4 علامات خفية تشير إلى إرهاق رواد الأعمال

عندما تسمع كلمة إرهاق، ما الذي يخطر في بالك؟ عادة ما ترتبط هذه الكلمة في يوم عمل شاق ومتعب، وبمجرد الانتهاء منه، يستنزف طاقتك النفسية والجسدية، وقد يسبب لك حالة من عدم الاستقرار.من خلال تحديد العلامات الأربع المخفية التي تُشير إلى أنَّك تعيش في حالة من الإرهاق يمكن أن تتخطاها.

يمتلئ جدول عمل رائد الأعمال بالمهام، وتتطلب كلها حضوره الكامل وتفكيره الإبداعي، ولكن على الرغم من ذلك، فإنَّ الهدف هو الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة من خلال الوفاء بالواجبات المنزلية مع الأسرة والحفاظ على الروابط القوية؛ وهذا يمثل تحدياً كبيراً بالفعل.

قد تتطلب مواجهة هذا التحدي بنجاح وضع حدود واضحة وراسخة، وأيضاً العمل بطاقة عالية لتعزيز الشغف والحضور، ويُعَدُّ الحفاظ على مستويات الطاقة أحد أهم متطلبات الأداء اليومي العالي لتحقيق النجاح على الأمد الطويل.

قد يكون من الصعب جداً تحديد الخط الفاصل بين شغف العمل والإرهاق الذي يعانيه رواد الأعمال يومياً، ونظراً لأنَّ علامات الشغف والإرهاق متشابهة جداً؛ يجب أن تعرف الحد الفاصل بينهما، الذي لا ينبغي تجاوزه من خلال تحديد العلامات الأربع المخفية التي تُشير إلى أنَّك تعيش في حالة من الإرهاق، وأنت كرائد أعمال، يمكن أن تتخطاها:

1. العمل لفترة طويلة وبذل جهد أكثر من اللازم:

يُعرَّف الإرهاق بأنَّه تَعبٌ جسديٌّ أو عقليٌّ شديد؛ لذا كيف يمكنك العمل مدَّةً أطول إذا كنت تعاني الإرهاق؟

جواب هذا السؤال معقَّد، ولكنَّه يبدأ بفهمك أخلاقيات العمل، والذي يبدأ بدوره بتوضيح الحد الفاصل بين الإرهاق والحماسة، فإذا كنت تعمل حالياً خوفاً من الفشل، فهذا هو سبب الإرهاق، وقد يدفعك الخوف من الفشل إلى الاعتقاد خطأً بأنَّ كثرة العمل تقودك إلى النجاح، وسبب عملك بهذه الطريقة هو أنَّ الخوف يحفز التوتر والقلق، مما يجعل العثور على الإجابات والحلول أكثر صعوبة، كما أنَّه يتسبب في نفاذ الصبر والشعور بانعدام الكفاءة، مما يؤدي إلى تخليك بسهولة وفي وقت مبكر جداً عن حلول جديدة ومثيرة من شأنها أن تنجح، إذا استخدمتها بوضوح وعن قناعةٍ راسخة.

وستجد نفسك تقول: “يجب أن أذهب إلى العمل”، بدلاً من “أُريد أن أذهب إلى العمل”؛ وبذلك ستدرك أنَّك تجاوزت الحد الفاصل بين الحماسة والإرهاق.

ومن ناحية أخرى، ستشعر بالحماسة، عندما يكون الشغف هو قائدك، وهذا ما ينقصك بشدة في حالة الإرهاق.

2. تحوُّل قوة إرادتك إلى قوَّةٍ تُدمِّر صحتك وعلاقاتك:

عندما تُجبِر نفسك على فعل شيء ما؛ فهذا يعني أنَّك كنت تفضل القيام بشيء آخر، لقد أصبحت مستعبَداً كلياً لأعباء عملك، وفي هذه الحالة لن تقع في الفخ وحدك، فحتى صحتك الجسدية والأشخاص العزيزين عليك سيتأثرون.

جسمك هو الأداة التي تستخدمها لترك الأثر الذي تعمل من أجله، ومن دون التغذية السليمة، إلى جانب الفوائد التي لا حصر لها للنشاط البدني اليومي بما في ذلك تخفيف التوتر والقلق، سيكون لديك القليل جداً من الطاقة للاستفادة منها في جدول عملك.

ستتأثر علاقاتك أيضاً سلباً؛ حيث يتضاءل وقتك ووجودك وتواصلك مع الآخرين، مما يجعلهم يتساءلون عما إذا كنت تحبهم حقاً وتقدرهم، وذلك لأنَّه بغض النظر عن الكلمات التي تقولها، فإنَّ أفعالك لها الأثر الأكبر.

