خمس طرق لاكتساب القدرة على التواصل مع الناس

إنَّ الطريقة التي نتواصل بها، تحدد إلى حد بعيد ما نختبره في الحياة؛ إذ تؤثر في مقدار ما نجنيه من المال، وفي كل علاقة نخوضها، وتحدد اتجاه حياتنا المهنية. إليك خمس حقائق لمساعدتك على اكتساب القدرة على التواصل مباشرة مع أي شخص تلتقي به.

Share your love

من الممكن أن يكون دخلنا محدوداً في حال عدم قدرتنا على ترويج منتجاتنا على نحو يثير رغبة العميل في الحصول عليها، أو عجزنا عن التعبير عما نطمح للحصول عليه من راتب في مقابلة عمل، أو طلب الحصول على علاوة من الإدارة، من جهة أخرى، سيغدو من الصعب التعمق في علاقاتنا إذا لم نتمتع بثقة بالنفس كافية للتعرف إلى أناسٍ جدد أو التمتع بالقدرة على حل النزاعات والتعبير عن أنفسنا.

لكن في الحقيقة، كم نتدرب في العادة على ممارسة هذه المهارة؟ في أغلب الأحيان، نميل إلى تجنب ذلك، ونُفضِّل تعلُّمه فيما نمضي قدماً في حياتنا، لسوء الحظ، خلال حياتنا، يكتسب معظمنا بعض العادات المدمرة والخفية بالوقت نفسه التي يكون من شأنها إفساد نقاشاتنا مع الآخرين، وتكمن المشكلة الأكبر في ظننا بأنَّ بعض تلك العادات هي بمنزلة آليات جيدة للتواصل.

لذلك عند تدريب القادة وغيرهم من الخبيرين الآخرين على كيفية تطوير الأداء البشري في العمل، يتم التطرُّق إلى تلك العادات السيئة كثيراً؛ وذلك لأنَّ فهم كيفية ارتباط السلوك الإنساني بعمل معين في إمكانه أن يكون بمنزلة ميزة تنافسية جيدة.

إليك خمس حقائق لمساعدتك على اكتساب القدرة على التواصل مباشرة مع أي شخص تلتقي به:

1. ينتبه العقل البشري إلى الإشارات الخفية:

عندما يتحدث شخص ما، فإنَّ عقله الباطن يتطلع إلى معرفة فيما إذا كان الناس مهتمين بما يقوله أم لا؛ وهي آلية دفاعية للتأكد من عدم إمكانية التعرض للإحراج أو الأذى من قبل البيئة المحيطة بنا؛ لذا سيعمل دماغنا على مراقبة كل شيء، انطلاقاً من لغة الجسد وتعابير الوجه وصولاً إلى الكلمات التي تُنطق.

عند الإصغاء إلى أحدهم، يجب ألا تشيح بنظرك عنه لمدة تزيد عن بضع ثوانٍ فقط؛ وذلك لأنَّه في اللحظة التي تبدأ فيها بالتحديق إلى أناس آخرين أو شاشات التلفاز أو النظر على نحو مستمر باتجاه آخر، تكون بذلك قد أفسدت النقاش؛ إذ يشعر الطرف الآخر بأنَّ ما يقوله غير هام، مما قد يسبب صدمة حقيقة من شأنها أن تؤثر سلباً في ثقته بنفسه؛ لذلك لا بد من أخذ الحذر عند الإصغاء إلى الآخرين، وسيكون من الجيد أن تستفسر من أصدقائك المقربين وعائلتك فيما إذا كان هناك أيُّ شيء مما تفعله في أثناء تحدثهم يؤدي إلى جعلهم ينفجرون غضباً.

2. لا يتعلق كل شيء بك:

إذا كنت تخوض نقاشاً وكان الطرف الآخر يتكلم، اترك له فرصة للحديث؛ حيث إنَّ الكثير من الناس يعتقدون أنَّ مقاطعتهم للقصة التي تُروى وربطها بحياتهم الخاصة، هي بمنزلة طريقة جيدة لتعزيز التواصل، في حين أنَّه لا ضير من القيام بذلك بتوازن، إلَّا أنَّ المبالغة فيه تصيب الطرف الآخر بالإحباط الشديد.

ليس في إمكانك بناء الثقة بينك وبين أحدهم، عند شعورهم بأنَّه في كل مرة يبدؤون فيها الحديث عن أمر يخصهم، ستقاطعهم؛ حيث إنَّ ذلك لا يؤدي إلى تشتيت تركيزهم الذهني والعاطفي في النقاش فحسب؛ بل يجعلهم مترددين في المستقبل حيال التحدث معك على الإطلاق.

