5 نصائح لكي تعبر عن مشاعرك بالطريقة الأمثل

ربما قد ترغب بالتعبير عن المشاعر التي تعتريك لكنك لا تفعل مفضلا كبت مشاعرك لأسباب عديدة منها الخوف، في هذا المقال نوضح لك الطريق الأمثل للتعبير عن مشاعرك، تابع معنا.

حسناً، لقد مرَّ جميعنا بذلك، فقد عشنا جميعاً فترة مراهقة كان معظمنا فيها شديد التأثر والغضب، وكانت هرموناتنا تنقلنا من حالة الغضب إلى اليأس والإحباط برمشة عين؛ بحيث لم نكن نقوى على الحديث مع أصدقائنا وأهالينا دون أن نفقد السيطرة على أعصابنا، كما كنَّا نشعر بالغضب تجاه أنفسنا والجميع.

لهذا السبب، ترى بعضنا قد تعودوا أن يكبتوا مشاعرهم ويدفنوها عميقاً في دواخلهم، ونادراً ما يعبِّرون عنها، ويهدفون إلى المهادنة والحرص على إرضاء الجميع عدا أنفسهم.

ماذا يسبب كبت المشاعر؟

لن يفلح كبت المشاعر في التخلص من الأحاسيس والأفكار السلبية؛ ذلك لأنَّ مشاعرك تلك ستبقى موجودة مهما حاولت إخفاءها، ولن تدرك كيف تعبِّر عنها بطريقة فعالة؛ وإن حدث وحاولت ذلك، تكون النتيجة أنَّك تتكلم بطريقة سيئة، ولن يرضيك ذلك أو يرضي من تتحدث معه، وقد يتسبب لك بالإحباط.

لعلَّك قد تنظر إلى الأمور في تلك الحالة من مبدأ: “كل شيء، أو لا شيء”؛ بمعنى أنَّك إن لم تعبِّر عن مشاعرك بالطريقة الأمثل، فسترفض أن تعبِّر عنها من الأساس؛ إلَّا أنَّ هذه المشاعر ستبقى موجودة، سواء أعبَّرت عنها أم لا؛ لذا ستظن أنَّك لن تقدر على أن تغير ما تشعر به؛ لكن مهلاً، هل حقاً لن تقدر على ذلك؟

كيف تعبر عن مشاعرك بالطريقة الأمثل؟

الجواب هو بلى، واسأل علماء النفس إن أحببت؛ إذ يُجمع علماء النفس على فكرة أنَّ الجميع يقدرون على أن يغيروا أنفسهم وطرائق تفكيرهم ونوعية مشاعرهم، وإحدى طرائق التغيير المتبعة للقيام بذلك هي أن تبدأ تدريجياً وبروية في نقل مشاعرك إلى الآخرين بطريقة لا تؤذيك أو تؤذيهم؛ وللقيام بذلك، يقترح أحد الأطباء النفسيين خمس خطوات تساعدك على تخطي مشاعرك السلبية وتزيد من ذكائك العاطفي، وهي:

1. إدراك مشاعرك في الأوضاع الحيادية:

قد يميل بعضنا إلى التعامل مع الأمور بمنطقية، فتراهم يُجِيدون وصف أفكارهم أكثر من وصف عواطفهم؛ لكنَّ ذلك سيجعلهم عرضة إلى عدم التعرف على الفروقات الشعورية البسيطة في أنفسهم والآخرين.

إنَّ فهم الفارق بين عاطفتين متشابهتين ظاهرياً، مختلفتين فعلياً -كالشعور بالذنب والعار، أو مجرد تعلُّم مزيد من الكلمات من أجل التعبير عن تلك المشاعر بدقة- هو ما يحدد أسس إدارة المشاعر، ويزيد وينمِّي الذكاء العاطفي، ويعود علينا بفوائد جمَّة على صعيد حياتنا الشخصية والمهنية.

