كيف تتعامل مع التسويف؟

نقوم جميعنا بالتسويف أو تأجيل بعض الأمور إلى حدٍ ما، وفي بعض الأحيان قد يكون هذا الأمر مفيداً في إشارةٍ إلى إعادة تقييم شيء ما أو إتاحة المزيد من الوقت للقيام بشيء آخر.إذا كنتَ ترغبُ في تقليل مقدار التسويف الذي تمارسه أو التخلُّص منه، فإليك بعض النصائح.

Share your love

ومع ذلك، في كثيرٍ من الأحيان، يؤدي التسويف دوراً سلبياً في حياتنا؛ مما يجعل مكافأة صغيرة في الوقت الحاضر تصبح أكثر تكلفة في المستقبل، ينشأ التسويف في أغلب الأحيان من إجهاد أنفسنا وشعورنا بخيبة الأمل وعدم اغتنام الفرص.

إذا كنتَ ترغبُ في تقليل مقدار التسويف الذي تمارسه أو التخلُّص منه، فإليك بعض النصائح:

1. لا تتجنَّب القيام بالمهام الضرورية:

فكِّر في أحدث حالات التسويف التي استسلمتَ لها، فما هو الشيء الذي كنتَ تتجنَّبه بتأجيل العمل الذي كان عليك تحضيره؟

ربما كنتَ غارقاً في العديد من الخيارات واخترتَ تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من كل تلك الالتزامات، أو ربما كنتَ تشعر بالضيق من تحمُّل المسؤولية لأمرٍ ما؛ لذلك أَعدتَ ترتيب بعض الدروج بدلاً من ذلك، أو ربما شعرتَ بأنَّك لست أهلاً إلى المهمة الواقعة على عاتقك، واخترت القيلولة بدلاً من إنهائها.

يمكن أن يكون هناك الكثير من العبء العاطفي الكامن وراء أشياء قد تبدو بسيطة من الخارج مثل دفع الفواتير أو قراءة رسائل البريد الإلكتروني؛ حيث يؤدي تجنُّب هذه المهام إلى مزيد من الانزعاج في المستقبل، بينما يؤدي التعامل مع العمل مباشرةً في أغلب الأحيان إلى شعور كبير بالراحة والسعادة لإحراز تقدُّم في الأشياء الهامة.

2. سُدَّ الفجوة بين ما تفعله وما يجب أن تفعله:

عندما تكون هناك فجوة بين ما تعتقد أنَّه يجب عليك القيام به وبين ما تفعله، فإنَّك تواجه صراعاً في الأفكار ويمكن حتى أن تشعر بخيبة أمل في نفسك؛ مما يُضعِف ثقتك بنفسك ويشجع على المزيد من التسويف.

إنَّها الفجوة بين معرفتنا فيما يمكن أن نكون ومَن نحن حالياً، والتي إمَّا تشجعنا على أداء المهام أو عدم القيام بها وتوسيع تلك الفجوة.

شاهد بالفيديو: 8 علامات تشير إلى أنَّك لا تدير وقتك بشكل فعّال

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/ucU_Zlpsawo?rel=0&hd=0″]

3. اجعل المهام قصيرة وممتعة:

بدايةً، إدراك أنَّ البدء بالعودة إلى مسار العمل الصحيح هو الجزء الأصعب؛ لذا اجعل البداية سهلة؛ حيث يمكن تبسيط البدء بتعريفه بطريقة صغيرة قدر الإمكان.

بدلاً من تحديد هدف تصفح جميع رسائل صندوق البريد الإلكتروني الخاص بك، على سبيل المثال، حدِّد هدفاً يتمثَّل في معالجة خمس رسائل بريد إلكتروني أو حتى رسالة بريد إلكتروني واحدة إذا كان هذا يبدو قابلاً للتنفيذ، وحتى واحد أفضل بكثير من لا شيء ويمكن الاحتفاء بذلك بِعَدِّهِ تقدماً، فالسحر في البدء على نطاق صغير هو أنَّك ستشعر ببعض الزخم ومن المحتمل أن تتجاوز هدفك وتسعى إلى تحقيق تقدم أكبر.

قد تكون المهام الأخرى أكثر ملاءَمة لمهلةٍ زمنية صغيرة، على سبيل المثال: إذا كنتَ بحاجة إلى البدء بتنظيف منزلك أو كنتَ بحاجة إلى التخطيط لمشروع، فاعمل عليه لمدة خمس دقائق فقط، واضبط مؤقتاً وافعل ذلك لفترة قصيرة جداً من الوقت.

الحل هو ببساطة تجاوز عقبة البداية؛ حيث بمجرد أن تبدأ، تصبح المتابعة واضحة ويسهل عليك الاستمرار، ويشبه الأمر ما قاله “إسحاق نيوتن” (Isaac Newton): “يميل الجسم المتحرك إلى البقاء في حالة حركة دائمة”.

4. تخيَّل إنجاز المهام:

عندما تبدأ إحراز تقدم في الأشياء التي كنت تتجنبها، حاول أن توضِّح في ذهنك الشكل الذي يجب أن تبدو عليه عند اكتمالها، ومن ثم تخيل صندوق البريد الوارد الفارغ، والمنزل النظيف، والمهمة التي أنجزتَها، أو ذلك الابتكار الجديد، وتخيل مدى روعة الشعور بتحقيق هدفك والسماح لهذه الرؤية بمساعدتك على تحقيقه.

5. مارِس عادات تمنعك من التسويف:

عندما تتجاوز عتبة البداية وتبدأ رؤية التقدم المُحرَز في المسؤوليات التي تم تجنبها آنفاً، يصبح من الواضح حجم الراحة العظيمة التي ستحصل عليها من تجنب التسويف؛ إذ إنَّ الضغط الذي ينتج عن كمية النشاطات اليومية التي لم تنتهِ كبير جداً، وعند تخفيف ذلك الضغط بشكل كبير، يمكنك الاسترخاء أكثر والشعور بمزيد من الراحة.

من الآن فصاعداً، ابحث عن عادات تدعم رغبتك في التوقف عن التسويف، وقيِّم المهام التي تميل إلى التسويف فيها، وضع أنظمة تدعم تحقيق التقدم في هذه الأمور؛ إذ إنَّ التركيز في التقدم بدلاً من الإنجاز هو المفتاح، وتذكَّر أنَّ البدء هو الجزء الأصعب.

إذا كنتَ تماطل في تنظيف منزلك، فنظِّف بشكل سريع لمدة خمس دقائق كل صباح، وإذا سمحتَ بتراكم فواتيرك، فحاول دفع واحدة بعد ظهر كل يوم، وإذا لم تبحث مطلقاً في المشاريع التي تهمك، فخصِّص مدة قدرها 10 دقائق في جدولك الزمني لمتابعة الأمور والمهام كل يوم.

يُقدِّم “جيمس كلير” (James Clear) في كتابه “العادات الذرية: طريقة سهلة ومثبتة لبناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة” (Atomic Habits: An Easy & Proven Way to Build Good Habits & Break Bad Ones) معلومات ثمينة عن هذه الفكرة وغيرها فيما يتعلق بالعادات.

يسمح لك التخلص من التسويف بزيادة الثقة بنفسك من خلال معرفتك أنَّك قادر على الوفاء بالالتزامات التي تُلزِم نفسك بها وأنَّك قادر على إحراز تقدم في المهام الأكثر أهمية.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!