كيف تحافظ على إيجابيتك عندما تسوء الأمور؟

يشعر العديد منا اليوم بالإنهاك، ويريدون أن تنتهي الجائحة وتزول آثارها السلبية عن عملنا ومجتمعاتنا وعائلاتنا وعافيتنا، فقد كنا حتى الآن نتحلى بالعزيمة وحاولنا أن نبقى إيجابيين، لكن لم يَعُد الكثيرون قادرين على الاستمرار بفعل ذلك، فإليك 5 من تلك العمليات الوقائية التي تساعدك على أن تبقى متفائلاً في وجه الصعوبات.

1. العطف والتقدير:

نحن نمرُّ حالياً بأوقات عصيبة، لكنَّ محاولة تجنُّب ذكر التحديات هي في الواقع أقل فائدةً من التحدث بصراحة عن التجارب التي نعيشها؛ حيث وجدَت دراسةٌ أجرَتها “جامعة ولاية أوهايو” (Ohio State University) ودراسة أخرى أجرَتها “جامعة ولاية بنسلفانيا” (Penn State University) أنَّ الناس قادرون على البقاء إيجابيين أكثر والتقدُّم بشكل بنَّاء حين يشعرون أنَّ الآخرين يستمعون لمشكلاتهم ويفهمونها.

وجدَت دراسةٌ مشابهة في “جامعة كيس ويسترن ريزيرف” (Case Western Reserve University) استخدم الباحثون فيها التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (functional magnetic resonance imaging) أنَّ تلقِّي الناس كوتشينغ على التعاطف الذي يركِّز على المستقبل له أثر إيجابي في أجزاء الدماغ المسؤولة عن الانفتاح المعرفي والإدراكي والعاطفي؛ مما يساهم في تحسين وظائف الدماغ عموماً.

يمكننا تقديم هذا الكوتشينغ لأنفسنا أيضاً، ولفعل ذلك فكِّر في مشاعرك، وكن متعاطفاً واسمح لنفسك بأن تكون محبَطاً، فمن الطبيعي أن تشعر أنَّك غير مثالي في خضمِّ كل ما تمرُّ به، كما من المفيد مشاركة مشاعرك مع الآخرين، ففي بعض الأحيان يكون مجرد التحدث عن الموضوع وإزاحته عن صدرك والشعور بدعم صديق يهمه أمرك كافياً لمساعدتك على المضي قدماً.

لكن احذرا من المبالغة في وصف الصعوبات أو إحباط بعضكما بعضاً، عوضاً عن ذلك شارِكا واستمِعا وتعلَّما من الآخر وتعاطفا معه، وتأكدا من أنَّكما تركزان على الإيجابيات، واحصلا على الدعم الذي تحتاجانه لمواجهة الصعوبات من بعض، وتحدَّثا عن الفرص المستقبلية وشجعا الآخر.

2. التمكين والعمل:

يمكنك أيضاً تعزيز الأمل عبر العمل؛ إذ يترافق الشعور باليأس غالباً مع الشعور بأنَّ الأمور خارجة عن السيطرة، وفي تلك الحالة ذكِّر نفسك بما حققتَه حتى الآن وكيف استطعتَ التأقلم مع الظروف خلال الفترة الماضية، وفكِّر أيضاً في الأفعال البسيطة التي يمكنك الإقدام عليها من حيث أنت، فربما يمكنك مساعدة جارك أو تعليم طفل أو تعلُّم مهارة جديدة أو الالتزام بتناول طعام صحي، وفي حين أنَّ هناك الكثير من الأمور الخارجة عن سيطرتك، لكن لا زال في إمكانك التأثير في الظروف المحيطة بك لتشعر بالسعادة والأمل؛ لذا مكِّن نفسك من القيام بالأمور التي ستفيدك أنت وعائلتك وأصدقاؤك وزملاؤك.

