ما هي تقنية وقت التدفق الذهني؟

تُعَدّ الإنتاجية عاملاً مهماً في أي نوعٍ من أنواع العمل لكنَّ بلوغ مستوياتٍ عالية من الإنتاجية كل يوم يمكن أن يكون مهمةً صعبة. في هذه المقالة سوف نتعرف على تقنية وقت التدفق الذهني التي تزيد من الانتاجية.

Share your love

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن “ألبيرت كوستيل” (Albert Costill)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في استخدام تقنية وقت التدفق الذهني.

هل سأستخدم هذه الوصفة مرة أخرى؟ إذا قمتُ بتعديل التوابل حسب رغبتي، فسوف أقوم بمحاولة أُخرى، ومن يدري؟ ربما يكون ذلك لذيذاً، وربما لا.

لذلك بطريقة ما، تقنيات الإنتاجية مماثلة للغذاء، ويتلخَّص ذلك في ذوقك في الاختيار إلى جانب الإقدام على محاولات عدة والتعلم من الأخطاء، وهذا ما فعلَته “زوي ريد بيفنز” (Zoe Read-Bivens)، التي طوَّرت تقنية “بومودورو” أو تقنية الطماطم الشهيرة؛ إلى تقنية “وقت التدفق الذهني” (Flowtime Technique).

تقنية البومودورو:

دعونا نُلخِّص تقنية “بومودورو” (Pomodoro Technique) بالإضافة إلى التحدُّث عن إيجابياتها وسلبياتها، قبل شرح تقنية التدفق الذهني.

ابتكر “فرانشيسكو سيريلو” (Francesco Cirillo)، رجل الأعمال والكاتب، تقنية “بومودورو” (Pomodoro Technique)، في أوائل التسعينيات، بعدما اكتشف أهمية الوقت في أثناء دراسته في جامعة “غويدو كارلي الدولية” (Guido Carli International)، وهي كلية إدارة أعمال في “روما”.

اكتشف “سيريلو” (Cirillo) أنَّ هذه الطريقة ساعدَته على تحسين مهاراته الدراسية بعد الإقدام على محاولات عدة والتعلم من الأخطاء، علاوة على ذلك، كان سخياً بما يكفي لكتابة وتوزيع كتاب مجاني أيضاً عن هذا الموضوع.

أخذ اسم هذه التقنية من الكلمة الإيطالية للطماطم “بومودورو”، فإنَّ تقنية “بومودورو” بسيطة نسبياً، وفي الواقع، تتكون من خمس خطوات فقط:

  • اختيار مهمة لإكمالها.
  • تشغيل المؤقِّت لمدة 25 دقيقة.
  • الاستمرار في العمل حتى يرن المؤقت.
  • منح نفسك استراحة قصيرة، عادة حوالي 5 دقائق.
  • أخذ استراحة أطول بعد كل أربع مراحل “بومودورو”، وهي ثلاث إلى أربع فترات عمل، مدة كل منها 25 دقيقة.

يجب أن تكرر هذه العملية في روتينك اليومي، ففي كل مرة تنتهي فيها من القيام بـ “بومودورو”، ضع علامة “x” إلى جانب التقدم الذي أحرزتَه، وضع في الحسبان أيضاً ملاحظة عدد المرات التي قمت فيها بالتسويف أو الانتقال للقيام بشيء آخر؛ حيث ينبغي إعادة النظر في هذا في نهاية اليوم.

إيجابيات وسلبيات تقنية “بومودورو”:

تُعَدُّ هذه الطريقة وسيلة رائعة للقيام بالأعمال التي لا تستمتع بها حقاً أو تتطلَّب القليل من التفكير، علاوة على ذلك، يمكن أن تجعلك تشعر بأنَّك أكثر قيمة، وتُحسن التخطيط، وتتخلَّص من عادة تعدُّد المهام، ويمكن استخدامها أيضاً لتساعدك على مواجهة مصادر التشتيت، والحفاظ على الدوافع، ومكافحة التعب.

في الوقت نفسه، فإنَّ تقنية “بومودورو” لها سلبياتها؛ حيث تُوضح “ريد بيفنز” (Read-Bivens): “تكمن المشكلة الأولى في تقنية “بومودورو” في أنَّ المؤقت يتحكم بك؛ إذ إنَّ عدم قابلية تجزئة تقنية “بومودورو” من المفترض أن يمنع حدوث حالات من التوقف، ولكن بدلاً من ذلك، غالباً ما يجبرني هذا على العمل لفترة أطول مما أشعر به، أو يقاطعني عندما أبدأ العمل بصورة جيدة”.

