5 أفكار فعالة للعناية بالنفس حينما ترهقنا الحياة

لا يمكن لأحد أن يميز طبيعة التوتر الذي يعانيه، فهو يؤثر في الجميع بطرائق مختلفة؛ وبغضِّ النظر عن طريقة ظهور التوتر في حياتك، إلَّا أنَّه موجود بالفعل؛ وعندما يظهر، يُسيطر عليها، ويُصعِّب عليكَ تركيز الاهتمام على لحظات الحاضر أو إظهار الامتنان لما تملكه في حياتك. نقدم لك في هذه المقالة 5 أفكار للاهتمام بالنفس ومكافحة التوتر في حياتك.

كيف يظهر التوتر؟

قد يكون التوتر على المستوى البدني سبباً للعديد من الأمراض المعروفة، كالصداع أو الأرق أو التشنج العضلي أو الآلام العامة؛ فعندما نمر في مواقف عصيبة وحرجة، ينشط جسمنا الاستجابة لحالة الكر أو الفر، ووفقاً للمعهد الأمريكي للتوتر (the American Institute of Stress): عندما يمر الجسم بهذه الحالة الناتجة عن التوتر، يُنشَّط الجهاز العصبي الودي فيه بسبب إفراز الهرمونات المفاجئ، والذي يحفز بدوره الغدد الكظرية، ممَّا يؤدي إلى إطلاق الكاتيكولامينات التي تحتوي الأدرينالين والنورادرينالين، ويؤدي ذلك إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم ومعدل التنفس.

لماذا يعدُّ هذا الأمر هاماً؟ في الوقت الذي تكون فيه استجابة الكر أو الفر مفيدة للغاية عندما نتعرض إلى مواقف تهدد بقاءنا على قيد الحياة، لا يعدُّ كل موقف نواجهه رهيباً وأليماً؛ ومع ذلك، لا تعرف أجسادنا كيف تفرق بين مثل هذه السيناريوهات، إذ اعتادت بدلاً من ذلك على رؤية كل موقف مرهق على أنَّه رهيب ومؤلم، لذا أضحينا نقع تلقائياً في فخ استجابة الكر والفر هذه، ما يسبب لنا الإرهاق؛ ذلك لأنَّ أجسادنا تتصدى دائماً لتهديدات لا تشكل أي خطر حقيقي وتتهرب منها.

أمَّا على المستوى العقلي والعاطفي، فوفقاً لمركز مايو كلينك (Mayo Clinic): “يمكن أن تؤثر أعراض التوتر في جسمك وأفكارك ومشاعرك وسلوكاتك”، فكل شيء مترابط بعضه مع بعض، فعندما تتأثَّر أجسادنا بسبب التوتر، ينتقل هذا التأثر تباعاً إلى طريقة تعاملنا مع أفكارنا ومشاعرنا؛ لذا يكون من الشائع رؤية ارتباط بين الاكتئاب والقلق عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع التوتر.

كيف تتغلب على التوتر؟

نقدم لك فيما يأتي 5 أفكار للاهتمام بالنفس ومكافحة التوتر في حياتك:

1. ابدأ بتمرين تفريغ الدماغ عن طريق الكتابة:

حينما يفيض رأسك بالأفكار، يصبح من الصعب جداً أن تعيش لحظات الحاضر أو تحافظ على تركيزك، وقد يؤثر ذلك فيك في العمل أو في حياتك الشخصية، ويبدو الأمر كما لو أنَّ عقلك كان مليئاً بالأفكار التي تتنافس باستمرار على جذب انتباهك؛ وإذا تُرِِكت دون اهتمام أو رقابة، فقد يؤثر ذلك في أدائك أو حالتك النفسية؛ فالتوتر هو مجرد استنفاذ لطاقة التركيز لديك وتشتيت لأفكارك.

إحدى التمرينات التي تساعد في السيطرة على هذا الأمر، هو تمرين تفريغ الدماغ؛ ولتنفيذه، ابدأ اتخاذ وضع مريح مستخدماً القلم والورقة أو دفتر يومياتك المفضل ودون أي تنسيق أو وضع مقدمة، ثم ابدأ كتابة كل الأفكار التي تخطر في بالك، وعُدَّ ورقتك مساحة فارغة تضع عليها كل فكرة تراودك مهما كانت صغيرة أو غير هامة، ولا تفكر كثيراً كيف ستبدو، وإنَّما أعطِ أفكارك الفرصة لتخرج من رأسك؛ فبمجرد أن تصبح على الورق، لن تجذب انتباهك وتشغلك دون فائدة.

بمجرد كتابتها على الورق، اتركها كما هي، فنحن نميل أحياناً إلى إصلاح أفكارنا؛ وبدلاً من ذلك، حافظ عليها كما هي، وفكر في العودة إلى هذا التمرين يومياً أو كلَّما شعرت أنَّ ذهنك ورأسك مليء بالأفكار.

2. ابذل مجهوداً بدنياً لتتخلص من التوتر:

لا يوجد علاج أفضل من تحريك الجسم عندما تشعر بثقل التوتر، حيث يظهر تعب اليوم والتوتر الذي نشعر به واضحاً على أجسادنا؛ وإذا مررنا بيوم عصيب خصوصاً، يؤثر ذلك في طاقتنا، ونشعر بعدم الاستقرار؛ وتكمن هنا أهمية التحرك وبذل المجهود.