3. الأخبار التي تتلقاها:

طريقة أخرى لتعزيز الأمل هي الحد من الأخبار السيئة التي تتعرض لها؛ إذ تركز وسائل التواصل الاجتماعي أحياناً ووسائل الإعلام عموماً على الجوانب السلبية، لذلك قد يساعدك الابتعاد عنها على الحفاظ على رجاحة عقلك، فكما قد يؤثر تناول الوجبات السريعة لفترة طويلة سلباً في جسدك، كذلك قد يقلل سماع الأخبار السيئة دائماً من إيجابيتك؛ لذا كن واقعياً لكن احذر بشأن مقدار الوقت الذي تقضيه في قراءة الأخبار السيئة كي لا ترهق نفسك بالسلبية.

بينما تقلِّل من السلبية، يمكنك أيضاً زيادة الأخبار الإيجابية والتركيز على الشعور بالامتنان؛ ذلك لأنَّك حين تشعر بالامتنان أكثر ستشعر بالمزيد من السعادة أيضاً؛ لذا فكِّر في جميع الأشياء في حياتك التي تقدِّرها، مثل الأشياء المادية والأشخاص والظروف من حولك وقدراتك الشخصية، ونمِّ شعورك بالامتنان خلال يومك.

على سبيل المثال: في أثناء شروق الشمس أو قيادتك إلى العمل، أو الاستماع لموسيقى رائعة في حفلة موسيقية أو مشاهدة طفل يتعلم ركوب دراجته، وبالنتيجة سيؤدي الاستمتاع باللحظات الصغيرة إلى تعزيز إيجابيتك عموماً.

4. العلاقات الاجتماعية:

إحدى سمات المرونة هي العلاقات القوية، فحين تكون قادر على التواصل مع الآخر على مستوى أعمق وتشعر بالانتماء، يفرز دماغك مواد كيميائية تؤدي إلى شعورك بالسعادة، وكما ذكرنا آنفاً، يمكن أن تدعمك شبكة علاقاتك خلال الأوقات العصيبة؛ لذا ابقَ على اتصال مع أصدقائك، واجعل المشاركة في النشاطات مع عائلتك من أولوياتك، وكوِّن العلاقات وقوِّها عبر استثمار وقتك وطاقتك في الاهتمام بالآخرين، وتحدَّث مع أشخاص متفائلين وحاول التعلُّم ممن حولك، وقدِّم الدعم في الوقت نفسه الذي تبحث فيه أنت عن الدعم؛ وذلك لأنَّ مساعدة الآخرين والمساهمة في مجتمعك واستخدام مواهبك بطرائق هادفة لها آثار إيجابية في شعورك بالأمل والتفاؤل.

5. المعنى ووجهات النظر:

طريقة أخرى للشعور بالأمل هي البحث عن المعنى في الظروف التي تمرُّ بها، على سبيل المثال: ربما دفعَتك التحديات التي تواجهها في العمل إلى تقدير زملائك أو عزَّزَت إبداعيتك لأنَّك عملتَ على حل مشكلات جديدة، أو ربما ساعدَتك العزلة التي عشتها في النهاية على تقدير علاقاتك وتخصيص المزيد من الوقت لقضائه مع أصدقائك، وبشكل مماثل تأمَّل كيف قد تساعدك التحديات الحالية على رؤية الصورة الأكبر وتطوير فهم أعمق للأمور الهامة حقاً في حياتك.

لذا حافِظ على وجهات نظرك، وهناك قول مأثور بمعنى “الأمور ستحل نفسها في النهاية، وإذا لم يحصل ذلك؛ فلأنَّك لم تصل إلى النهاية بعد”، لذا ذكِّر نفسك أنَّ الظروف الصعبة ستمر وأنَّك ستتجاوزها، وركز على المستقبل، فحتى لو لم تعرف كيف سيتبلور الحل النهائي لمشكلاتك، خذ الخطوة المنطقية التالية وتابِع المضي قدماً.

في الختام:

يصعب الشعور بالأمل أحياناً، والحفاظ على التفاؤل أصعب حين تتدهور الظروف من حولك، لكن يمكنك تمكين نفسك لتغيير طريقة تفكيرك نحو الإيجابية، واتخاذ إجراءات بنَّاءة والاستمرار في المساهمة في مجتمعك، فالقوة والتفاؤل مفيدان لك ولمن حولك؛ وذلك لأنَّهم سيتعلمون منك وستلهمهم الخيارات التي تتَّخذها.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!