3. الانتباه من الإدلاء بتعليقات غير مفيدة:

من منا ليس لديه ذلك الصديق الذي يحب محادثته دائماً، إلا أنَّه لا يستطيع الاستمرار في التركيز على ما نقوله على الرغم من نواياه الحسنة تجاهنا؛ إذ من السهل اكتشاف عند أي نقطة من الحديث توقف عن الإصغاء؛ حيث يميل إلى استخدام تعليقات أو ردود غير مفيدة ولا صلة لها بما نتحدث عنه،  والتعليقات غير المفيدة هي عبارات تقليدية نلجأ إلى قولها بغية أن نُظهر للطرف الآخر بأنَّنا ما زلنا نصغي إليه، مثل: “أجل” و”أوه، هذا رائع”  و”فهمتك” و”هذا مثير للاهتمام” وغيرها من العبارات الأخرى، لكن عندما تستخدمها للتظاهر بأنَّك مصغٍ، من الممكن أن يكون ذلك واضحاً بشدة ومشتِّتاً للانتباه.

مع تعدد المهام التي يترتب علينا إنجازها، نضطر جميعنا إلى التصرف على هذا النحو عند نقطة معينة، على أية حال، إذا لم يكشف بعد أحد تظاهرك بأنَّك مصغٍ، من الممكن ألا تدرك أبداً كم أنَّ ذلك واضح ويقلل من احترام الطرف المتحدث، وكقاعدة عامة: عليك دائماً الإصغاء إلى الآخرين كما تريدهم أن يصغوا إليك.

4. عدم التظاهر بأنَّك على دراية بكل شيء:

غالباً ما نميل إلى إظهار أنَّنا مثقفون وعلى قدر عالٍ من المعرفة عند التحدث إلى الآخرين؛ حيث يجد بعضنا صعوبة في الاعتراف بأنَّهم يتعلمون أمراً جديداً من المرة الأولى، كما يجد الكثير من القادة أنَّه من الصعب تقبُّل النصائح، نتيجة شعورهم بأنَّه يجب عليهم أن يكونوا على دراية بكل شيء وفي موضع توجيه الإرشادات فقط.

من ناحية أخرى، يتوق معظم الموظفين إلى إثبات أنفسهم؛ لذا يحاولون عدم الكشف عن أيٍّ من نقاط ضعفهم، على أي حال، فقد اختبرنا جميعاً ما يعنيه كونك تخوض حديثاً معتقداً بأنَّك تطرح أمراً هاماً، إلا أنَّك تجد الطرف الآخر بالكاد يعترف بأهميته.

بغضِّ النظر عن منصبك أو ما تتمتع به من خبرة، إذا أردت التواصل مع أحدهم أو التأثير فيه، عليك أن تشعره بأهميته، في كتاب “كيف يمكنك كسب الأصدقاء والتأثير بالناس”، تقضي القاعدة التاسعة للكاتب الأمريكي ديل كارنيجي (Dale Carnegie) بما يلي: “اجعل الشخص الآخر يشعر بأهميته واحرص على القيام بذلك بصدق”، عندما تُمكِّن الشخص الآخر من الإحساس بأهميته بالنسبة إليك، فإنَّ ذلك من شأنه أن يمنحه شعوراً جيداً وقدرة أكبر على الإفصاح إليك؛ لذا ابتعد عن الغرور، وحاول منعه عن التحكم بتصرفاتك وسلوكك.

5. التخطيط للمستقبل:

إذا كنت شخصاً ينتابه التوتر أو تصيبه حالة من الجمود خلال خوضه حديثاً ما، فخطِّط مسبقاً لما ستطرحه من أسئلة، وهذا ليس بغية جعل انفعالاتك آلية وتحولك إلى ما يشبه الرجل الآلي؛ بل بهدف تصفية ذهنك، وترتيب أفكارك وإكسابك الثقة بالنفس لتتمكن من الاستمتاع بخوض محادثة طبيعية سلسة.

تستطيع خوض أي حديث بمجرد أن تطرح الأسئلة الصحيحة؛ لذا لديك ثلاثة أسئلة مفتوحة، تحثُّك على التفكير في كل موقف من الممكن أن تتعرض له، يمكن تقسيم عمليات التفاعل المحتملة إلى:

  1. حدث للتواصل أو فرصة عمل محتملة.
  2. لقاء شخص جديد في حدث اجتماعي.
  3. مصادفة صديق.

يكمن الحل في طرح أسئلة غير ملغومة قادرة على دفع الطرف الآخر إلى التوقف للحظة والتفكير في الإجابة المناسبة، والشيء العظيم هنا يكمن في أنَّ محادثتك لن تكون مثيرة للاهتمام بالنسبة إلى الطرف الآخر فحسب؛ بل سيكون من الصعب عليه نسيانها.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!