3 طرق تمكن النساء تحويل الخوف من الفشل إلى دافع للعمل

عليَّ أن أعترف أنَّني صُدمت في البداية من الإحصائيتين التاليتين اللَّتَين ذُكِرتا في تقرير أعدَّه موقع أميريكان إكسبريس أوبن (American Express Open) عام 2017 حول وضع الشركات التي تملكها النساء في الولايات المتحدة. هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة فيلينا هانسون (Felena Hanson)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها في تحويل الفشل إلى دافع للعمل.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة فيلينا هانسون (Felena Hanson)، والتي تُحدِّثُنا فيه عن تجربتها في تحويل الفشل إلى دافع للعمل.

  • حوالي 90% من هذه الشركات ليس لديهم أبداً مُوظفون بدوام كامل.
  • 3% فقط من النساء المؤسِّسات تجاوزنَ حاجز المليون دولار في المبيعات السنوية.

بالنظر إلى حقيقة أنَّ النساء يخضن تجربة ريادة الأعمال بمعدل يساوي ضعف معدل الرجال، فقد أدهشني أنَّ معظمهنَّ لا يغامرن بتوسيع نطاق العمل، فهل يخفن من المخاطر المتعلقة بذلك؟ أم هل هو خوف مطلق من الفشل؟ بالنسبة إلى العديد من النساء، قد تكون فكرة تحمُّل مسؤولية سبل عيشهن ومعيشة الآخرين أمراً شاقاً، وفي معظم الأوقات، يتطلب الأمر تعيين موظفين أكثر لتوسيع نطاق عمل تجاري ليتجاوز حاجز المليون دولار.

تنبع الإجابات عن هذه الأسئلة جزئياً من الطريقة التي نشأنا بها، فغالباً ما يتم تشجيع الفتيات على التناغم والانسجام مع الجميع، ويمكن أن يتجلى هذا بسهولة في السعي إلى إرضاء الناس؛ حيث نريد أن يحبنا الجميع، بالإضافة إلى طريقة تصوير وسائل الإعلام للمرأة، فإنَّ النساء أكثر عرضة ليكنَّ في موقع السيطرة؛ حيث نتعلم منذ الصغر أنَّنا محط أنظار الجميع؛ لذا علينا أن نهتم أكثر بكل ما نقوم به.

ونتيجة لذلك، تميل النساء إلى السعي لتحقيق الكمال في كل شيء، فغالباً ما نتعامل مع النقد تعاملاً شخصياً للغاية، كما نتعلم ألَّا نلفت الانتباه كثيراً لأنفسنا، خوفاً مما قد يعتقده الآخرون عنا، من ناحية أخرى، يُشجَّع الرجال على الفشل والتخبط، وذلك بهدف التعلم.

أرى المئات من رائدات الأعمال الطموحات يتقدَّمن ببطء في عملهن؛ حيث لا يكشفن عما يعملن عليه حتى يصبح جاهزاً ومثالياً، وفي بعض الحالات، لا يكشفن عنه مطلقاً، يجب أن نشجع الفتيات على تبنِّي مقولة: “إنجاز العمل أفضل من الكمال”.

مثل معظم النساء، لم أتعلم أبداً أن أكون طموحة؛ حيث شاهدتُ والدتي تركز طاقتها على رعاية عائلتها وحمايتها، وكانت هذه أولويتها، فقد قامت بكل شيء لمنحي أنا وإخوتي فرصاً أفضل، غالباً ما تكون مخاطر إدارة عمل تجاري بالنسبة إلى النساء اللواتي لديهنَّ أطفالاً في المنزل هي الشؤون المالية للأسرة والوقت والسمعة الشخصية.

أخيراً، يتم تعليم النساء أنَّهن بحاجة إلى فعل كل شيء للحصول على كل شيء، ففي مجتمعي، أرى النساء يتعاملن مع كل جانب من جوانب أعمالِهن، ويترددن في تفويض حتى المهام الإدارية البسيطة أو الاستعانة بمصادر خارجية لإدارة جوانب من أعمالهن التي تقع خارج نطاق خبرتهن الأساسية؛ حيث سيرتبكنَ ويعانينَ ويماطلنَ قبل أن يستثمرن في مصدر خارجي.

