6 خطوات بسيطة لتكون سعيداً

اختيار السعادة ليس أمراً سهلاً، لكنَّه يستحق أن نحاول ذلك؛ إذ يمكنك أن تجد السعادة حتى من دون البحث عنها، ببساطة عن طريق الحضور وتقدير اللحظة، ومن خلال العثور على أكثر ما تقدِّره وتهتم به وتسعى إلى تحقيقه، والنقطة الهامة هي حقيقة أنَّه يمكنك العثور عليها، وأنَّ هذا الشيء ممكن.

تدور السعادة حول تغيير وجهة نظرك للأمور، وهي أن ترى نصف الكأس الممتلئ، إنَّها عقلية يمكنها تغيير كل شيء، فهدف أي شخص في الحياة أن يكون سعيداً في نهاية المطاف.

إليك 6 خطوات بسيطة لتكون سعيداً:

1. التدرب على استبدال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية:

تعمل هذه الخطوة على تغيير الطريقة التي تفكر بها لتصبح أكثر إيجابية؛ وذلك من خلال تحدي كل فكرة سلبية تخطر في بالك، لتسأل نفسك بعدها الهدف من وراء هذه الأفكار؟ عادةً ما يكون الهدف منها هو حمايتك وحماية ما تريد؛ لذلك ابحث عن فكرة أو هدف أكثر إيجابية نحو النتيجة التي تريدها، واستبدل الأفكار السلبية بأفكار إيجابية.

وهذا ما يسمى بالعلاج السلوكي المعرفي؛ حيث تحلل فكرة وتحاول أن تجعلها أكثر إيجابية؛ لذا يمكنك تحديد أهدافك بأفكار جديدة وأكثر إيجابية، بدلاً من الانجرار وراء الأفكار السلبية، ويمكنك القيام بذلك مع أي فكرة أو موقف.

إذا كنت عالقاً في ازدحام المرور وفكرت أنَّ كل شيء دائماً مروع، فأنت تبالغ في التعميم، بدلاً من ذلك فكر، “صحيح أنَّ هذا غير مريح، لكنَّني أعرف أنَّ الحياة لا تزال جيدة؛ وذلك لأنَّ…”؛ حيث يمكنك ملء الفراغ بما يحفزك على السعادة.

يمكنك طرح هذه الأسئلة على نفسك لاستبدال الأفكار السلبية بإيجابية في أثناء الحديث الذاتي السليم:

  • ما الفائدة التي يمكنني أن أحصل عليها من هذا الموقف؟
  • كيف يمكنني استخدام أفكاري؟
  • ما هي الدروس التي تعلمتها؟
  • ما هي الطريقة التي يمكنني تقديمها لشخص آخر في هذه الحالة؟
  • ما الذي يجب أن أتطلع إليه؟

استبدال الأفكار السلبية هو ببساطة إعادة التفكير فيها من منظور آخر، فبدلاً من ترك أفكارك السلبية تسيطر عليك قرر ما تريد التفكير فيه، فإذا وجدت السعادة، فسوف تخلق المزيد منها.

2. تقييم تحيزك السلبي:

يعني التحيز السلبي أنَّه لديك ميلاً للتركيز على السلبية أكثر من الإيجابية، فدائماً ما تراودك الأحداث أو الذكريات السلبية قبل الإيجابية، ونحن معتادون على التحدث مع أنفسنا بسلبية أكثر؛ حيث يستجيب المرء للأحداث السلبية أكثر ويستبعد الإيجابية منها، فما الذي يمكن فعله حيال ذلك؟ اعترف بهذا لنفسك واعلم أنَّ كل شخص يمكن أن يكون سلبياً بشكل طبيعي، لكن يجب أن تبحث عن الإيجابية بحثاً هادفاً، يقول أوندي كولبر (Aundi Kolber)، المعالج ومؤلف كتاب “حاول أن تكون لطيفاً” (Try Softer): “تمنحنا المشاعر معلومات وليس هوية”.

إذا كنت تعاني من السلبية، فاعلم أنَّك قد لا ترى كل شيء، فهناك الكثير من الأفكار الإيجابية التي يمكن أن تجدها.

3. الاستمتاع بالأشياء البسيطة:

تكمن السعادة في تقدير كل ما لديك وما تحب وما حولك، فابحث عنها وستجد أنَّها تبدأ بالأشياء البسيطة التي يمكن أن تُحدِث فرقاً أكبر.

لا تدع الحياة تمر عليك هكذا، في النهاية، أنت لديك القدرة على الاهتمام بالأمور الإيجابية، فما تراه متروك لك؛ لذلك كُن واعياً لما هو موجود حولك، وأنشئ قائمة امتنان لحياتك، وأسس لنفسك، وانتبه للأشياء البسيطة التي تجلب لك السعادة؛ حيث يمكن أن تكون محادثة مع شخص تحبه، أو يمكن أن تستمتع ببعض الوقت وحدك، أو قد يفيدك التنزه في الطبيعة، أو قراءة كتاب أو مشاهدة فلمك المفضل، فليس من الضرورة أن يكون أمراً غير عادي؛ بل يمكن أن يكون طبيعياً تماماً، لكن مهما كان ابحث عنه، فكل ما يتطلبه الأمر هو الانتباه وفتح عينيك.

