كيف تتوقف عن أخذ الأمور على محمل شخصي؟

نتعرَّض جميعاً لعدة مواقف، ويأخذها معظمنا على محمل شخصي؛ فنشعر بالأذى أو الإهمال أو الإهانة. ونلقي دائماً اللوم على الآخرين ونتهمهم بأنَّهم السبب فيما نشعر به، لكن قد يكون من الأسهل بالنسبةِ إلينا أن نتوقف عن أخذ الأمور على محملٍ شخصي؛ وفيما يلي استراتيجيتان تساعدانك على القيام في ذلك.

ولنفترض أيضاً أنَّ أحدهم ألغى موعد عمل هام في اللحظة الأخيرة، كيف ستكون ردَّة فعلك؟ ربما تأخذ الأمر على محمل شخصي أيضاً، ولو أنَّك عملت بجد في مشروع ما، وكنت فخوراً للغاية بالنتيجة النهائية، لكنَّ التغذية الراجعة الوحيدة التي حصلت عليها كانت سلبية، فعدت إلى المنزل وقصصت هذه التجربة السيئة على زوجتك، لكنَّك وجدت أنَّها منشغلة بمشاهدة التلفاز.

نتعرَّض جميعاً لهذه الأنواع من المواقف، ويأخذها معظمنا على محمل شخصي؛ فنشعر بالأذى أو الإهمال أو الإهانة. ونلقي دائماً اللوم على الآخرين ونتهمهم بأنَّهم السبب فيما نشعر به، وما يدفعنا إلى هذا، هو غرورنا، فنعتقد أنَّ من واجب الآخرين الاهتمام بنا، وألَّا ينتقدوننا، وأن يعترفوا بأنَّنا دائماً على صواب.

لكن قد يكون من الأسهل بالنسبةِ إلينا أن نتوقف عن أخذ الأمور على محملٍ شخصي؛ لأنَّ هذا سوف يحرم الآخرين من التحكم بنا، وسنكون أحراراً، وسنشعر بمزيدٍ من التواصل والانسجام فيما بيننا، كما سنستطيع توجيه طاقتنا نحو أشياء إيجابية، بدلاً من خوض صراعات لا نهاية لها ضد الأشياء التي تُشعِرنا بالغضب.

فيما يلي استراتيجيتان تساعدانك على القيام في ذلك:

1. إدراك أنَّ تصرفات الآخرين لا تتعلق بك:

عندما تأخذ الأمور على محمل شخصي، تظل مقتنعاً بأنَّ تصرفات الآخرين متعمَّدة لإزعاجك، على سبيل المثال: إذ كنت تقدِّم عرضاً تقديمياً ورأيت أحدهم يعبث بهاتفه، فقد تعتقد أنَّه لا يحترمك أو لا يقدِّرك، ولكنَّ هذا ليس صحيحاً، ويمكنك أن تحاول رؤية الأمر من وجهة نظر أخرى، وتسأل نفسك “لماذا ينظر هذا الشخص في هاتفه؟”، وستراودك العديد من الإجابات، ربما تلقَّى رسالة هامَّة للتو، أو حتى لأنَّ موضوع العرض التقديمي غير جذَّاب بالنسبةِ إليه، أو على العكس من ذلك، ربما يجده مثيراً للاهتمام للغاية ويريد تدوين الملاحظات على هاتفه.

من خلال تحويل تركيزك من “أنا” إلى “نحن”، لن تأخذ تصرفات الجميع على محمل شخصي، وإذا حاولت فهم نية الشخص الآخر، ستستطيع التغلُّب على الغضب.

على سبيل المثال: عندما تضع ابنك في السرير، ويظل يصرخ ويبكي، هل تأخذ الأمر على محمل شخصي؟ بالطبع لا؛ وذلك لأنَّك تعرف أنَّ هذا الفعل يتعلق باحتياجاته وليس بك؛ فهو غاضب لأنَّه يريد فقط البقاء يقظاً لفترة أطول قليلاً، هذا كل شيء.

كلما وجدت أنَّك تأخذ الأمور بهذه الطريقة، حاول أن تفهم نية الشخص الآخر، قد يستغرق الأمر الكثير من الجهد، ولكنَّ رؤية النوايا الإيجابية للشخص الآخر تتطلَّب الانضباط والممارسة؛ لذا حاول أن تدرِّب عقلك على هذا.

2. الشعور بالتعاطف تجاه نفسك والتحدُّث إلى الآخرين:

لنفترض أنَّ هناك سائق يكاد يصدم سيارتك من الخلف وهو في عجلة من أمره، قد تسأل نفسك: “هل كنت أقود ببطء شديد؟”، وبعد ذلك، قد تدرك أنَّك كنت مخطئاً، وتبدأ لجلد ذاتك، ولكنَّ هذا تصرُّف خاطئ؛ إذ يجب أن تمنح نفسك بعض التعاطف وتتقبَّل أنَّك لست مثالياً، وقد تخطئ مثلما يخطئ الآخرون.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من المنطقي أن تتحدث إلى الأشخاص الذين تزعجك سلوكاتهم، فإذا كانت زوجتك تشاهد التلفاز وأنت تتحدَّث إليها، قُل بلباقة: “أشعر أنَّكِ غير مهتمة بما أقول؛ وذلك لأنَّ تركيزك ليس معي”؛ حيث سيساعدك هذا الانفتاح والتعبير عن مشاعرك دون إلقاء اللوم على الآخرين على تعزيز موقفك وجعل من حولك يهتمون بما تقول.

طبِّق هاتين الاستراتيجيتين وسوف تتوقَّف عن أخذ الأمور على محمل شخصي.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!