وعندما يبدأ أفراد عائلتك بالتشكيك في تعاملك معهم، قد تجد نفسك تفعل الشيء نفسه، على الرغم من حقيقة أنَّ الحب والتواصل ضروريان لسعادتك وإشباعك، وبمجرد تجاوزك الحد الفاصل بين الحماسة والإرهاق، ستعزل نفسك عاطفياً عن رعايتهم ودعمهم، وذلك يشكل خطراً على صحتك العقلية.

شغف العمل ليس سوى جزءاً صغيراً من شغف الحياة الحقيقي، ولا تتوقع شغفاً كبيراً بعملك دون أن يكون لديك أيضاً شغف واهتمام بصحتك الجسدية وعلاقاتك.

3. الانفعال والتوتر والقلق:

عندما تشعر بالقلق والتوتر، تقوم بتنشيط المحور الوطائي -النخامي -الكظري (HPA Access) في عقلك.

يرمز الحرف “H” إلى الوِطَاء (Hypothalamus)؛ وهو المسؤول عن تفسير ما إذا كنت تشعر بالأمان أو الخطر، ويرمز الحرف “P” إلى الغدة النخامية (pituitary gland)؛ وهي المسؤولة عن توصيل المعلومات التي يفسرها الوِطَاء إلى جسمك، بينما يرمز الحرف “A” إلى الغدة الكظرية (Adrenal gland)، والتي تستجيب للخطر عن طريق إرسال هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين في جميع أنحاء الجسم.

عندما يحدث ذلك، يُوقِف جسمك جميع الوظائف الأخرى غير الضرورية لإنقاذك من الخطر، ويَسحب الدم ويرسله إلى ذراعيك وساقيك لإمكان الهروب الجسدي السريع، وتُقَيَّد الأوعية الدموية أيضاً في الجزء الأمامي من الدماغ؛ حيث يحدث التأمل والتفكير المعقد، ليستأثر به الدماغ الخلفي وتزيد الانفعالات.

بهدف الحفاظ على أداء يومي عالٍ في عملك وعلاقاتك وحياتك عموماً، فإنَّ هذه الحالة الناجمة عن الإجهاد ليست جيدة.

شاهد بالفيديو: 15 نصيحة لتحافظ على نفسيتك وتتلّخص من التوتر والإجهاد

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/y300utVty-4?rel=0&hd=0″]

4. عدم الشعور بالاسترخاء على الإطلاق:

عندما لا تستطيع الاسترخاء في نهاية اليوم دون الشعور بالذنب، تكون قد تجاوزت الحد الفاصل بين الحماسة والإرهاق.

الشعور بالذنب لا يظهر حينما تجلس على الأريكة دون عملٍ فقط؛ بل قد يظهر حينما تفكر في أخذ استراحة عمل مدتها 20 دقيقة، وعند الذهاب لقضاء إجازة أنت بحاجةٍ إليها وتستحقها حقاً، وحينما تواجه صعوبةً في النوم ليلاً.

وقد تشعر دائماً كما لو كنت متأخراً ويجب عليك العمل أكثر، لكنَّك تعمل الأشياء التي تُبقِيك عالقاً في المكان نفسه، بينما الحياة لا تقتصر قائمة مهامك، وعدم القدرة على الاسترخاء يحرمك من التجارب المُرضية حقاً.

ويحدث ذلك عندما لا تتوافق أولوياتك مع نواياك، فتعيش في حالة من الإرهاق.

توضيح حالة الإرهاق:

من المشكلات التي تواجه العديد من رواد الأعمال تعلُّقهم تعلقاً مبالغاً فيه برؤيتهم، مما يجعلهم يفقدون مصداقيتهم دون أن يشعروا، هذا هو السبب في أنَّ وضع حدود واضحة وثابتة حول ساعات عملك، وإعطاء الأولوية لصحتك الجسدية، والتواصل بشفافية مع من تحبهم والصدق التام مع نفسك، هو أساس تحقيق توازن ناجح بين العمل والحياة.

من الصعب وضع حدود واضحة بين الشغف والإرهاق، لكنَّ الوضوح يبدأ بتعريف حالة الإرهاق وامتلاك الوعي الذاتي لحماية حدودك.

من المؤكد أنَّك ستتخطى حالة الإرهاق مستقبلاً، لكنَّ معرفة حدودك تمنحك الوعي لتصحيح المسار تصحيحاً أسرع للعودة إلى التناغم دون أن يتأثَّر من حولك ودون أن تتأثَّر سلامتك العقلية.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!