إذاً، كيف نتخلص من ضرورة الكمال وتأثير الرأي العام فينا؟ علينا التحلِّي بالجرأة، والتي نطورها من خلال اتخاذ قرارات تتعلق بأمور خارج منطقة راحتنا؛ حيث يمكننا أن نبدأ بإيجاد نسوة ناجحات للاقتداء بهن، والاعتراف بإنجازاتنا ومرونتنا، ودفع أنفسنا بثقة:

1. البحث عن نساء مُلهمِات للاقتداء بهن:

من الناحية الإحصائية، يصعب العثور على نساء في قمة النجاح في مجالاتهنَّ مقارنة بالرجال، ثلاثة فقط من بين أغنى 25 أمريكياً هم من النساء، ونسبة النساء في قائمة فورتشن 500 (Fortune 500) أقل من 5%؛ لكنَّهن موجودات، والعثور عليهن يستحق مجهودك؛ وذلك لأنَّه سيزيد من فرصك في النجاح.

عندما تجدينَهُنَّ، تحققي من الأمور التي تثير مخاوفك؛ إذ يمكنك تحقيق أهدافك، وتذكري أنَّه حتى ممثلات عالميات مثل ناتالي بورتمان (Natalie Portman) وكيت وينسلت (Kate Winslet) وجودي فوستر (Jodie Foster) يتحدثن عن الشك الذاتي ومتلازمة المحتال؛ لذا لست وحدك من تعانين من ذلك.

ضعي قائمة بالصفات التي تتمتع بها هؤلاء النساء، والتي تجعلهن أكثر نجاحاً وتحتاجين إليها أكثر واعملي على تطويرها، تأكدي فقط من أنَّك لا تقسين على نفسك، فلعلَّك واجهت الكثير من الظروف والقرارات الصعبة بمرونة وشجاعة، قد تكون قلة خبرتك في هذه المجالات الجديدة هي أعظم نقاط قوتك.

تتحدث الممثلة الأمريكية ناتالي بورتمان (Natalie Portman) في خطابها في حفل التخرج في جامعة هارفارد (Harvard) لعام 2015، عن الثقة بالنفس، فتقول:

“في بعض الأحيان قد يؤدي شعورك بانعدام الأمان وقلة خبرتك إلى تبنِّي توقعات الآخرين أو معاييرهم أو قيمهم، ولكن يمكنك تسخير قلة الخبرة هذه لتحديد مسارك الخاص”.

2. الاعتراف بإنجازاتك ومرونتك:

الانطباع أمر في غاية الأهمية، فما هو انطباعك عن نفسك وجهودك؟ الاحتفال بما تحققين على طول المسار هو أحد الطرائق الفعالة لتقدير إنجازاتك، والأمر الآخر الهام هو أن تنظري إلى ما حققتيه من وجهة نظر محايدة مراراً وتكراراً، وأن تدركي أنَّ الخوف استجابة طبيعية للسعي وراء ما يستحق العناء.

لا يعني ذلك ألا تخافي أبداً؛ وذلك لأنَّنا جميعاً قابلين للتأثر، ولكن عليكِ أن تخاطري في سبيل تحقيق أهدافك؛ بحيث تكونين على استعداد لفقدان الراحة في أثناء نموك، وهذا يعني أيضا أنَّنا يجب أن نواجه أكبر ناقد لدينا؛ وهو أنفسنا.

تقول الباحثة برين براون (Brené Brown) في خطاب تتحدث فيه عن الطبيعة البشرية: “نحن ننتقد ذاتنا للغاية، ونكوِّن صورة مثالية عن الشخص الذي يُفترض أن نكون عليه؛ حيث يكبت الكثير منا في نهاية المطاف الجوانب التي لا تتوافق مع تلك الصورة المثالية من أنفسنا”.

يمنحنا إظهار تلك الأجزاء المكبوتة من أنفسنا في كثير من الأحيان، الفرصة لتعزيز شجاعتنا وقوتنا، وتعميق منظورنا، يمكن أن يذكِّرنا إجراء تقييم ذاتي بنقاط قوتنا الحقيقية، والتي ربما نكون قد نسيناها عندما كان الخوف يعترض طريقنا.

3. الثقة بمواهبك بما يكفي لدفع نفسك:

هناك أسباب تجعل أقل من 3% من جميع رائدات الأعمال يحصلن على 1 مليون دولار من الإيرادات، على الرغم من حقيقة أنَّه على مدى العقد الماضي، نَمَت الشركات التي تمتلكها النساء نمواً أسرع من المتوسط الوطني، ولعلَّ الخوف الشائع من المخاطر المحسوبة هو أبرز تلك الأسباب، وخاصة المخاطر المالية.

علينا أن نحيط أنفسنا بأشخاصٍ يتحدوننا لتطوير أعمالنا، ويشجعونَنا عندما يسمعونَنا نتحدث عن افتقارنا إلى المهارات أو الموارد، هناك موارد كثيرة وإمكانات غير محدودة في العالم؛ لذا علينا أن نؤمن أنَّنا بارعون بما يكفي للمطالبة بهم، والسعي وراءهم.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!