كيف تحدُّ من هدر الوقت خلف شاشات الأجهزة الذكية؟

في الآونة الأخيرة، لاحظت أنَّ مكوثي خلف شاشة الهاتف الخلوي خاصتي يزداد لدرجةٍ كبيرة، وأعلم أنَّ هذا ليس حالي وحدي فحسب، حيث أنَّ جميعنا نقضي كلَّ أوقاتنا في بيوتنا حالياً. ف هذا المقال تجربة شخصية للمدون "سكوت بيدغود" (Scott Bedgood)، والذي يخبرنا فيه عن طرائق التخلُّص من إدمان الهواتف المحمولة.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن تجربةٍ شخصية للمدون “سكوت بيدغود” (Scott Bedgood)، والذي يخبرنا فيها عن طرائق التخلُّص من إدمان الهواتف المحمولة.

وعلى الرغم من أنَّ الهواتف ذات نفعٍ في هذه الأوقات التي قلّت فيها لقاءاتنا واجتماعاتنا مع المحيط ومع عوائلنا، إلَّا أنَّني في الواقع لا أجد نفسي أستخدمه لهذا السبب، أي: للتواصل معهم؛ بل إنَّني أضيِّع وقتي على ألعابٍ مثل: ناسكار (NASCAR)، والتي انغمست في لعبها بسبب إعلانات الإنستغرام. في الحقيقة، لا أحبُّ الناسكار (NASCAR)، ولكن بدافع التسلية، ونظراً للملل الذي يخيِّم على حياتنا؛ سرعان ما غرقت في عالم الألعاب.

لا جدل أنَّ الهواتف الذكية لها محاسن عديدة، لكنَّ الخطر يكمن في عدم الانفكاك عن استخدامها طيلة الوقت.

بينما نرقد جميعنا في بيوتنا ونتمدَّد على الآرائك وشغلنا الشاغل هواتفنا، لمَ لا أُملي عليكم بعض النصائح للحدِّ من تضييع الوقت على هذا النحو؟ نعم، إنَّ ابتعادك عن عالم الإشعارات ومواقع التواصل الاجتماعي وألعاب السباق، سيجعل من يومك أفضل. اختر واحدةً ممَّا يلي على الأقل، وباشر السير على المسار الصحيح:

1. حدِّد وقتاً لاستخدام الأجهزة الذكية:

تعدُّ هذه أفضل طرائق الحدِّ من تبديد وقتك خلف الشاشات. لقد ابتكرت شركة آبل طريقةً مجديةً لتحدَّ من وقت استخدام التطبيقات الفردية أو الجماعية، وبإمكانك أيضاً أن تُحجِم عن استعمال هاتفك عندما تذهب إلى النوم مثلاً، أو فور استيقاظك. إن صمَّمت على فعل ذلك حقاً، فدع من تعيش معه في المنزل يضع لك كلمة مرور، حيث يساعدك ذلك في كبح رغبتك بتفقد الهاتف.

2. ابدأ بحذف التطبيقات المبددة للوقت:

إن كنت تشعر أنَّ تطبيقاً ما يستنزف حوالي 30 دقيقةً من وقتك، فما عليك إلاَّ حذفه، حيث سيقلِّل هذا الإجراء عنصر التردد لديك؛ كما أنَّ خلفية الشاشة المرتبة والتي تحوي عدداً قليلاً من التطبيقات تنعكس عليك بالراحة.

في حال لم تثق بقدرتك على ضبط نفسك والتحكم بها، يمكنك اللجوء إلى خيار تقييد المضمون، ممَّا يمنعك من تحميل تطبيقاتٍ جديدة؛ ويمكنك وضع كلمة مرورٍ خاصةٍ بك إن اضطررت إلى تنزيل تطبيقٍ ما.

3. اقرأ كتاباً ورقياً:

إنَّ القراءة باستخدام الآلات الرقمية ممتعة، كما وأنَّ الكتب الإلكترونية فكرةٌ مريحةٌ ومناسبةٌ لتمضية الوقت خلال السفر أو بجانب حوض السباحة، لكن لا شيء يضاهي جمال الكتاب الورقي وصوت الورق عند فتحه. إنَّ للكتب شذاها الخاص، وإنَّ ملمس الورق يخلِّف إحساساً رقيقاً في قلب القارئ تعجز عن توليده القراءة من خلف الشاشات؛ بالإضافة إلى أنَّ الكتاب يوفِّر عليك تشتيت متصفح الإنترنت الذي ينبثق عبره العديد من المواضيع، والتي قد تلهي عقلك وتصرف تركيزك.

