12 نصيحة مفيدة للتعامل مع خيبات الأمل

قد تسبب خيبات الأمل أذىً نفسياً للمرء بدرجات متفاوتة؛ ولكن إذا تعلَّمنا كيف نتعامل مع خيبات الأمل بطريقة حكيمة وصحيحة، فقد تنخفض درجة الألم والخوف الذي ينشئ عنها، وأود هنا أن أشارككم 12 نصيحة وعادة استطعت من خلالها تجاوز خيبات الأمل وتجنُّب التعرض إليها في المقام الأول. هذا المقال مأخوذ عن المدون هنريك إدبرغ (Henrik Edberg)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته مع التغلب على خيبات الأمل، ويقدم نصائحه في هذا الصدد.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون هنريك إدبرغ (Henrik Edberg)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته مع التغلب على خيبات الأمل، ويقدم نصائحه في هذا الصدد.

لقد كانت تلك تجربتي على الأقل خلال العقد المنصرم، وأود هنا أن أشارككم 12 نصيحة وعادة استطعت من خلالها تجاوز خيبات الأمل وتجنُّب التعرض إليها في المقام الأول:

1. تقبَّل مشاعرك:

أن تشعر بخيبة أمل أمر مؤلم حقاً، لكن لا بأس بذلك، وكل ما عليك فعله هو ألَّا تحاول التخلص من هذا الألم أو إخفاءه تحت ابتسامة عريضة مزيفة؛ فقد وجدت أنَّ من الأفضل عدم الانجراف وراء الدوافع المغرية لإخفاء الأمر، وأنَّ علينا تقبُّل تلك المشاعر بدلاً من ذلك، حتى وإن سببت لنا بعض الأذى لفترة من الوقت؛ إذ يمكننا بذلك التخلص منها بسرعة أكبر، لتصبح أقلَّ إيلاماً لنا على الأمد الطويل عندما نتذكر ما حدث.

من ناحية أخرى، إذا كنت تنكر حقيقة مشاعرك، فقد تظهر لك لاحقاً في أوقات غير متوقعة، فتجعلك متقلب المزاج أو متشائماً، أو قد يصبح سلوكك سلبياً أو عدوانياً.

2. تذكَّر أنَّك لست مُخيِّباً للآمال:

إن شعرت بخيبة أمل أو تعرَّضت إلى نكسة أو ارتكبت خطأً خيَّبت به آمال شخص ما، فلا يعني هذا أنَّك مُخيِّب للآمال أو فاشل؛ إذ لن يدوم هذا الموقف الذي تعيشه الآن إلى الأبد، حتى إن بدا لك ذلك اليوم؛ لكنَّ الحقيقة هي:

  • إن شعرت بخيبة أمل اليوم أو خيَّبت أملَ شخص ما، فلا يعني ذلك أنَّك ستكرر ذلك غداً أو في المرات القادمة.
  • خيبة الأمل ليست وصمة عار تلازمك إلى الأبد، إلَّا إذا أخترت أن تجعلها كذلك.
  • إن تابعت حياتك اليومية بصورة طبيعية، وأدَّيت أعمالك على أكمل وجه؛فستتخطى ذلك وتتحسن بالتأكيد.

3. تعلَّم من هذه التجربة:

بدلاً من أن تدع  الألم والمشاعر السلبية التي تصاحب خيبة الأمل تستحوذ عليك، ركِّز على القيم التي تضيفها هذه المواقف على شخصيتك لتنميها؛ إذ يمكنك فعل ذلك من خلال سؤال نفسك مثلاً:

  • ماذا يمكنني أن أتعلم من هذا؟
  • كيف يمكنني تعديل سلوكي وتجنب خيبة الأمل هذه في المستقبل؟
  • ما الشيء الذي يمكنني فعله بطريقة مختلفة في المرة القادمة؟