لذا كلما تعرضت إلى وابل من المشاعر المتضاربة، انظر إليها كما ينظر محقق جنائي إلى قضية يعمل على حلها، وصِف لنفسك أثر مشاعرك في جسدك، وسمِّها، ودرِّب نفسك على اكتشاف مشاعر الآخرين وتمييزها عبر استكشاف المواقف العاطفية التي تراها في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وتعرَّف على تلك العواطف وميِّزها وافهمها، ومن ثم فتِّش عنها عند الآخرين؛ فمثلاً:

  • اسأل من تهتم لأمرهم كيف يشعرون تجاه أحد الأمور، وضع تسمية للمشاعر التي يشعرون بها.
  • عبِّر عن مشاعرك في مواقف محايدة، كأن تشارك الآخرين مشاعرك تجاه كتاب أو برنامج تلفزيوني أو موقف حدث مع أحدهم في العمل.
  • استخدم تلك المدخلات في وضع قائمة بالمشاعر، وذلك لكي تساعدك على تحديد ووصف مشاعرك بدقة.

2. مشاركة مشاعرك مع الشخص المناسب:

نظراً إلى ذلك الكم الهائل الذي نراه من رسائل التواصل الاجتماعي والاعترافات التي ينشرها المشاهير على حساباتهم، فقد نظن أنَّنا بحاجة إلى نشر كل شيء يحدث معنا بغرض التعبير عن أنفسنا، إلَّا أنَّه يتعين علينا في حقيقة الأمر أن نشارك ذلك وفقاً لحدود وضوابط محددة بدقة.

يقول علماء النفس أنَّه يتعين علينا بناء “رصيد اجتماعي” قبل أن نشارك مشاعرنا وأحساسينا، إذ لا يعبِّر أولئك الذين يشاركون مشاعرهم من منطلق الحصول على بعض الاهتمام أو تلبية الاحتياجات غير المستوفاة عن مشاعرهم بالطريقة الصحيحة؛ لكن عندما نؤسس لعلاقة مبنية على مئات من الأسرار الصغيرة المتبادلة، تصبح هذه العلاقة أقوى وأكثر مرونة.

لهذا تجد أنَّ الأصدقاء الذين يعرفون بعضهم بعضاً منذ زمن طويل على دراية كاملة بجميع أسرار كل شخص منهم، وأنَّهم عندما يتشاطرون مشاعرهم ويفتحون قلوبهم ويتحدثون عن نقاط ضعفهم، يقومون بذلك لأنَّهم يعلمون علم اليقين بأنَّ أحدهم لن يحكم على الآخر أبداً؛ لذا تجد أنَّ علاقتهم تتعمق وتنمو.

شاهد بالفيديو: 6 مفاتيح أساسية للتواصل بشكل فعّال مع الآخرين

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/hqZAvav3xLU?rel=0&hd=0″]

3. تحرِّي المنطقية في طريقة تعبيرك عن مشاعرك:

كل المشاعر صحيحة بناءً على ما تشعر به في لحظة معينة، ولكن ليست جميعها نابعة من مكان صحي ومفيد بداخلك؛ لذا عندما تشعر بأحاسيس قوية، اسأل نفسك السؤالين الآتيين قبل أن تعبِّر عنها:

  • ما الذي تريد أن يحدث بعد ذلك؟
  • ما هي العواقب المحتملة التي ستنتج عن التعبير عن نفسك بهذه الطريقة؟

ستوفر لك تلك الأسئلة صورة شاملة، وتمنحك منظوراً شاملاً لرد فعلك العاطفي الفوري؛ وهو ما يساعد على كبح جماح غرائزك المباشرة وجعلك أكثر مراعاة في ردة فعلك.

4. استخدام اللغة المناسبة للتعبير عن نفسك:

لا يعني التعبير عن مشاعرك بفاعلية أن تلوم الآخرين، ويحدث ذلك عندما نقول للآخرين عبارت مثل:

  • “أنت تغضبني كثيراً”.
  • “وجودك يجعلني أتوتر”.

حيث تسهم لغة مثل هذه في تأجيج الموقف؛ لذا تجنَّب إلقاء اللائمة والاتهامات، وتحدَّث عن السلوك وكيف أثَّر في عواطفك بدلاً من الحديث عن الشخص نفسه، حيث يخلق هذا مساحة للرد بالنسبة إلى الشخص الآخر.