في مثل هذه الأوقات العصيبة، وبينما أنت محتجزٌ في منزلك؛ لمَ لا تلجأ إلى ما يجلب لنفسك السلام؟ جرِّب أن تقرأ مثلاً كتب عن التطوير الشخصي، أو أيَّ شيءٍ لم تسمع عنه من قبل؛ لتتكوَّن لديك معلوماتٌ متنوعة، ففي كلا الحالتين سيعود عليك ذلك بالنفع.

4. استمع إلى المدونات الصوتية:

لعلَّ هذه الفكرة تتطلَّب منك استخدام هاتفك؛ لذا اضغط على زر التشغيل واتركه جانباً بينما تستمع إلى ما اخترته. إنَّ زوجتي تدير مخبزاً وتميل إلى سماع ما يتعلَّق بريادة الأعمال، بينما تعدُّ البسكويت؛ ومع مرور الوقت اكتسبت مهارات إدارة الأعمال. لمَ لا تقوم أنت أيضاً بالاستفادة من بعض تلك البرامج الإذاعية خلال ممارسة أنشطتك اليومية مثل: المشي، وإعداد العشاء، أو تنظيف المنزل؛ فهذه المهام المتعددة لا ضير فيها.

5. ضع خطةً لممارسة التمرينات الرياضية:

قد يبدو ذلك غير مألوف، لكنَّ الهدف المنشود هو معرفة أقصى ما يمكن أن يقدِّمه إليك هاتفك من خدمات؛ ولعلَّ مشاهدة الفيديوهات التي تبث بعض التمرينات المفيدة عبر شاشة الحاسب أو الهاتف الذكي تجدي نفعاً،  في حين أنَّه ليس بإمكانك حالياً متابعة ذلك في النوادي الرياضية.

إن كنت لا ترغب باستخدام التكنولوجيا، فأحضر دفتر ملاحظاتٍ ودوِن أهدافك تلك فيه، أو ورقةً واطبع ذلك عليها، حيث أنَّ الرياضة خير وسيلةٍ لتصفية ذهنك؛ لذا لا تدع للأجهزة الحديثة سطلةً عليك.

6. اعتمد الألعاب اللوحية أو ألعاب الورق:

تعدُّ الألعاب اللوحية الحل الأمثل لجمع أفراد الأسرة وترك أجهزتهم الذكية، مثل: لعبة المونوبولي التي لا وقت لديك للعب فيها في الأيام العادية، إذ قد تستمتع بها ليالٍ متتالية إن لم تكن بذهنك أيُّ خطط أخرى.

جهِّز مع زميلك في الغرفة أو أيَّ شخصٍ آخر لبعض الألعاب. وفي حال كنت تعيش وحيداً، فعليكَ بلعبة الألغاز أو البطاقات؛ وبالطبع، بإمكانك التجول في حديقة منزلك، حيث يمكنك أن تلعب الكرة.

7. استخدم كتب وصفات الطعام:

يتيح لك الحجر الصحي أيَّما فرصةٍ لتعلُّم الطبخ إن لم يكن لديك القدرة على ذلك في الأيام العادية الماضية، وفي حال كنت تحب أن تقضي وقتاً في المطبخ؛ فلمَ لا تبتكر أطباقاً جديدة؟

بغض النظر إن كنت طباخاً ماهراً أم لا، فيمكنك الاستعانة ببرنامجي الانستغرام وبينترست لتجد ما يلهمك في حسابات المدونين المختصين بالطعام والمفضلين لديك؛ لكن بما أنَّك تحاول البقاء بعيداً عن الشاشة، فلماذا لا تلجأ إلى كتب الطهي المعروفة وتستوحي منها بعض الأفكار؟ بكلِّ تأكيدٍ ستعثر على ما يسرُّك.