قد تتعلم تحسين أسلوبك في التواصل مع الآخرين عندما تتعرض إلى موقف مشابه، أو قد تتعاون مع شخص آخر لأداء مَهمَّة أو مشروع قد فشلت فيه مسبقاً، أو قد يتوجب عليك أن توازن بين الراحة والعمل لتجنب الوقوع في الأخطاء، أو أن تفكر بأسلوب أكثر وضوحاً؛ وربَّما تدرك أنَّك تحتاج إلى إحداث تغيير أكبر في حياتك والبدء بتخفيض ساعات جلوسك مع شخص سبب لك الإحباط عدَّة مرات، أو يُشعِرك دوماً بأنَّك مخيِّب للآمال مهما حاولت إثبات خلاف ذلك.

4. ذكِّر نفسك بأنَّك ستشعر بخيبة الأمل حتماً عندما تخرج من منطقة راحتك:

مَن منَّا لم يخب أمله مطلقاً في حياته؟ أو لم يشعر قط بالإحباط بعد تعرضه إلى انتكاسة أو وقوعه في خطأ ما؟

إنَّهم الأشخاص الذين لا يغادرون منطقة الراحة مطلقاً؛ لكنَّ الناجحين حصلوا فعلاً على نصيبهم من الإحباط والفشل الذي وصل بهم إلى حيث هم الآن.

تعدُّ النكسات وخيبات الأمل أحياناً جزءاً طبيعياً من حياتك التي تعيشها، ودليلاً على أنَّك تحاول تطوير نفسك وتحسين وضعك؛ وقد ساعدني تذكر هذه الحقيقة على البقاء قوياً والتعامل مع العقبات والنكسات بسهولة أكبر.

5. ركِّز من جديد على الأشياء التي ما زلت تمتلكها في حياتك:

لتجاهل المشاعر السلبية، حوِّل اهتمامك إلى الأشياء التي ما زلت تمتلكها بالفعل في حياتك، كالأشخاص والعواطف والأشياء التي قد تَعُدُّ وجودها في بعض الأحيان أمراً مُسلَّماً به، كامتلاك منزل ومياه نظيفة وطعام شهي.

عندما أصبحت ممتناً لوجود هذه الأشياء في حياتي، استطعت وضع الأمور في نصابها الصحيح؛ فلم أسمح لخيبة الأمل أن تسيطر على مشاعري، أو تؤثر في حياتي كلها.

6. تحدَّث في الأمر مع شخص قريب منك:

يشكل الأخذ برأي شخص يرى الأمور من منظور أوسع وأكثر حكمة جزءاً بالغ الأهمية من التعامل مع الإحباط على نحو أفضل؛ فحسب تجربتي، وجدت أنَّ أفضل سبيل إلى ذلك هو الإفصاح عن الأمر ومناقشته مع شخص قريب منك؛ إذ ستتخلص من خلال التنفيس عمَّا يزعجك من الضغط الداخلي، وترتب الأمور في عقلك، ثم تتقبل ما حدث بدلاً من محاولة التخلص منه أو تجاهله.

عندما تتحدث في هذا الموضوع، يمكنك رؤية الموقف بعيون شخص آخر ومن منظوره؛ إذ يساعدك هذا الشخص على رؤية الأمور كما هي دون تضخيمها، وقد تتوصلان معاً إلى وضع خطة عمل لتخطي ذلك والمضي قدماً.

7. غيِّر توقعاتك إذا كنت تتوقع الكمال:

إن كنت تسعى إلى الكمال أو تتوقعه من نفسك أو من الآخرين، فستصاب بخيبة أمل حتماً؛ لذا غيِّر توقعاتك قليلاً؛ فإن شعرت بخيبة أمل إزاء ما فعلته أو ما فعله شخص آخر، فاسأل نفسك: “هل سيكون لهذا الأمر أي تأثير عليَّ خلال السنوات الخمسة القادمة، أو حتى الأسابيع الخمس القادمة؟”.