وفقاً لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية (Anxiety and Depression Association of America): ” لقد وجد العلماء أنَّ الممارسة المنتظمة لتمرينات الآيروبيك (aerobic exercise)  تقلِّل المستويات العامة للتوتر، وتُعدِّل المزاج، وتُعيد إليه الاستقرار، وتحسِّن النوم وتقدير الذات”.

ابحث عن نظام تدريبي يناسبك، والتزم به لبضعة أيام في الأسبوع، حيث وجد العلماء أنَّ ممارسة تمرينات الآيروبيك بين (10-15) دقيقةً يمكن أن يؤثر في جسمك؛ لذا اركض أو انضم إلى نادٍ رياضي أو مارس اليوغا أو ارقص، وكل ما يرفع معدل ضربات قلبك ويؤدي إلى بذل مجهود هو أحد الأفكار المثالية للاهتمام بالنفس لإبعادها عن التوتر والتخلص منه.

3. جِد معالجاً نفسياً:

لا تبدو كتابة أفكارنا ومشاعرنا أمراً كافياً أحياناً، وإنَّما باتت طريقة شائعة ومتوقعة؛ ومع ذلك، نحن بطبعنا معقدون ونرغب في فهم ومعالجة عواطفنا على مستوى أعمق، ولهذا السبب فإنَّ إجراء جلسة علاج منتظمة أمر مفيد للغاية، حيث يمكننا بحضور شخص محترف التحدث عن المواقف العصيبة والحرجة التي نمر بها؛ دون أن نضطر إلى كبت عواطفنا.

بالإضافة إلى ذلك، عندما نشعر بالتوتر، غالباً ما نرغب في التنفيس عن الأشياء وإخراجها من داخلنا؛ لذلك، فإنَّ وجود شخص يستمع إلينا ويوفر لنا المجال للتعبير عما بداخلنا بمثابة هدية من السماء، حيث نغادر الجلسة ونحن نشعر بالقوة، ونفرغ الضغط والتوتر الذي نشعر به، وقد نتمكن في نهاية الأمر من تلقي الإرشادات المناسبة من معالجنا النفسي في بعض المواقف التي تواجهنا.

4. قاطع روتينك اليومي بالقيام بشيءٍ آخر:

قد يبدو الأمر وكأنَّه أسلوب للخروج عن مسار يومك الاعتيادي، ولكن أعطِ فرصة لنفسك، وقاطع يومك بإدخال شيء جديد أو عشوائي إلى روتينك الرتيب أو النموذجي للغاية؛ فإذا كان يومك في العمل أو يومك المدرسي متشابهاً من حيث تسلسل الأحداث كل يوم، فيمكن أن تكون مقاطعته بشيء جديد مفيدة تماماً لإنتاجيتك وابداعك؛ فمثلاً: يمكنك التوقف مؤقتاً في منتصف اليوم لممارسة اليوغا في مكتبك، أو تشغيل قائمة الأغاني المفضلة لديك، أو الخروج لتناول وجبة الغداء؛ إذ إنَّ قيامك بذلك لن يحفز طاقتك خلال اليوم فحسب، وإنَّما يساعدك على التخلص من التوتر.

شاهد بالفديو: 9 خطوات للتخلّص من روتين الحياة اليومية

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/YUusDjD3R4M?rel=0&hd=0″]

كما ذكرنا سابقاً، عندما نكون قريبين جداً من موقف أو نزاع ما، نواجه صعوبة كبيرة في الابتعاد؛ فقد أضحينا مشغولين جدَّاً على الصعيدين العاطفي والذهني لدرجة أنَّنا لا نرى كيف يؤثر هذا القرب في صحتنا؛ لذا، قاطع كل ما تقوم به عندما تشعر بضغوطات مستمرة، وأنجز شيئاً ممتعاً وعشوائياً ومنعشاً ومجدداً للنشاط.

5. أنجز بعض تمرينات الطاقة الحيوية:

الطاقة الحيوية هي أي شيء يُنجَز لتحسين الدورة الدموية وتدفق الطاقة في الجسم، وقد تكون عبارة عن تدليك أو جلسة ريكي (تقنية تُسمَّى الشفاء بالكف أو ‏شكل من أشكال الطب البديل) (Reiki session) أو العلاج بتقويم العمود الفقري أو الوخز بالإبر؛ وكما ذكرنا سابقاً، يساعد تحريك الجسم في تحريك الطاقة المحجوبة أو المكبوتة، لهذا السبب تعدُّ ممارسة التمرينات أمراً هاماً؛ ومع ذلك، نحتاج في بعض الأحيان إلى جلسة يقدم لنا فيها شخص مختص هذا النوع من العلاج.

أفكار أخيرة:

للأسف، يعدُّ التوتر جزءاً من حياتنا، وهو يؤثر في حالتنا الجسدية والعقلية والعاطفية؛ لهذا السبب فإنَّ ممارسة التمرينات بانتظام تشكل أهمية بالغة، بالإضافة إلى التحفيز الذهني وإطلاق العنان للمشاعر.

ليس بالضرورة أن تحميك أفكار الاهتمام بالنفس المذكورة أعلاه من الشعور بالتوتر، لكنَّها ستساعدك على إدارته إدارة أفضل.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!