ماذا عن الوجبات الخاصة بعائلتك التي لم تعدِّها يوماً، بل واظبت على تناولها فحسب خلال فترة نموك؟ اضرب عصفورين بحجرٍ واحدٍ وادعُ كلاً من والديك وجديك لتناول الطعام عندك، واسألهم حينها عن الوصفة، ومن ثمَّ دونها على ورقةٍ واحتفظ بها في مطبخك لتعود إليها لاحقاً، مستغنياً عن استخدام الأجهزة الحديثة.

8. اترك هاتفك الخلوي بعيداً عن غرف الحمام والنوم:

بينما يقوم العديد من الناس بأخذ هواتفهم المحمولة معهم إلى الحمام، لا داعي أن تخفي قيامك بذات الأمر؛ لكن فعلياً إنَّه وقتٌ جيدٌ كي تستثمره في التخلُّص من تعلُّقك بالأجهزة الذكية. إن كنت تقضي ذلك الحجر برفقة أطفالك أو زميلك في الغرفة لعدة أسابيع، فذلك لن يفسح لك قضاء الكثير من الوقت الهادئ؛ لذا حاول أن تسرح مع أفكارك بسلام، أو اترك مجلةً في الحمام لتشغل وقتك بها.

هنالك أيضاً نصيحةٌ أخذتها عن كتاب لروبن شارما (Robin Sharma) عنوانه: “نادي الساعة الخامسة صباحاً” (The 5 AM Club)، تنصُّ على أن تشتري ساعةً فيها منبه، وتستغني عن هاتفك النقال، وتضعه في غرفةٍ أخرى خلال الليل؛ حيث أنَّ الضوء المنبعث من شاشة الهاتف قد يقلقك.

كلَّما ضبطت نفسك أكثر، والتزمت؛ كنت قادراً على أن تغطَّ في النوم بسرعة البرق، وتنهض باكراً، وتكسب نهارك منذ بدايته.

9. حدد وقتاً معيناً لتفقد الإيميل الخاص بك وبعض الإشعارات الأخرى:

حسناً لقد قمت بضبط استخدامك للأجهزة الذكية كخطوةٍ أولى، لكن عليك أن تتفقد بريدك الالكتروني بين الفينة والأخرى؛ كيلا يفوتك أمرٌ هامٌّ. خصِّص وقتاً لكلِّ شيءٍ على حدة، كأن يكون ذلك كلَّ ثلاث ساعات، أو لخمس دقائق من كلِّ ساعة، أو مرةً واحدة في اليوم؛ وذلك بما يتناسب مع وضعك العملي والشخصي. اعرف أولوياتك، لتمسي بذلك في غنىً عن تحديث إيميلك أو الردِّ على الإشعارات كلَّ خمس ثوانٍ بعد الآن.

10. أرسل رسائلك بخط اليد:

لعلَّ الرسائل المخطوطة باليد أكثر عمقاً وأثراً من تلك الالكترونية، ولا ننسى بالطبع مكالمات الفيديو التي تعدُّ خير وسيلةٍ للتواصل في ظلِّ ما نعيشه من تباعد؛ لكن يبقى للبريد العادي وقعٌ خاص. أرسل بطاقةً خاصة لجديك، أو اطلب من أولادك أن يكتبوا بضع رسائل لأفراد العائلة أو الأصدقاء؛ وأعد الحياة لأيام القلم والورق.

إنَّني بعيدٌ كلَّ البعد عن نموذج الشخص المثالي عندما يتعلَّق الأمر بالإحجام عن استخدام الهاتف الذكي، لكنَّ ذلك يعني أيضاً أنَّني حاولت مراراً تجريب أشياء مختلفةٍ ومتنوعةٍ على مرِّ السنين؛ وإنَّ ما ذكرته يعدُّ ثمرة جهدي ومحاولاتي التي جعلتني أفضل.

جرِّب ذلك بنفسك، وحاول أن تتوصَّل إلى بعض الحلول والابتكارات بطريقتك الخاصة.

لربَّما تقرأ ما كُتِب هنا من خلال الشاشة؛ لذا فقد حان الوقت لتضع هاتفك جانباً وتتنحَّى بعيداً عنه، وأنا بدوري سأفعل الشيء ذاته.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!