وتضيف: “عندما أعمل باستخدام هذه التقنية، كل ما أفكر فيه هو أخذ استراحة مدتها خمس دقائق، ومع اقتراب نهاية الوقت، أشعر بالإرهاق والإحباط بسبب عدم تقدُّمي، وعندما ينتهي الأمر أخيراً، أشعر بالغضب والارتباك، فالفاصل قصير جداً”.

ما هي تقنية وقت التدفق الذهني (Flowtime Technique)؟

تقيس هذه الطريقة عاداتك الإنتاجية وتركيزك من خلال استخدام نظام زمني؛ لذا لا يُنصَح بتعدد المهام لصالح العمل على مهمة واحدة؛ حيث تبقى مُركِّزاً على مهمة واحدة حتى تكتمل.

أصبحت هذه الطريقة شائعة كبديل لطريقة “بومودورو”، والتي تتألف من مقدار ثابت من العمل تليها فترات راحة، ومع ذلك، على الرغم من أنَّ الكثيرين قد وجدوا أنَّ تقنية “بومودورو” فعالة للغاية، إلا أنَّ الفترات الزمنية يمكن أن تشعرك بأنَّها مُقيِّدة ومجهِدة، وباستخدام تقنية الطماطم، لست ملزماً بالالتزام بالوقت كما هو، ويمكنك أن تحافظ على تركيزك قدر ما تشاء دون أن يتشتت انتباهك بواسطة المؤقت.

فوائد تقنية وقت التدفق الذهني:

الميزة الرئيسة هي أنَّه يمكنك استخدام بيانات تقنية وقت التدفق الذهني لمعرفة مقدار الوقت الذي تخصصه لمختلف المهام، ويمكنك بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتقدير المدة التي ستستغرقها المهام في المستقبل.

ونتيجة لذلك، يمكن أن يرشدك هذا إلى تحسين جدولة وقتك، على سبيل المثال: عند إضافة مهمة إلى تقويمك، لن تبالغ بعد الآن في تقدير الوقت المطلوب أو تستهين به، وقد لا يبدو ذلك أمراً هاماً، لكنَّ آخر شيء تريده هو الوصول متأخراً إلى الاجتماع؛ لأنَّ بنداً في قائمة المهام استغرق وقتاً أطول مما كان مُخطط له.

ميزة أخرى لتقنية وقت التدفق الذهني هي أنَّه يشجع على توحيد المهام بدلاً من تعددها؛ حيث تقول “ريد بيفنز” (Read-Bivens): “عندما تختار مهمة واحدة وتدوِّنها، فإنَّك تلتزم بتنفيذها فقط بين الوقت الذي تبدأ فيه والوقت الذي تختار أن تتوقف فيه”.

يمكنك حتى استخدامها لتحديد عوامل التشتيت والقضاء عليها بملاحظة أكثر حالات المقاطعات شيوعاً التي تواجهها طوال اليوم؛ لذا توصي “ريد بيفنز” بإنشاء قائمة بالأشياء التي تقاطعك في أثناء العمل، مثل المكالمات الهاتفية، أو الرسائل النصية، أو رسائل البريد الإلكتروني، أو الطلبات الموجودة على مكتبك؛ فإذا تتبَّعت هذه البيانات، فيمكنك تحديد أكبر مصادر التشتيت لديك واتخاذ خطوات للتخلص منها.

لا تزال هذه التقنية تحث على أخذ فترات راحة، وربما تتساءل ما هو الفارق، الجواب أنَّه ليس إلزامياً، بدلاً من ذلك، تأخذ استراحة عند الحاجة وليس بسبب انقضاء الوقت.

شاهد بالفديو: دليل الإنتاجية: الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الوقت

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/3-BD9on-AEo?rel=0&hd=0″]

الشروع في استخدام تقنية وقت التدفق الذهني:

هل تريد اختبار تقنية وقت التدفق الذهني؟

اضبط المؤقت واعمل لأطول فترة ممكنة دون توقف، ولا تُجهد نفسك بمحاولة التركيز طوال الوقت، وعموماً، تستمر هذه التقنية من 10 إلى 90 دقيقة، لكنَّ الاستراحات ليست ضرورية؛ إذ سترتاح فقط عندما تحتاج إلى ذلك، مثلاً إذا بدأتَ في التساؤل عن بريدك الوارد أو ماذا ستتناول على الغداء.