بدلاً من أن تقول: “أنت تغضبني كثيراً”، قل: “لا أحب أن تنتقد عملي بهذه الطريقة، إذ يشعرني ذلك بالغضب”؛ وبدلاً من قول: “أنت شخص وقح ولا تحترم الآخرين”، قل: “عندما تتأخر عن موعدنا دون أن تخبرني، أشعر أنَّك لا تحترم وقتي”.

إنَّ طريقة تعبيرك عن مشاعرك محض اختيار، ويمكنك بناء عليه استخدام لغة مناسبة للتعبير عن نفسك بفاعلية عوضاً عن مجرد الرد.

5. اختيار الطريقة الأمثل للتعبير عن نفسك:

يمكن أن تؤثر شخصيتك في الطريقة التي تختارها للتعبير عن مشاعرك وطريقة تلقي الآخرين لذلك، وغالباً ما تكون المحادثة وجهاً لوجه فعالة أكثر عند مناقشة المواضيع الشائكة؛ وذلك بسبب أنَّ احتمالية سوء التفسير تقلُّ في تلك الحالة.

إن كنت أحد الأشخاص الانطوائيين ولا تملك سوى صديق واحد تجري معه أحاديث معمَّقة، فتحدَّث معه عن مواضيعك الشائكة أو الشخصية وأنتما تتنزهان؛ إذ سيوفر ذلك حيِّزاً كافياً يقلل من حدتك.

يحتاج الانطوائيون إلى أن يضمنوا مشاركتهم بالحديث، ويصغوا إلى ما يقوله الآخرون لهم؛ بينما يحتاج الأشخاص الاجتماعيون إلى إعطاء المجال للطرف الآخر من أجل المشاركة في الحديث؛ كما يفضل الانطوائيون أن يتوفر لهم الوقت الكافي لمعالجة المعلومات والنظر في أسلوب الرد عليها.

لن تقدر إلَّا على تغيير نفسك:

بغضِّ النظر عن مدى قدرتك في التعبير عن مشاعرك، فلا يمكنك إجبار الآخرين على الاستجابة بطريقة معينة لمجرد أنَّك تريدهم أن يقوموا بذلك، وكل ما يمكنك القيام به هو أن تعبر لهم عن الطريقة التي تؤثر فيها تصرفاتهم عليك؛ أمَّا كيف يقررون التعامل مع هذه المعلومات ويردون عليها، فهو أمر متروك لهم، وهو درس آخر عليك أن تتعلمه في هذه الحياة.

لذا اعلم أنَّك عندما تخوض في محادثة معينة بكامل طاقتك بهدف أن تغير وجهة نظر أحدهم، فعلى الأغلب أنَّك ستفشل في هذا؛ لذا افصل نفسك عن نتيجة التعبير عن مشاعرك قدر ما تستطيع، واحرص على أن تكون نزيهاً مع نفسك بدلاً من حثِّهم على الاقتناع بأنَّك مصيب فيما تقول؛ إذ تتوفر لديك السيطرة على الحالة الأولى، لكن ليس على الثانية.

عبِّر عن مشاعرك بفاعلية من أجلك والآخرين:

إن نجحت بإيصال مشاعرك إلى الآخرين، فيمكنك عندئذ أن تكوِّن علاقات أعمق وأجدى معهم؛ إذ يزيد إيصال مشاعرك من التعاطف في نفسك ونفس الشخص الآخر.

لذا كلما تحدثت عن مشاعرك، حاول التعبير عنها بطريقة غير مؤذية، لتكون عندئذ أفضل حالاً ممَّا كنت عليه من قبل؛ لذا:

  1. تواصل مع الآخرين بلطف.
  2. عبِّر عن نفسك بفاعلية.
  3. أطلِع الشخص برفق على ما تشعر به.

وهو ما من شأنه أن يحسن حياتك، ويجعلها أكثر إشراقاً.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!