3 طرق بسيطة لتستمد الفرح من يومك

تحدَّثتُ قبل أيام مع صديقة لم أتصل بها منذ بداية الجائحة، وعندما سألتها عن حالها، أجابت إجابة غير متوقعة أنَّها تعيش حياةً مليئة بالفرح والسعادة؛هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة وكوتش اليقظة الذهنية كيلي بارون (Kelly Barron)، والتي تُحدِّثنا فيه عن طرائق لتستمد الفرح كل يوم.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة وكوتش اليقظة الذهنية كيلي بارون (Kelly Barron)، والتي تُحدِّثنا فيه عن طرائق لتستمد الفرح كل يوم.

يمكن أن يكون الفرح ناتجاً عن أمر بسيط، كتحقيق هدف صغير، أو تناول وجبة لذيذة، أو سماع مقطع من أغنية مفضلة، أو ارتداء حذاء مريح؛ ففي كثير من الأحيان، يتعين علينا أن ندرك هذه اللحظات الصغيرة من الفرح، ونتمسك بها حتى في أحلك ظروف الحياة.

غالباً يكون انتباهنا مشغولاً بأمور أخرى، كشعورنا بالحزن بعد معرفة أنَّ أحد الأصدقاء مريض، أو القلق عندما يفقد شخص نحبه وظيفته، كما أنَّ هناك قضايا أكبر تجذب انتباهنا، كالظلم الذي يشهده العالم والمشكلات المناخية وانعدام اليقين بشأن المستقبل؛ حيث تدور ممارسة اليقظة الذهنية حول تعلُّم كيفية الصمود في وجه هذه اللحظات العصيبة برباطة جأش.

كيف تجد الفرح في حياتك اليومية؟

في ظل كل تلك اللحظات العصيبة، هناك دائماً بصيص أمل يستعيد بريق الفرح في أنفسنا، فقد تكفينا لحظات قليلة من الفرح لنشعر بالسعادة طوال اليوم، فالإحساس باللحظات الجميلة والصغيرة التي نمر بها، لا يعني التغاضي عن مشكلات العالم، بل يدل على أنَّه تقييم صادق لما قد نشعر به في الوقت الحالي.

بالنسبة إلى صديقتي، استمدت فرحتها الصغيرة من تناول بعض حبات الكرز؛ أمَّا بالنسبة إلي، فما يسعدني هو كتابة هذا المقال، وقد تكون قراءته هي ما يدخل الفرح إلى قلبك – وآمل ذلك – أو احتساء كوب من الماء البارد، فالشعور بمثل هذه اللحظات البسيطة، ليس شعوراً جيداً فقط؛ وإنَّما ويخفف من ميلنا الشديد نحو السلبية.

شاهد بالفيديو: كيف تُغيّر مزاجك في 30 دقيقة؟

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/6perB-u5K9Y?rel=0&hd=0″]

ما سبب ميلنا إلى السلبية؟

تثقل الحياة كاهلنا حتى قبل الجائحة، ويميل البشر بطبيعتهم إلى الإحباط؛ حيث يسجل الدماغ التجارب السلبية تسجيلاً أكبر من التجارب الإيجابية؛ وذلك لأنَّها ساعدت أسلافنا على البقاء على قيد الحياة؛ إذ لعلَّ امتلاك دماغ قادر على كشف التهديدات، عزَّز قدرتهم على التكيف، لحمايتهم من الوقوع فريسة الحيوانات البرية؛ إلا أنَّ ذلك لم يعُد هاماً مثلما كان في الماضي؛ وذلك لأنَّ الأمور التي تهدد حياتنا باتت أقل بكثير، إلى جانب ازدياد رغبتنا في أن نكون مرتاحين، يقول عالم النفس ريك هانسون (Rick Hanson): “يجذب الدماغ التجارب السلبية كالمغناطيس ويعزل التجارب الإيجابية”.

تتمثل إحدى الطرائق العملية لمواجهة تحيزنا السلبي في الانتباه إلى اللحظات السعيدة؛ حيث يتطلب إدراك لحظات السعادة ممارسة اليقظة الذهنية، وهذا يمثِّل تحدياً مع نفسك، على سبيل المثال، الاستمتاع عندما تتصفح الأخبار السيئة على مواقع التواصل الاجتماعي.

لا يتعين علينا أن ننتظر المواقف المثالية لنشعر بمزيد من السعادة؛ فعلى الرغم من أنَّ ذلك سيكون رائعاً، ولكن علينا أيضاً التمسك باللحظات الهادئة السعيدة التي تأتي عندما نكون حاضرين لتلقيها.

ولكن قد تتفاجأ من أنَّك حينما تنوي الانتباه إلى هذه اللحظات، ستتمكن من ملاحظة مقدار الفرح الذي تشعر به عندما يبدأ محرك سيارتك بالعمل بعد تعطله لأسابيع، أو عندما تصل الحافلة إلى المحطة لحظة وصولك إليها، أو عندما تشعر بنسمة هواء تلامسك.

فيما يلي بعض الممارسات الواعية لتنمية الفرح في حياتك اليومية:

1. تغيير الصورة المسبقة التي أخذتها عن الأمور:

لقد صمَّمت على إيجاد الفرح في كل تفصيل من تفصيلات حياتنا؛ وذلك لأنَّه في كثير من الأحيان، لا نُظهر الفرح بداخلنا إلا في المناسبات الكبيرة، مثل حفلات الزفاف أو ولادة طفل أو تحقيق نجاح مهني، ولكن عندما نفكر في الفرح على أنَّه يكمن فقط في الأحداث الكبيرة، فإنَّنا نتجاهل الملذات الصغيرة الكثيرة الموجودة أمامنا على طول الطريق؛ حيث إنَّ العثور على الفرح في روتيننا اليومي يجعل الوصول إليه أكثر سهولة، وكلَّما ازداد اهتمامنا بالفرح في اللحظات العادية من حياتنا، صادفناها أكثر في حياتنا، وأصبحنا أكثر سعادة.

2. التمهل:

قد يستغرق الدماغ بضع ثوانٍ ليحدد أنَّ شيئاً جيداً سيأتي إليك؛ لذا يتيح التمهل لقلبك وعقلك وجسدك الاعتراف بالمتعة التي تحظى بها، ويتيح لك تذوق نكهة العصير الاستمتاع بها أكثر، تماماً كحال التوقف للشعور بقدميك العاريتين على العشب أو التمهل عند قراءة سطور قصيدة جميلة.

3. استمداد الفرح من كل ما حولنا:

في بعض الأحيان، يمكن أن نستمد الفرح من الأمور التي لا نزال نتنعم بها في العالم، ففي كل صباح، كن ممتناً لتمتعك بصحة جيدة، وأنَّ الشمس تشرق، وتملأ أصوات العصافير الهواء، في حين أنَّ هذه التجارب قد لا تثير حماستنا، فإنَّ الاهتمام بها يشجع على التقدير والامتنان لكل ما لا يزال جيداً في العالم، كما كتب تشيد مينج تان (Chade-Meng Tan) في كتابه فن اكتشاف السعادة من الداخل (The Art of Discover the Happiness Inside)، “معرفة أنَّك لست تحت رحمة القلق بالكامل يمكن أن يجلب لك بعض الفرح”.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!