اعتماداً على المدة التي ركَّزت فيها، يمكنك أن تكافئ نفسك باستراحة بمجرد اكتمال جولة من العمل المنتِج، في حين يمكنك اختيار مدة الاستراحة، فمن الأفضل وضع بعض الحدود بحيث لا تطول فترات الراحة.

لا يتعين عليك اتباع هذا بالضبط، ولكن إليك بعض الاقتراحات:

  • خذ استراحة لمدة 5 دقائق إذا كنت تعمل أقل من 25 دقيقة.
  • تمتَّع براحة لمدة 8 دقائق إذا عملت لمدة 25-50 دقيقة.
  • احصل على استراحة لمدة 10 دقائق إذا كنت قد عملت من 50 إلى 90 دقيقة.
  • كافئ نفسك باستراحة لمدة 15 دقيقة إذا كنت قد عملت لأكثر من 90 دقيقة.

تأكَّد من التركيز على ما هو أكثر أهمية أيضاً، ويمكنك فهم عادات التركيز الخاصة بك بشكل أفضل من خلال تسجيل المدة التي قضيتَها في جلسات العمل المنتجة، فإذا كنت أكثر تركيزاً في وقت معين من اليوم أو في مهام معينة، فقد تتمكن من التركيز لفترة أطول.

الأدوات التي تساعدك في تقنية وقت التدفق الذهني:

توصي “ريد بفينز” باستخدام جدول بيانات أو قلم وورقة، لتتبع الأوقات التي تركز فيها وتأخذ فترات راحة، وعلى الرغم من أنَّ كلتا الحالتين تنجحان، إلا أنَّ مراجعة التفاصيل السابقة يدوياً ليست فعالة للغاية، علاوة على ذلك، قد يكون تصفُّح جداول البيانات الطويلة المليئة بالمعلومات مملاً، لهذا السبب قد ترغب في استخدام الأدوات الآتية لمساعدتك:

  • تطبيق “كاليندار” (Calendar): باستخدام التعلُّم الآلي، يتتبع التقويم ويحلل أين تقضي وقتك وكيف ومع من، ثم يقدم اقتراحات ذكية عن أفضل طريقة لجدولة وقتك.
  • تطبيق “توغل” (Toggl): تطبيق سهل الاستخدام يسجِّل عملك ويفصل الجلسات تلقائياً؛ حيث يمكنك بعد ذلك إنتاج تقرير لتحليل كيف تقضي وقتك.
  • تطبيق “فليبد” (Flipd): باستخدام نظامَي “آي أو إس” (IOS) أو “أندرويد” (Android)، يمكنك قضاء الوقت في القيام بنشاطات مختلفة وتشغيل الموسيقى التي تساعدك على التركيز.
  • تطبيق “تي ميتريك” (TMetric): يمكنك باستخدامه رؤية يومك كجدول زمني مرئي؛ حيث يمثِّل اللون الرمادي الداكن فترات التركيز، بينما يمثِّل اللون الرمادي الفاتح الفواصل، فلترى بالضبط مقدار الوقت الذي قضيتَه في كل مهمة، فما عليك سوى التمرير فوقه.
  • إضافة “فلو تايم” (FlowTime) على متصفح “كروم” (Chrome): تتيح هذه الإضافة للمستخدمين زيادة إنتاجيتهم عن طريق إحداث حالة تدفُّق باستخدام مؤقت “بومودورو” وحظر مواقع الويب.

اختيار تقنية الإنتاجية المناسبة لك:

لا حرج في استخدام تقنية “بومودورو”؛ لطالما كنت مؤيداً لها، ومع ذلك، هذا لا يعني أنَّ هذا هو الخيار الوحيد المتاح للجميع، وهذا هو السبب في أنَّ الناس قد وضعوا دورهم الخاص عليها، مثل تقنية وقت التدفق الذهني.

لا يعني استخدام استراتيجية إنتاجية أنَّه يجب عليك اتباع جميع القواعد بشكل مثالي، وبدلاً من ذلك، فإنَّ إيجاد طرائق جديدة للتركيز وإنجاز العمل وتحديد أولوياته كلها جزء من رحلة التركيز.

لا تثبط عزيمتك إذا لم تكن تقنية “بومودورو” أو وقت التدفق الذهني مناسباً لك، ففي هذه الحالة، يمكنك دمج التقنيتين معاً لإنشاء ما يعرف باسم تقنية “بومودورو للتدفق الذهني” (Flowtimodoro)، وفي هذه الحالة، يمكنك استخدام أجهزة المؤقت عند العمل على مهام رتيبة، ولكن ليس عندما تقوم بعمل يكون ذا معنى.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!