وأنَّها تحدث لسبب ما؛ وذلك حتى تتمكَّن من معرفة ما لا يجب فعله؛ إذ إنَّ عبارة “أنا غاضب من نفسي” يجب أن تكون الحافز لفهم الأمر بشكل صحيح؛ لذلك يجب أن تتوقف وتستكشف الدرس الذي يجب أن تتعلمه من هذا الخطأ وتسأل نفسك: ما هو الشيء الوحيد الذي لن تفعله للمضي قدماً؟ وماذا أخذت أيضاً؟

ربما يوجد أشخاص تحتاج إلى التحدث معهم لتهدئة الأمور، وقد تحتاج إلى إجراء بعض تصحيحات المسار للمضي قدماً في اتِّجاه أكثر إيجابية.

مؤخراً، شاركتُ في محادثة مهنية محورية لم تسر على ما يرام على الإطلاق، فقلت في نفسي: “أنا غاضب من نفسي”؛ وذلك لأنَّني تحدثت كثيراً في الوقت الحالي لمحاولة تصحيح الأمور، بينما كان الصمت هو أفضل بديل.

لقد تعلمتُ من هذا الخطأ بدلاً من المبالغة في الحديث؛ إذ إنَّه أحياناً يكون مجرد التوقُّف والاستماع هو المطلوب، ومن ثم مارستُ قدراً أكبر من ضبط النفس عند الحاجة وابتعدت عن محادثاتي المهنية بنتائج أفضل وثقة أكبر.

8. تخصيص وقتٍ لنفسك:

إنَّ قول: “أنا غاضب من نفسي” هو أحد أفضل الدوافع لتكون سعيداً من نفسك مرة أخرى؛ إذ إنَّ ممارسة التمرينات الرياضية وإعادة التركيز والاسترخاء وإحاطة نفسك بالمشتتات الصحية ليست سوى بعض من الخيارات التي تُتيح لك مكاناً أفضل.

في كثير من الأحيان، يعتقد الناس أنَّ أفضل طريقة للتغلب على شيء ما هي العودة إليه مباشرة، مهما كان أو أينما كان الخطأ، وفي حين أنَّ هذا الأمر ينجح مع الكثيرين؛ إلَّا أنَّه في المقابل قد يحتاج الآخرون إلى القليل من الوقت والمجال لترتيب الأمور، ولا بأس بذلك؛ إذ إنَّ الابتعاد عن الموقف لفترة من الوقت وأخذ استراحة من أجل الصحة العقلية يمكن أن يفعل المعجزات لتصفية ذهنك، وقد يمنحك أيضاً قدراً أكبر من الوضوح.

في الوقت الحالي، قد تكون قريباً جداً من ارتكاب الخطأ للحصول على منظور واضح، وتذكَّر، لا بأس في التراجُع لفترة من الوقت وتصفية ذهنك دون الشعور بالذنب بشأن قضاء بعض الوقت لنفسك؛ إذ ستضع إعادة الضبط الذهني هذه بعض المساحة بينك وبين ارتكاب الأخطاء؛ لذا، يمكنك العودة منتعشاً وفي حالة أفضل للتقدم والمضي قدماً.

9. ممارسة مهارات الاسترخاء:

إنَّ ممارسة تمرينات التنفس العميق واليوغا والتأمُّل يمكن أن تفعل المعجزات لمساعدتك على الاسترخاء والتقليل من مشاعرك المحتدمة.

تماماً مثل التمرين، قد تكتشف أنَّ هذا النوع من التنفيس والتجديد لن يساعدك فقط على التغلب على غضبك؛ بل سيساعدك أيضاً على تصفية ذهنك واستعادة ثقتك بنفسك، وقد يكون هذا هو الوقت المناسب أيضاً لبناء تمرين الاسترخاء الشخصي الخاص بك؛ لذا في المرة القادمة التي ترتكب فيها خطأ، يمكنك إحاطة نفسك بأجواء تعزز الشفاء والتعافي وتهدئة عقلك وجسدك وروحك.

10. مسامحة نفسك:

الخطأ من صفات الإنسان، والغفران بيد الله، نحن نعلم أنَّ هذا الأمر صحيح ولكن لا نمارسه دائماً؛ إذ إنَّ الغفران هو الطريق الصحيح للشفاء، وربما تكون قد سمعت العديد من القصص حول الطريقة التي يساعد الغفران بها الأشخاص على الخروج من وضع مظلم للغاية بما في ذلك التعافي من المرض.

المسامحة حل قوي وهي الطريقة الوحيدة للمضي قدماً؛ لذا إليك هذا التحدي الأخير: كيف يمكنك تحويل عبارة “أنا غاضب من نفسي” إلى “أنا أسامح نفسي”؟

أفكار أخيرة:

عندما تجد نفسك منزعجاً من كل – ما يمكن أو كان أو ينبغي أن يكون – هذه المشاعر التي تصاحب الفكرة الشاملة “أنا غاضب من نفسي”، فلن يكون لديك المزيد من الأعذار كي تتخبط في مشاعر الغضب التي تزيد عن حدها.

يمكن أن تساعدك تجربة واحدة أو كل من الاستراتيجيات المذكورة أعلاه على تقليل الفترة بين ارتكاب الخطأ والاستمتاع بلحظة إدراكك للخطأ؛ إذ إنَّ إدراك حقيقة أنَّك إنسان ولديك أشخاص يؤمنون بك، وتمتلك موارد لدعمك، ولديك فرصة ذهبية للتعلُّم والمضي قدماً، يجب أن يكون كل ما تحتاج إليه لجعل الغد أفضل ولبناء مستقبل أفضل.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!