ستجد أنَّك لست بحاجة إلى الكثير لتكون سعيداً؛ بل تحتاج فقط إلى التمسك بالأشياء الصحيحة.

4. التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين:

توقف عن التفكير في أنَّ السعادة موجودة فقط لدى الآخرين؛ وذلك لأنَّك ستؤذي نفسك، وليس من الجيد أن تعيش في حالة من السلبية مع نفسك ومع العالم من حولك؛ لذا انظر إلى مقدار ما قمت به وما يمكنك فعله، وتحدَّث مع نفسك بإيجابية، وأنَّك جيد بما فيه الكفاية وتستحق السعادة، فخيار الحديث الإيجابي أو السلبي مع ذاتك متروك لك.

تذكر أنَّ الناس يُظهِرون لك فقط ما يريدونك أن تراه، إذا نظرت إلى الناس عن قرب، سترى المزيد من نقصهم، ربما استغرق الأمر جهداً للوصول إلى مرحلة معينة من حياتهم، فلا أحد يمكنه تحقيق التوازن في حياته تحقيقاً كاملاً؛ لذلك ابحث عن السعادة من حولك، وبعد ذلك، ستتمكن من دعم الآخرين على طول الطريق؛ وذلك لأنَّك لن تحتاج إلى مساعدتهم، فما عليك سوى التفكير بإيجابية لتشعر بالسعادة، وهذا يأتي من داخلك، فالحياة أقصر من أن تبقى مركِّزاً على نجاحات الآخرين أو إخفاقاتهم؛ بل انظر إلى أهدافك وتنافس مع نفسك.

5. عدم تجاهُل مشاعرك:

يقول دكتور جابور ماتي (Dr. Gabor Mate): “عندما تكبت مشاعرك، فإنَّك تؤثر أيضاً في جهازك المناعي والعصبي؛ لذا فإنَّ كبت المشاعر، هو استراتيجية للبقاء على قيد الحياة، لكن قد تصبح بعد ذلك مصدراً للمرض الفيزيولوجي”.

يتعلق عدم التنظيم العاطفي بعدم القدرة على معالجة المشاعر والاستجابة لها، وهذا يؤثر في صحتك العامة، فعندما تتجاهل المشاعر السلبية في السعي وراء السعادة فإنَّك تُحدِث خللاً في التنظيم العاطفي؛ وذلك لأنَّ المشاعر السلبية أو مجرد كونك إيجابياً طوال الوقت (الإيجابية السامة) لن يمنع العواطف من الوجود؛ لذا تقبَّل حقيقة مشاعرك، ولا تنفصل عنها، فأنت تحتاج إلى تحليلها، وليس كبتها، قد تؤدي الأفكار المكتسبة من التفاعل مع مشاعرك وتوجيه نفسك إلى التعاطف مع الذات وفهم أفضل لنفسك واحتياجاتك، ومن ثمَّ السعادة.

6. التوقف عن التفكير في أنَّ السعادة موجودة في المستقبل:

لقد صاغ الطبيب النفسي روبرت هولدن (Robert Holden) مصطلح “إدمان المستقبل” (destination addiction)، فما كان يقصده أنَّ الناس مشغولون جداً بمحاولة أن يصبحوا سعيدين لدرجة أنَّهم يفوِّتون ماهية السعادة في الحاضر، فإذا كنت تعيش حياتك تنتظر السعادة، كالتفكير باستمرار في المستقبل سواء كان مشروعاً، أم علاقة جديدة، أم السفر، أم جني المزيد من المال، أم تحقيق نجاح في عملك أم تحسين مظهرك، فلا شيء منها خطأ في حد ذاته، لكن لا يجب أن تتعلق السعادة بالمستقبل؛ بل بالحاضر، ولا توجد وجهة بخلاف الاختيارات التي نتخذها الآن، فالاختيار الأكثر أهمية هو اختيار أن تكون سعيداً، والبحث عنها يجعلها أكثر صعوبة، وما يحدث في الحياة دائماً ما يكون محاطاً بقدر من انعدام اليقين؛ لذلك لا تضيع وقتك في انتظار حدوث السعادة؛ بل ابحث عنها.

في الختام:

السعادة شيء يبحث عنه الجميع، لكنَّك قد لا تجدها؛ وذلك لأنَّك تبحث في الأماكن الخاطئة، فيجب أن تنظر إلى نفسك، والأهم من ذلك كله، أن يكون لديك القدرة على اختيار الطريقة التي تقضي بها وقتك ومع من تقضيها، فالسعادة ليست بعيدة المنال؛ بل هي ملكك إذا سمحت لها بالدخول إلى حياتك؛ لذلك اختر السعادة، وسيكون كل شيء على ما يرام.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!