5 طرق لتكون أكثر تفاؤلاً وفقاً لعلم النفس الإيجابي

منذ بداية عام 2020 تقريباً، واجه الناس ظروفاً حالكة؛ حيث أصبح المرض والموت والعزلة وفقدان الوظائف أجزاء غير مرحَّب بها من واقعنا. هذا المقال مأخوذ عن جاكلين ماتيس (Jacqueline Mattis)، عالمة علم النفس السريري، والتي تُحدِّثنا فيه عن أهمية التفاؤل كوسيلة علاجية.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن جاكلين ماتيس (Jacqueline Mattis)، عالمة علم النفس السريري، والتي تُحدِّثنا فيه عن أهمية التفاؤل كوسيلة علاجية.

في الواقع، وطوال هذه الأوقات، تجلَّى كلا الجانبين المظلم والمشرق من الطبيعة البشرية، حين منح العديد من الناس أرقى صور الدعم والعطف، بينما مارس الآخرون أعمال عنف أو جشع.

بصفتي عالمة وباحثة يركز عملها على علم النفس الإيجابي بين الأشخاص الذين يواجهون تحديات، فأنا أدرك تماماً أنَّه إذا كان هناك وقت لإجراء محادثة حول الأمل، فقد حان الوقت لذلك الآن.

الأمل مقارنة بالتفاؤل:

دعونا نفهم أولاً ما الأمل، فكثير من الناس يخلطون بين التفاؤل والأمل.

عرَّف تشارلز آر سنايدر (Charles R. Snyder)، مؤلِّف كتاب “علم نفس الأمل” (The Psychology of Hope)، الأمل على أنَّه الميل إلى رؤية الأهداف المرجوة قدر الإمكان، والتعامل معها من خلال “التفكير القائم على القوة”، وهو الاعتقاد أنَّك أنت أو الآخرين لديكم القدرة على تحقيق الأهداف، كما عرَّفه بأنَّه “مسارات التفكير”، وهو التركيز على ابتكار طرائق ووضع الخطط لتحقيق تلك الأهداف.

أما التفاؤل فهو أمر مختلف؛ حيث يعرِّف عالم النفس تشارلز كارفر (Charles Carver) التفاؤل بأنَّه توقع عام بأنَّ الأشياء الجيدة تحدث في المستقبل، ويميل المتفائلون إلى البحث عن الإيجابية، وفي بعض الأحيان، ينكرون أو يتجنبون المعلومات السلبية؛ باختصار، التفاؤل هو توقع الأشياء الجيدة؛ أما الأمل فهو كيف نخطط ونتصرف لتحقيق ما نريد.

فيما يلي خمس استراتيجيات رئيسة للتحلِّي بالأمل في هذه الأوقات العصايبة:

1. تحقيق الأهداف:

لا ينتظر الأشخاص المتفائلون مَن ينقذهم؛ إنَّما يتخيلون ويهبُّون إلى العمل؛ حيث يضعون خططاً وأهدافاً واضحة وقابلة للتحقيق، ويؤمنون بفاعلية إدارتهم؛ أي قدرتهم على تحقيق النتائج، ويدركون أنَّ طريقهم محفوف بالصعاب والحواجز والفشل، ويزعم علماء النفس مثل سنايدر (Snyder) وآخرين، أنَّ الأشخاص المتفائلين قادرون على توقع هذه الحواجز ويختارون المسارات الصحيحة.

علاوةً على ذلك، يتكيَّف الأشخاص المتفائلون؛ فعندما تُحبَط آمالهم، يميلون إلى التركيز تركيزاً أكبر على عملهم لتحقيق أهدافهم.

كما يقول عالم النفس إيدي تونغ (Eddie Tong): “يميل الأشخاص المتفائلون إلى الاعتقاد أنَّ الأهداف المرجوة قابلة للتحقيق حتى لو استنفدت الموارد الشخصية”، وفي عبارة أخرى، يستمر أصحاب الأمل حتى عندما لا تكون الآفاق مواتية.

الأهم من ذلك، تشير الأدلة إلى أنَّ الاعتقاد أنَّ المرء قادر على تحقيق أهدافه، قد يكون أكثر أهمية من معرفة كيفية تحقيق تلك الأهداف.

2. الاستفادة من قوة عدم اليقين:

زعم العديد من الباحثين بأنَّه لكي يجدوا الأمل، يحتاج الأفراد إلى أن يكونوا قادرين على إدراك “إمكانية النجاح”.