يوجد أمر آخر مفيد، وهو ببساطة أن تذكِّر نفسك بأنَّك إن صدَّقت خرافات عن الكمال، فستضر نفسك والناس من حولك؛ ذلك لأنَّ هذه الخرافات التي ربَّما أخذتها من الأفلام والأغاني وما يُشاع في العالم أو ما يُنشَر على الإنستغرام (Instagram) ستتصادم مع الواقع، وتميل إلى أن:

  • تسبب الكثير من الإجهاد والمعاناة لك وللناس من حولك.
  • تجعلك تماطل في إنجاز أمر ما خوفاً من أن تُصاب بخيبة أمل أو تُخيِّب آمال شخص آخر مرة أخرى.
  • قد تسبب لك الضرر، أو ربَّما تجعلك تنهي علاقة ما أو وظيفة أو مشروعاً ما؛ ذلك لأنَّ توقعاتك لا تمت للواقع بصلة.

لقد استطعت من خلال تذكير نفسي بذلك دوماً أو تدوينه ضبط توقعاتي والحد من المعاناة وخيبات الأمل.

8. خذ قسطاً من الراحة، واعثر على سُبلٍ أخرى تساعدك على تقليل مستويات التوتر لديك:

يمكن للتركيز على أهدافك فقط وتسخير وقتك بأكمله ساعياً إلى تحقيقها أن يعرِّضك إلى ضغوطات أنت في غنى عنها، وربَّما يجعلك تشكك بآرائك؛ وقد يكون جل ما تحتاجه لتخطي ذلك في بعض الأحيان هو أخذ استراحة؛ لذا، خذ قسطاً من الراحة، وجدِّد طاقتك، واستمتع.

بعد أن تريح ذهنك من التفكير في أهدافك وأحلامك، سيتحسن مزاجك غالباً، وتتقبل ما حدث، وتتعلم منه؛ ثم تتابع حياتك مرة أخرى.

عندما توازن مشاعرك، عليك أيضاً أن تخصص بعض الوقت لتضع خطة توازن فيها بين وقت العمل ووقت الراحة على نحو أفضل؛ ففي الوقت الذي حققت فيه التوازن بين هذين العاملين، أصبحت قادراً على التعامل مع العقبات التي تواجهني والأمور التي لا تسير كما أحب بغاية السهولة، وبطريقة بنَّاءة وعقلانية.

9. لا تجعل أفكارك تقيدك:

إن كنت تعرف أنَّك تميل إلى المبالغة في التفكير في المواقف السلبية لفترة طويلة جداً وتدخل دوامة من الأفكار السلبية، فأخرِج هذه الأفكار من رأسك؛ وهناك طريقتان لفعل ذلك وتركيز انتباهك على ما هو خارج هذه القيود، وهما:

  • مساعدة الآخرين: ساعد صديقاً على التخطيط لحفلة أو اجتماع في العمل، أو ساعده في نقل الصناديق وغيرها من الأشياء إلى منزله الجديد، أو ببساطة قف بجانبه وأصغِ إليه وهو ينفِّس عن غضبه بسبب تعرضه إلى خيبة أمل.
  • ممارسة التمرينات: قد تجد أنَّ رفع الأثقال أو الخروج للتنزه لمسافة طويلة طريقة رائعة لتنسى تلك الأفكار التي تراودك مرة أخرى، كما أنَّها وسيلة لتجدد طاقتك وتزيد تركيزك.

10. اعثر على الطاقة والتحفيز مرة أخرى بمساعدة الآخرين:

ارفع من معنوياتك، وزِد حماستك وتفكيرك الإيجابي من خلال مساعدة الآخرين؛ كما قد يساعدك على ذلك التحدث مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل، أو أشخاص آخرين في مكان بعيد في العالم؛ كما يمكنك أن تحسن تركيزك وتشحذ حماستك لتواصل السير نحو أحلامك بمساعدة:

  • الكتب، كالكتب التحفيزية أو ربَّما السير الذاتية لأشخاص ملهمين.
  • برامج البث الإذاعي.
  • الأفلام والبرامج التلفزيونية وقنوات اليوتيوب (Youtube).
  • منتديات عبر الإنترنت وقنوات التواصل الاجتماعي.