تُظهر الأبحاث أنَّ العديد من عوامل عدم اليقين في الحياة يمكن أن تساعد الناس على زرع الأمل في الأوقات الصعبة، فمثلاً: أظهرت دراسة أُجريت عام 2017 أنَّ آباء الأطفال الذين شُخِّصت إصابتهم بالتصلب اللويحي، استخدموا حقيقة أنَّهم لم يعرفوا سوى القليل عن الحالة في الطفولة؛ وذلك لتغذية شعورهم بالأمل والحفاظ عليه، ورأى الآباء أنَّه نظراً لصعوبة التشخيص الدقيق لمرض التصلب اللويحي في مرحلة الطفولة والتشخيص المتنوع للغاية، كانت هناك فرصة أنَّ أطفالهم قد شُخِّصوا تشخيصاً خاطئاً ويمكنهم التعافي والعيش حياة طبيعية؛ باختصار، يحمل المستقبل غير المؤكد الكثير من الاحتمالات، وعلى هذا النحو، عدم اليقين ليس سبباً للشلل؛ بل هو مصدر للأمل.

3. التركيز على الإيجابيات:

يُظهِر الأشخاص المتفائلون والذين يتحلون بالأمل أوجه تشابه واختلاف في أنواع المحفزات العاطفية التي يهتمون بها في العالم، فمثلاً: وجد عالم النفس لوكاس كيلبيرير (Lucas Kelberer) وزملاؤه أنَّ المتفائلين يميلون إلى البحث عن صور إيجابية، مثل صور الأشخاص السعيدين، وتجنب صور الأشخاص الذين يبدون مكتئبين.

لم يبحث الأشخاص المتفائلون بالضرورة عن معلومات إيجابية عاطفية، ومع ذلك، يقضي الأشخاص الذين لديهم أمل كبير وقتاً أقل في الاهتمام بالمعلومات الحزينة عاطفياً أو التي تهدد أملهم.

في عالم تغمرنا فيه خيارات ما نقرأه ونشاهده ونستمع له، لا يتطلَّب منا الحفاظ على الأمل السعي وراء المعلومات الإيجابية؛ وإنَّما تجنُّب الصور والرسائل السلبية.

شاهد بالفيديو: 9 طرق لتزيد الإيجابية في حياتك

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”200″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/5MJ3EQJG0rA?rel=0&hd=0″]

4. الاختلاط بالآخرين وتجنُّب الانعزال:

من الصعب الحفاظ على الأمل في عزلة؛ حيث تُظهر الأبحاث أنَّه بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعملون لإحداث التغيير الاجتماعي، ولا سيما النشيطون المناهضون للفقر، بعثت العلاقات فيهم الأمل، وحثتهم على متابعة مساعيهم؛ حيث بثَّ التواصل مع الآخرين حسَّ المساءلة في نفوس الناشطين، والاعتراف بأنَّ عملهم هام وأنَّهم جزء من شيء أكبر من أنفسهم.

العلاقات ضرورية؛ لكن تشير الأبحاث في مجال الصحة إلى أنَّ استدامة الأمل تعتمد جزئياً على الصحبة المعينة التي نحتفظ بها، على سبيل المثال: غالباً ما يحتفظ آباء الأطفال المصابين بأمراض مزمنة بالأمل من خلال الانسحاب أو تجنُّب التفاعل مع الأشخاص السلبيين الذين قللوا من شأن جهودهم في البحث عن نتائج إيجابية، ويمكننا أن نبقى متفائلين إذا تواصلنا مع الآخرين الذين يذكروننا بمسؤولياتنا وأهمية نضالاتنا.

5. جمع الأدلة:

يتطلَّب الأمل أيضاً الثقة؛ حيث يضع الأشخاص أصحاب الأمل ثقتهم في المعلومات، لا سيما التاريخية منها؛ حيث تُظهر الأبحاث أنَّ النشيطين المناهضين للفقر استمدوا الأمل من أمثلة تاريخية عن أناس تمكنوا من إحداث تغييرات نتيجة اتحادهم والمقاومة معاً.

بناء عليه، تتطلَّب تنمية الأمل والحفاظ عليه جمع الأدلة من حياتنا وتاريخنا والعالم بأسره، واستخدامها لتوجيه خططنا ومساراتِنا وأفعالنا، ويتطلب الأمل أيضاً أن نتعلَّم استخدام هذه البيانات لمعايرة التقُّدم بفاعلية مهما كانت صغيرة.

المصدر

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!