أمضِ من 10 إلى 60 دقيقة مع مصدر أو بضعة مصادر من هذا القبيل لتجدد طاقتك وتغيِّر طريقة تفكيرك إلى الأفضل.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات للحفاظ على التحفيز الذاتي حتى في الأوقات الصعبة

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/Z5l2W-AGol0?rel=0&hd=0″]

11. اتخذ خطوة صغيرة تساعدك في مواصلة حياتك:

بعد تقبلك للموقف، ربَّما تعلَّمت منه شيئاً أو اثنين، وجدَّدت حماستك مرة أخرى لتتابع حياتك؛ والآن، أنت لست مرغماً على اتخاذ قفزات كبيرة وجريئة.

عندما أتعرض إلى هذا الموقف، أحاول عادة أن أضع خطة عمل للمضي قدماً، وأقوم بهذا بالتعاون مع شخص ما مثل زوجتي، وقد أقوم به بنفسي؛ ثم أقسِّم هذه الخطة إلى خطوات عمل صغيرة، وأباشر العمل مع أول هذه الخطوات؛ وفي حال بدأت أماطل في تلك الخطوة، فأقسِّمها إلى خطوات أصغر وأبدأ بإحداها، وأضع بذلك قدمي على الطريق الصحيح.

12. عزِّز تقديرك لذاتك:

لقد ساعدني تعزيز تقديري لذاتي على تجنب الانجرار وراء انتقاد الذات والتركيز على المشاعر السلبية التي تنتابني بعد خيبات الأمل أكثر من اللازم، كما ساعدني على استعادة ثقتي بنفسي، وأصبحت أتعامل مع العقبات التي تواجهني بعقلانية واستقرار عاطفي أكبر؛ ممَّا سهَّل عليَّ أيضاً ألَّا أُحمِّل الآخرين المسؤولية، وأن أتعلم من المواقف وأتعامل معها بطريقة أفضل إن تعرضت إليها مرة أخرى.

كيف تعزِّز تقديرك لذاتك؟ إليك بعض النصائح والعادات المفيدة حقاً في ذلك:

اكتب 3 أشياء تقدِّرها في نفسك:

خصِّص بضع دقائق في المساء لتسأل نفسك: ما هي أكثر 3 أمور أنا راضٍ بها عن نفسي؟

دوِّن إجاباتك في ملاحظات أو على الكمبيوتر المحمول أو الهاتف الذكي؛ حيث سيساعدك ذلك في البدء بالتركيز على الأمور الإيجابية لديك، والكف عن انتقاد ذاتك.

لا تقع في فخ المقارنة الذي قد يدمرك:

إذا قارنت ما تملكه وإنجازاتك في الحياة وما وصلت إليه الآن بالآخرين وحياتهم، فستسيطر عليك مشاعر الإحباط في أغلب الأحيان، وتشعر بالسوء حيال نفسك؛ ذلك لأنَّك ستجد دوماً من هو أفضل منك؛ لذا اختر طريقة أخرى للمقارنة بدلاً من ذلك، وابدأ مقارنة نفسك بنفسك، وانظر إلى أين وصلت، وما الذي تغلَّبت عليه، وكيف طوَّرت من نفسك.

يمكنك أن تجرب الكثير من الأساليب لتعزيز تقديرك لذاتك، كأن تكون قوياً في مواجهة الشدائد، ولطيفاً مع الآخرين، وتقدم لهم يد العون؛ ولا تفكر أنَّك شخص مُخيِّب للآمال لمجرد عقبة واحدة واجهتك، واستبدل سعيك إلى الكمال بشيء أكثر حكمة.

 

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!